أه منك و اه من هذا الكره الذي في داخلي تجاهك...
في السياسة ..دمشق مركزية بأكثر ما يجب. تحولت في فترة قليلة من فترات الدهر إلى محشر للناس ..تجمعوا في مكان هو عبارة عن سفح جبل و سهل يصل بمن يسكنه إلى الصحراء.
هذه هي دمشق.إنها خلطة بشرية تميز كل المدن المتخلفة التي تدعى بالعواصم في بلدان العالم الثالث. ترى المركزية القاتلة في إدارات الدولة قد أأجبرت مئات الألوف للزحف إلى العاصمة و السكنى فيها متخيلين إنها الجنة التي ستجعلهم يحصلون منها على التفاح المحرومين منه.
هناك من يحصل بالفعل على التفاح..و هناك من يقدم التنازلات و هناك من يقفل عائدا إلى حيث أتى يجر أذيال الخيبة.
دمشق يسكن فيها الله الذي يحن على أهلها فقط، و كأن للناس الآخرين عزرائيل الذي يأخذ الأرواح فقط بعد أن نسلم بان جبريل يسكن في اللاذقية و يحميها و جبلها و ماءها بجناحيه الوثابين.
دمشق هذه فرغت بمركزيتها و أنانيتها و أنانية من يسكنها كل سورية الأخرى من نخبها و عقولها و حشرتهم في زاوية ضيقة تحت جبل مهدد بالانهيار في أي لحظة.
دمشق هذه هي مثل اسطنبول التاريخية أخذت من أطرافها كل مبدع و حشرتهم في ركن ضيق لم يعد يتسع للمزيد.
لا أعرف سببا لهذه الأنانية..لكن أنانية كهذه ستجعل النافرين أكثر نفورا من بلد يقتل الفروع لحساب جذر هرم بالكاد يحيى.
دمشق هرمة و بالكاد تحيا ...إنها هرمة لدرجة لم تعد تستطيع أن تمشي على رجلين بل هي تستعير الأرجل لتوهم الناس أنها في صحة جيدة.
في كل شيء لها الحظوة ...حتى إذا قرروا أن يشكلوا اتحادا رياضيا فلها نصيب الأسد من مقاعده و للبقية فتات اللئام الذين يمنون عليم بفتاتهم و كأن دمشق تعرف الكرم و كأنها بنت الكرم.
أكتب بغضب مجبول بقرف مختلط برغبة في تغيير كل شيء لأن كل شيء فاسد .
مركزية العواصم جعلت الفروع متأخرة عن التاريخ عقودا و جعلت الخدمات كلها مكرسة للعاصمة حيث يسكن الإله . الإله يجب أن يرى كل شي متوفر حوله.يجب أن يوهم السفراء الذين عنده بأنه قوي و قادر و قدرته هي بخدمات يحظى بها من يراهم بعينيه من شعبه. الله في دمشق و جبريل في اللاذقية و عزرائيل يزور عندنا..نفرح لشارع أرهقه الدم حتى قرروا أخيرا أن يحاولوا أن يرصفوه.. و نفرح لدواء سرطان قرروا بعد أن ملوا من سرقته أن يحنوا به على الأطراف عل عزرائيل يأخذ استراحة منا.