Sunday 26 July 2009

برزاني للرئاسة و طالباني لصب القهوة


ما السر الذي يقف وراء التهليل للانتخابات في كردستان العراق و القبول المسبق بنتائجها من بعض الصحف العربية و من قبلها الانتخابات اللبنانية الفضيحة و بين الهجوم المستمر على كل من الانتخابات الايرانية و الموريتانية؟
لقد عاشت المنطقة خلال الشهرين الماضيين حمى الانتخابات . لم نكد نخرج من واحدةحتى كانت تهاجمنا الأخرى . الأراء بشكل عام متباينة حول هذه الانتخابات الا ان ما يلفت الانتباه هو ذاك الاصطفاف الفاضح في ضد فائزين لا يحالفون دولا معينة و التهليل لأخرين معروف انتماءهم و ارتباطهم و ميلهم. المسألة ليست مسألة انتخابات. انها مسألة ولاءات و تحالفات . ما يشاع عن الديمقراطية في منطقتنا العربية هو وهم . فلا ديمقراطية مع غرائز وولا ديمقراطية مع فساد و مع أموال تغدق هنا و هناك لشراء ذمم و نواب. الدعاية للديمقراطية هي محاولة اغراء . انها كأي امرأة فاتنة تمد لك ساقها لتتلمسه فتنقلب من فرط شهوتك الحيوانية الى عبد لهذه الشهوة . ما يحصل هو بالضبط كذلك. المال يعمي و يشتري . منطقتنا مبتلاة بالشارين و المشترين .أولم يدخل الاستعمار كله بالشراء؟!! قد تتفاوت الأسعار الا ان الأكيد هو أن لكل واحد سعر و مقابل.ما جرى في كردستان العراق هو ديمقراطية عشائرية لا تشابه الا ما يحصل في مصر من زعم للديمقراطية و ترويج ساذج و مضحك لديمقراطية التعددية الحزبية و تعددية الترشيح للانتخابات الرئاسية. الأكيد هو ان كل شيء مضبوط و الأمور مهيئة لنتيجة معروفة سلفا . برزاني للرئاسة و طالباني لصب القهوة .
مصطفى حميدو
Share:

Saturday 25 July 2009

كهنوت الاسلام المعاصر: طبقة رجال الدين المترفة و الفساد الذي تغرق فيه

انقلب الدين في هذ العصر الى دين الميسورين القادرين على تحمل كلفته . نعم للدين الأن كلفة و كلفة غالية جدا قد لا يستطيع كثيرون تحملها. المشكلة ان تطور الخطاب الديني نفسه تعومل معه على أساس تطوير الشكل دون المضمون . ما زلنا في أدبيات الدين نعيش في عصور لم تكن كثير من قضايانا الراهنة قضايا للنقاش بل كانت نوعا من الترف الفكري و التمرين الذهني. المؤسسة الدينية الرسمية هي مؤسسة فاسدة كل من فيها فاسد الا من رحم ربي. الفتاوى التي تظهر منها هي فتاوى مخجلة تدل على انحطاط فكري لا سابق له. المؤسسة الرديفة غير الرسمية أصيبت بداء التطرف و الهمجية و معاداة الحضارة بكل أبعادها.
كل هؤلاء سواء المتطرفون أم الرسميون مبتلون بحب المال و لو كانوا يظاهرون كذبا بالزهد و التقشف. الأوقاف في العالم العربي التي يديرها هؤلاء هي أوقاف منهوبة و مستباحة يسرقونها باسم الدين و يتاجرون فيها باسم الدين. طبقة رجال الدين هي من أغنى الطبقات الاجتماعية . ربما تأتي مباشرة بعد طبقة رجال الأعمال المتحالفين معهم و المحللين لكثير مما يفعلونه.
مجالس من يطلق عليهم أسماء أرباب العالم و العلماء هي مجالس لا يقصدها الا المترفون . ترى بجانب "العالم" نوعين من الناس ، اما صاحب سلطة أو صاحب مال. الفقير غير مدعو الى هكذا مجالس و هو ان دعي فيبقى محط تندر و نظرات غير مريحة تجعله ينفر و يغادر سريعا.
مهمة شيوخ الدين هي تصبير الفقير على فقره و تشجيع الظالم على ظلمه. ليس عند هؤلاء أجندة غير التصبير على فقر دون أن يعلموا هؤلاء الفقراء كيفية المطالبة بحقوقهم و مساعدتهم حتى على فهم حقوقهم.
هؤلاء لا يمكن أن يكونوا غير مثل أولئك الذين تسلطوا على الناس في القرون الوسطى في أوروبا ليلفظهم الناس بعد ذلك و ليحبسوهم في أديرتهم غير سامحين لهم بالتدخل في ما لا يعنيهم
المشكلة ان الاسلام ليس فيه كهنوت و أن ما نراه من كهنوت هو مصطنع لا أساس له في الدين . الحل هو في مصادرة ما يملكون و الذي جمعوه من حرام و الغاء سلطات كثيرة يتمتعون بها و اطلاق جوهر الدين و هو "استفتي قلبك و لو أفتوك"
مصطفى حميدو
Share:

Telegram

Podcast