Thursday 11 September 2014

السياسة و التدمير كهدف

اهم شيء للقيام بفعل ما و نجاحه هي القدرة و توفر الامكانيات التي تساهم في هذا النجاح. و العبث كل العبث هو عندما نقوم بفعل لا تتوفر له امكانيات نجاحه سواء من الظروف المحيطة أو بالمصادر المالية و اللوجستية و التقنية اللازمة لنجاحه. السياسة تنطبق عليها هذه القاعدة بشكل كامل. فالسياسة محكومة بالتوازنات و التوازنات هذه هي عملية لها علاقة قوية بالامكانيات و الظروف المحيطة و القدرة على استغلال المصدر و الظرف للوصول الى الهدف.
ما نشهده اليوم حولنا خصوصا في منطقة الشرق الأوسط هي حفلة جنون لا تقوم على حسابات الظرف و القدرة. بل هي عملية تدمير ذاتي هدفه هو التدمير و لا شىء غيره. لكن السؤال الذي يطرح في مثل هذه الظروف هو هل يمكن أن يكون التدمير هو هدف بحد ذاته؟؟ 
التدمير بحد ذاته ليس بهدف مجرد. انه عمليا رأس جسر لأهداف أخرى قد يضمرها المسبب للتدمير و قد يصرح عنها في أحيان و قد يكون مصرح عنها حتى دون تصريح علني منه. يكفي فقط مراقبة المستفيد و المسبب و العلاقة بينهما.
فالتدمير يمكن أن يشكل رافعة لسياسات مستقبلية تحقق الهدف المرجو الذي تعجز أحيانا توازنات الميدان و الظروف في تحقيقها. فمثلا قد يكون التدمير مقدمة لفرض سياسات اعمار معينة تجعل البلد المدمر تحت رحمة ممولي اعادة الاعمار و بالتالي فرض السيساة و تحقيق الف الذي عجزت عنه السيساة الكلاسيكية و ادواتها التقليدية. وقد يكون التدمير هي عملية اضعاف لبلد ما اقتصاديا و جماعيا و بالتالي القضاء على دور مستقبلي له في مدى منظور.
 ليس هناك و بصراحة فعل سياسسي مستقل مجرد عما يحيط به. فالسياسة هي حلقات متصلة تتنوع بتنوع العقل الذي يصصيغها و الأدوات التي تنفذها.

مصطفى حميدو

Share:

Telegram

Podcast