Saturday 31 December 2005

ليس صعبا عليك يا سيادة الرئيس



أليبوس
1\1\2006
هل سنستمر هكذا نتلقى الصدمة تلو الاخرى دون ان نكون مبادرين و لو لمرة في الهجوم؟في مقابلة سابقة مع مرجع امني سوري مهم كان مؤثرا في لبنان و من خلال الحديث يتضح للقارىء بأنه رستم غزالة نشرته العربية نت على موقعها قال بأن الأمن السوري تعرف الى حسام حسام بمحض الصدفة و عن طريق أخيه المعتقل جنائيا في السجون السورية عندما اخبر السلطات عن الشاهد الملك و بأنه ليس سوى أخيه.حتى هذه التي أعتبرتها ضربة قاضية و حذرت من مفاجأت يمكن ان تقفز في وجهنا فجأة لم تكن من صنع عملنا و من جودة هذا العمل بل كانت صدفة اراحتنا قليلا قبل أن تاتي المفاجأة التي حذرت منها. الوضع أصبح خطرا و الحل هو في التغيير الجذري من قبل الدكتور بشار الاسد يشكل عمادا لمرحلة يحارب فيها الفاسدون الذين اثبيتوا بأنهم يلعقون معالق أسيادهم و متى جف محتواها تركوه و انقلبوا الى عدوه.ليس صعبا على الدكتور الاسد ان يعلن أن الفساد شر مطلق و خيانة وطنية و عمالة ضامرة لا تلبث ان تصبح سرطانا ينهش في الجسم الوطني.ليس صعبا أن نعلن عن الفاسدين و ان نعريهم أمام الناس و الذين و بكل تأكيد يعلمون من هم و لكن و لضرورة اعلام الناس بأن الدولة تعرف و تحاسب يعلن ذلك .
Share:

سكت دهرا و نطق كفرا،ملف عن خدام و ردود الافعال على تصريحاته


ميدل ايست اونلاين،سيريا نيوز،أليبوس،وكالات
31\12\2005
قال عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية مساء الجمعة في حديث مع قناة العربية الفضائية ان رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تلقى "تهديدات" من سوريا، ومن الرئيس بشار الاسد.
وقال خدام "اسمع الحريري كلاما قاسيا جدا، اسمع كلاما قاسيا جدا جدا جدا من قبل الرئيس بشار الاسد".
واوضح ان ذلك تم قبل التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود "باشهر". وتم التمديد في ايلول/سبتمبر 2004.
وردا على سؤال لتحديد مدى قساوة التهديدات قال "القساوة تكمن" في ان بشار الاسد قال للحريري "ساسحق من يحاول ان يخرج عن قرارنا، لا اذكر الكلمات بالضبط، لكن الكلام كان بمنتهى القسوة، خرج الرئيس الحريري (من مقابلة الاسد)، ارتفع ضغطه وبدأ معه نزيف في الانف، اخذه غازي كنعان الى مكتبه وحاول ان يهدىء الموضوع".
وقال خدام "في احدى المرات استدعي (الحريري) الى دمشق وهذا الكلام سمعته مباشرة من ثلاثة مصادر من الرئيس الاسد ومن الحريري ومن غازي كنعان (وزير الداخلية السوري السابق)"
وكان خدام قال ردا على سؤال حول توجيه تهديدات للحريري، "نعم جرى توجيه تهديدات للحريري".
وعلى سؤال حول اذا كانت هذه التهديدات "بالقتل"، قال خدام: "يعني عندما يقول رئيس جهاز الامن لزواره وهو يلعب بمسدس ساعمل واترك، هناك تهديدات كثيرة، سواء في دمشق او في (مكان اخر)".
وعلى سؤال حول ان كان رئيس الجهاز المعني هو رستم غزالي، رئيس جهاز الامن والاستطلاع في لبنان سابقا، قال خدام: نعم.
ورستم غزالي من بين المسؤولين السوريين الذين استمعت اليهم لجنة التحقيق الدولية التي تحقق في اغتيال الحريري في شباط/فبراير 2005 في بيروت. واعتبرت اللجنة في تقريرها مسؤولين امنيين سوريين ولبنانيين بالتورط في اغتيال الحريري.
واتهم خدام في حديثه الرئيس بشار الاسد بالانفراد بالسلطة، بعد اعلانه استقالته من منصبه كنائب للرئيس السوري.
وقال خدام "تشكلت لدي القناعة ان عملية التطوير والاصلاح سواء كان سياسيا او اقتصاديا او اداريا لن تسير".
واضاف "فقررت الاستقالة وراجعت نفسي ووضعت نفسي امام احد خيارين فاما ان اكون مع الوطن واما مع النظام، واخترت الوطن لانه الحقيقة الثابتة والنظام حالة عارضة في تاريخ البلاد كغيره من الانظمة".
وردا على سؤال، اوضح خدام "لم اتعرض لاساءة او لتهديد وخرجت وعلاقاتي مع (الرئيس بشار) الاسد حسنة وودية، الخلاف في وجهات النظر لا يغير شيئا".
وقال خدام "قبل مغادرتي بيومين استقبلني وكان الحديث وديا وشاملا وبالتالي هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن احتراما متبادلا".
وتابع يقول "ودعته (الاسد) ويعرف انني سافرت للكتابة وما يقال عن تهديد ومضايقات غير صحيح".
واضاف "لقاءاتي مع الاسد ودية وهو يتصف بادب رفيع في حديثه مع الناس ويبدي لي مودة واحتراما نظرا لمعرفته بطبيعة العلاقة بيني وبين والده (الرئيس الراحل حافظ الاسد) لم اسمع منه اي كلمة تؤذي مشاعري او تسيء الي. قبل مغادرتي كان الحديث وديا وشاملا".
وشدد خدام "لست مبتعدا ولست مبعدا جئت الى باريس ليتسنى لي كتابة مرحلة هامة من تاريخ سوريا والمنطقة، في هذه المرحلة كنت احد القياديين الاساسيين في التخطيط وفي التنفيذ في مجال سياستنا الخارجية ورأيت ان من واجبي الوطني ان اؤرخ هذه المرحلة لتطلع الاجيال وليطلع الناس على الحقائق والوقائع الصحيحة حيث استطعنا ان نحقق لسوريا مكانة مرموقة في المجالين او الساحتين العربية والدولية".و في اول رد فعل على تصريحات خدام قال عضو مجلس الشعب جورج جبور تعليقا على الحديث الذي أدلى به النائب السابق للرئيس بشار الأسد عبد الحليم خدام "كنا نتوقع هجوما من قبل خدام ردا على الهجوم الذي تعرض له من قبل بعض وسائل الإعلام المرحب بها في سوريا".
وحول حديث خدام عن تفرد الرئيس بشار الأسد بالسلطة قال جبور إن هذا ليس ظاهرة جديدة وليدة اليوم وليست ظاهرة في النظام السوري وحده مضيفا أنه "حين يكون الإنسان مواليا فهو يتحدث عن ديمقراطية الحكم وحين تهتز العلاقة مع الحكم يتحدث عن انفراد بالسلطة"
وفي معرض تعليقه على قول خدام بأن الرئيس الأسد هدد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري قال جبور إن "السياسة لها لغتها وهي ليست دائما مهذبة" مضيفا أن من عاصروا السياسة السورية في مختلف المراحل "يعرفون أن التهذيب في التعبير السياسي يكون أحيانا مفقودا".
واستطرد جبور بالقول إن علاقة نائب الرئيس خدام ووزير الخارجية الشرع كانت دائما "حذرة" و"ليست ودية".
ومن جهته قال عضو مجلس الشعب عضو اللجنة المركزية للحزب فيصل إنه "في مؤتمر البعث كان خدام من أكثر الناس الذين توجهنا لمحاسبتهم" مضيفا أن "من يرتكب الآثام لا يستحق أن يسمع على وسائل الإعلام ولكن نعذر قناة العربية لأن لها مخطط خاص اتجاه هذه المنطقة".
وأكد كلثوم في اتصال هاتفي أجرته قناة الجزيرة القطرية أن "عبد الحليم خدام هو من أسس للفساد والأخطاء في سوريا" وأنه "لا يحترم وطنه ونقول له أن كل من يصنعه أعداء سوريا ليس له مكان في هذا الوطن ويستحق اللعنة من شعبه".
وأضاف عضو اللجنة المركزية للحزب في أول رد رسمي سوري على حديث خدام أن "عبد الحليم خدام كاذب وخائن لوطنه وهو جزء من مخطط اختير له أن يكون بطله في هذا اليوم".
وكان عبد الحليم خدام أدلى بحديث لقناة العربية التلفزيونية قال فيه إن الرئيس بشار الأسد هدد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ووجه له كلاما قاسيا جدا وأن يفرد الرئيس بشار بالسلطة هو من أسباب تدهور الوضع في سوريا وهاجم فيه بشدة رئيس جهاز الأمن السابق في لبنان رستم غزالي.
قال عضو مجلس الشعب جورج جبور "كنا نتوقع هجوما من قبل خدام ردا على الهجوم الذي تعرض له من قبل بعض وسائل الإعلام المرحب بها في سوريا".
وحول حديث خدام عن تفرد الرئيس بشار الأسد بالسلطة قال جبور إن هذا ليس ظاهرة جديدة وليدة اليوم وليست ظاهرة في النظام السوري وحده مضيفا أنه "حين يكون الإنسان مواليا فهو يتحدث عن ديمقراطية الحكم وحين تهتز العلاقة مع الحكم يتحدث عن انفراد بالسلطة"
وفي معرض تعليقه على قول خدام بأن الرئيس الأسد هدد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري قال جبور إن "السياسة لها لغتها وهي ليست دائما مهذبة" مضيفا أن من عاصروا السياسة السورية في مختلف المراحل "يعرفون أن التهذيب في التعبير السياسي يكون أحيانا مفقودا".
واستطرد جبور بالقول إن علاقة نائب الرئيس خدام ووزير الخارجية الشرع كانت دائما "حذرة" و"ليست ودية".
الى ذلك وصف رئيس تحرير سيريا نيوز نضال معلوف بأن ما قاله خدام يندرج تحت اطار الخيانة و قال في تحليل له تصدر الصفحة الاولى لسيريا نيوز بأن الفساد الذي تكلم عنه خدام هو مشارك فيه ضاربا مثلا في سلسلة المطاعم التي يمتلكها في سورية و التي تشكل جزء صغيرا من ملكيته و التي قال متهكما على لسان السوريين بانه يمتلك سورية كلها و أضاف معلوف بأن ما قاله خدام يماثل في تأثيره قنبلة نووية ضربت سورية مضيفا بأن الضغوط الاقتصادية و خصوصا على الليرة السورية ستتفاقم في القريب وبأن الضغوط السياسية ستزداد.

خدام ينضم الى الصدّيق وهسام ويتحول مخبراً لدى ميليس
يوضاس السوري يقبض 30 مليون دولار ويطلق الاتهامات‏
ابو جمال الساكن في قصور باريس يتحدث عن الفقر في سوريا

كتب شارل أيوب
يوضاس السوري عبد الحليم خدام الذي باع شرفه وتحول مخبراً لدى ميليس عن كذب ضد بلاده دون ‏اثبات فقط ليقوم بتصفية الحسابات عن حقد مع اولاد الرئيس المرحوم حافظ الاسد حيث يدعي ‏عبد الحليم خدام انه كان مع الرئيس حافظ الاسد ويرى الجميع ان عبد الحليم خدام لم يكن لا ‏بعثيا ولا قوميا عربيا ولا صاحب اخلاق ومروءة عربية، بل ان الانسان يتوقع ان عبد الحليم ‏خدام كان مخبراً لدى فرنسا ولدى الصهيونية منذ 30 سنة حيث سقط القناع عن وجهه الان ‏واظهر صورته الحقيقية على انه يوضاس السوري خائن بلاده من دون اي وقائع بل اتهامات ‏جزافاً.‏
عبد الحليم خدام يملك قصراً في شارع في فرنسا هوالقصر الذي اشتراه له الرئيس الحريري بـ 40 ‏مليون دولار، وهذا القصر كان يسكنه الثري اليوناني اوناسيس.‏
عبد الحليم خدام يملك قصراً على شاطىء نيس قيمته اكثر من 20 مليون دولار ومسجل باسم ‏زوجته ام جمال على الشاطىء الجنوبي في فرنسا.‏
ابو جمال الذي يتحدث عن الفقر لدى الشعب السوري يقوم الشعب السوري بسؤاله : هل راتبك ‏كنائب رئيس جمهورية او عضو قيادة قطرية جعلك تمتلك هذه القصور.‏
الشعب السوري يسأل ابو جمال ماذا تقول لرفاقك البعثيين في سوريا عندما تقبض من سعد ‏الحريري 30 مليون دولار كي تطلق الاتهامات على تلفزيون العربية وتتحول مخبراً مثل المجند ‏السوري الفار زهير الصدّيق والمجند السوري الآخر هسام هسام.‏
عبد الحليم خدام هل سألت نفسك وانت الموظف العادي الذي اكرمك الرئيس حافظ الاسد وجعلك ‏محافظاً ثم وزيراً ثم نائباً لرئيس الجمهورية كيف انك تتحول مخبراً لدى لجنة ميليس دون وقائع.‏
يا ابو جمال الشعب اللبناني والشعب السوري يريدان الحقيقة ويريدان معرفة من قتل ‏الحريري ولذلك فهم ينتظرون ان تقوم لجنة التحقيق بالتقصي والاستجواب ولكن كيف تتحول الى ‏مخبر لدى ميليس دون وقائع مقابل 30 من الفضة.‏
يا ابو جمال تتحدث عن الشعب اللبناني فمن يا ترى قام بإذلال الشعب اللبناني غيرك انت.‏
يا ابو جمال انت المتعصب بفكر تكفيري وتدعي العروبة، من قام بإذلال المسيحيين في لبنان غيرك ‏يا ابو جمال طوال 30 سنة كنت تقبض من المرشحين والوزراء ثمن مناصبهم في لبنان، فقل لنا ‏من اين لك اليخت مايا 1 ومايا 2 في بانياس وقيمتهما 35 مليون دولار.‏
يا ايها السيد عبد الحليم خدام وقد خليت من الكرامة العربية، قل لنا من بنى لك مرفأ ‏بانياس امام قصرك الفخم، اخبرنا يا ابو جمال كيف قام ابنك جمال بجمع هذه الثروة الكبيرة.‏
كم مرة شكينا لدى الرئيس الراحل حافظ الاسد عليك، وكان الرئيس الراحل حافظ الاسد يطلب ‏طول البال وكنت انت يا ابو جمال جلاد الشعب اللبناني.‏
قل لنا يا ابو جمال لماذا اجتمعت 3 مرات مع القاضي ميليس سراً وتتحدث عن مهنيته ‏وصدقيته، والقاضي ميليس اعتمد على مجند سوري فار اسمه زهيرالصديق وهو مسجون حيث انت في ‏باريس.‏
تتحدث يا ابو جمال عن الفقر لدى الشعب السوري هل رأيت التمثال البرونزي على الشاشة ‏‏«العربية» وانت تتحدث اثناء المقابلة في قصرك، ثم ماذا تقول يا ابو جمال لرفاقك البعثيين ‏في سوريا الفقراء الذين يعيشون في شقق عادية وانت تعيش في قصر فخم تساوي قيمته 50 ‏مليون دولار في باريس.‏
انت ايها السمسار ابو جمال تقول انك تتحدى، لا بل نحن نتحداك قل لنا من اين جئت بثروتك ‏وقصورك في فرنسا واميركا. ابو جمال تقول ان لديك اشياء خطيرة ستكشفها في الوقت المناسب ‏ونحن نقول لك انك جبان والف جبان ونتحداك ان تكشفها اليوم لان الجبان يطلق التهديدات ‏ولا يفعل بينما الرجال تفعل ولا تتحدث.‏
ابو جمال انت تتحدث عن قرار لك هل تذكر يا ابو جمال ان الرئيس الراحل حافظ الاسد كان ‏يمازحك ان القرار في البيت هو لأم جمال وليس لأبو جمال ومعروف لدى سوريا كلها ان أم جمال ‏تحكم أبو جمال، وأبو جمال لا يحكم حتى صالون منزله، من انت يا ابو جمال مدعي عروبة تهرب في ‏زمن الشدة من سوريا فيما يحاصر العالم سوريا لاخضاعها لاسرائيل وانت تعيش في القصور مع ‏عائلتك في باريس.‏
انت تهاجم الرئيس بشار لانه لم يوقع مع اسرائيل انت تهاجم بلادك لانك قبضت ثمن اتعابك 30 ‏مليون دولار.‏
لك الحق يا ابو جمال ان تكون وفياً للرئيس الشهيد رفيق الحريري لان ثروتك كلها منه ولكن ‏نتحداك ان تكون واقعة واحدة عن قيام سوريا بالاغتيال.‏
ابو جمال لك الحق ان تكون وفياً للرئيس الشهيد رفيق الحريري لانه اغدق عليك الاموال ولكن ‏هل كان اشتراك بفلس واحد لو لم تكن انت نائب الرئيس الراحل العملاق حافظ الاسد، هل كان ‏اشتراك الرئيس الشهيد رفيق الحريري بفلس واحد لو لم تكن تقبض ثمن خدماتك من اجله لدى ‏القيادة السورية، لو كنت انت عبد الحليم خدام لكان تطلع نحوك واشتراك الرئيس الشهيد ‏رفيق الحريري، مثلك يا ابو جمال ينطبق عليه ما حدث مع نابوليون عندما التقى نابوليون ‏ضابطا نمساويا خان شعبه وقدم هذا الضابط النمساوي معلومات جعلت فرنسا تنتصر على ‏النمسا، فلما حضر الضابط النمساوي لدى نابوليون قام نابوليون برمي الدراهم للضابط ‏النمساوي، فقال الضابط النمساوي لنابوليون : يا سيدي انا لا اريد شرف المال ولكن اريد ‏شرف مصافحة الامبراطور نابوليون. فأجابه نابوليون الفرنسي : هذه الدراهم لامثالك اما ‏يدي فلا تصافح خائناً.‏
على كل حال انت خائن ولكن ميليس ليس نابوليون، ولا شارون هو نابوليون، عبد الحليم ‏خدام احتفظت بالقناع 35 سنة وها هو قناع الخيانة يسقط، فمثلك امثال الخونة وأما ابطال ‏الجولان الذين استرجعوا جبل الشيخ فأحذيتهم تساوي رؤوس الخونة.‏
Share:

Friday 30 December 2005

بوادر أزمة داخل الطائفة الدرزية بسبب الخلاف اللبناني السوري

العربية

قال مفتي طائفة الموحدين (الدروز) الأول في سوريا أحمد الهجري إن مواقف الزعيم اللبناني وليد جنبلاط التي أطلقها مؤخرا ضد النظام السياسي في دمشق لا تتم بالاتفاق مع الطائفة الموحدية (الدرزية) وإنما هي تعبير عن رأي حزب سياسي، فيما تحدث مراقبون عن بوادر أزمة داخل الطائفة الدرزية بسبب الخلاف السوري اللبناني.
وبخصوص موقف الدروز في سوريا، أوضح أحمد الهجري وهو ما يعرف بـ"شيخ عقل الدروز"، في تصريح خصّ به "العريبة.نت"، معلقا على تصريحات جنبلاط، أن الهيئة الروحية أو الدينية للطائفة الموحدية (الدرزية) "ليس هذا رايها بلبنان وفي النهاية وليد جنبلاط يمثل حزبا سياسيا فيه من كل الطوائف ونحن في سوريا نشعر بالراحة لأننا دولة مؤسسات وقواينن بينما في لبنان الطائفية تاخذ دورها، وعندما يتحدث ويصرح فهو لا يتكلم باسم الطائفة وإنما باسم الحزب".
وإزاء التصريحات التي أطلقها الشيخ الثاني للطائفة في سوريا حسين جربوع عندما هاجم جنبلاط دون أن يسميه، قال الشيخ أحمد الهجري:"لا أريد أن نمزق بعضنا ونضرب الحجارة على بعضنا. دعنا نفصل موضوع سوريا عن موضوع لبنان وهذا موضوع سياسي يبقى بين الحكومتين. صارت الأمور تحصل بشكل ارتجالي، الشيخ حسين العضو الثاني بهيئة الافتاء نحترم رايه لكنه ليس ناتج مشاورة وحصل الامر حسب تصوره هو، وهو يعبر عن رأيه".
وأكد الشيخ الهجري، عضو مؤتمر حوار الاديان العالمي الأول في بلجيكا عام 2001 ، أن الطائفة الموحدية (الدرزية) تدعم النظام في سوريا "لأنه يسهر على أمننا ولن نتخلى عنه وهذا ليس تصنعا"- حسب تعبيره.

بوادر ازمة داخل الطائفة
على صعيد آخر، تحدث مراقبون عن بوادر أزمة داخل الطائفة الدرزية بسبب الخلاف السوري اللبناني. وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي اللبناني سليمان تقي الدين لـ"العربية.نت" أنه "لا يوجد نظام طائفي في سوريا، كالذي يحكم لبنان، كما لا توجد حريات سياسية. إلى جانب أن دروز سوريا مندمجين في نظامهم السياسي، ومرتاحين للأمان الذي يوفره لهم. والنظام السوري، منذ 35 عاماً، يتعامل مع الدروز بشكل ايجابي، عكس الأنظمة السابقة التي كانت ظالمة تجاههم".
تساهم كل هذه العوامل، بحسب تقي الدين، في تغليب الاتجاهات السياسية على العلاقة بين دروز لبنان وسوريا، لتظهر بوادر "أزمة" في داخل الطائفة، نتيجة الاختلاف الحاصل. ويقول: "لا تلعب العصبية الطائفية الدرزية أي دور يذكر في توحيد الموقف الدرزي بين لبنان وسوريا. لأن كل مجموعة تغلب الالتزام الحزبي على الديني، ما يعزز الاختلاف بينهم في هذه المرحلة".
لكن، هذا الاختلاف الدرزي، بين لبنان وسوريا، ليس له عمق تاريخي، إذ يشير تقي الدين إلى أن القسم الأكبر من الدروز في لبنان منذ العام 1976 "وتحديداً من زمن الزعيم الراحل كمال جنبلاط، كان الميل الغالب هو لعدم الاختلاف مع الموقف الدرزي السوري. لكن تختلف الأمور اليوم، إذ يميل الجو الدرزي اللبناني لتبني موقف وليد جنبلاط المعلن".

خيارات "غير استراتيجية"
يرى تقي الدين أن الوضع الحالي، يمثل واحداً من "الظروف الصعبة التي تمر بها الطائفة الدرزية، والتي تواجه فيها خيارات، يظهر أنها لا تتفق مع موقفها الاستراتيجي" مع دروز سوريا. ويشير إلى أن الطائفة في لبنان "تعيش حالة يسود فيها شعور بأنها متروكة، نتيجة قطيعتها مع سوريا، التي كانت تشكل، تاريخياً، ملاذاً وملجأ للطائفة". ويستشهد تقي الدين في حديثه بالعام 1958، "حين حضر مقاتلون من جبل العرب للقتال إلى جانب كمال جنبلاط".
ويشير المحلل اللبناني إلى أن الاتفاق السياسي بين الدروز في لبنان وسوريا "لا بد ان ينعكس ايجاباً على العلاقة بين الطرفين"، مؤكداً على ضرورة أن يكون الوضع اللبناني الداخلي مستقراً، "ليخفف من حدة "القلق الطائفي" السائد حالياً، ما سينعكس انفراجاً في العلاقة بين دروز لبنان وسوريا. لأن العداء لسوريا مخالف لمسار التاريخ، كما أنه مضر لجميع اللبنانيين".
ويصف تقي الدين الحالة السياسية التي يعيشها لبنان حالياً بأنها "موجة جنون سياسي كبيرة، تتحرك فيها الناس منقادة لعواطفها وغرائزها، ولا أعرف أين يمكن أن يوصلنا هذا الوضع".
وتقود تصريحات الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط وردود الفعل عليها من قبل مشايخ عقل الطائفة في سوريا إلى الوقوف عند تاريخ ومعتقدات طائفة الموحدين (الدرزية) ودورها السياسي في الحياة السورية المعاصرة.

دروز السويداء
السويداء .. جنوب سوريا، مدينة أخرى يجهل تاريخها الكثيرون إلا أن زائرها للمرة الأولى سوف تتبادر إليه حكاية سلطان باشا الأطرش ورائحة بارود بندقيته بين صخور الريف هناك ذات الرمزية السياسية السورية عندما قاد هذا الزعيم السوري من أبناء الطائفة الدرزية الثورة السورية الكبرى في وجه الانتداب الفرنسي بالتنسيق مع ابراهيم هنانو في الشمال (سني) وصالح العلي في الساحل (علوي).
السويداء.. لن تنتهي اسطورتها عند "حقبة الأطرش"؛ بل تستمر بنكهة العمل السياسي والصراع على السلطة هذه المرة من خلال الدور البارز الذي لعبه ضباط دروز خلال الحياة السياسية السورية المعاصرة، من مواجهة الرئيس الشيشكلي في الخمسينات، إلى محاولة انقلاب سليم حاطوم على قيادة حزب البعث على أبواب سبعينات القرن المنصرم.في السويداء، وما يعرف بـ"جبل الدروز"، يقطن السوريون من أبناء الطائفة الدرزية، فضلا عن الدروز المتواجدين في الجولان السوري المحتل.
وبعيدا عن الدور السياسي للطائفة الدرزية، تبدو في الافق مجموعة من التساؤلات حول العقيدة التي يعتقنها أبناء هذه الطائفة وعلاقتها بالاسلام.

موحدون أم دروز ؟
يقول نبيه السعدي، أحد أبرز الباحثين في تاريخ هذه الطائفة وهو من أبنائها، إنه جرى التباس كبير بين مفهومي الموحدين والدروز. وأوضح، في حديثه لـ"العربية.نت"، أن " هناك تسمية خاطئة للطائفة و الاسم الاصلي في الكتب المذهبية هو الموحدون أو طائفة التوحيد وأما الدرزية فهي عقيدة أخرى نشأت إلى جانب التوحيد وكان مؤسسها نوشتكين الدرزي وهي طائفة حاربها التوحيد لأن أتباعها ألغوا التكاليف الشرعية وأباحوا المحظورات والمحرمات".
وتابع السعدي :"كشف التوحيد عن الدعوة عام 408 هجرية فحصل هناك حرب بين الجهتين كانت النصرة في البداية لأتباع نوشتكين الدرزي فأجبر حمزة بن علي بن أحمد إمام طائفة التوحيد على الاختفاء سنة 409 ولم تحسب هذه السنة من التقويم التوحيدي وفي بداية العام 410 قتل الدرزي ، علما أن الدرزي كان قد قام بانتحال صفة الامام للكشف عن الدعوى التوحيدية وادعى الامامة مكان حمزة الامام الاصلي فتبعه البعض وجمع حوله المئات وهاجموا الازهر و المصلين فحصلت معركة وهزموا ولحقتهم الناس واجتمع أهل السنة وعلمهم أنه هو المسؤول عن دعوة التوحيد و التبست الامور ".
وحسب السعدي تتألف الطائفة من مرتبتين : عقّال وجهّال ، وأما العقّال هم من التزموا بالمسلكية الدينية وارتدوا لباس رجال الدين والجهّال هم البعيدون عن العقيدة التوحيدية ولا يعرفون عنها شيئا ".

تناسخ الأرواح
وينفي السعدي ما يشاع عن أن طائفة الموحدين أنها تعتقد بألوهية الحاكم بأمر الله، ويوضح أن الحاكم بأمر الله هو "الخليفة الفاطمي في 386 واختفى سنة 411 الذي كان يقول أنا مخلوق من خالق أبي العزيز وجدي المعز وهو رجل تولى الخلافة وناصر دعوة التوحيد حتى اختفائه".
إلا أن نبيه السعدي لا ينفي اعتقاد معتنقي طائفة الموحدين بالتناسخ أي أن الإنسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنساناً آخر يولد بعد موت الأول.
ويشدد السعدي على أن الكتاب المنزل عند الدروز هو القرآن الكريم لافتا إلى أنه لا كتاب منزلا غيره ولكن يوجد كتب مذهبية تسمى رسائل الحكمة ولا تدعي الانزال ولا تخلو أي صفحة منها من آيات القرآن الكريم.
كما نفى السعدي ما يشاع حول أن طائفة الموحدين استبدلت أركان الاسلام أو أن اتباعها يحجون إلى الكنيسة المريمية في دمشق، وقال "نحن نحج إلى مكة المكرمة ولكن الباطنية عندنا تضيف إلى أركان الاسلام أركانا أخرى مثل الولاية والطاعة والجهاد حت تصبح 7 ولها معان جوهرية مثل الصيام فهو الامتناع عن الكلام إلا عن توحيد الخالق".
ويؤكد السعدي أن الموحدين يمنعون تعدد الزوجات "انطلاقا من القرآن" ، و"لا اعتراف بحرمة الأخ أو الأخت من الرضاعة ولكن هناك اختلافات حيث هناك من يعود إلى الفكر السني الحنفي وهناك من من يجتهد اجتهادات شخصية ".

الدور السياسي والعسكري
يشير نبيه السعدي إلى أن وجود الموحدين في سوريا منذ زمن الشهابيين في القرن السادس عشر وخاصة في جبل العرب، لكن بعد التناحرات بين المسيحيين والدروز في لبنان نزح البعض إلى جبل العرب، مشيرا إلى أن عددهم بين 350 إلى 400 ألفا، ويقطنون أيضا في في جبل الأعلى وفي الجولان وقرية مجدل شمس وفي جبل الشيخ وفي غوطة دمشق أيضا.
وعن التمثيل السياسي الحالي للدروز في سوريا، يقول السعدي " يوجد ممثلون في مجلس الشعب وإنما ليس كدروز وإنما كمواطنين من محافظة السويداء لها عدد من السكان، وسوريا دولة علمانية لاتعترف بالطوائف والمذاهب، وأما عدد السكان في السويداء أكثرهم أو 90 % منهم من الدروز الموحدين لذلك لهم 6 نواب لا بحكم كونهم دروز لكن بحكم عددهم".
وتوجد محكمة خاصة بالطائفة الموحدية في سوريا سميت المحكمة المذهبية وأنشئت بقانون السلطة القضائية بالمادة رقم 10 ، "وتوجد محكمة واحدة نختلف فيها عن بقية المسلمين هي أنها تحكم بأمور الزواج والطلاق باعتبار أن الطلاق لا رجعة فيه والزواج لا يصح لأكثر من واحدة والوصية خلافا لما عند أهل السنة"– حسب السعدي.
مؤخرا، شيعت محافظة السويداء "نواف غزاله" عن عمر ناهز الثمانين عاما ، و هو قاتل الرئيس السوري الأسبق "أديب الشيشكلي" ( 1949- 1954) عندما قرر الانتقام من ممارسات الشيشكلي العسكرية ضد الدروز في منطقة جبل العرب.
ولعب الدروز دورا سياسيا بارزا في الحياة السورية المعاصرة حيث ظهرت شخصيات سياسية وعسكرية منهم في حقبة الانقلابات العسكرية وما بعدها، وقام الدرزي سليم حاطوم في نهاية الستينات بمحاولة انقلابية فاشلة على قيادة حزب البعث.وفشل انقلاب سليم حاطوم في 8 سبتمبر (أيلول) 1966، قبل أن يلجأ مع رفاقه إلى الأردن.
وقبل ذلك، كان قد شارك اثنان من الدروز هما حمد عبيد وسليم حاطوم القيادة القطرية السورية المؤقتة التي تقلدت زمام الحكم رسمياً في 23 فبراير (شباط) 1966. إلا أن حمد عبيد فقد مركزه في الحزب وفي الجيش نتيجة الموقف الذي اتخذه بعد فترة وجيزة من انقلاب 23 فبراير (شباط) 1966 .وكان عبيد وزيراً للدفاع بوزارة الدكتور يوسف زعين التي استقالت في 22 ديسمبر (كانون الأول) 1965 اثر حل القيادة القطرية السورية، واعتقد أن لديه الحق في استعادة مركزه السابق بالحكومة كمكافأة لدعمه صلاح جديد ضد أمين الحافظ .

دروز لبنان
تتركز تجمعات الدروز في لبنان في منطقة جبل لبنان الجنوبي، المعروفة تاريخياً بـ "الشوف القديمة". وهي منطقة تمتد، حالياً، من المتن الأعلى حتى اقيلم الخروب شرقي صيدا في جنوب لبنان.
وتشكل مناطق انتشار دروز لبنان ثلاثة أقضية، هي بعبدا، وعاليه، الشوف، إلى جانب مناطق حاصبيا في الجنوب اللبناني ومنطقة راشيا في البقاع الغربي.
أما عددهم فيبلغ نحو 250 ألف نسمة، كحد اقصى، يتوزعون بين كتلتين أساسيتين في الشوف وعاليه، حيث يعيش نحو 75 ألف درزي في كل منطقة، فيما يتوزع بقية الدروز بأعداد متقاربة بين 15 و20 ألف نسمة في باقي مناطق تواجدهم.

دروز.. واشتراكية
في لبنان، يتماهى موقف الطائفة الدرزية في لبنان بالمواقف السياسية للحزب التقدمي الاشتراكي، خاصة بعدما خوله قانون الانتخاب الأخير "احتكار" التمثيل الدرزي السياسي.يتخذ هذا الاحتكار الاشتراكي، بزعامة وليد جنبلاط، شرعيته، بحسب المحلل السياسي سليمان تقي الدين، من تأييد أغلبية الطائفة الدرزية للحزب، "إلى جانب التأثير الكبير لمستوى التوتر العالي الذي يشهده البلد".
ويوافق تقي الدين، في تصريح خاص لـ "العربية.نت"، على اعتبار مواقف جنبلاط تمثل موقف الدروز "تقريباً"، وإن كان لا ينفي وجود "فريق درزي آخر"، يمثلون اتجاهاً آخراً، "لكن سقط التمثيل السياسي لهذا الفريق، بسبب النظام الانتخابي المعتمد في الانتخابات الأخيرة، ما مكن جنبلاط من الاستفراد بالصوت الدرزي في البرلمان، من خلال ثمانية نواب"، هم مجموع نسبة التمثيل الدرزي في لبنان.
ويتحدث تقي الدين عن "مجموعة عوامل، أدت لتمكين جنبلاط ليكون له التمثيل الأقوى، وإدارة أمور الطائفة، ما يدفع الدروز لتأييده، بشكل عام".
وعن التزاوج السياسي والديني عند الدروز في لبنان، يقول: "كان في لبنان، تاريخياً، هيئة روحية دينية للطائفة، لكن ليس لها رأي سياسي مستقل، والجزء الأكبر من تيار رجال الدين ملتحقين، عملياً، بمواقف زعيم الاشتراكي جنبلاط"، مشيراً إلى وجود رآي آخر في الكتلة الدينية، "لكنه، أيضاً، ضعيف".
ويفسر تقي الدين العلاقة، في لبنان، بين مشيخة العقل الدرزية، والعمل السياسي، فيقول: "منذ أيام الإنتداب في لبنان، لم يكن لشيخ عقل الدروز أية سلطة، ولا حتى على رجال الدين. فهو مجرد تمثيل سياسي للهيئة الروحية، لكنه ليس مرجعية دينية". أما المرجعية الدينية فتعود لمجموعة من الشيوخ "عميقي التقوى، ذوي الرتبة الدينية العالية، لكنهم لا يتعاطون بالشؤون الزمنية، ولا يقبلوا بأن يكونوا في موقع مشيخة العقل". فيحضروا، لذلك، شخص يمثلهم، ويكون منضوياً تحت لواء السلطة السياسية، "التي يمثلها جنبلاط حالياً".
Share:

مصادر اشتراكية تشرح وجهة نظر جنبلاط في مقره المحصّن



الديار
30\12\2005
تستقطب المختارة الانظار في المحطات المفصلية ويلعب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب ‏وليد جنبلاط دور«بيضة القبان» في المواجهة الحالية، متجاوزا كل الخطوط في حرب مفتوحة لا ‏سيما منذ لحظة استشهاد حليفه الرئيس رفيق الحريري وما سبق ذلك من محاولة اغتيال الوزير ‏مروان حمادة رفيق دربه منذ ايام الشباب ولا سيما من منتصف السبعينات، والان كيف تعيش ‏المختارة مع هذه اللحظات التاريخية، وبماذا يفكر رئيس اللقاء الديمقراطي وهو يستقبل ‏الوفود في المختارة داعمة ومؤيدة وسط اجراءات امنية في الشوف والمختارة في غاية الاهمية ‏خصوصا وان مسلسل الاغتيالات مستمر.‏
برد كانون القارس الذي ينخر العظم لشدته لا سيما في الايام الماضية، لم يعرقل الحركة ‏باتجاه المختارة.‏
وتصف مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي هذه الحركة بأنها تتم بكل طيبة خاطر فالناس ‏‏«يقتحمون» اسوار القصر مرددين الهتافات والحداء ومجددين العهد لجنبلاط الذي اتسعت ‏بزعامته من الطائفة فبات اليوم زعيما وطنياً في اطار الانفتاح على الاطراف السياسية في ‏البلد والتي كانت في مرحلة ما على خصومة مع المختارة، لكن لا اثر لتلك الخلافات وقد تحرر ‏لبنان وانتهى زمن الوصاية والامساك بكل مفاصل البلد السياسية والامنية والاقتصادية لا ‏بل بكل شاردة وواردة.‏
ما قبل استشهاد الحريري
وتضيف المصادر الاشتراكية: قبل التمديد المشؤوم للرئيس اميل لحود الكل يتذكر تلك الرحلة ‏يوم كان «الحلف المقدس» سائداً ما بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس الحزب التقدمي ‏وكلاهما عانى في مآثر عهد الرئيس لحود لا سيما ايام حكومة العهد الاول اي حكومة الرئيس ‏سليم الحص، فيما مورست كل اشكال الكيديات بحق الحريري وجنبلاط وجاء قانون العام الالفين ‏للاقتصاص منهما لا لدعمهما كما يحلو للبعض ان يفسر ذلك، لكن الناس قالوا كلمتهم وحققا ‏سويا انتصاراً كاسحاً في بيروت والجبل اما في العام الفين يتذكر الجميع يوم وقف النائب ‏جنبلاط في المجلس النيابي وطالب بكل محبة ومسؤولية باعادة تموضع القوات السورية وآنذاك ‏انطلقت عمليات التخوين وبدأت شرارات الغضب تتطاير من النائب عاصم قانصوه الذي رد ‏على رئيس «اللقاء الديموقراطي» بعنف الى ان شارفت ولاية الرئيس لحود على الانتهاء. وقال ‏النائب جنبلاط لنوابه اثر لقاء في منزله في كليمنصو ان التمديد اذا حصل سيجرّ البلد الى ‏التدويل والخراب وكان شديد القلق من حصوله لانعكاساته على لبنان وتلك المخاوف انسحبت ‏على الرئيس الحريري الذي كان رافضا هذا الخيار وكان واضحا وصادقا في رفضه، انما حصل ما ‏حصل بعد التهديد والوعيد وكل ذلك موثّق في تقرير ديتليف ميليس الذي كلف برئاسة لجنة ‏التحقيق الدولية.‏
وتقول المصادر: منذ اللحظة الاولى لاستشهاد الحريري اصيب رئيس «اللقاء الديموقراطي» بصدمة ‏وغضب، ليقود لاحقا معركة الاستقلال بكل فصولها وما أسفرت عنه تداعيات جريمة العصر ولا ‏زالت تتوالى حتى الان.‏
بعد 14 شباط‏
وترى المصادر الاشتراكية ان «تداعيات جريمة العصر شكلت زلزالا حقيقيا، ولا زلنا نعيش هذه ‏التداعيات وما تبع ذلك من اغتيالات ومحاولات اغتيال لقادة ورموز وطنية واعلامية الى ‏تفجيرات امنية في مناطق سكنية وصناعية وبمعنى آخر تقول المصادر ذاتها ان فاتورة خروج ‏سوريا من لبنان توقعناها باهظة الثمن لا سيما ان عدتها ورموزها على الارض يعملون ‏ويتحركون.‏
اما ماذا عن حركة النائب جنبلاط فتتابع المصادر: اين اخطأ رئيس الحزب التقدمي؟ لقد ‏طالب باعادة تموضع القوات السورية فكانت حملات التخوين، ومن ثم كان خيار رفض التمديد ‏لعهد فاشل على كل المستويات، فكان استشهاد الحريري وما اعقبه من مسلسل دموي لا زال ‏مستمرا وما بين هذه المحطات ومسار التطورات الكل يذكر كيف ان الحريري عمل لصناعة «تفاهم ‏نيسان» الذي أدى لاحقا الى التحرير، وكيف كان بمثابة وزير خارجية العرب وسوريا ليخون ‏لاحقا. فتارة قيل انه يسعى الى تنفيذ القرار 1559 الى تواصله مع الاميركيين وسوى ذلك من ‏الاتهامات، والامر عينه للنائب جنبلاط الذي ومن على درج الاليزيه رفض المس بسلاح المقاومة ‏كما الرئيس الشهيد والامر عينه لرئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، وانما للأسف نرى ‏النتائج الان من خلال مواقف «حزب الله» وحملات الصحف السورية الى الحرب التي تشن الآن على كل ‏من وليد جنبلاط وسعد الحريري وقوى الرابع عشر من اذار.‏
جنبلاط لم يقصر مع «حزب الله»‏
وتضيف مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي: في خضم ما يتعرض له جنبلاط الذي رفع «الدوز» حتى ‏بلغ الذروة، في ظل التهديد ومسلسل الاغتيالات يقول البعض: نحن اوصلنا عشرة نواب الى المجلس ‏النيابي، واننا صنعنا الاكثرية. انما نسي هؤلاء ان النائب جنبلاط، وفي عز المعمعة نزل الى ‏‏«حزب الله» وحركة «أمل» وقال لحلفائه من قوى الرابع عشر من اذار: ثمة شريحة لها حضورها ‏ودورها لا يمكن تجاوزها، وعليها حماية المقاومة، وكان قال ذلك من الاليزيه والاتحاد ‏الاوروبي، لكن ما النتيجة؟ حملات من الاعلام السوري خرجت عن المألوف تهاجم النائب جنبلاط ‏وسعد الحريري، حتى تطاولوا على الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا احد يرد او يستنكر، وسبق ‏ذلك اغتيالات من دون ان تسجل مواقف من ذاك الطرف بحجم الكوارث التي تصيب البلد وكأن ‏هؤلاء الشهداء النخبة في الوطنية هم من كوكب اخر. وعندما أهين الرئيس فؤاد السنيورة ‏انسحب وزراء «حزب الله» و«أمل» بدل التضامن مع رئيس حكومتهم، من هنا العتب، وتاليا ان ‏النائب جنبلاط ليس كما يقول بعض نواب ومسؤولي «حزب الله» انه غدا او ظهراً سيبدل مواقفه، ‏بل إنه قال كلاماً كبيراً وتجاوز كل الخطوط وبعث برسائل كبيرة اذ هل يسكت امام هول ما ‏نشهده من اغتيالات وتهديدات.‏
واخيرا تضيف المصادر الاشتراكية، ان النائب جنبلاط طمأن مناصريه ومحازبيه واللبنانيين بانه ‏باق لمواصلة المعركة حـتى النهاية والتحالف المتين وبمعنى آخر «الحلف المقدس» مسـتمر مع سعد ‏الحريري وثمة تفعيل لقوى الرابع عشر من اذار وفي شأن النائب ميشال عون لقد هاتفه ووضعه ‏في الاجواء والكل يقدر ظــروف جنبلاط الامنية اذ ثمة صعوبة للقاءات في هذه الـظروف، لكن ‏الحركة فاعلة على مختلف المستويات ومن هنا تبدأ المختارة علامة فارقة للحركة السياسية ‏والشعبية، بينما وعلى المستوى الدرزي ورغم ان النائب جنبلاط يحبذ التنوع، لكن المؤكد ‏وفق المصادر ان المختارة الموقع الدرزي الاكثر حضورا بين ابناء طائفته بعيدا من مناورات ‏لا مكان لها حاول ويحاول البعض القيام بها بايحاءات من الخارج.‏
Share:

Thursday 29 December 2005

اردوغان يؤكد متانة العلاقات السورية التركية

أخبار سورية
29\12\2005
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان متانة العلاقات التركية السورية معربا عن الاستعداد التام للوساطة في الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا.

واوضح في تصريح لوكالة انباء ( اناضول) نقلته كونا عن الامل بأن "لا تطرق الحرب باب سوريا كما حصل في العراق".
ونفى اردوغان ما تردد حول انباء عن قيام الولايات المتحدة بالتخطيط مع تركيا "لاعداد سياسة للتدخل المشترك ضد سوريا وايران عند الضرروة" حيث قال "بقينا لسنين متخاصمين بل وحتى أعداء لكننا تجاوزنا كل هذه المشاكل واليوم هناك زيارات متبادلة بيننا.. فهم نزعوا كل الألغام وسرحوا الجيش من الحدود ونحن بدورنا بدأنا أيضا بنزع الألغام وتوقيع اتفاقيات واستثمارات مستقبلية واعدة."
وقال "نحن لا نريد لدولة حدودية معنا أن تعاني من أي مشاكل لهذا نحن اقترحنا الوساطة لنساهم في حل هذه المشكلة".
وأشاد رئيس الوزراء التركي بالتعاون السوري في تسليم الانفصاليين الأكراد بعد أن كان البلدان على شفير الدخول في حرب بسبب احتضان سوريا لزعيم المنظمة الانفصالية عبدالله اوجلان عام 1998.
وقد أعرب اردوغان عن القلق من امتلاك ايران للاسلحة النووية وقال "كل ما نتمناه أن لا تنفجر الأوضاع في ايران أيضا كما يحدث في العراق".
Share:

الشرع : سوريا ستتعاون إلى أبعد الحدود

دمشق - «الديار»‏
اكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان سوريا ستتعاون الى ابعد الحدود مع لجنة ‏التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق المرحوم رفيق الحريري ورئيسها الجديد ‏وستنسق للوصول الى بروتوكول تعاون لتعريف ماهية التعاون وسقفه وكيف يقال بأن سوريا ‏قد تعاونت تعاوناً كاملاً لكي يطمئن الشعب السوري مشيراً الى انه ليس من مصلحة اللجنة الا ‏توقيع بروتوكول تتوضح فيه حقوق وواجبات كل طرف ويعطي مصداقية لعمل اللجنة.‏
جاء كلام الشرع خلال عرض سياسي شامل قدمه امس خلال الاجتماع الدوري الخامس لقيادات فروع ‏الجبهة الوطنية التقدمية في المحافظات والقيادات السياسية لاحزابها.‏
وتطرق الشرع في عرضه الى عمل لجنة التحقيق الدولية السابق والتناقضات التي ظهرت في تقرير ‏اللجنة الذي يؤكد انه استخدم كوسيلة لتحقيق اهداف وغايات معدة مسبقاً لا تهدف الى كشف ‏الحقيقة وهو ما كشفه كبار الخبراء والحقوقيين خلال العشرات من المقالات والدراسات حول هذا ‏الموضوع.‏
وتحدث الشرع عن الخطوات الدبلوماسيية والاجراءات التي تقوم بها سوريا تجاه الاشقاء العرب ‏والاصدقاء في العديد من دول العالم لتوضيح موقفها مؤكداً ان مرحلة الطغيان على العقل ‏العربي باتهام سوريا انتهت ولن تتكرر حيث يجري العمل على تفكيك الضغوط والألغام التي ‏تزرع في طريق سوريا.‏
واوضح الشرع ان سوريا تعمل على اقامة علاقات جيدة واستراتيجية مع فرنسا رغم وجود من ‏يقف عائقاً في سبيل تحقيق ذلك تحت ذرائع غير مفهومة مشيراً الى العلاقات الجيدة والمتميزة مع ‏تركيا وروسيا وغيرها من الدول الصديقة والسعي لتعزيزها وتوطيدها.‏
وعن العلاقات السورية - اللبنانية وتطوراتها قال الشرع ان سوريا تنظر الى لبنان ككل ‏وتدعم الوفاق الوطني بين اللبنانيين وهو ما سعت اليه منذ دخولها الى لبنان حيث تم التوصل ‏الى اتفاق الطائف وبناء الجيش اللبناني القوي مع وقف الحرب الاهلية داعياً الى عدم ‏التفريط في هذه الانجازات التي هي من مصلحة لبنان وسوريا.‏
واكد الشرع ان ما يحاك ضد لبنان هو ضد سوريا حيث لا يوجد تعارض في المصالح مع لبنان ‏مؤكداً ان غالبية اللبنانيين يؤيدون اقامة علاقات جيدة مع سوريا وهذه العلاقات ليست ‏مرتبطة لا بوجود جيش او امن بل تستند الى التاريخ والجغرافيا والامتداد البشري وهي اقوى ‏من كل الاعتبارات الاخرى.‏
وأضاف الشرع يقول ان سوريا تعمل وتساعد في اي جهد يصب باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية ‏الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.‏
وتحدث الشرع عن الأوضاع في سوريا وما مرّت بها مؤخراً فقال ان الظروف التي مرت بها سوريا ‏خلال السنوات الخمس الاخيرة هي من اصعب السنوات التي مرت في تاريخ العالم وليس فقط في تاريخ ‏سوريا والمنطقة وقد صمدت سوريا صموداً تاريخياً حيث مارست اكثر درجات المرونة ولم تتخل عن ‏اي من ثوابتها الوطنية والقومية وهذا يعتبر انجازاً كبيراً.‏
واكد الشرع ان الوحدة الوطنية في سوريا هي اساس قوتنا وهي التي تجعل من الجبهة الوطنية ‏التقدمية اطاراً للعمل السياسي يجمع كل ابناء الوطن مشيراً الى ان خطاب الرئيس بشار الاسد ‏على مدرج جامعة دمشق عزز الامل لدى ابناء الشعب وكان مؤشراً ايجابياً وهاماً ابعد عن ‏طريقنا الاحباط والشعور بالانكسار ووضع الامور في نصابها الصحيح.‏
وكشف وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع في معرض حديثه عن مضمون المحادثات التي ‏أجراها رئيس الوزراء اللبناني السيد فؤاد السنيورة مع المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم ‏الرئيس بشار الأسد. وقال السيد الشرع إن الرئيس الأسد استقبل السنيورة في دمشق، كما ‏التقى السنيورة رئيس الوزراء السوري السيد محمد ناجي عطري وبحث معه مطولا الأمور ‏الحياتية التي تجمع بين البلدين ولا تفرق بينهم في كل مناحي التعاون، مشيراً الى الاتفاقيات ‏الموقعة بين الجانبين. وقال السيد الشرع إن الجانب السوري ابلغ السيد السنيورة استعداد ‏سوريا تنفيذ تلك الاتفاقيات أو تعديلها إن أراد الجانب اللبناني ذلك. واضاف يقول لقد ‏تبين أثناء لقائي بالسنيورة في برشلونة «انهم يريدون ترسيم الحدود وفتح سفارات»، فكانت ‏الإجابة استعداد سوريا لذلك. وتساءل السيد الشرع هل يمكن أن تفتح سفارة وترسم حدود ‏دون أن يكون هناك مناخ سليم للعلاقات بين البلدين. واستشهد السيد الشرع بعملية ترسيم ‏الحدود بين روسيا والصين.‏
ونفى السيد الشرع أن يكون هناك تعارض في المصالح السورية ـ اللبنانية قائلاً أنه لا يوجد ‏تعارض في المصالح السورية ـ اللبنانية أبداً، وإن كل كاتب لبناني، مهما كان شأنه يحاول ‏أن يعتقد أو يكتب أو يحلل، بأن هناك تناقضا في المصالح بين البلدين هو ليس لبنانياً. ودعا ‏الوزير الشرع إلى العمل لاعادة اللحمة إلى العلاقات السورية ـ اللبنانية، مشيراً إلى أن ‏الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني يريد علاقات جديدة مع سوريا، وقال إن هذه العلاقات ‏ليست مرتبطة لا بوجود أمني ولا بوجود عسكري لأن التاريخ والجغرافيا أقوى، وان الأهداف ‏والمصالح المشتركة أقوى من كل شيء.‏
Share:

Wednesday 28 December 2005

انها الحرب الأهلية فاستعدوا!!!



انها الحرب الأهلية فاستعدوا!!!!
أليبوس
مصطفى حميدو
28\12\2005
هل هي بالفعل ارهاصات لحرب أهلية لبنانية اخرى؟
سؤال مشروع ضمن أسئلة أخرى ملحة عن الوضع اللبناني المتأزم. ما يحدث في لبنان و التحريض الامريكي الواضح ضد سورية و اعتبارها عدوا يجب توجيه السلاح نحوه بدلا عن اسرائيل كلها ارهاصات تنذر بالانفجار الكبير.من هم في سكرتهم يحاربون طواحين الهواء سيكتشفون متأخرا بأنهم مخطئون .جنبلاط الفزع في المختارة يجند لسانه الفالت من العقل للهجوم. ما يفعله هو نوع من التخبط و المراهقة و حتى العجز عن أي فعل غير الصوت العالي غير ذي المعنى. الرابح من كل ما يحصل هو جعجع الذي يجهز نفسه للانقضاض و الانتقام من فترة يعتبر فيها ان المسيحيين فيها قد ظلموا و شخصه الذي وضع في السجن لفترة طويلة قد ظلم فيها أيضا.
الاخبار المتواترة عن سلاح يهرب الى لبنان و الى القوات اللبنانية تحديدا تثير تساؤلات عن خطة جعجع و رؤيته المستقبلية للبنان.
المعروف بان جعجع هو الرائد لنظرية تقسيم لبنان على أساس الانتماء الديني ، هذه النزعة يبدو انها لم تخمد في داخله رغم المراجعة التي زعم اجراءها داخل السجن.الوضع خطير و الايام القادمة سترسم مدى هذه الخطورة.
Share:

Monday 26 December 2005

نجم العدد الجديد:ملف لأبيض و أسود عن وليد جنبلاط



أليبوس
26\12\2005
نشرت منجلة ابيض و أسود السورية ملفا عن وليد جنبلاط هاجمته فيه بشدة. تصدر غلاف العدد صورة لوليد جنبلاط يبدو عليها تائها فزعا
بينما حمل الغلاف عنوان: وليد جنبلاط جديد، لم يبق لنا غير العمق الاسلامي و اليكم الملف.

وليد جنبلاط.. أو أمير الحرب المتنقل بين التقدمية وحضن أمريكا
غالبية من السوريين وربما العرب، يستغربون كل هذه المواقف المتشنجة والعدائية للنائب اللبناني وليد جنبلاط ضد دمشق في السنة الأخيرة.. غالبية من السوريين وربما العرب، يستغربون كل هذه المواقف المتشنجة والعدائية للنائب اللبناني وليد جنبلاط ضد دمشق في السنة الأخيرة، لكنهم قبل ذلك يستغربون كل هذا التلون في مواقفه لدرجة يصعب فيها التكهن بالموقف الجديد الذي سيطلقه في اليوم التالي. هذه التحولات ربما لا تليق بابن سياسي ومناضل كبير ومفكر مثل الراحل كمال جنبلاط، لكن لم يسجل يوماً أن الشرف والأفكار الخلاقة والكرامة تورث عبر جينات الدم، من الأب إلى الابن فالحفيد، فللطبيعة قوانينها الخاصة. عندما استشهد الراحل كمال جنبلاط كان “وليد بيك” مراهقاً يحب اللهو وركب الدراجات النارية وارتداء “الجينز” الأمريكي، لكن غياب الأب المفاجئ في زحمة الحرب الأهلية اللبنانية، حيث الكل يقتل على الهوية جعلت من المراهق زعيماً للحزب التقدمي الاشتراكي وللطائفة مرة واحدة، ولأن الحسابات الإقليمية والدولية كانت أكبر من “وليد بيك” وربما أكبر من لبنان، انصاع جنبلاط لمقتضيات العملية السياسية وصار في داخلها. لكن في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد المتغيرات الإقليمية الناشئة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق استطاع جنبلاط وقبل غيره أن “يشتم” رائحة جديدة، فحواها أن أمريكا صاعدة وسيدة آمرة في المنطقة بينما كل المختلفين معها إلى تراجع ومنهم سوريا، ربما هنا قرر جنبلاط أن يقوم بالنقلة التاريخية في حياته فاتخذ قراراً بأن يركب الموجة الأمريكية الرابحة ضد دمشق عله يحقق مكاسب سياسية ومالية واقتصادية جديدة. ومن الواضح وحسب الخلفية التاريخية أن لا جديد على دور جنبلاط «الحربائي» لكنه ربما نسي أو تناسى أن دمشق عصية على الولايات المتحدة ومن يعمل عندها مهما طالت وامتدت العاصفة. مؤخراً اتهم «وليد بيك» أمير الحرب المعروف في جبل لبنان حيث روع عشرات الآلاف من الأسر والعائلات اللبنانية المسيحية بأبشع الجرائم التي يندى لها الجبين، أن دمشق وراء جريمة اغتيال النائب والصحفي جبران تويني، وربط بين مقابلة صحفية أجراها الرئيس بشار الأسد للقناة الثانية في التلفزيون الروسي وبين الجريمة ليخرج باستنتاج أن الأسد ودمشق هي من تقف وراء ما حصل. !! لكن ماذا قال الأسد وهل يحتمل كلامه كل هذا التأويل الشيطاني؟ لقد صرح الرئيس السوري وفي معرض إجابة عن سؤال عن موقف دمشق وكيفية مواجهتها لاحتمال قيام مجلس الأمن باتخاذ قرار أو إجراءات عقابية ضدها على خلفية تقديم ديتليف ميليس لتقريره أمام مجلس الأمن، فما كان من الأسد إلا أن تحدث على خطأ مثل هذه التوجهات لأنها لا تفيد الحقيقة والوصول إليها، ثم إن التجارب أثبتت أنه من الخطأ اللجوء إلى العقوبات لأن متضررين كثراً سيكونون ضحيتها وهذا لا يساعد الاستقرار ولا يخدمه. هذا هو مضمون ما قاله الأسد، وهو كلام وتحليل صائب، وربما يقوله أكثر من مسؤول وزعيم ومحلل، والجدير بالذكر، أن وزير الخارجية الفرنسي أكد أيضاً بعد اللقاء على أنه من الضرورة الحفاظ على استقرار سوريا والمنطقة، لكن جنبلاط رأى ولوحده، أنه مقدمة وتهديد للبنان والاستقرار فيه ولاستهداف النائب جبران تويني؟؟ ووصل به الأمر أنه طلب الحماية من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والأمان ليحميه من النظام السوري في وقت يعرف جيداً أنه محمي ومصان من قبل الاستخبارات الأمريكية في لبنان. إن رجل حرب أو أمير حرب كجنبلاط لا يحق له طلب الحماية لأنه في قلب اللعبة الأمنية وما يجري في لبنان منذ عام.

باحثاً عن دور البطولة في لبنان - الوصاية الأجنبية - وليد جنبلاط... كوميديا (المنافق) أم تراجيديا (العبد المأمور)؟
ماهر منصور
لا أعرف إن كان الشهيد كمال جنبلاط، القومي العروبي، يستطيع اليوم حقاً أن ينام مرتاح البال في مثواه الأخير، ووريثه الوحيد على الأرض يتاجر بدماء الشهداء، وقبلها دمه، ويطلق المواقف التخوينية على طريفة أفلام الإثارة الأمريكية..
لا أعرف إن كان الشهيد كمال جنبلاط، القومي العروبي، يستطيع اليوم حقاً أن ينام مرتاح البال في مثواه الأخير، ووريثه الوحيد على الأرض يتاجر بدماء الشهداء، وقبلها دمه، ويطلق المواقف التخوينية على طريفة أفلام الإثارة الأمريكية والصحافة الصفراء، قانعاً بأنها سبيله الأسرع لأدوار البطولة في هذه المرحلة، فإن قتل كان شهيد (الاستقلال) وقائده الذي قضى فداء له، وإن ترك يعبث كما يشاء بالكلمات... فهو (البطل)، حتى ولو كان بطلاً من كلام، وفي الحالتين سيبدو الصبي واهماً، إذ قُدر له دائماً أن يعيش تابعاً وعبداً مأموراً.. أما قناعته الزائفة تلك، فلم تأخذه إلا إلى مزيد من الانبطاح والتذلل من موقع إلى آخر، يؤدي عبره دوراً محدداً رسم له في الخارج، فيلهث خلف تحقيقه على طريقة (العصا والجزرة) بغض النظر عن محاذير ما قد يجلبه ذلك من انقسامات وخراب في البلاد، وربما موت لا يأتي هذه المرة على دبابة أمريكية، وإنما بمخطط خارجي تحت اسم (الحقيقية) أخذ البيك جنبلاط وحلفاؤه (التابعون) في لبنان يتنافسون على لعب دور الأداة المطيعة الأسرع في تنفيذه في الداخل، جاعلين من (السوري) شماعة لتعليق أزمات لبنان ومشاكله و خطايا زعمائه وطمعهم، من (حرية) لبنان (الديمقراطي) (المتنوع) عبارة رنانة وعنواناً براقاً يخفي خلفه سعيهم المحموم لأحد أدوار البطولة في (لبنان جديد) يترك عروبته (يافطة) للخطابات الدعائية التلفزيونية، ويمارس على الأرض دور الأداة الطيعة للخارج، وامتداده داخل الجسد العربي. ولأن الموهبة طبع يخلق مع المرء لا يتطبع عليها كان من الصعب أن ينجح (جنبلاط) في أي من أدوار البطولة التي شاءتها هواجسه، فلا هو حافظ على نهج والده الشهيد، القومي العروبي، ولا استطاع أن يتعلق بذيول دور بطولي يجعله يبرر لنفسه قبل الآخرين التذبذب الذي يعيشه في الأقوال والأفعال، فازداد انبطاحاً أمام ما يراه (الخلاص) دون أن يستطيع أن يؤدي دوراً بعد أن غادر أدوار الكومبارس في اللعبة السياسية أكثر من دور (المهرج)، يقدمه اليوم في الساحة اللبنانية على نحو تراجيدي، كزعيم للأمة، مثقلاً بهمومها ومشاكلها، قلقلاً على حالها، ومستنكراً الدم المهدور في سبيل لبنانه (الحر الديمقراطي)، متحدياً كل ما يحيط به من المخاطر حين يخرج من المختارة ليعزي آخر شهيد طالته يد الغدر، يهتف بالجماهير الغاضبة (لا تهتفوا لي، بل اهتفوا للبنان الحر)، وأمام كاميرات التلفزة، يطلق زفير (المهموم المتمرد)، يعلق مشاكل العالم، من قتل عمر حتى ثقب الأوزون، على النظام الأمني الذي يقاومه وعلى (السوري) الذي يريد منه أفضل العلاقات الأخوية رغم كل شيء...ثم يلملم نفسه ويغيب في الزحام... (برافو وليد بيك، المشهد كتير مزبوط)، لكنك لم تقنع أحداً. لا يقنع جنبلاط حتى نفسه بهزال مسرحيته، يدرك أن جعجعة كلامه لن تجدي شيئاً أمام طحن السياسة السورية التي استطاعت إلى الآن أن تستعيد زمام مبادرة العلاقات السورية اللبنانية في كل مرة أراد لها أعداء الخارج والداخل، على السواء، قطع تواصلها أو تغييبها، ولنذكر في هذا السياق: زيارة السنيورة الأولى بعد منح حكومته الثقة والتجاوب السوري السريع مع طلباته، كاللقاء السوري اللبناني في برشلونة والإعلان عن لبنانية مزارع شبعا أمام مؤتمر قمة (يوروميد)، فضلاً عن مواصلة سوريا التزاماتها تجاه الاتفاقيات المبرمة مع لبنان فيما يخص عدداً من الملفات الخدمية، ومنها الكهرباء... وجميع هذه الخطوات السورية كان من شأنها في كل مرة هز صورة (البطل) المزعومة لجنبلاط، وتبهيت ما يعده إنجازات على طريق (الاستقلال) من الوجود السوري في لبنان... يدرك جنبلاط جيداً أنها سرعان ما تسقط جميعها عند أول مصافحة سورية - لبنانية، ستحدث (رغم جعجعة البعض) مادامت هي خيار البلدين في تحصين أنفسهما وحماية مصالحهما. الأمر بحقيقته هذه التي لا يختلف عليها اثنان، لا يبدو عصياً على فهم وليد جنبلاط أبداً، ولكن (البيك) المأخوذ بأدوار البطولة، والمسكون بخوف يهدد زعامته، جاعلاً منه (منافقاً) بامتياز يتقلب من موقع إلى آخر في لمح البصر، لا يجد مفراً من الغلو في إطلاق شعارات (الاستقلال والحرية للبنان)، متمادياً بذلك أكثر في تهريجه، وربما تكبير كذبته عسى ولعل يصدقها أحد... فكان في كل مرة يحدث تقارب سوري لبناني على نحو ما، يرتفع صوت جنبلاط التصعيدي ضد سوريا، محذراً من (عمليات تخريب أمني) تعد لها، كما قال رداً على لقاء برشلونة، متهماً سوريا دائماً بأنها وراء كل قطرة دم لبنانية تهدر في لبنان، وكأن جنبلاط نسي، أو تناسى بأن الدم السوري هو الذي سال في لبنان حفاظاً على وحدة هذا الدم اللبناني وحماية له... ينسى جنبلاط أو يتناسى، لكن أياً من اللبنانيين الأحرار بحق لا ينسى تضحيات سوريا طوال أعوام وجودها في لبنان، رغم الأخطاء العديدة التي شابت هذا الوجود، ولا يمكن أن يتجاهلوا كم بذلت سوريا من تضحيات طوال هذه المدة على طريق استقرار لبنان وهدوئه... وإلا ما معنى أن يجتمع ما يقارب المليون شخص في ساحة (رياض الصلح)، تأييداً لسوريا في مظاهرة كانت الأكبر من نوعها في تاريخ لبنان...؟ أليس هذا هو حكم الشارع الذي يريد جنبلاط أن يلوذ به ليمنح للخارج شرعية مخططاته؟ ألم يقل الشارع في (رياض الصلح) كلمته الحرة أيضاً فدحض بها مزاعم جنبلاط وأعوانه...؟ ومرة أخرى يفشل جنبلاط في إقناع أحد، سوى أولئك السابحين بوهم تياره الذي يستقوي بالخارج تحت يافطة (القومية العربية) و(ووحدة لبنان واستقلاله)، و(حرية لبنان)... وجميعها كانت بريئة منه. وسواء اتسع زوم كاميرا أمام مؤيدي جنبلاط أو ضاق، فلن يستطيع أبداً أن يضم أكثر من مجموعة حاقدين أو تجار دم من الطامحين لكراسي قيادة، فيما يعتقدونه بأنه (لبنان جديد) قادم على كف الوصاية الأجنبية، وخلف هذا وذاك، شعب آلمه الموت العبثي فضللته الشعارات الكبيرة التي تعزف على وجعه، لتأخذه نحو ما وعدت به الخارج في تنفيذه في الداخل، وإلا ما معنى أن يحدث انفجار في كل مرة تكون فيه سوريا أمام استحقاق دولي فيما يخص لبنان ولجنة التحقيق الدولية بدم الحريري، أو تكون فيه لبنان في جدل داخلي قد يدفع نحو قرارات تنال من مقاومته وحريته الحقيقية واستقلاله...؟ ما معنى أن ترتفع الأصوات في كل مرة، ومباشرة بعد كل عملية اغتيال أو اتهام بأصابع الاتهام ضد سوريا، وكأنها تريد أن تستثمر الدم اللبناني المهدور في تمرير مخططاتها الخارجية ضدها...؟ ألم يتم تمرير طلب محكمة دولية في قضية الحريري، ودم جبران تويني لم يزل حاراً، جاعلين من رفض تدويل لبنان ووضعه تحت الوصاية الخارجية، خيانة للبنان بحكم الدم الحار...؟! وبعد هذا كله، من يبدو أن له مصلحة في كل ما أريق من دم، أو على الأقل المتاجرة به لا أكثر...
ومرة أخرى، لن يجد جنبلاط من يقنعه بكلامه أكثر من أعوانه، وربما هو لا يستطيع حتى أن يقنعهم ويقنع نفسه. يدرك وليد جنبلاط (والمصيبة أن كان لا يدرك) أن أي طفل صغير، لا يغيّب العقل خلف عواطفه، سيتذكر في كل مرة يتحدث فيها وليد بيك عن العلاقات السورية اللبنانية اليوم، أحاديث مشابهة عن العلاقات ذاتها، ولكن على نحو مختلف تماماً ومتناقض... فجنبلاط الذي بدا اليوم رأس الحربة في مواجهة الوجود السوري في لبنان على اختلاف أشكاله كان حتى الأمس القريب أحد أبرز المخلصين لهذا الوجود والمستفيد الأكبر منه، يشهد عليه طريق (عنجر) كما شاء توصيفه جنبلاط نفسه، كما يشهد عليه السوريون أنفسهم، وهم يشهدون جنبلاط نفسه، يتجول، كأي مواطن سوري في أسواق دمشق وشوارعها.. والمضحك أن جنبلاط حاول أكثر من مرة أن يغازل هذا الشعب الحر، بأنه حريص على مصلحته وعلى العلاقة معه، متناسياً حقيقة الشعب السوري الأبي، الذي يرفض أن يساوم على بلده، ويموت في ظلال علمه الوطني. وكما فشل الطامعون بسوريا في المراهنة على أبناء سوريا، يفشل جنبلاط هذه المرة في جعل سوري واحد يتوقف عند كلامه دون أن يضحك من عبث الكلمات التي يصوغها جنبلاط، على نحو تراجيدي، تحت يافطة الحرص على الشعب السوري، ولعل خطابات (البيك) الرنانة اليوم ضد الوجود السوري، لم تبتعد كثيراً في ذاكرته، لا الشعب السوري بل واللبناني أيضاً، عن خطاباته الرنانة المؤيدة لهذا الوجود، بل والدفاع عنه بشدة، وفي هذا السياق يستطيع المرء أن يتذكر لجنبلاط الكثير من خطاباته لصالح السوريين، أجد أن لا متسع لاستعادتها هنا جميعها، ووضعها في سياق مقارنة مع ما يتحدث به اليوم على أنه خطاب (قومي عروبي)، لذلك أجدني أترك متعة كشف التناقض والتهريج في ما قوله (البيك) للأعزاء القراء وكلي ثقة بأن صاحب أضعف ذاكرة منهم، سيكتشف تذبذب الصبي (وليد) ونفاقه سواء تجاه السوريين في الأمس، أو تجاه لبنانيته وما يدعيه اليوم من كلمات معسولة عن وحدة الشعب اللبناني و(حريته)، وسأكتفي هنا بحديثه لمجلتنا (أبيض أسود) رداً على سؤال حول علاقته مع القيادة السورية (أجري الحوار 24/2/2003) حين وصفها بأنها (متينة فوق كل اعتبار ثانوي، وفي المنعطفات الأساسية دائماً كنت و سأبقى بالأساس نحن والحزب المدافع الرئيسي عن مصالح القومية، أثبتنا هذا الأمر كما اعتقد في عام 82 وفي عام 85 مروراً بحرب عون، وإسقاط اتفاق السابع عشر من أيار، وبكل المحطات التي شعرنا أن هناك خطراً استراتيجياً على المصالح الوطنية والقومية، ومن خلال استخدام إسرائيل والغرب لبنان لساحة تعطيل لهذه المصالح، أو استخدام بعض القوى في لبنان، إن العلاقة مع سوريا قدر وطني وقومي منذ الاحتلال الصليبي). والحديث هنا بكل ما انطوى عليه (لاحظوا التنبيه لخطورة القوى اللبنانية التي تريد أن تستخدم لبنان ساحة تعطيل للمصالح القومية) سيبدو مثيراً للاشمئزاز والضحك بآن معاً، إذا ما قورن بما يصدر اليوم عن جنبلاط، الخارج في تصريحاته الأخيرة من جلباب أبيه القومية ليرتدي الجينز الأمريكي... وهي تصريحات بمجملها، ستسقط ويسقط معها كما أوراق الخريف، إذا ما هبت ريح الحقيقية كما يريدها اللبنانيون الأحرار لا العملاء اللاهثين خلف مكاسب أكثر، حتى ولو كانت مكاسب حرب.

الحزب والبيك
مساهمات القراء.......نقلا عن أخبار سورية
قراءة في الحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة وليد (بيك) جنبلاط
د- تميم صقر
لاشك أن الإزدواجية هي من السِمات الأساسية التي ضربت الواقع العربي منذ ولادته وقد اجتهد العديد من الفلاسفة العرب قديماً وحديثاً في إيجاد تفسير منطقي لإزدواجية الشخصية العربية واختلفت الأراء كثيراً.

بالنسبة لي أعتقد أن سبب هذه اللعنة هو إزدواجية لغتنا بين عامية وفصحى فنحن العرب دوناً عن كل العالم نفكر بلغة ونكتب بلغة أخرى التي هي أساساً وعاء الفكر.
المثال الأكثر عمقاً للإزدواجية العربية هو العبارة التالية (الحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة وليد بيك جنبلاط) عبارة أعتدنا سماعها كديباجة متكاملة منذ عشرين سنة ولكثرة تكرارها عشعشت في عقولنا كفكرة مقبولة بطريقة ما لكن إذا أردنا أن نحلل هذه العبارة منطقياً لوجدنا أغرب المفارقات. فالأحزاب جميعاً في أرض الله الواسعة ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر بصيغتها الحالية كمطلب جماعي ناجم عن توحد الطبقات العاملة ضد الطبقات البرجوازية والإقطاعية وقد تراوح هذا النشوء بين الثوري الدموي الى التدريجي الأبيض تبعاً لمتغيرات تاريخية ونفسية وإقتصادية لدى الشعوب أما هذا الحزب وبعيداً عن أسمه البرّاق فهو فريد من نوعه فلو تجاوزنا التزعم الذي هو صفة لا علاقة لها لا بالأحزاب ولا بالتقدم ولا بالإشتراكية يبقى القسم الأهم وهو ماذا عن حزب بزعامة (بيك)؟ إنه بدون شك سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الأحزاب وفي تاريخ (البيكات أو البيكة أو الأبياك أو البيكاوات...) فلست خبيراً باللغة التركية القديمة لمعرفة جمع "بيك" ولاأعتقد أن شعباً ما في مكان ما قد أنعم الله عليه بحزب بزعامة "بيك" إلا في روايات الكاتب التركي الكبير عزيز نيسين الذي سخر من هذه البنية الإجتماعية العفنة التي سيطرت على تركيا لفترة طويلة الى أن جاء أتاتورك وعصف باللغة القديمة اياها مع كل رواسبها من أصناف "البيك" ومشابهاته وقاد عملية بناء دولة تحت راية أحزاب علمانية مما حوّل تركيا الى قوة إقتصادية على مانراها اليوم.
أما في عالمنا العربي فالحزب واقعي وهو ياللمفارقة العجيبة قومي وإشتراكي بنفس الوقت وبزعامة "بيك" من عظم ولحم فهنيئاً لنا بهذه المستحاثة النادرة التي لامثيل لها في الأرض.
أما وقد تربع هذا "البيك" على الحزب فلنا أن نحلم بأسوأ النتاجات الفكرية والعملية وأخشى أن مانراه ليس أحلاماً في نومنا بل كوابيساً في يقظتنا تطالعنا كيفما إتجهنا في المحطات الفضائية والأرضية والجرائد والمجلات و خلف كل ميكرفون في سويسرا الشرق لبنان.
من المفارقات المضحكة عن هذا "البيك" مقابلة طريفه معه في فضائية الجزيرة حيث أجتهد المذيع كثيراً في البحث عن أسباب الخلاف الجوهرية بين سوريا وجنبلاط وقد كانت الإجابات متشابهة رغم إعادة طرح الاسئلة بصيغ عديدة حيث يقول جنبلاط انه ألتقى الدكتور بشار الأسد للمرة الأولى في أواخر التسعينات في لبنان وعندها شعر فجأة ب(تاتش) وعندما استوضحه المذيع قال "البيك" (تاتش ... يعنـــي.... متل الكهربا) فتجاوز المذيع هذه المعضلة اللغوية وسأل عن اللقاءات اللاحقة بين الرجلين لكن المفاجاة عقدت لسان المذيع حيث أن "البيك" يشعر في كل مرة إما ب(تاتش) أو (كهربا) و رغم محاولات المذيع العديدة للوصول إالى ترجمة منطقية لهذه الأجوبة إلا أن "البيك" استمر في تكرار ببغائي لكلمتي ( تاتش و كهربا... تاتش و كهربا) حتى أُصيب المذيع بخيبة الأمل من هذا السياسي الذي لا يجد تعبيراً لمشاعره وأفكاره إلا بهذه الصيغة المبهمة, أما بالنسبة لي كمتفرج فقد تساءلت ماذا لو أن "بيكاً" ما منذ 200 سنة وقع بظرف مشابه فكيف سيعبر عن احساسه علماً بأن المرحوم أديسون لم يكن قد أكتشف الكهرباء بعد فهل كان البيكات يعيشون في سلام دائم أم كان لديهم مشاعر مختلفة عن (التاتش والكهربا)؟؟ سؤال أتمنى أن يجيبنا عليه علماء المستحاثات أو المستشرقين الذين يفهمون كلام البيكات أكثر منا وأكثر من البيكات أنفسهم.
وهنا اتمنى من المجتمع الدولي الذي لاهمّ له إلا لبنان أن يشكل لجنة دولية خاصة أسوةً بلجنة التحقيق الدولية اياها وأسوةً بالمحكمة الدولية المنتظرة على أن تضم هذه اللجنة الدولية كبار أطباء العصبية في العالم وكبار مهندسي الطاقة لقياس مستوى (الكهربا) التي يعاني منها "البيك" على أن تضع هذه اللجنة النزيهة نصب أعينها ضرورة (تزبيط) الكهرباء لديه وأعادتها الى الحدود الدولية والإقليمية المتعارف عليها في لبنان والمنطقة ولو أنني أفضل شخصياً إعادتها الى حدود الجبل أو المختارة كأقصى حد وذلك رحمةً ب"البيك" ورحمةً بنا كمتابعين للإعلام الذي يتربعه هذا المتقلب الكبير بحيث أننا نعجز عن تقدير المواقف النهائيه له أمام سيوله العارمه من التصريحات المتناقضة.
لا يستطيع أكبر محلل سياسي أن يفهم هذا الحزب التقدمي الإشتراكي مع "بيكه" فهو في الصباح حزب علماني منفتح وفي المساء حزب راديكالي ديني ضيق, يخاطبنا من موسكو عن ماركسية حزبه ويساريته ثم يقفز الى باريس للحديث عن ليبرالية حزبه ويمينيته, في فضائية ما يتحفنا بقراءة قومية عاصفة عن العروبة و وحدة المصير وفي فضائية أخرى يخوض حربا شاملة من أجل موظف صغير في دائرة كرتونية لايتجاوز وجودها أدراج وزارة ما, يطالعنا بتصريح عن ضرورة دعم القضية الفلسطينية وسلاح المخيمات وفي صحيفة أخرى يقول إن هذا السلاح لايخدم فلسطين ويجب الغاؤه وهكذا دواليك من أراء و أراء مضادة تصلح إذا جمعناها معاً لعشرات الحلقات من البرنامج القتالي الشرس(الإتجاه المعاكس) بدون الحاجة لمتحدث أخر أو لمذيع.
"البيك" اياه مع حزب الله لأنه المشروع الوحيد الشريف في لبنان لكنه بنفس الوقت يؤيد نزع سلاح الحزب لأن المجتمع الدولي أشار له بذلك وبالتالي يرفض مشاركة نوابه في احتفالات الحزب والحجة نكتة بيكاتية سخيفة فالنواب لديه أغبياء كما يقول وكأنهم (على تفاهتهم) عبيد في مزرعتة ثم يعود ويطلب الحماية من سماحة السيد حسن نصر الله في مداخلة له على تلفزيون LBC و يقول عن نفسه أنه صمام الأمان للحزب ثم بعقلية المصابين بإنفصام الشخصية يعود و ينفي على تلفزيون المستقبل ماقاله قبل عدة أيام على إيقاع أغنية (ميلي ما مال الهوى). هذا مالدينا حتى هذه اللحظة ولاأعرف ما سيصرح به "البيك" في الساعات القليلة القادمة ضمن نوب الإسهال الكلامي التي تصيبه بين الفينة والأخرى مما حوّله الى شخصية كرتونية مزعجة من كثرة التباكي والتشكي وتأكيد النفي ثم نفي التأكيد و كل ذلك في رقص ايقاعي سيئ الى مالانهاية.
يطلب "البيك" من سوريا الخروج من لبنان ولن يكون هناك أية دسائس لبنانية على سوريا فهو يقول (فليرحلوا لانريد منهم شيئاً) وما أن خرج أخر جندي سوري من لبنان حتى نسي "البيك" كلام الأمس وراح يجيّش العالم ضد سوريا ويؤمّن الحماية لمطلوبين سوريين ساذجين ويقدمهم الى لجنة التحقيق الدولية لإلصاق تهمة إغتيال الحريري بسوريا وعند فشل القصة ومشابهاتها يطلب "البيك" بقفزة واحدة إسقاط الحكم في سوريا ثم يتراجع يعتذر بحديث صحفي لمجلة الشراع ويقول أنه يحب الشعب السوري و يحب دمشق ثم يعود ويؤكد مطلبه بإسقاط النظام مع تلفزيون المستقبل مما سيدفعني لتشكيل نشرة أخبارية نصف ساعية للحصول على أخر تصريحات "البيك"بما يتوافق مع قفزاته من تأكيد ثم نفي ثم تأكيد في حالة جدلية بيزنطية لا نهائية وكأن "البيك"اياه يحمل المفاتيح السحرية لإسقاط أو عدم إسقاط النظام السوري هو وغيره من البيكات والباشوات واللوردات والبرنسات وسمهم ماشئت مع غيرهم من المنافقين السخيفين القابعين في أخر ظلمات الأرض حيث يظن هؤلاء المتعفنين الرخيصين أن الشعب السوري اصبح أكثر الشعوب سذاجة و لم ينتبهوا الى الالتفاف الجماهيري الهائل الذي أتفق عليه السوريين جميعاً حتى المعارضين الشرفاء منهم حول النظام و الحكومة التي تحاول بدورها كبح جماح السوريين ودفعهم بعيداً عن الزواريب السياسية الضيقة للحفاظ على أخلاقياتنا كشعب عربيأصيل وعدم الإلتفات الى غدر اصدقاء الأمس لنا. وأحب أن اذكر هؤلاء البقايا على أشكالهم وألوانهم أن الشعب السوري يعلم تماماً بأنه هو المستهدف, وليس الحديث عن نظام وشعب في هذه اللحظة بالذات إلا قناع رخيص, ولا نريد كسوريين لانصائح جنبلاط ولا عواطفه تجاهنا ولا محبته لنا أو لعاصمتنا دمشق.
الشأن السوري يُناقش داخل سوريا فقط ومن قبل ناس سوريين شرفاء وعندما يريد الشعب السوري استشارة أحد ما يجب أن يكون وطنياً وعليه أن يجيب على سؤال بسيط من أربع كلمات نستعيرها كما هي من خطاب سماحة السيد حسن نصر الله (أنت مين.... شو تاريخك) وجميعنا في سوريا نعرف من هو هذا "البيك" وماهو تاريخه فقد أباد حضرته ألاف المسيحين في معارك طاحنة في الجبل دفاعاً عن لقبه المقدس ضمن عملية تصفية جماعية ذات طابع ديني شملت الكبير والصغير في قرى كاملة ولم يصده إلا تدخل السوريين ووقوفهم في وجهه وهو الأن يحاضر فينا عن الإرهاب والإستبداد.
هذا هو زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي وليد "بيك" جنبلاط أكبر مزدوج يمكن أن يعرفه التاريخ العربي وأستطيع أن أكون جازماً بالقول أن لاعلاقة لهذا الرجل لا بالتقدم ولا بالإشتراكية ولا بالأحزاب ولا بالعروبة ولا بالوطنية ولا أعتقد أن اسوأ "بيك" في التاريخ كان يتمتع بهذا التذبذب والنوسان الدائري اللاأخلاقي. و بدلاً من حديثه عن إسقاط أو عدم أسقاط النظام في سوريا وعن محبته للشعب السوري أنصحه أن يتعلم معنى الوطنية و العروبة من السوريين و أنا اطمئن هذا "البيك" مع غيره من المنافقين في الأرض أن دمشق ( عايشة وحدا بلاك وبلا حبك يا ولد... حاجي تحكي عن هواك ضحكت عليك البلد....)
Share:

Sunday 25 December 2005

أخر تطورات شبكة الدعارة في سورية

مغتصبو ناريمان هددوها بالقتل
تأجيل محاكمة شبكة الدعارة بسورية
بهية مارديني من دمشق
26\12\2005
أجلت محكمة الجنايات بدمشق اليوم محاكمة افراد شبكة الدعارة وخطف الاطفال في سورية حتى الشهر القادم للدفاع ، وكانت الضحية المُغتصبة ناريمان حجازي اقامت الدعوى على مغتصبيها بتهمة الحض على الفجور والدعارة والاغتصاب . وهدد افراد الشبكة ناريمان بالقتل في القصر العدلي بدمشق اليوم وطالبت محاميتها ميساء حليوة الناشطة في مجال قضايا المرأة من شرطة القصر ان يشهدوا على هذه الواقعة التي شاهدوها الا انهم رفضوا. وكانت ناريمان قد استدرجت الى ورشة للخياطة في منطقة جرمانا بريف دمشق ثم تم اغتصابها وتعذيبها لحضها على العمل ضمن افراد الشبكة لمدة ستة شهور . والغريب في قضية ناريمان انها سجنت لفترة ثلاثة شهور بعد تواطؤ افراد الشبكة مع بعض عناصر الامن الجنائي ، واكدت لـ"ايلاف" انها رأت خلال فترة سجنها رجلا معتقلا في سجن النساء بعد ان تم تغيير اسمه الى ناديا مكاوي . وقدمت ناريمان للمحامي العام قائمة فيها 30 اسما متورطا ضمن افراد الشبكة فيها امنيين وقضاة ومستشارين ومحامين واطباء.
وكانت
ناريمان أكدت لـ "ايلاف" انها استدرجت واغتصبت وعذبت بالضرب والحرق والربط بالسلاسل لأنها كانت ترفض ان تعمل ضمن افراد الشبكة ، واشارت الى تورط أسماء امنية وقضائية وقانونية، اضافة الى اطباء اختصاصيين في الأمراض النسائية . والغريب أن لمحامية الضحية برنامجاً أسبوعياً على التلفزيون السوري عرضت خلاله قضية الضحية المغتصبة ناريمان حجازي لكن أحدا لم يحرك ساكنا، رغم ان ناريمان أكدت على القناتين الرسميتين في سورية الفضائية والارضية تورط عناصر من الأمن الجنائي في القضية ، وانهم كانوا يمدون أعضاء الشبكة وقواديها بمعلومات عن عمليات الدهم ومواعيدها .
وقالت ناريمان حجازي (22 عاما) لـ"ايلاف" انها استدرجت في مطلع أيار/ مايو 2004 من حديقة تشرين وسط العاصمة دمشق ، واوضحت انها كانت جالسة تبكي على أحد كراسي الحديقة بعدما مرت بظروف نفسية صعبة اثر فسخ خطوبتها .
فرأتها احدى النساء وشدت من ازرها ثم سألتها ماذا تعملين؟ فقالت لها اعمل اعمالا مختلفة على تقطع ، مرة سكرتيرة في معمل ومرة مدرسة لاطفال صغار ، فقالت لها السيدة : انت ابنة حلال لا يجب ان تتوقفي عن العمل ، اليوم رأيت اعلانا لاحدى الشركات تطلب سكرتيرات ومدرسات ، وقادتها الى احد المكاتب وتم الاتفاق ان تعمل ناريمان مدرسة اطفال خاصة لدى عائلة ، وذهبت معها السيدة ثم دفعتها عندما وصلت الى احد المنازل وقام باغتصابها رجل ثم عبر لها عن رغبته في ان يرسلها للزبائن، فرفضت مما عرضها للتعذيب والضرب وقام بحرقها مرارا وربطها بالجنازير من معصميها ولا تزال آثار التعذيب على جسدها.
واكدت ناريمان ان احد الزبائن الذي يحمل جنسية عربية قام بتهريبها فاشتكت لدى الأمن الجنائي ولدى اقتيادها الى المنزل للتعرف إليه قامت الشرطة باستدراجها، ونتيجة تواطؤ الامن الجنائي مع العصابة تم اقتيادها ايضا وسجنت ثلاثة شهور في سجن النساء .
واعتبرت ناريمان "المحجبة " ان لرجال الشبكة نفوذا كبيراً لدى الامن وإلا لما سجنت، واشارت الى انها عندما سألت القاضي لماذا تسجنوني وانا الضحية ؟ قال لها "حتى نحميك". كلام ناريمان مدعوم بوثائق تحتفظ بها المحامية حليوة. وقد أصيب أخو ناريمان بانهيار عصبي وساءت نفسية والدها الذي يعمل سائقا وهو يرى انهيار مستقبل ابنته بينما يحاول تبرئتها امام مجتمع لا يرحم يحرضه على قتلها.
ناريمان تقول ان شبكة الدعارة مؤلفة من عشرات النساء واكثر من 30 رجلا وهناك اكثر من مئتي فتاة بعضهن قصر يتعرضن للاغتصاب يوميا وبعضهن يتم تزوجيهن رغم اعمارهن الصغيرة ليقوم ازواجهن "بالاشراف على عملهن " باستمرار، وهناك طفلة رأتها ناريمان عمرها سبع سنوات اختطفتها الشبكة وهي في ملابس المدرسة ورحلتها الى اللاذقية دون ان تعلم مصيرها.
بهية مارديني من دمشق
25\12\2005
تعقد محكمة الجنايات بدمشق صباح غد (الاثنين) جلسة للنظر في قضية شبكة الدعارة وخطف الاطفال في سورية .ورفعت الضحية المغتصبة ناريمان حجازي ، والتي هربت من ورشة في جرمانا بريف دمشق بواسطة احد زبائن الشبكة العرب بعد استدراجها وحبسها، قضية ضد مغتصبيها ، وقدمت للمحامي العام قائمة فيها 30 اسما من المتورطين في الشبكة من بينهم عناصر من الامن الجنائي وقضاة ومحامين ومستشارين واطباء.وتتعرض ناريمان (22 عاما) للكثير من الضغوطات والتهديدات اضافة الى محاولة اغراءها ماديا لسحب القضية ، الى درجة انه تم تهديدها بالقتل والتعرض لاي احد يقوم بمساعدتها في القصر العدلي بدمشق، واكدت ناريمان لايلاف ان هناك المئات من الفتيات في الشبكة اغلبهن ُقصّر.واثار التقرير الذي نشرته ايلاف حول قضية ناريمان الكثير من ردود الفعل الغاضبة وطالب مواطنون سوريون بالضرب بيد من حديد على المسؤولين الفاسدين واقالة وزير العدل السوري .وكانت ناريمان قد استدرجت من قبل سيدة في حديقة تشرين بدمشق وبقيت حوالي ستة شهور في مقر الشبكة تعرضت خلالها لمختلف صنوف التعذيب لاجبارها بالعمل ضمن افرادها اضافة الى انها سجنت ثلاث شهور اثر تواطؤ الامن مع عناصر الشبكة.وقررت ميساء حليوة محامية ناريمان ان تترافع في القضية دون تقاضي اية اتعاب ، وطالبت جميع السوريين بالتضامن مع ناريمان وتكثيف الجهود للوقوف ضد تنامي ظاهرة الدعارة.
أكبر شبكة دعارة وخطف أطفال في سورية.....الخبر الصاعقة نشر منذ أربعة أيام في ايلاف
و كانت قد كشفت ضحية مغتصبة لـ "ايلاف" اكبر شبكة للدعارة وخطف اطفال في بلدة جرمانا بريف دمشق ، واكدت انها استدرجت واغتصبت وعذبت بالضرب والحرق والربط بالسلاسل لأنها كانت ترفض ان تعمل ضمن افراد الشبكة ، واشارت الى تورط أسماء امنية وقضائية وقانونية، اضافة الى اطباء اختصاصيين في الأمراض النسائية . والغريب أن لمحامية الضحية برنامجاً أسبوعياً على التلفزيون السوري عرضت خلاله قضية الضحية المغتصبة ناريمان حجازي لكن أحدا لم يحرك ساكنا، رغم ان ناريمان أكدت على القناتين الرسميتين في سورية الفضائية والارضية تورط عناصر من الأمن الجنائي في القضية ، وانهم كانوا يمدون أعضاء الشبكة وقواديها بمعلومات عن عمليات الدهم ومواعيدها .
وأجرت المحامية ميساء حليوة محامية ناريمان اتصالا هاتفيا بالمحامي العام في الحلقة التلفزيونية نفسها وسألته عن سبل تأهيل عناصر الأمن الجنائي وعناصر الضابطة العدلية للتعامل مع ضحايا الدعارة ولا سيما القصّر منهن ، فأجاب "ان الدعارة ليست ظاهرة في سورية ، لكنها موجودة وليست كل اصابعك متشابهة، وان هناك بعض الفاسدين ". ولدى سؤالها "ما دوركم وماذا فعلتم للاقتصاص من عناصر الأمن الجنائي الفاسدين ؟"، قال "ان ناريمان لم تقدم لنا اسماء المتورطين "، فقالت له المحامية "وهل تحل المشكلة بتقديم اسماء؟ "، أجاب " نعم" ، فردت: "الاسماء تكون لديك غدا " . على الأثر قال المحامي العام: "عندما نعلم بأن ثمة عناصر من الامن الجنائي متورطين فسيكون عقابهم عسيرا ." وذهبت ناريمان في اليوم التالي وقدمت قائمة من الاسماء التي تضم قضاة وعناصر في الأمن الجنائي ومستشارين قانونيين ومحامين متورطين واطباء اختصاصيين في الأمراض النسائية كانوا يعالجون الضحايا لدى اصابتهن بامراض تناسلية او يسقطون أجنتهن في حال حملن سفاحا ، اضافة الى اطباء اسنان وعاملين في صالونات حلاقة للسيدات ، ولكن للاسف لم يحدث شيء حتى هذه اللحظة ولم يتحرك احد.
وقالت ناريمان حجازي (22 عاما) لـ"ايلاف" انها استدرجت في مطلع أيار/ مايو 2004 من حديقة تشرين وسط العاصمة دمشق ، واوضحت انها كانت جالسة تبكي على أحد كراسي الحديقة بعدما مرت بظروف نفسية صعبة اثر فسخ خطوبتها .فرأتها احدى النساء وشدت من ازرها ثم سألتها ماذا تعملين؟ فقالت لها اعمل اعمالا مختلفة على تقطع ، مرة سكرتيرة في معمل ومرة مدرسة لاطفال صغار ، فقالت لها السيدة : انت ابنة حلال لا يجب ان تتوقفي عن العمل ، اليوم رأيت اعلانا لاحدى الشركات تطلب سكرتيرات ومدرسات ، وقادتها الى احد المكاتب وتم الاتفاق ان تعمل ناريمان مدرسة اطفال خاصة لدى عائلة ، وذهبت معها السيدة ثم دفعتها عندما وصلت الى احد المنازل وقام باغتصابها رجل ثم عبر لها عن رغبته في ان يرسلها للزبائن، فرفضت مما عرضها للتعذيب والضرب وقام بحرقها مرارا وربطها بالجنازير من معصميها ولا تزال آثار التعذيب على جسدها.
واكدت ناريمان ان احد الزبائن الذي يحمل جنسية عربية قام بتهريبها فاشتكت لدى الأمن الجنائي ولدى اقتيادها الى المنزل للتعرف إليه قامت الشرطة باستدراجها، ونتيجة تواطؤ الامن الجنائي مع العصابة تم اقتيادها ايضا وسجنت ثلاثة شهور في سجن النساء .
واعتبرت ناريمان "المحجبة " ان لرجال الشبكة نفوذا كبيراً لدى الامن وإلا لما سجنت، واشارت الى انها عندما سألت القاضي لماذا تسجنوني وانا الضحية ؟ قال لها "حتى نحميك". كلام ناريمان مدعوم بوثائق تحتفظ بها المحامية حليوة. وقد أصيب أخو ناريمان بانهيار عصبي وساءت نفسية والدها الذي يعمل سائقا وهو يرى انهيار مستقبل ابنته بينما يحاول تبرئتها امام مجتمع لا يرحم يحرضه على قتلها.
ناريمان تقول ان شبكة الدعارة مؤلفة من عشرات النساء واكثر من 30 رجلا وهناك اكثر من مئتي فتاة بعضهن قصر يتعرضن للاغتصاب يوميا وبعضهن يتم تزوجيهن رغم اعمارهن الصغيرة ليقوم ازواجهن "بالاشراف على عملهن " باستمرار، وهناك طفلة رأتها ناريمان عمرها سبع سنوات اختطفتها الشبكة وهي في ملابس المدرسة ورحلتها الى اللاذقية دون ان تعلم مصيرها.
الغريب في الامر ان الرجل الذي اغتصب ناريمان يحاكم امام القضاء وهناك ستة رجال وعدد من النسوة تم القبض عليهم وهناك رجال يعملون في شبكة الدعارة قبض عليهم ايضا ثم افلتتهم قبضة العدالة ولا احد يعلم السبب ؟ واشارت ناريمان إلى ان الفساد استشرى والا لما جرى تهديدها ومضايقتها في كل الاماكن التي تكون فيها حتى في قصر العدل وامام محاميتها وعلى الملأ . وأشارت الى ان قضيتها باتت قضية مئات الفتيات وانها ليس لديها ما تخسره فقد خسرت كل شيء ، لذلك ستحاول ان تقف بوجه هؤلاء رغم كثرة عددهم ونفوذهم ورغم كونها وحيدة من غير سند .
واكدت المحامية ميساء حليوة لـ"ايلاف" صحة ما قالته ناريمان، وانطلقت من الخاص للعام ، فتحدثت عن الدعارة كظاهرة يجب الا ندفن رؤوسنا في الرمال ازاءها ، وأضافت:"لا احصائيات لدينا لا في سورية ولا في العالم العربي عن حجم شبكات الدعارة المتنامي يوما بعد يوم، لذلك اضطررت إلى ان أقدم احصائيات منشورة وصادرة عن الامم المتحدة والانتربول الدولي ومنظمة العمل الدولية ومكتب العمل الدولي واليونيسيف". واشارت الى احصائية لليونيسيف مفادها أن ما لايقل عن 20 مليون طفل ذكورا واناثا قد بيعوا خلال العشر سنوات الماضية من اجل الاتجار بأعضائهم وأجسادهم .ونددت محامية ناريمان بمعاقبة الجلاد والجاني بحكم الدعارة نفسه وهو ثلاث سنوات سجناً تُنزل بالمرأة المسوقة عنوة الى بيوتات الدعارة ، مثلها مثل القواد مدير شبكات الدعارة ورئيسها.
Share:

عندما يسعى الرئيس الأسد إلى كفالة دينيّة

2005 الأحد 25 ديسمبر
الليفيغارو الفرنسية
"سوريا، حماها الله". هذا الشعار غير المألوف ظهر مؤخراً في شوارع المدن السورية الكبرى. ذلك أن نظام الحكم السوري، المنبثق من حزب البعث، والذي غالباً ما ينظر إليه بوصفه نظاماً "علمانياً"، لا يستخدم عادة الشعارات الدينية. ولكن الرئيس بشّار الأسد يجنّد اليوم الله لإنقاذ سلطته التي تواجه ضغوطاً مكثّفة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. غير أنّ استدعاء الإلهيّ يبقى مُشكِلاً بالنسبة لنظام حكمٍ منبثقٍ عن أقلّية، علويّة، وهي طائفة تنسب نفسها إلى المذهب الشيعيّ وتمثّل نحو 10 في المائة من مجمل السكّان (في سوريا). وفضلاً عن أقليّة مسيحية تقدّر بنحو 12 في المائة من مجمل السكّان، تبقى الأغلبية المطلقة منتمية إلى المذهب السنّي، وهو المذهب الرئيسي في الإسلام.منذ سحق انتفاضة حماه، عام 1982، المستلهمة من شعارات الفرع السوريّ من جماعة "الأخوان المسلمين" الدولية، استبعدت الأغلبية السنيّة عن الساحة السياسية وانصرفت في انكفائها إلى أشكالٍ من التديّن تشجّعها السلطة عليهما عبر تشييدها عدداً كبيراً من المساجد. غير أنّ السلطة تحتاج إلى كفالة دينيّة أبرز للعيان. والظاهر أنّ محمّد الحبش، مدير مركز الدراسات الإسلامية في جامعة دمشق، يضطلع بهذه المهمّة. فهذا البحّاثة الذي يجيد الإنكليزيّة بطلاقة، ذو اللحية المشذّبة والبزّة الأنيقة، المنتخب عضواً في البرلمان (مجلس الشعب) بصفته "مستقلاّ" عام 2003، وعضو مكتب المجلس، يستقطب العديد من المؤمنين إلى خطبه الأسبوعيّة في المسجد أو برامجه الإذاعيّة التي تبثّ عبر الراديو.حول ملفّ الحريري، يلتزم محمد الحبش بموقف حكومته: "تمارَس الضغوط على سوريا لكي تمدّ يد العون في العراق. ولكننا لسنا من طينة من يدعمون احتلالاً". أمّا على الصعيد الديني، فإنّ محمد الحبش يدعو إلى الوحدة وإلى التسامح: "الله واحد ولكنّ أسماءه كثيرة. وليس لأحد أن يحتكر أمور الحشر والحياة الروحية".يخشى رجل الدين هذا تنامي الإرهاب "التكفيري" في سوريا. فقد أعلنت السلطات مؤخراً عن اشتباك أسفر عن قتلى بقرب إدلب، وعن العثور بقرب حلب على مخبأ للأسلحة ومعمل متفجّرات و"خطط لمراقبة مسؤولين ومبانٍ رسمية سورية". المعارضة والمراقبون الأجانب يتعاملون بحذرٍ مع هذه الأنباء المعلنة. غير أنّ مدير مركز الدراسات الإسلامية يرى أن التصدّي للتطرّف الديني لا يمكن أن يتمّ باسم العلمانية. "في سوريا، الدين أمر لا يمكن التغاضي عنه. إنه جزء من هويتنا".إنّ حريّة التعبير المتاحة لمحمّد الحبش قد تدعو أحياناً إلى العَجَب، وإنْ كانت تعبّر عن رغبة السلطة في التحكّم بالمجال الديني. فالنائب الذي يصف نفسه بأنه "إصلاحي" في الإسلام، لا يصبو إلى قيام دولة دينية. لكنه يصبو إلى مدّ جسور الحوار مع السوريين الذين يصبون إلى الحوار. ويقصد السوريين السنّة بالطبع.كما أن محمد الحبش لا يمتلك أجوبة شافية حول موقع الأخوان المسلمين في المشهد السياسي السوري. ذلك أن مجرّد الانتماء إلى هذه الجماعة يُعاقب بالإعدام منذ انتفاضة حماه المأسوية. ومع ذلك فقد تبنّت قيادة هذه الجماعة المقيمة في منفاها اللندني تسويةً ديموقراطية عبر توقيعها، منذ شهرين تقريباً، إلى جانب شبكة المعارضة العلمانية، على برنامجٍ مشترك للحكم. ما يُعتَبر خطّاً أحمر بالنسبة لنظام الحكم في دمشق، غير أنّ هذا لم يحل دون سعي محمد الحبش الذي قام في الماضي بمساعٍ غير مثمرة للتوسّط والمصالحة، إلى محاولة الجمع بين النقائض: "في اعتقادي يمكن أن نصفهم بالإصلاحيين"، لكنه يسارع إلى القول مضيفاً: "غير أنّ غالبية المسلمين لا يريدون للدين أن يتدخّل في السياسة".
تعليق أليبوس العربية:
المشكلة ان الغرب بالعموم لا يفهم ان الاسلام يشكل عمودا فقريا للحياة في سورية. النظرة التي يقوم هؤلاء باعادة انتاجها
ا الى مقالات و كتب تبقى قاصرة طالما أن الفهم لا يشمل الاسلام كهوية جامعة ليس للمسلمين فقط بل للمسيحيين أيضا.
ما يعرف بالعقل الباطن هويته التاريخية و الحضارية هي اسلامية رغم كل ما يحاول استيراده من أيديلوجيات و افكار.
المساجد كثيرة و الاسلام هوية حضارية و الفترة التي يمكن أن توصف بفترة العلمنة القسرية لسورية بالمفهوم العلماني المتطرف انتهت و الروح الاسلامية عادة من جديد صمام لأمان المجتمع.
Share:

الموقف المخجل لقناة العربية....

عن بوابة حلب
25\12\2005
في ظل التغطية الاعلامية الخجولة للاعلام السوري عموما و الفضائية السورية خصوصا في تغطية الاحداث وكشف أسبارها والتعاطي مع مستجدات الاحداث بلغتها العصرية المطلوبة, نلاحظ في الجهة المقابلة الهجوم الواضح من الفضائيات, عربية كانت او اجنبية. واذا كان للفضائيات الاجنبية الغربية ما يبرر هجومها- وهو مصالحها السياسية – فإن علامات الاستفهام ترسم على الدور السلبي للفضائيات "العربية" (بتحفظ), هذا الدور الذي وصل لدرجة الازعاج للمواطن السوري. واريد هنا ان اسلط الضوء على الفضائيات الاشهر و الاكثر حضورا وتاثيرا على المواطن العربي: فمثلا نجد ان الاعلام في بعض دول الخليج العربي يسعى جاهدا الى ان ينتقى الاشارات الدولية السلبية تجاه سورية ليضيئ عليها و يجعلها اساس لبناء اتهامات و لتشويه صورة من دون التاكد حتى من صحتها وهي تكون في كثير من الاحيان باطلة, حيث نرى قناة "العربية" دائما تنظر الى الامور من وجهة النظر الاميركية و تتابع المسؤولين الامريكيين في خطاباتهم و في ردودهم, وفي مقابلاتها تستضيف كل من له موقف عدائي و حاقد على سورية ليفرغ محتواه الثقافي مباشرة على الهواء, حتى ان شريطها الاخباري فيه من التضليل الواضح و الرغبة في اثارة المشاعر و المشاكل, فمثلا حيث يركز ما قاله الرئيس عن بعض سياسيي لبنان, يسدل الستار عن الرغبة في معرفة دور اسرائيل في الاحداث, و كأن سورية هي التي اغتصبت فلسطين و الاراضي العربية و اسرائيل هي مهد الحضارات و الديمقراطية و السلام!!! الاستغراب هنا ان الجميع يعرف ان العربية ممولة من السعودية فهل الدبلوماسية السعودية غير واعية لمخاطر الدراماتيكية لأي فوضى حاصلة في سورية وفي لبنان -كتحصيل حاصل-, ام ان يد الامريكي وسّمه امتدا الى احشاء الجسم العربي ليخترقو دفاعاته و يعلنوه مستعمرة فكرية و دفاعية لمصالحها؟؟؟ و الاستغراب الاخر اننا نرى قناة (الجزيرة) تنصف الموقف السوري و تسلط على سلبياته و ايجابياته مع تكافل ضمني واضح مع الموقف السوري من حيث مواقفها , حتى انك تشعر احيانا انها تنوب عن الاعلام السوري في ايضاح الامور. طبعا جميعكم يعرف ان لا أسهم لي لا في الجزيرة و لا في العربية, و لكني شعورا بالغيظ ينتابني عندما ارى ان العربية تصل لمرحلة انها تمتنع عن لفظ كلمة (سوري) عند اعلانها لوفاة المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد(رحمه الله) فتقول المخرج العربي, ولم تشترك معها هنا الا قناة "الحرة". بكل راحة ضمير اقول انه: إن -وإن تأتي هنا للتقليل- كانت "الحرة"...حرة!! "فالعرية",, عربية.
Share:

Saturday 24 December 2005

تنافس سوري بين السلطة والمعارضة على الشارع الإسلامي

وائل السواح
الحياة
يبدو أن ثمة سباقا بين السلطة السورية ومعارضتها «العلمانية» لاستمالة الشارع الإسلامي، كل إلى جانبه. ذلك اعتراف من كلا الجانبين بإفلاس برامجهما التي عملا عليها منذ مطلع الستينات وحتى الاحتلال الأميركي للعراق. وهو اعتراف مشترك بأن الإسلاميين يلعبون دور بيضة القبان في التوازنات السياسية في الخريطة السورية.
ولا يمكن مغالبة إغراء التفكير أن في سياسة الطرفين إذعانا مثيرا للدهشة وارتدادا عن واقع عرفته سورية منذ انفكاكها عن الدولة العثمانية، اذ طالما وجد – عمليا على الأقل وإلى حد كبير - فصل بين الدولة والدين. ما يسعى إليه الطرفان هو تقويض هذا الواقع والعودة بالبلاد خطوات إلى الوراء حيث يلعب رجال الدين دور الساسة أو دور الموجه للساسة على غرار الجمهورية الإسلامية في إيران.
من هذا المنطلق يمكن قراءة سلسلة من المؤشرات التي بات من غير الممكن تجاهلها. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عقد في جامعة دمشق عن «المرأة والتقاليد،» رعاه وزير التعليم العالي وشاركت فيه نخبة من المفكرين والمفكرات في هذا الحقل من مختلف بلدان الشرق الأوسط. وزع منظمو المؤتمر كتابا بعنوان «فلينزع الحجاب»، وهو مطبوع في سورية بشكل نظامي وقد حصل الناشر على رخصتي طباعة وتوزيع. رد فعل الإسلاميين كان هائلا، داخل المؤتمر وخارجه. ففي الداخل شنوا هجوما غير مسبوق على الأفكار الليبرالية التي طرحت، وفي الخارج كان موضوع الندوة وتوزيع الكتاب مادة في غير مسجد دمشقي، يوم الجمعة التالي. وهو، على أي حال، رد فعل مفهوم. غير أن رد الفعل غير المفهوم جاء من قبل السلطة. اذ استنفرت أجهزة أمنية لملاحقة الموضوع، واستدعت منظم المؤتمر وناشر الكتاب لمساءلتهم، ولم تجد معهم حجة أن المؤتمر كان برعاية وزير التعليم العالي وأن الكتاب كان مرخصا من قبل وزارة الإعلام. كانت رسالة الأجهزة واضحة لا غبار عليها: هذه منطقة حرام الآن.
والرسالة نفسها جاءت من السيدة غادة مراد، المدعي العام للجمهورية ورئيسة لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة السورية للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، عندما بدأت مؤتمرها الصحافي بعبارة «بسم الله الرحمن الرحيم.» القضاء السوري مؤسسة مدنية، والأحكام في سورية، ونظام القضاء يبدأ عادة جلساته وأحكامه وتقاريره باسم الشعب. وليست هذه حادثة مفردة، وقعت بسبب تدين السيدة القاضية. والأحداث التي سبقتها وتلتها تجعل الوقوف أمامها والتفكير بها مليا أمر لا بد منه. اذ يبدو أن الحكومة السورية قررت أن تلعب لعبة تجيير الدين الإسلامي بدعاته وواعظيه وخطبائه لدعم الحكومة في صراعها مع الأمم المتحدة والغرب.
وفي هذا السياق خصصت خطب الجمعة في الأسابيع الفائتة لحشد مشاعر المؤمنين الدينية «دفاعا عن الإسلام». ففي خطبة يوم الجمعة في 18 تشرين الثاني، والتي نقلتها الإذاعة السورية، حض الخطيب الصناعيين والتجار ورجال الأعمال على الجهاد بأموالهم لإكمال جهاد الآخرين بأنفسهم. أما الدكتور محمد حبش، عضو مجلس الشعب، فخاطب جمهور المصلين في اليوم نفسه في مسجد آخر، محذراً من أن سورية ستمر «بايام سوداء،» طالبا من الناس الرباط وشد الأحزمة لمواجهة هذه الأيام، مشددا أنه يفضل «ألف مرة» أن يبقى في بلد محاصر، محافظا على دينه ومبادئه، من أن يعيش في بلد يفرط فيه بالدين والمبادئ.
المسألة إذن واضحة. ثمة استخدام للدين في تجييش المسلمين السوريين لمواجهة الضغوط الدولية. ولكي ينجح الخطباء في ذلك لا بد من أن يصوروا الخطر وكأنه يتهدد الدين الإسلامي نفسه وليس وضعا سياسيا معينا. ويبدو أن هذه اللعبة صارت شائعة في الفترة الأخيرة بين الحكومات العربية، وساعدتها في جهودها السياسة الأميركية التي تتسم غالبا بضيق الأفق.
والمشكلة أن المسألة لا تقف عند حدود السلطة. فالمعارضة غالبا ما تلعب اللعبة نفسها، متوهمة أنها بذلك تجر الشارع المتدين إلى صفها. ولئن آثرت السلطة الاستفادة من خطباء المساجد والوعاظ في مشروعها، فإن المعارضة اختارت الإسلام السياسي. وما إعلان المعارضة السورية التقليدية الذي ظهر الشهر الماضي باسم «إعلان دمشق» إلا مثالا على ذلك. فالإعلان الذي وقعته مجموعة من الأحزاب القومية واليسارية والكردية والشخصيات الليبرالية لم يتوان عن مغازلة تيار الإسلام الديني ممثلا بجماعة «الإخوان المسلمين»، وذلك بإلصاق رقعة من برنامج الأخيرين «الحضاري» في الإعلان، من دون أن يكون لها أي سياق منطقي او تناسق مقبول؛ وتنازلت، من دون أن يرف لها جفن، عن تاريخ سورية العريق في العلمانية وفي فصل الدين عن الدولة. وكانت النتيجة أن سارع «الإخوان» الى رد الجميل فأعلنوا انضمامهم الى «إعلان دمشق» بعد ثلاث ساعات فقط من إعلانه، وهي مدة كانت كافية لقراءة البيان وتحليله وفهمه ومناقشته والتصويت عليه ومن ثم إعلانه!
Share:

الناشر حذّر أنها ستكون خطوة "حمقاء" و"ورطة للدولة"،وزارة الإعلام السورية تمنع كتاب "فلينزع الحجاب" رغم موافقة الرقابة

دبي- حيان نيوف
العربية نت
علمت "العربية.نت" أن وزارة الإعلام السورية منعت تداول كتاب "فلينزع الحجاب" لكاتبة إيرانية تروي تجربتها مع الحجاب، وذلك في وقت أكد فيه ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان أنه لم يطلب منع الكتاب وإنما طلب من وزير الإعلام السوري السماح له بنشر كتبه طالما أن الوزارة وافقت على نشر كتاب "يشوّه الدين الإسلامي".
وأبلغ ناشر الكتاب لؤي حسين، صاحب "دار بيترا"، "العربية.نت" أن وزارة الإعلام السورية أبلغته بسحب الكتاب من الأسواق. وأوضح " نتيجة حرصي على ألا تكبر القضية وافقت معهم اليوم على تجميد تداول الكتاب خلال الأيام القادمة ولم يعطوني جوابا واضحا فيما إذا كانوا سينزلون للأسواق ويسحبونه أم لا، ولم أقدر أن أحصل على الصيغة النهائية لقرار الوزارة".
من جانبه رأى المحامي هيثم المالح، الناشط في مجال حقوق الانسان، أن الكتاب هو "عبارة عن شتائم وغير علمي وغير دقيق يقول إن الإسلام و المسليمن يعتبرون أن ولادة البنت عار عليهم ويغسلون شرفهم بدمها وهذا كلام غير صحيح".
وفي تفاصيل قرار وزارة الاعلام السورية، أشار الناشر لؤي حسين إلى أن هناك من اتصل به من الوزارة وأبلغه أن "الوزير اتخذ هذا القرار نتيجة الضغوط من أطراف أخرى منها جهات أمنية وكذلك من نشطاء حقوق الإنسان والمعارضة مثل المحامي هيثم المالح الذي زار الوزير لبحث موضوع الكتاب".
الناشر:خطوة حمقاء
وفي تفاصيل ما جري مع الوزارة، يتحدث لؤي حسين قائلا:" الكتاب أساسا حصل على الموافقات التقليدية في البلد وأخذ موافقة الطباعة والنشر من وزارة الاعلام. فيما بعد طالبتني الوزارة بتجميد الكتاب مؤقتا لعدم توسيع انتشاره وطلبوا مني أن أسحبه فيما بعد ولكني قلت لهم لن أسحبه فقالوا لي نحن سوف نسحبه فقلت لهم هذه سابقة ستكون كبيرة جدا وهذا قرار لا يستطيع الوزير أن يأخذه ويورط الدولة السورية وهو يتطاول على بنية التوافق الاجتماعي السوري وعلى الدستور ونحن في جمهورية فيها قيم العلمانية .. سوف يسحبونه وستكون خطوة حمقاء".
وتابع حسين " المحامي هيثم المالح قال إن الوزارة سابقا لم تسمح له بنشر كتبه متسائلا كيف تسمح بهذا الكتاب وتمنع كتبه ". ورأى لؤي حسين أن منطق هيثم المالح "غير صحيح لشخص ينشط في مجال حقوق الإنسان يسعى للمنع بدلا من السعي للسماح بحرية الرأي ".
وفيما إذا كانت جهات إسلامية ما تدخلت لمنع الكتاب أجاب لؤي حسين أنه لا جهات قامت بذلك حسب معلوماته مشيرا إلى أن الجهات الأمنية تدخلت بهذا الشأن رغم أن القضية تخص وزارة الإعلام والناشر فقط.
وألّفت كتاب "فلينزع الحجاب" الإيرانية شهداروت جافان وترجمته المغربية فاطمة بلحسن ونشرت الترجمة في الصيف الماضي في دار بيترا السورية. ويقول لؤي حسين إنه حصل احتجاج على توزيعه داخل مؤتمر عن حقوق المرأة في جامعة دمشق علما أن "الجهة المنظمة للمؤتمر اشترت نسخا من عندي ووزعتها ووضعتها على الطاولات مع كتب أخرى".
ويتحدث الكتاب عن تجربة شخصية لفتاة إيرانية تحجبت لسنوات طويلة منذ أن كان عمرها 12 عاما ولمدة 10 سنوات وعندما سافرت إلى فرنسا خلعت الحجاب. وتحكي عن معاناتها مع الحجاب وتقول "لا يجوز أن نحجب البنات قبل 18 عاما وما بعد ذلك هي تختار أن تتحجب أو لا . ووضعت الكاتبة الإيرانية كتابها هذا في فترة أزمة الحجاب في فرنسا وتوجهت برأيها للنخبة والحكومة الفرنسية".
وختم لؤي حسين بأن الرقابة في وزارة الاعلام السورية " مع وجهة نظري ومع الكتاب وهم يدافعون عن موافقتهم عليه وليسوا ضد الكتاب".
الرقابة وافقت.. ولكن
.. " لقد أصابنا وجع رأس من وراء هذا الكتاب "، قال نبيل عمران مدير الرقابة في وزارة الإعلام السورية متحدثا لـ"العربية.نت".
وأوضح عمران إنه تم إقرار سحب الكتاب من الأسواق حاليا وهو" إجراء لتخفيف حدة الانتقادات"، لافتا إلى كم هائل من الاحتجاجات وردت إلى وزارة الإعلام ضد هذا الكتاب.
وأشار نبيل عمران، الذي شدد في لغته على تفهّم الرأي الآخر، إلى أن الأساس في الاحتجاج هو العنوان على الغلاف، وقال :"هناك من يقرأ العبارات أيضا بشكل مجتزأ يوحي بأن المقصود هو المسلمون والإسلام بشكل عام ، ونحن وافقنا عليه أساسا بناء على قراءة كاملة وهناك أشخاص توقفوا عند عبارات معينة ووضعوا خطا عند بعض العبارات، وأي كتاب كان لا يقرأ بهذه الصيغة".
وقال عمران " نحن أعطينا الموافقة على الطباعة وليس التداول ودار بيترا لم تقدم طلبا حتى الآن للسماح بالتداول ولكن اتفقنا معها أن تتريث بهذا الموضوع حاليا، ويفترض ألا يكون الكتاب الآن في الأسواق لأننا لم نعط حتى الآن السماح بالتداول".
المالح ووزير الاعلام
ومن جانبه نفى المحامي هيثم المالح أن يكون قد طلب من وزير الإعلام السوري منع الكتاب، مشددا على حقه في السماح له بنشر كتبه بعد أن تم السماح بنشر كتاب يسئ للإسلام حسب تعبيره.
وأوضح الناشط الحقوقي هيثم المالح، في تصريحه لـ"العربية.نت"، " زرت وزير الإعلام وتحدثت معه حول الكتاب وأخبرني الوزير أنه توجد اعتراضات كثيرة على الكتاب فسألته كيف توافقون عليه .. لو كان علما لا توجد مشكلة ولكنه كلام لا أساس من الصحة .. وعند ذلك طالب الوزير من معاونه التحقيق في الأمر، وقال الوزير إنهم سمحوا بطباعته وليس بتوزيعه".
وأضاف المالح " قلت للوزير لم آت إليك لتحجب الكتاب ولكنه ليس موضوعيا أنا عندي كتاب اسمح لي بنشره، واسمحوا للآخرين بنشر كتبهم أيضا ولم أقل للوزير أوقفوا الكتاب ".
وتابع " أنا لست مع المنع ، ليسمحوا لكل شئ بالدخول واسمحوا لي أنا أيضا أن أكتب عندي كتب لم تسمح لي الدولة بنشرها وهي كتب علمية".
وذكر المحامي هيثم المالح أن وزارات سورية احتجت لدى وزارة الإعلام على السماح بنشر هذا الكتاب ومنها وزارة التربية، نافيا أن تكون هناك جهات إسلامية وراء خطوة المنع، وقال " أنا الوحيد الذي راجع الوزير شخصيا وأنا ضد تدخل الأمن في هذا الأمر".
وتحدث المحامي المالح عن رأيه في الكتاب قائلا :" هو عبارة عن شتائم وغير علمي وغير دقيق يقول إن الإسلام و المسليمن يعتبرون أن ولادة البنت عار عليهم ويغسلون شرفهم بدمها وهذا كلام غير صحيح، والإسلام رفع من شأن المرأة وقدم مرتبتها على الرجل.. هو كتاب لا يوجد فيه علم .. وإذا كانت مؤلفته نشأت في بيت يكره البنت هذا أمر آخر يجب ألا يحمل للإسلام ".
Share:

Friday 23 December 2005

المراهق السياسي

المراهق السياسي
قضايا الثورةالجمعة 23/12/2005م
أحمد ضوا
افتراءات جديدة أطلقها سعد الحريري ضد سورية.. فبنظره دمشق تشن حرباً على لبنان لقلب نظامه الديمقراطي..
إنها على طريقة إخراج معظم الأفلام الأميركية!!. تصوروا حجم هذا الإرباك وعدم التوازن الذي تتسم به هذه التصريحات. لا ندري طبيعة هذه الحرب المدعاة ولكن من يسمع هذا الكلام الذي يندرج في إطار المراهقة السياسية يعتقد أن قلب هذا (النظام الديمقراطي) هو المقابل لمشاريع لطروحات نشر الديمقراطية.. وسورية الآن التي تقف أمام هذه المشاريع (الناجحة)!!.‏
على ما يبدو أن التجارة بالدم لم تعد تجدي نفعاً في تنفيذ الأجندة المعادية للبنان التي يتولى فريق (السيادة) القيام بها بعد انكشاف وانفضاح شهود الزور, وكان لابد من تهمة جديدة لسورية للاستمرار بتضليل الشعب اللبناني الذي بدأت مخاوفه من التدخل الدولي في شؤونه تدفعه للسؤال عما تفعله حكومة الغالبية النيابية وليس الغالبية الشعبية?.‏
من الواضح ان فريق التضليل والتدويل لا يريد للبنان أن يعود إلى نفسه وإدارة قراره وتالياً لحضنه العربي, وتزامن التصريحات المعادية لسورية مع المبادرة التي يطرحها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يوضح ذلك جلياً, ذلك لأن مستقبل هذه الفئة السياسية والمتخبطة مرهون بأجندة يستمر بها بعيداً, الأمر الذي يفسر اتفاقها حول توجيه الاتهامات واختلافها حول المسائل التي تهم الشرائح الواسعة من اللبنانيين.‏
وعودة إلى ما قاله الحريري ضد سورية نسأل هل صدر عن المسؤولين السوريين أي تصريحات يستشف منها الرغبة تغيير النظام الديمقراطي في لبنان? وهل تفهم تصريحات السيد وزير الخارجية فاروق الشرع في القاهرة بعد القمة السورية المصرية التي أكد فيها على اهتمام سورية أن يكون الأمن اللبناني مضموناً وأن تكون العلاقات السورية اللبنانية على أفضل ما يكون, على أنها محاولة لقلب النظام الديمقراطي في لبنان?!‏
واقع الحال يقول إن فريق التضليل والتزوير الذي يروج له المراهقون السياسيون هو من يتدخل في الشؤون السورية تارة بكيل الاتهامات الكاذبة وتارة أخرى بالدعوة إلى تغيير النظام في سورية.. ألم يطلق جنبلاط هذه الدعوة قبل أيام.?‏
إن التدخل في الشأن السوري صار السمة البارزة لتصريحات السياسيين اللبنانيين وهم بذلك مجرد (ببغاوات) يعملون ناطقين غير رسميين لصالح الغير!!.‏
إن المراهنة على اتهامات ليست موجودة إلا في أذهان أصحابها لاستعادة بعض التوزان وخلق أحجية لن تقدم ولن تغير شيئاً, فسورية حريصة على لبنان والشعب اللبناني وإن فريق العابثين بأمن شعبه لن يحصل إلا على مزيد من التورط في مشاريع القوى الطامعة بالمنطقة... هذه هي الحقيقة وكل ما غيرها افتراء بافتراء.‏
Share:

العلاقات بين دمشق ورئيس «اللقاء الديمقراطي» بلغت نقطة اللاعودة في حرب «قاتل او مقتول»‏ |المخابرات اللبنانية استخدمت التعذيب في انتزاع اعترافات


«ابو تيمور» قلق من «تعريب» يجر لطمس الحقيقة ويرى في «التدويل» مخرجاً من المآزق
اسكندر شاهين
الديار
تحولت التجاذبات بين رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ودمشق الى حرب معلنة ‏تخطت كل الخطوط الحمر، والاعراف التي كانت تحكمها في السابق وفي عز مراحل التوتر اثر اغتيال ‏الشهيد الرئيس رفيق الحريري سقطت جميعها والدليل على ذلك الحرب الاعلامية الضروس بين ‏الفريقين والتي استعملت فيها وتستعمل كل الالفاظ والنعوت التي تندرج في زاوية الشتيمة، ‏ففي الوقت الذي وضعت فيه صحيفة «تشرين» جنبلاط بانه يعيش «هلوسات» تصفيته ليتهم ‏دمشق، ردت مصادر الحزب «التقدمي الاشتراكي» عليها بتوصيفها «بالجراد» ووصف النظام ‏السوري «بالارهابي»، بالاضافة الى انتقال جنبلاط من انتقاد بعض الضباط السوريين الى تناول ‏الرئيس السوري بشار الاسد شخصيا واصفا النظام السوري بنعوت وكلمات شديدة العنف، مما ‏يؤشر الى ان علاقة جنبلاط بدمشق انتهت الى غير رجعة، وان اية مساعٍ لترميمها تدخل خانة ‏المستحيلات، لا سيما وان عتب دمشق عليه يعود الى ان القيادة السورية لم تعط ايا من ‏حلفائها ما اعطته لجنبلاط منذ ولوجه عالم السياسة بعد استشهاد والده كمال جنبلاط، وما ‏يثبت ان دمشق اقفلت ابوابها نهائيا في وجهه بعدما انتقل الى خانة اعدائها بكل ما تعنيه ‏الكلمة من معنى فشل آخر وساطة معها، وان مرحلة غفرانها له لن تتكرر كما كان يحصل في ‏مراحل سابقة، منها على سبيل المثال لا الحصر، ما حصل اثر الجلسة النيابية الاولى في العام ‏‏2000، يوم هاجمها جنبلاط بقسوة طالبا بحل قضية مزارع شبعا ديبلوماسياً، غامزا من قناة ‏دمشق لجهة هدوء جبهة الجولان. اقدمت القيادة السورية آنذاك على اغلاق ابوابها في وجهه ‏كرجل سياسي، ولكنها ابقت على الترحيب به على اراضيها كمواطن عادي، ولكن سعاة الخير في ‏تلك المرحلة، دخلوا على خط الوساطة لينقلب جنبلاط على مواقفه بسلسلة من الاعتذارات، ‏اثمرت زيارة قام بها الى المختارة نائب الرئيس السوري آنذاك عبد الحليم خدام الذي ‏استضافه جنبلاط على مائدته مجددا الولاء للصداقة التاريخية مع دمشق طالبا من خدام ان ‏يوقع له على صورة تجمعه بنجله تيمور، وفق الاوساط المواكبة لمسيرة جنبلاط في شؤون السياسة ‏وشجونها.‏
وتضيف الاوساط انه في المعلومات المتسربة من الكواليس ان جنبلاط سعى جاهدا لرأب الصدع ‏الذي تحول الى هوة تفصله عن دمشق، في محاولة لكسب الوقت لاستشراف الافق الاقليمي والدولي، ‏طالبا من بعض حلفاء القيادة السورية تأمين موعد له معها، فكان الجواب ان دمشق توافق ‏على زيارة احد وزارئه لبحث الامور الخلافية معه، وقد قام الوزير المذكور منذ اقل من شهر ‏بزيارة دمشق بصحبة بعض هؤلاء الاصدقاء، ليعود بجواب واضح وصريح ممن التقاهم بان جنبلاط لم ‏يعد موضع ترحيب في سوريا، خصوصا وانه وصل الى حدود استعدائها والمطالبة بتدويل لبنان، ‏وان اية تسوية قد تحصل مع جنبلاط ستكون عبر نجله تيمور، وليست معه شخصيا لان دمشق بعدما ‏اعطته ما لم يعط لاحد، وتغاضت عن كل سوابقه غير المشجعة في علاقاتهما، كان البادىء بطعنها ‏في الصدر وفي الظهر، وانه انتظر التوقيت الذي رآه مناسبا بعد غزو اميركا للعراق لينقلب ‏عليها، مراهنا على متغيرات كبيرة في المنطقة، متشجعا بالوضع السوري الذي يعاني من ضغوط ‏مجلس الامن ومن العقوبات الاميركية.‏
وتشير الاوساط الى ان بلوغ التصعيد الجنبلاطي سقف الذروة يعود الى نتائج لقاء احد وزرائه ‏ببعض المسؤولين السوريين، مما استدعى جنبلاط للهروب الى الامام، لا سيما وانه شعر بعد تخطيه ‏كل المحظورات في القاموس الدمشقي، انها حرب «قاتل او مقتول» وفق توصيف اركانه لها، ‏بالاضافة الى توجسه من اية مبادرة عربية على خلفية ان معظم الدول العربية وقفت موقف ‏المتفرج من مسلسل الاغتيالات ومحاولات الاغتيال في لبنان، وهذا التوجس عبر عنه برفضه زيارة ‏الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للبنان، ورفض اية مبادرة منه قد يكون من ‏مفاعيلها طمس حقيقة جريمة اغتيال الحريري وفق مصادره، مفضلا وضع البلد تحت السقف الدولي، ‏معتبرا ان «تفاهم نيسان» كان تدويلا للمقاومة، متسائلا عن مغزى الترحيب بتدويل الوضع ‏العراقي ولماذا ما يصح في العراق وترحب به بعض الاطراف يصنف في خانة الخيانة على الساحة ‏المحلية، مما يعني بان جنبلاط بعد قنوطه من اية تسوية مع دمشق يرى في «تعريب» الوضع ‏اللبناني خطرا على وجوده، وان «التدويل» هو المخرج الوحيد للمعارضة من المأزق الذي ‏ارتدى طابع التصفيات، بحيث ان الشائعات تروج كل يوم للائحة تصفيات جديدة.‏

المخابرات اللبنانية استخدمت التعذيب خلال الاشتراك في تحقيقات مع ألمان
الخميس, 22 ديسمبر, 2005
برلين . د ب أ

صرح الموظف السابق في قسم مكافحة الارهاب في المكتب الجنائي الالماني رالف تريده لقناة "ايه ار دي" الالمانية، إن هيئات ألمانية تعاونت على مدى أسابيع مع المخابرات اللبنانية رغم علمها بطرق التعذيب التي تتبعها المخابرات، مؤكدا انه "ليس من المستبعد أن يكون قد تم الاعتماد على اعترافات انتزعت بالتعذيب في أحد السجون العسكرية في لبنان في تحريات ألمانية".
وأضاف الموظف أنه قام شخصيا على مدى أسابيع بتنظيم تبادل استبيانات بين المكتب الجنائي الالماني والمخابرات اللبنانية حيث "يقوم موظفون في المكتب الجنائي الالماني بتوجيه أسئلة ثم أقوم أنا بنقلها إلى ضابط الاتصال ثم يتم الحصول على إجابة على هذه الاسئلة باستخدام التعذيب أو إجراءات تعذيب ثم تعاد إلينا مرة أخرى".
وحسب "تريده" الذي كان يعمل سابقا في المكتب الجنائي الالماني فإنه كان يتم في لبنان تحديد ضحايا التعذيب على أساس نتائج التحريات الالمانية وكذلك استجواب هذه الضحايا كما أنه كان هناك موظفون من قسم حماية الدولة التابع للمكتب الجنائي وذلك من أجل استجواب المعتقلين مباشرة وكان هؤلاء على علم بإساءة معاملة المعتقلين.
وكانت صحيفة "كولنر شتات أنسايجر" قالت في عددها الصادر امس في مدينة كولونيا في ألمانيا إن المكتب الجنائي الالماني كان على علم بوجود اتهامات بالتعذيب في قضايا ذات صلة بمتهمين إسلاميين يعيشون في ألمانيا، مستندة إلى خطاب محام يمثل كلا من وزارة الداخلية الالمانية والمكتب الجنائي الالماني. ويعتزم قياديون بارزون في مجال الامن الداخلي مناقشة هذه القضية في البرلمان الالماني.
وقالت الصحيفة إن موظفا في المكتب الجنائي الالماني شارك في خريف عام 2002 في حملة في لبنان ضد اثنين ممن يشتبه في انتمائهم للقاعدة وإنه حصل على دلائل على أن المتهمين يعذبون بصعقات الكهرباء من قبل رجال أمن لبنانيين.
يذكر أن وزير الداخلية الالماني فولفغانغ شويبله كان أبلغ البرلمان الالماني قبل أسبوع أن موظفين تابعين للمكتب الجنائي الالماني قاموا باستجواب الالماني السوري محمد حيدر الزمار أثناء احتجازه في أحد السجون السورية والذي تجرى عنه تحريات في ألمانيا بسبب الاشتباه في كونه إرهابيا. وكان الزمار قبض عليه عام 2001 عقب الهجمات الارهابية في نيويورك.
وهناك نقاش في ألمانيا منذ أيام حول جواز استناد المخابرات الالمانية الى معلومات تم انتزاعها من متهمين بالارهاب تحت التعذيب.
Share:

Thursday 22 December 2005

قعقعة القفص و المتنبىء التونسي

أليبوس....خاص
مصطفى حميدو
‏الخميس‏، 22‏ كانون الأول‏، 2005


كذب المنجمون و لوصدقوا ولكنهم احيانا يستطيعون اعطاء اشارات لما يمكن ان يحصل سواء من خلال قراءة للأحداث العالمية كما يقول الفلكي التونسي حسن الشارني أو من خلال قراءة فلكية خالصة لها من يؤيدها و لها من يعارضها.
ما يهمني هو التمحيص فيما يقوله هؤلاء و فيما يتوقعونه مع العلم بأن كثيرا مما توقعوه لم يحصل و القليل فقط هو ما حصل بالفعل . قد تكون صدق بعض ما يقولونه مرتبط بضربة حظ أو برمية من غير رام. الفلكي التونسي حسن الشارني توقع
في مقابلة مع رويترز بأن العالم في عام 2006 سيكون على كف عفريت و بان احداثا جساما ستحصل في هذا العام و منها على سبيل المثال اغتيال الرئيس الأمريكي جورج بوش مع العلم بأن هذا الاغتيال كان قد ذكر في العام الماضي على أنه حدث جسيم سيحصل في العام 2005 لكنه لم يحصل حتى الأن على الأقل.
بخصوص سورية و هذا هو المهم لي فان الشارني توقع حدوث محاولات انقلابية في سورية لم يقل بأنها ستنجح بل اكتفى بالقول بأنها محاولات. الرابط بين ما قاله الشارني و بين الواقع السياسي الذي نعيشه معقد بالحسابات السياسية و يمكن أن يكون صحيحيا ان أخذنا السياسة الأمريكية تجاه سورية و الاستراتيجية التي وضعتها المتمثلة في سياسة قعقعة القفص شقيقة الفوضى الهدامة.
قعقعة القفص استراتيجية جديدة أقرتها الولايات المتحدة تجاه سورية تحديدا و تتلخص في محاولة زعزعة الاستقرار السوري عبر هزات متتابعة تفقد الحكم القدلرة على السيطرة الكاملة على الوضع.
قد تكون محاولات الانقلاب العسكري هي احى الأدوات الأمريكية لتحقيق سياستها في المنطقة و تجاه سورية تحديدا.
الخلاصة بأن محاولات كهذه ستكون كارثة على سورية من جهة تقويض الاستقرار الداخلي و الارتهان لسياسات خارجية.
Share:

Wednesday 21 December 2005

جنبلاط قلق من تفاهم اميركي ــ سوري يمدد استمرارية النظام


«فلسفة التبعية» لمخلفات القرنة.. لا تبدد المآخذ على عون
سيمون ابو فاضل
الديار
خلافا لما كان مستبعدا، حيال امكانية تراجع الضغط الدولي على سوريا، فإن مؤشرات ‏متعددة، دلت في نظر المراقبين على وجود واقع جديد في العلاقة بين دمشق وبين المجتمع الدولي وفي ‏مقدمته الولايات المتحدة. وان كان من الصعب القول بأن صفقة ما حصلت بين دمشق وبين ‏واشنطن، فإنه من السهولة في الوقت ذاته، الكلام عن تقديمات لجأت اليها سوريا تلبية ‏لمطالب هذا المجتمع وايضا على رأسه الولايات المتحدة التي يحتل الوضع العراقي الهاجس الأوحد ‏في سلم اولوياتها، وبذلك فإن ما حصل بين سوريا وبين الادارة الاميركية، هو امر ما يقارب حد ‏التفاهم غير المعلن بينهما. سعت اليه عدة وساطات توزعت بين المساعي الروسية والسعودية ‏والقطرية.‏
وقد بدت واضحة بوادر هذا التفاهم غير المباشر الذي حدا بدمشق للرضوخ للمطالب الدولية، ‏من خلال الاشادة العراقية الرسمية منذ نحو شهر عن ضبط سوريا للحدود بين البلدين بما منع ‏من مرور متسللين او متطوعين للقتال ضد قوات التحالف في العراق، مرورا بيوم الانتخابات ‏العراقية الذي خلا من عمليات انتحارية وعسكرية وقتالية قياسا الى الايام العادية، وصولا ‏الى القرار الدولي 1644 الذي كان مرتقبا له ان يكون اكثر حدة تجاه سوريا التي تعاطت مع ‏لجنة التحقيق الدولية بتناقض وفق ما وصف الامر القاضي ديتليف ميليس...‏
وقد كانت دمشق تنظر الى هذا الواقع من العلاقة، لا سيما بعد خطاب الرئيس السوري بشار ‏الاسد وتلميحه مباشرة الى الفوضى في المنطقة، على وقع المفاوضات او المساعي التي جعلته حتى ‏اليوم يطمئن الى استمرار مناعة نظامه رغم الاعتراضات الدولية على ما يعتبرونه «سلوكياته ‏الداخلية المرتبطة بالعمل السياسي واحترام حقوق الإنسان» والخارجي الذي له صلة بملفات ‏المنطقة لا سيما الدول المحيطة بدمشق بحيث يفترض على سوريا التجاوب مع المطالب الدولية بهدف ‏تطويق هذه الازمات.‏
وبذلك فإن الرئيس الأسد الذي اطمأن حتى الآن الى عدم تهديد نظامه مع ضرورة تقديم تغييرات ‏قبل العام 2007 اي موعد الاستحقاق الرئاسي في سوريا، عليه ان يتجه بنظامه الأمني نحو ‏التطور والانفتاح، حتى لا يواجه يومها باعتراض دولي على صيغة التجديد له، او يواجه بمرشحين ‏يلقون تشجيعا ودعما خارجيا، رغم ان القوات السورية حسبما تردد اوساط ديبلوماسية ‏ستكون جزءا من حل قد يلعب دورا في ضبط الأمن في العراق.‏
وثمة مراقبون يدخلون كلام النائب وليد جنبلاط وانتفاضته في الكلام عن مساوئ النظام ‏السوري عبر محطة (‏C.N.N‏) الأميركية في خانة التعبير عن هواجسه وخوفه بعد مسلسل الاغتيالات ‏الذي كانت اخر ضحاياه حتى الآن النائب الشهيد جبران تويني. وايضا قصد النائب جنبلاط من ‏خلال هذه المحطة تحديدا مخاطبته المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الاميركية حول «مساوئ استمرارية ‏النظام السوري بأسلوبه الأمني» مع انه استتبع هذا الكلام بآخر ذي طابع اعتذاري مما تضمن ‏كلامه من عبارات نابية في حق النظام السوري... في حديث على محطة أخرى...‏
وفي خضم التسويات رد ما يقاربها التي اعتادت عليها المنطقة، في ظل وجود النظام السوري ‏الذي يمثل الرئيس الأسد استمرارية اسلوبه وبين الأدارة الأميركية ومعها عدد من دول ‏المنطقة، فأن المجتمع الدولي سيقلل من حماسة هجومه على سوريا في مقابل تعاونها وبعضه غير ‏المعلن او الظاهرمع هذا المجتمع واجهزته..‏
ولأن لبنان يتأثر دائماً بالتسويات الأقليمية ـ الدولية كونه متواجداً على خط تجاذباتها ‏فأن بعض القوى الداخلية تتصرف بأرتياح بما يجعلها تملي شروطاً وفق الحاصل حالياً بين ‏الثنائية الشعبية الممثلة بكل من «حزب الله» وحركة «أمل» بحيث اتى موقفهما في وقت حرج ‏للأكثرية النيابية وعدم تواجدها على خط التفاهمات الدولية ـ الأقليمية الحاصلة استناداً ‏الى المواقف والتحركات التي عبرت عنها في الأيام الأخيرة..‏
ورغم أن التفاهم غير العلني بين سوريا وبين المجتمع الدولي من شأنه ان يدخل البلاد في حالة ‏‏«ستاتيكو»، فأن بعض القوى تتحرك في الوقت الضائع بما يجعلها تخسر اوراقاً كانت خسرت ‏بعضها في السابق، ومن بين هؤلاء القوى المسيحية التي يسجل البطريرك الماروني صفير تحفظات ‏كبيرة على ادائها الذي لا يجعله يخيب ظنه من سلوكياتها ومواقفها، لأنه كما نقل عنه زواره ‏‏«فاقد الظن بهم منذ زمن وعامل حسابه على انهم فاشلون في لعب الدور المقدر لهم».. وان ‏البطريرك صفير الذي عمل على عدم تحول المسيحيين وقوداً في المعادلة يجدهم يتهافتون لأن ‏يكونوا في هذا الموقع.‏
وان كانت تسجل على رئيس تكتل الأصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون بعض المواقف ‏التراجعية من دمشق وتحوله نحو تجاوز بعض اعمالها السيئة في لبنان، فأن بعض فلاسفة التبعية ‏والأرتهان من بقايا لقاء قرنة شهوان سابقاً، يسعون الى فلسفة علاقة التبعية القائمة ‏بينهم وبين تيار المستقبل على خلفيات خاصة، هادفين بذلك الى ادخال المسيحيين في محور ‏التبعية وفقدان القرار والمبادرة بما يسقط نضالات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ‏في السنوات السوداء التي مرت، في حين كانوا هؤلاء التبعيين الجدد يسلكون المناصب النيابية ‏والوزارية من خلال موافقة الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية عليهم، قبل أن يحاسب ‏الشعب بعضهم في الأنتخابات الأخيرة، وكانوا يومها من الذين ينادون اعلامياً بعودة الرئيس ‏الجميل والعماد عون من المنفى وخروج الدكتور جعجع من سجنه، وكانوا يقدمون ذاتهم لدمشق ‏على أنهم البدائل عن هؤلاء، ورغم سعي هؤلاء لأدخال بعض المسيحيين في محور للمتاجرة بهم، فأن ‏تجربة ما بعد اتفاق الطائف تعيد ذاتها في ظل تبدل في المواقع والمحاور، اذ قد شنت يومها ‏حملة على المسيحيين بأنهم تعاملوا مع اسرائيل وراحوا يحاسبون الطائفة على واقع كان انتفى ‏منذ ما قبل الطائف بسنوات، هادفين بذلك الى وراثة الحضور السياسي والاداري لهؤلاء، بحيث ‏تمدد يومها الرئيس الراحل رفيق الحريري والنائب جنبلاط على حساب الساحة المسيحية سياسياً ‏وادارياً، وشاركهم بها الرئيس لحود منذ العام 1998 بعد أن كان مساهماً بها قبل وصوله الى ‏سدة الرئاسة، ولكن معادلة اليوم مختلفة عن السابق، اذ يقضم كل من النائبين سعد الحريري ‏وجنبلاط الحصص المسيحية حالياً في عدة مواقع من خلال اللجوء الى خطة تهدف لوضع المسيحيين في ‏خانة المتعاملين مع سوريا على مدى السنوات الماضية، هادفين بذلك الى دفعهم نحو التراجع ‏والانكفاء عن الدولة، في ظل عدم وجود تمثيل مسيحي قوي داخل الحكومة قادر على صياغة هذا ‏الدور الذي يوازيه في الوقت ذاته انعدام دور رئيس الجمهورية الذي تعاطى بأنتقام مع ‏القوى المسيحية السياسية ارضاء لدمشق وغض النظر مراراً عن حيازة الرئيس الشهيد ‏الحريري حصصاً من حقوق المسيحيين كبادرة حسن نية منه لترغيبه بالتمديد له..
Share:

Telegram

Podcast