Thursday 22 December 2022

نشأة العائلات و الكنى

كان العرب في بلاد الشام ينسبون أسماءهم لأبائهم لا لعشيرتهم أو قبيلتهم فإذا كان اسم الشخص صالح و اسم أبيه أحمد كانوا يطلقون عليه" صالح الأحمد" معظمين من قيمة اسم الوالد بإضافة أل التعريف.
و كانت هذه العادة تسود خصوصا في القبائل و العشائر العربية قبل شيوع الكنية كأداة تعريف للشخص في أوراق الحكومات و الدول. و رغم نسب الإبن لأبيه فقد كان النسب القبلي أو العشائري أمرا مهما أيضا لا يسقط بنسب الولد لوالده فقد كان التعريف يظل ناقصا دون ذكر نسب الشخص القبلي لكن هذا النسب لم يكن يقرن بالإسم إذا كان ذكر و  الشخص و التعريف به يتم داخل قبيلته.
لقد كان العرب يعيشون أساسا في قبائل مغلقة جميع من يعيشون داخلها ينسبون إليها لذلك لم يكن ذكر اسم القبيلة عند التعريف بالشخص أمرا مهما إلا إذا تم ذلك خارج القبيلة.
مع تقدم الزمن أصبحت الحاجة ملحة للوصول إلى أداة تعريف أخرى تجمع مجموعة من الناس تحت لقب و نسب واحد فظهرت اسماء العائلات و أضحت أداة التعريف الرئيسية للشخص خصوصا داخل المدن حيث يختلط الناس المختلفين الأصول و المشارب و الجذور و أضحى الاصل القبلي أمرا ثانويا لا ينظر إليه بكثير من الأهمية. فعدد أفراد القبائل قد كبر و أضحى استخدام اسمائها كأداة أساسية للنسب أمرا غير عملي و لا يوفي بالغاية الاساسية من استخدمها و هو التعريف بالشخص و بعائلته. 
اتخذ البعض في بداية شيوع استخدام الكنى العائلية اسم أجداداهم المباشرين كأسماء لعائلاتهم و آخرون لجؤوا إلى الجد السادس أو السابع لذلك و بعضهم نسب نفسه لمهنة أو حرفة أو لقب أو صفة عرف بها أحد أجدادهم. 
على العموم كلما كانت تكبر العائلة و يصبح من الصعب التعريف بالشخص بالنسب لعائلته، كانت  تحدث انشقاقات عن العائلة الأصلية لتسهيل التعريف بالأشخاص و عائلاتهم و أهلهم. فنرى اليوم كثيرا من العائلات قد انشقت عن عائلاتها الأصلية و شكلت عائلات مستقلة لكن الناس عموما يعرفون أنها تنسب إلى عائلتها الأصلية.
Share:

Monday 19 December 2022

القلق و هجمات الهلع

دائما ما تعتريني مشاعر مضطربة. في لحظات أحس بنفسي قلقا من كل ما يمر بي في حياتي و في لحظات ينقلب هذا القلق إلى انتظار طويل ما يلبث أن يعود القلق ليمحيه. 
أسوء ما يمكن أن يمر به الإنسان هو القلق. القلق هو شعور سلبي لا يوصل إلى مكان بل يجعل الإنسان يعيش صراعا داخليا يقيده و يجعله مكبلا لا يعرف ما يفعل.

عليك أن تحذر من هجمات الهلع. هكذا يسمونها " هجمات" فهي تفاجئك و تجعلك مقيدا في مكانك لا تدري كيف تصدها. خفقان قلب و نوبات قلك و تفكير لا يوصل إلى شئ. تصبح سجين الوهم مقيد الفكر مشلول الإرادة.
كل مافيها سئ و الأدهى أن لا علاج لها. فقط عليك أن تنتظر كي تمر و ترحل لتنتظر هجمة أخرى فتصبح في دوامة لا نهاية لها. 
كثيرون اختبروها و قليلون من نجحوا في تجاوزها و خرجوا منها بأقل الأضرار. 
تخيل نفسك تجلس في سريرك و سواد العالم كله يحيط بك لا تدري أين هو الضوء و لا حتى النفق الذي في نهايته هذا الضوء. تتحول الدنيا إلى حالة من المعاناة التي لا تنتهي. 
يخفق القلب فزعا و الكتف وجعا و العينين بروزا و اللسان جفافا و النفس ألما. إنه وصفة الألم الكامل الذي يحتاج إلى من يخففه أو يبعده. 
قد لا يكون سبب ذلك مفهوما ففي معظم الأحيان تكون هجمة الهلع بلا سبب واضح. ربما هي تراكمات في داخلك توصلك إلى ما بعد حدود التحمل فتقبع في زاويتك تنتظر مغادرة هذا الزائر الثقيل. 


Share:

Telegram

Podcast