Friday 31 March 2006

السنيورة قذيفة المدفع الحريري الجنبلاطي!!

السنيورة قذيفة المدفع الحريري الجنبلاطي!!
‏الجمعة‏، 31‏ آذار‏، 2006
مصطفى حميدو


مسكين هذا السنيورة. لقد وجد نفسه رئيس وزراء في بلد يصعب على اي كان أن يصبح رئيس وزرائه.المشكلة ان التوقيت الذي وضع فيه السنيورة رئيسا للوزراء
هو توقيت يحرق أكثر السياسيين دهاء فما بالك بالسنيورة الذي عهدت اليه مهمة تنفيذ سياسة غيره و اعتبر واجهة لزعامة ناشئة تخشى ان أتت الى رئاسة الوزراء في هذا التوقيت أن تحرق رصيدها المتبقي عند الناس.
عمل السنيورة كوزير للمالية طوال حكم الحريري و على فترتين ، الفترة الأولى من1992 الى 1998 و الثانية من 2000 الى 2004.اذا فالسنيورة ظل المساعد الأول للحريري في كل الحكومات التي شكلها باعتبار هذه الحكومات هي حكومات انقاذ اقتصادي.السياسة التي اتبعها كوزير للمالية جعلت الانتقادات توجه اليه من كل حدب و صوب .الصداقة الطويلة التي جمعت بين الحريري الكبير و السنيورة و الممتدة طوال 45 عاما جعلت منه رجلا مقربا للعائلة كلها بل ان العائلة وضعته في منصب المدير المالي للامبراطورية الكبيرة التي تديرها و ذلك ابتداء من العام 1982.السنيورة ذو الثلاثة و الستين عاما يواجه اليوم ما لم يواجهه في حياته. رئاسة الوزراء و الحلف الدرزي-السني جعل منه حبيسا لقررارات غيره و خاضعا لاملاءات و سياسات لم يتخيل يوما أنه سيتبناها أو على الأقل سيسير فيها.
ما ارتكبه السنيورة في الخرطوم هي خطيئة ليست لأنها موجهة الى المقاومة و رمزيتها العربية و الاسلامية بل أيضا خطيئة ارتكبها في حق نفسه لكون رصيده الوطني والذي على الأقل يفاخر به و بتاريخه قد اهتز في عيون الناس.
Share:

Thursday 30 March 2006

ماذا يريد؟؟

ماذا يريد؟؟
‏الخميس‏، 30‏ آذار‏، 2006
مصطفى حميدو

ماذا يريد؟
سأل حسام بحدة و هو ينظر اليه نظرة مليئة بالقرف.
كان أشعث أغبر، وقف أمامه ينتظر منه ان يعطف عليه بكلمة أو بجملة.......
تقصد حسام أن يسمعه سؤاله الاستنكاري عن حاجته.
لم يتحرك . أصر على الوقوف امامه حتى يصرح بأنه يريد منه الانصراف .
لم يفعلها.
على الأقل كان ما زال محتفظا بكلمات والده التي قالها قبل وفاته.
طلب منه ان يعامل هذا الشخص بالذات على نحو جيد.
الوصية العامة لأبيه كانت عدم رد طالب او سائل فما بالك بمن تقصد والده ان يوصي به.
السيد حسام ورث تركة أبيه كلها. كان الوحيد عند ابيه.
كان يقدم الى السوق كل يوم بكامل أناقته، يجلس على كرسيه أمام محله ، يدخن النرجيلة و يتباحث مع التجار قضايا السوق و صفقاته.
منذ مدة طويلة لم يأت هذا الشخص الى محله. أخر مرة رأه فيها كانت قبل وفاة أبيه بأسبوع. كان والده جالسا على كرسي أمام المحل بينما افترش هو الأرض.
كان أبوه يضحك من قلبه على ما فيه من مرض و وهن.
لم يستسغ حسام شكل هذا الشخص في يوم من الايام.
كان ينظر اليه و كلما راّّّّّّّه بقرف .
منظره و رائحته كانتا تنفر منه أكثر الاشخاص تواضعا فما بالك بحسام الذي يهتم بكل تفصيلة متعلقة بمنظره و طريقة تعامله مع الناس و نظافته .
كان يأنف حتى من السلام عليه، اي أن يصافحه بينما كان هو يتقصد مد يده لمصافحته.
في احدى المرات حاول ان يمازح حسام.
وجه كلامه الى ابي حسام:
سأنام اليوم عند ابنك في بيته، الجو بارد و التدفئة في الجامع ضعيفة.
جن جنون حسام يومها.
هدأه والده و طمأنه بأنها مجرد مزحة صغيرة .
أراد حسام ان ينهي تردده الى المحل.
حاول ان يتجاهل وصية ابيه. اقنع نفسه بأن الظروف تتغير و الموتى لا يستطيعون أن يقدروا ظروف الأحياء.
طلب منه بقسوة أن لا يأتي مجددا الى المحل .
أعطاه خمسمئة ليرة و كرر الطلب بان لا يعود الى هنا .
رماها في وجهه و تمتم بكلام غريب ثم دعا عليه أن يبتليه الله في صحته.
انصرف بينما كان حسام يسبه و يشتمه.
لم يكد ينتهي النهار حتى نقل حسام الى المستشفى.
Share:

مصير النظام السوري

السياسة الدولية
خليل العناني
إلي أين يسير النظام السوري؟ برز هذا السؤال للواجهة بعد الاعترافات التي أدلي بها عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري، والتي نزعت عن الموقف السوري في تحقيقات اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.خطورة اعترافات خدام، لا تكمن فيما ذكره من معلومات قد تغير مجري التحقيقات، بقدر ما تتعلق بالتوظيف السياسي لها، واستثمارها في الضغط علي النظام السوري لإخراجه عن رشده، و'تبديد' صموده في مواجهة الضغوط الخارجية. ولم يكن لهذه الاعترافات أن تثير ما أثارته من قلق وتوتر امتد إلي خارج حدود سوريا، لو لم يتم تحويل المسألة برمتها من مجرد التحقيق في اغتيال الحريري، إلي فتح الباب أمام استجواب النظام السوري نفسه، ووضعه في مواجهة صريحة مع استحقاقات أخري، ستحاول بعض القوي استثمارها لفرض مزيد من الضغوط علي القيادة السورية.- مغزي اعترافات خدام:كثيرة هي تلك التعليقات التي تناولت موقف نائب الرئيس بالنقد والتحليل، بيد أن ما يهم هو التعرف علي مدي تأثير هذه الاعترافات علي وضع النظام في سوريا، وتحديداً موقف القيادة السورية ممثلة في الرئيس بشار الأسد. ذلك أن الحملة علي سوريا، والتي بدأت فور انتهاء غزو العراق قبل ثلاثة أعوام، لم تكن تستهدف النظام بقدر ما هو ماثل الآن. ولعل أخطر ما في اعترافات خدام، أنها تنطلق من التقاء للرغبة الذاتية لخدام نفسه في الثأر لتاريخه الطويل الذي أمضاه في خدمة النظام السوري والذي يمتد لأكثر من ثلاثة عقود، مع رغبة بعض القوي الخارجية في 'تهذيب' سلوك النظام السوري، وتقليم أظافره في العديد من القضايا الأخري المتداخلة مع مسألة اغتيال الحريري. في الوقت الذي نضجت فيه الأوضاع الداخلية بسوريا إلي الدرجة التي تعقد أزمة النظام ولا تحلحلها.أي أن مغزي الاعترافات هو في توقيتها القاتل، وهو ما أفرز عدة نتائج أهمها:أولاً: انتقلت التحديات التي تواجه النظام السوري من مجرد إثبات الحقيقة في اغتيال الحريري، وهي مسألة ستنتهي إن أجلا أو عاجلاً، إلي تحديات تحوم حول بقاء النظام ذاته. فثبوت مشاركة القيادة السورية في مسألة اغتيال الحريري، ولو بالتحريض، من شأنه أن يوفر مناخاً دولياً وإقليمياً رادعاً لها لن يخفف منه سوي دفع الثمن، وهو لن يكون شخصياً، بقدر ما يرتبط بشرعية النظام وصورته الداخلية. فمن شأن أي مقايضة بين التهدئة والتصعيد، أن يتنازل النظام السوري عن أفكاره حول حدود دوره الإقليمي، الذي بات عملياً في حكم الغائب، ولكن يأبي الاعتراف به. وهو ما يضر شرعية النظام التي بنيت في جزء كبير منها علي دوره الخارجي، خصوصاً في ظل حال الكبت والقهر الداخلية.ثانياً: تفرض اعترافات خدام نوعاً من العزلة الداخلية والإقليمية والدولية علي النظام السوري، وهي عزلة تأكل من رصيد النظام لدي مختلف القوي الداعمة له، أو التي يفترض أنها كذلك، فلا الظرف الدولي، ولا المناخ الداخلي، يسمحان بأن يدفع أحد فاتورة أخطاء نفر من 'المتهورين'، في حين ينجو هؤلاء بفعلتهم.ثالثا: أن اعترافات خدام قد وفرت فرصة لتفخيخ النظام السوري من الداخل، واقتربت بالأوضاع هناك من سيناريو 'الموت البطئ' وهو الذي يقوم علي تسخين الداخل بدرجات متفاوتة، حتي لا يجد النظام أمامه من بد سوي التسليم بالحقائق الجديدة، وهي هنا تتعدي حاجز مهادنة الخارج، وإنما بداية التصدع في بنية النظام الداخلية.رابعاً: أن الاعترافات زادت من حجم الفجوة بين سوريا ولبنان، خصوصاً إذا بعد حديث خدان عن تورط مباشر للقيادة السورية في اغتيال الحريري، وهو ما يفقد سوريا ورقة إقليمية مؤثرة، ويدفع بالتحالف التاريخي بين البلدين نحو مرحلة جديدة من التفسخ وصعوبة الترميم.- رد الفعل السوري:لم يكن غريباً أن يهرع النظام في سوريا لتفادي نتائج اعترافات خدام، ذلك أن الصراع مع هذا الأخير يتعدي ما هو موضوعي ليصل إلي ما هو شخصي، أي أنه بات صراعاً بين ندين متنافسين (خدام والأسد)، وهو ما يزيد من تعقيد موقف هذا الأخير.وكما كان متوقعاً فلم تكن اعترافات خدام سوي بداية الخيط باتجاه استهداف الأسد ذاته. وهو ما دلت عليه التصريحات اللاحقة لخدام، والتي أدلي فيها بكثير من الوقائع التي تدين الأسد ذاته ويمكنها أن تشكل بداية النهاية له إذا ما أسيئ استخدامها.ولم يكن غريباً أيضا أن يكون أول تحرك للقيادة السورية، عقب اعترافات خدام، ليس باتجاه التعاون مع لجنة التحقيق، وإنما لتوقيف خدام عن الاستمرار في اعترافاته المقلقة، والتي تستهدف بالأساس النظام السوري وليس كشف الحقيقة. من هذا المنطلق تحركت سوريا في اتجاهين: الأول هو محاولة 'إسكات' خدام بأي شكل، والثاني التشديد علي رفض طلب لجنة التحقيق الدولية بمثول الرئيس الأسد أمامها. ويمكن القول أن سوريا نجحت، نسبياً، في مسعاها الأول، حيث انقطع فجأة 'صوت' خدام عن كثير من وسائل الإعلام، ولم يعد يلتفت كثيراً لما يقوله، حتي بدا الأمر وكأنه 'هذيان' لا يجب الاستماع إليه أو التوقف عنده.أما المنحي الثاني، فلا يزال معقداً، ولم يتغير موقف النظام السوري باتجاهه كثيراً، بيد أن ما يلفت الأنظار في الموقف السوري هو انخفاض 'نبرة' التحدي في مواجهة لجنة التحقيق، ويروج الآن حديث حول احتمالات التضحية بكبش فداء، وهو قد يكون آصف شوكت صهر الرئيس الأسد، أو رستم غزالي المسئول السابق عن الجهاز الأمني السوري في لبنان.المشكلة الآن، ليست في التعاطي السوري مع لجنة التحقيق، بقدر ما هو في إدراك النظام السوري لحقيقة الأخطار المحيطة به، وهي التي وصلت الآن إلي درجة 'قطع الرؤوس'، فما كان مستبعداً قبل ثلاث سنوات، بات وارداً اليوم، وقريباً من التحقق، وبعوامل دفع ذاتية، لم يسهم فيها الخارج سوي بالتوجيه والاستثمار الجيد. فضلاً عن ذلك فلم تعد أوراق اللعب السورية علي حالها كما كان الأمر من قبل، فلا تلاعب بالورقة العراقية بات متاحاً، ولا توجيه للورقة الفلسطينية بات مباحاً، ولا استغلالاً للوجود في لبنان بات مسموحاً به. إذا الدائرة تضيق، وتكلفة الخروج منها ستكون باهظة، بيد أن الحل الآن ليس في دفع الثمن وإنما في تقليل كلفته إلي أقصي حد.- رد الفعل العربي:لم يكن الموقف العربي في حاجة إلي اعترافات خدام كي يدرك حجم الأزمة التي تعيشها سوريا، وإن كانت هذه الاعترافات قد أذابت الكثير من الغموض حول حقيقة ما يحدث هناك. ومنذ بدء الأزمة عقب اغتيال الحريري والموقف العربي يزداد نضوجاً، ذلك أن المسألة لا تتعلق بمصير سوريا في حد ذاتها، وإنما في مصير المنطقة بأسرها. وهو ما دفع بالكثير من القيادات العربية إلي توجيه النصح، وأحياناً الضغط ، من أجل حلحلة الموقف السوري وجعله أكثر 'رشداً' وعقلانية في مواجهة استحقاقات المرحلة.وما يهمنا في هذا الصدد هو شكل التحرك العربي عقب اعترافات خدام، ومن ثم تفسير هذا التحرك. فقد بدأت مصر بالتحرك في اتجاهين، الأول باتجاه تخفيف حدة التوتر المكتوم بين المملكة العربية السعودية، وسوريا، ذلك أن ثمة تخمينات بأن السعودية تدعم اعترافات خدام بشكل أو بأخر، عطفاً علي العلاقات الخاصة بين المملكة وعائلة الحريري، فضلاً عن تمادي الجمود في موقف النظام السوري من التحقيقات. كما تقدمت مصر بمبادرة لتخفيف الضغوط علي النظام السوري، عرفت بمبادرة 'الأمان السياسي' وتقوم علي توفير الأمان السياسي للنظام السوري لئلا يؤدي التحقيق الى اسقاطه، شرط ان تتجاوب دمشق مع لجنة التحقيق الدولية باعتبار ذلك السبيل الوحيد لقطع الطريق على المطالبات الدولية بتغييره.ولا تعني هذه النظرية تعطيل التحقيق ومنعه من كشف الحقيقة، بمقدار ما ترى ان تعطيل سورية التحقيق يهدد النظام ويحول دون استمراره، وبالتالي فليس هناك مصلحة لدمشق بأن تـقدم نفسها حجر عثرة في طريقه.والتحرك المصري الثاني كان علي المستوي الدولي حيث قام الرئيس مبارك بزيارة باريس للوقوف علي طبيعة الموقف الفرنسي من النظام السوري، خصوصاً بعد التطورات التي أحدثتها اعترافات خدام. وانتهي إلي أن هناك إصرار غربي علي ضرورة التعاطي الإيجابي لسوريا مع عملية التحقيق وعدم تعطيلها. وبدا أن هذا الأمر يفوق ما عداه لدي الرئيس شيراك.وقد أتت التحركات المصرية أُكلها بعد حين، وبادر الأسد بزيادة السعودية، ولكنه تقدم بورقة أعدها وزير خارجيته فاروق الشرع حول تطبيع العلاقات السورية – اللبنانية، تقوم علي إعادة تنسيق التعاون الأمني بين البلدين. وهي الورقة التي لاقت معارضة قوية من مختلف القوي اللبنانية، كما رفضها الرئيس شيراك. ذلك أنها فُهمت علي أنها محاولة سورية جديدة لإعادة رسم دورها في لبنان، وفرض منطق الوصاية ولكن هذه المرة بغطاء عربي.أما لماذا جاء هذا التحرك العربي، فالأمر ببساطة يتعلق بكلفة أخطاء النظام السوري، والتي تقع علي عاتق نظم المنطقة بأسرها، وهو ما يمكن إيجازه فيما يلي:- من شأن تطور التحقيقات وثبوت ضلوع النظام السوري في اغتيال الحريري، سواء صراحة أو ضمناً، أن يدفع بالقيادة السورية نحو المساءلة الدولية، وهو من شأنه أن يرسي أول سابقة من نوعها في المنطقة، ويدفع باحتمالات تكرارها مجدداً مع أنظمة أخري.- من شأن انشقاق خدام، وما قد يحدثه من تصدعات في الداخل السوري، أن يشجع من علي شاكلته في النظم العربية الأخري، خصوصاً إذا ما أفلت خدام من مقصلة الحساب الداخلي وتوفرت له الحماية الخارجية. لذا فمن الأفضل للنظم العربية 'لملمة' المسألة حتي لا تأخذ أبعاداً داخلية.- من شأن الاعترافات أيضاَ أن تزيد من ضعف النظام العربي الرسمي، الذي لم يعد منه سوي هيكله التنظيمي ممثلاً في الجامعة العربية. وذلك في مواجهة المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة المتأهبة أصلا لممارسة كافة أنواع الضغط علي العالم العربي، لخدمة مصالحها ومشاريعها في المنطقة.وانطلاقاًَ من الاعتبارات السابقة، وغيرها، كان حرياً بالأقطاب العربية، مثل مصر والسعودية أن تتحرك لتفادي وقوع أي كارثة، تضيف مأساة جديدة للعالم العربي، هو في غني عنها.- مصير النظام السوري وخياراته:مأساة النظام السوري، أنه لا يستفيد من أخطاءه، ومع كل تطور جديد في أزمته مع المجتمع الدولي، تتفاقم تلك الأخطاء، وتنحصر استجابته في صيغة المباراة الصفرية، فإما الاستمرار في التهرب من الاستحقاقات الداخلية أو التمادي في التصعيد مع الضغوط الخارجية. وهو ما يقلل عملياً من الخيارات المطروحة عليه للخروج من الأزمة الراهنة. .ومن سوء الحظ أنه بالفعل قد وصل الآن إلي هذه الصيغة، ولكن بشكل أكثر حدة، يتحتم فيه الجميع بين الأمرين، الرضوخ للداخل، والانصياع للخارج. لذا فمن المتوقع في ظل ما هو معروف عن سلوك النظام السوري، أن يتم الانفتاح التكتيكي علي الداخل بهدف تقليل 'مضايقاته'، خصوصاً في ظل تماسك المعارضة الداخلية وعدم ارتباطها 'الاستراتيجي' بالخارج. وأن يتم التخفيف من لهجته في التعاطي مع الخارج، أو علي الأقل 'اتقاء' التصادم معه، خصوصاً في مرحلة التحقيقات التي دخلت منعطفاً جديداً بعد الاعترافات الأخيرة لخدام.ولا مجال للمبالغة في القول بأن الفرصة لا تزال مواتية أمام سوريا لتصحيح المسارين الداخلي والخارجي، ولا يزال هناك 'دور' عربي يمكن التعويل عليه، رغم محدوديته، ويبقي الأمر رهناً برغبة النظام السوري في إنقاذ نفسه.
Share:

Tuesday 28 March 2006

عروس عراقية

عروس عراقية
‏الثلاثاء‏، 28‏ آذار‏، 2006
مصطفى حميدو

اليوم هو يوم عرسها، فرحها،
يوم انتقالها من حياة إلى أخرى، ومن عالم إلى أخر.
الحياة هي متغيرات و ها قد حان اليوم الأكثر مفصلية في حياتها.
يوم التغيير الأكبر و الفرحة الأكبر.
كل البنات تنتظرنه، وخائبة الرجا هي تلك التي يفوتها يوم كهذا أو يصغر فرحها في يومها.
انه يومها، يوم الفتاة التي و منذ صغرها تحلم به، تداعب عرائسها و في خيالها أمنية أن تصبح يوما ما مثلهم في ثيابهم البيضاء و في ضحكاتهم التي تبعث السعادة في داخلها.

في العراق، الأيام ليست كمثل الأيام.
أصوات الانفجارات، المذابح، القتلى،
رائحة الدم، كلها سمات تميز هذا البلد الجريح.

تصحو ككل الناس على أصوات إطلاق نيران، و أزيز طائرا ت،
و هدير مجنزرات.
منذ دخولهم و الأمريكان قد قلبوا الحياة و معناها.
حياة الناس أضحت تبدأ في السادسة صباحا و تنتهي في السادسة مساء.
السهر و الفرح ممنوعان.
عرسها في الأصل كان مقررا له أن يكون في ربيع 2003.
في ذلك الربيع انقلب الأمل إلى إحباط و الأمنية إلى تشاؤم.
اليوم و بعد ثلاث سنوات من الانتظار ستعود فرحتها التي فقدتها و البسمة التي افتقدتها.

كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء.
لحظات و يأتي موكب عرسها.
كانت تنتظر و حولها نساء عائلتها يزغردن و يرتبن لها فستانها الأبيض.
كانت البسمة لا تفارقها، وضحكات النساء تملأ المكان.

بدأت أصوات أبواق السيارات تقترب.
انه الموكب، موكب عرسها.
بدأ النساء يتدفقن إلى الشرفة يراقبن المشهد من بعيد.
بقيت داخل البيت.
العروس في يوم عرسها مطلوب منها أن تخجل و أن تتظاهر في ذلك إن أبى الخجل أن يتسلل إليها.
فجأة دوى صوت انفجار هائل.
صمتت أبواق السيارات.
انفجرت بعض النساء في البكاء بعد أن سيطرت الدهشة عليهن لثوان.
كان الانفجار في الموكب.
تطايرت أجزء السيارات في كل مكان و امتلأ الشارع بالدماء.
خرجت العروس إلى الشرفة، أدمعت عيناها، ثم انهارت لينهار معها حلمها الذي بدأ في ربيع 2003 و انتهى مأساويا في ربيع 2006.

Share:

Monday 27 March 2006

إلى ميشيل كيلو مع التحية

مصطفى حميدو
‏الاثنين‏، 27‏ آذار‏، 2006
أليبوس العربية
أكثر ما يثير حفيظة العرب من سورية هي علاقتها بإيران. العلاقة التاريخية التي بدأت منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران كانت و ما تزال عرضة لوابل من الانتقادات العربية. خلال الحرب العراقية الإيرانية وقفت سورية إلى جانب إيران بينما اتخذ العرب موقفا مساندا لصدام حسين وحربه ضدها.كان العرب و خصوصا الخليجيون منهم يتوجسون من مد شيعي رأوه خطرا عليهم و خصوصا بعد وصول الخميني إلى الحكم و الذي و بوصوله تبلور هذا الخطر.الحرب التي خاضها العراق ضد إيران كانت متعددة الأهداف. بالنسبة للأمريكيين كانت فرصة لاستنزاف ترسانة الأسلحة الإيرانية و التي كانت تعتبر قوة إقليمية كبيرة أضحت بعد وصول الخميني إلى السلطة تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة في الخليج و الشرق الأوسط. العرب الدائرون في فلك الولايات المتحدة كان لهم هدف أحر إضافة إلى إرضاء الولايات المتحدة وهو الخطر الشيعي المتمثل بأقليات مضطهدة في هذه الدول. إيران شكلت لهؤلاء متنفسا بعد عقود من القهر.كان العرب يعتبرون التحالف السوري الإيراني نوعا من التحالف المذهبي بين العلويين المحسوبين على الشيعة في سورية و الشيعة في إيران.تجسد هذا الشعور على أرض الواقع في عمليات الدعم التي تلقاها الأخوان المسلمون في سورية من الدول العربية المجاورة و البعيدة و بالتالي انعكس ذلك على خطاب هؤلاء ضد الأقلية العلوية الحاكمة.نفس الشعور تسلل مرة أخرى إلى السياسة العربية و لكن بظروف مختلفة.فسوريا اليوم متهمة في لبنان بدعم الشيعة ترسيخا لحلف شيعي- شيعي عبر عنه ملك الأردن بمصطلح لافت و هو الهلال الشيعي.هذا الملك عاد ليناقض نفسه عندما اعتبر أن الصراع القائم بين الشيعة و السنة هو صراع سياسي و ليس طائفيا كما حاول الكثيرون تصويره.الوصف الأخير هو تجسيد للحقيقة.فالصراع هو بين مصالح وتحالفات. فإيران من حقها أن تدافع عن مصالحها كما لأي دولة عربية الحق في ذلك. المشكلة أن العرب يمارسون التحريض ضدها، تارة بحجة منع انتشار الأسلحة النووية و تارة أخرى بتهديد امن الخليج.صحيح أن تهديد العرب لا يقدم و لا يؤخر في جموح الولايات المتحدة و تهديدها لإيران لكنه يعطيها مبررا إضافيا لذلك.العرب اتخذوا اتجاها في تحالفاتهم و سورية اتخذت اتجاها أخر. العرب لا يرضون أن ينتقد أحدهم العلاقة العرفية القائمة بينهم كأنظمة و بين الولايات المتحدة و إسرائيل. على العرب إذا أرادوا أن تقبل انتقاداتهم للعلاقة السورية الإيرانية أن يكون صدرهم رحبا للانتقادات الكثيرة لعلاقاتهم و خياراتهم.المسألة مسألة خيارات ومصالح و بما أنهم قد رضوا بذلك فعليهم تقبل ما يعجزون حتى الآن عن قبوله.
Share:

Friday 24 March 2006

قيادةً و حكومةً و شعباً!!!


مصطفى حميدو
‏24‏ آذار‏، 2006



من هي القيادة و من هي الحكومة و من هو الشعب؟؟
هل هو نظام ابوي يرتكز على مرشد و اداة منفذة هي الحكومة و شعب مغلوب على أمره يتقبل قرارات الحكومة المسنودة من القيادة؟؟
العنوان هو مدخل لوضع تصور عام . اعتاد العرب على نظام سمي تاريخيا بالنظام السلطاني و له اداب عامة سميت تاريخيا أيضا بالأداب السلطانية.السلطان كما الحاكم الأن هو رأس النظام و كل من حوله يدور في فلك هو واضعه أو هو على الأقل عرابه.رغم ان الوزراء سيطروا في فترات تاريخية منفصلة على الحكم الا أن السائد طوال التاريخ الاسلامي هو سيطرة الحكام على كل مفاصل الدولة و القرار فيها.الأحكام السلطانية هي بمثابة الوثيقة التاريخية عن عصور مضت لكنها تتجلى الأن في طريقة تعامل حكامنا مع أفراد حاشيتهم و رعيتهم.تاريخيا كانت الطبقة الاقطاعية هي التي تفصل ما بين السلطان و رعيته. كان منها الوزراء أو ما يطلق عليهم اسم الحاشية . كانوا بامتيازاتهم يشكلون الفاصل بين عالمين. كانت هذه الطبقة تعيش في عالمين ، عالم الحاكم و عالم الرعية.حسب الأحكام و الأداب السلطانية تشكل هذه الطبقة الوسيط بين الحاكم و الرعية، لكن التدهور الذي دب في مؤسسة الحكم و الدولة ككل جعل منها مؤشرا هاما
على التصدع و الانهيار في بناء الدولة.
تحول الاقطاع الى استعباد و بدأ من خلال ذلك التذكر الذي ادى الى الانهيار و السيطرة الاستعمارية على البلاد.نفس المثل يتكرر من جديد و لكن بنسخة أكثر عصرية لكن المضمون يبقى واحدا.
السلطان اليوم هي القيادة التي تسيطر فعليا على كل شيء ، تقوم بتعيين و تأليف الوزارات و تعزلها عند اللزوم متخذة من الحكومة ذريعة لكل خلل
اقتصادي أو اجتماعي حاصل بينما تقوم هي بتحييد نفسها عن كل ما يحصل و كأنها المرشدة العامة و الحكومة هي المنفذة و هي التي تعجز عن التنفيذ وقت اللزوم ، أما الشعب فهو الرعية و الرعاع و الشعبوية الى أخر ما يمكن اطلاقه من صفات و نعوت بحق الشعب.
الديمقراطية هي خيار الكل حاكم و حكومة و شعب و هي التي تجلب الرعاع عند اللزوم. الشعب صالح طالما ظل في صف القيادة و هو الطالح
عندما تتناقض طلباته مع هوى القيادة و الحكومة.
الحكومة هي نفسها الاقطاع ،طبقة تفصل ما بين قاعدة الهرم الواسعة و قمته الضيقة المنغلقة على نفسها.
Share:

Wednesday 22 March 2006

و يسألونك عن الأحزاب الكردية قل انهم..............

مصطفى حميدو
‏الاربعاء‏، 22‏ آذار‏، 2006
أليبوس العربية

مسكين هذا الشعب الذي سرقه بعض اللصوص و الأذناب الذين ظنوا ان شهاداتهم التي أعطيت لهم في غفلة من الزمن جعلتهم زعماء و مشاريع قادة. يسألونك عن الأحزاب الكردية قل انهم بشر عبدوا الوهم و ركضوا وراء العار حسبهم أنهم ولدوا و في جيناتهم يتوارى الحقد و الجشع و الطمع. حسبهم أنهم أكرموا عند اناس يصفونهم بالعنصرية و في بلاد يحاولون سرقة جزء من أرضها.
انهم فئة أمنوا بالحقد و بالخيانة ديدنا في حياتهم فاستحلوا كل محرم و سلكوا كل درب ملوث فتلوثوا على ما فيهم من تلوث وعار و انحطاط.
يسألونك أكردي أنت؟؟ فاذا هززت رأسك بالايجاب ضحكوا في وجهك و تبسموا لمحياك واذا نفيت تجهموا و كأنهم مخلوقات التسعة وأنت ابن الستة.يسألونك عنهم انهم فئة جعلوا من اليهود قدوة و من الاعلام المزيف وسيلة لاستعطاف الجهلة و خداع البسطاء.
Share:

Tuesday 21 March 2006

و حلب أيضا كردية!!!!!

اطماع الأكراد في سورية:يعتبر الأكراد الحدود الشمالية من سورية جزءا من كردستان حتى اعزاز شمال حلب و التي تاريخيا (راجع معجم البلدان لياقوت الحموي مادة عزاز )* جزء من حلب اضافة الى عفرين التي تعني التراب في اللغة الأرامية السورية القديمة.كبر الخريطة و اقرأ هامشها .

*ديرُ شيخ: وهو دير تل عزازَ وعزاز مدينة لطيفة من أعمال حلبً بينها وبين حلب خمسة فراسخ، وفيه يقول إسحاق الموصلي:
وظبي فاتـن فـي دير شـيخ
سحور الطرف ذي وجه مليح
وفيه يقول أيضاً:
إن قلبي بالتـل تـل عـزا.
عند ظبي من الظباءِ الجوازي
عَزَازُ: بفتح أوله وتكرير الزاي وربما قيلت بالألف في أولها والعزاز الأرض الصلبة، وهي بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم وهي طيبة الهواء عذبة الماء صحيحة لا يوجد بها عقرب وإذا أخذ ترابها وترك على عقرب قتله فيما حكي وليس بها شيء من الهوام، وذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الديرة أن عزاز بالرَقة وأننشَد عليه لإسحاق الموصلي:
إن قلبي بـالـتـل تـل عـزازِ
عند ظبي من الظباء الجـوازي
شادن يسـكـن الـشـاَم وفـيه
مع ظَرْف العراق لطف الحجاز
وينسب إلى عزاز حلب أبو العباس أحمد بن عمر العزازي روى عن أبي الحسن علي بن أحمد بن المرزبان.
******************************************
و حلب أيضا كردية!!!!
مصطفى حميدو
‏الثلاثاء‏، 21‏ آذار‏، 2006
أليبوس العربية

غريبو ن هم القومجيون الكرد الذين يحاولون أن يصبغوا كل شيء بصبغة كردية حتى أنني سمعت احدهم يتكلم متهكما بأن حتى الرسول صلى الله عليه وسلم كان كرديا!!!
لا أعرف عما يتكلمون عندما يتحدثون عن كردستان و عن شرقها و غربها شمالها و جنوبها و كأننا في سباق لتثبيت هويات و لانتزاع مشروعيات.الساسة الكرد يقعون في خطيئة إن ظنوا بأن الحماية المتوفرة لهم اليوم من الغرب ستستمر .فهذا الغرب ألغى شعوبا كاملة بدافع مصالحه و بالتالي فان أي مراهقة بالمراهنة عليه هي مراهنة على السراب.
صلاح الدين الأيوبي كان كرديا لكنه أيضا كان مسلما و داعية للوحدة لا مروجا للفرقة، كان داعية للانصهار في بوتقة واحدة لا داعية للانعزال و استحضار الأحقاد و الثارات.
ماذا يريدون؟؟؟!!!
انه السؤال البديهي الذي أطرحه على نفسي كلما سمعت أصواتهم الناعقة ترتفع عاليا بين الفينة و الأخرى مهددة أمن الوطن الحبيب سورية و وحدتها الترابية.
ما هدفهم؟؟؟!! ..................
إنها أسئلة كثيرة تحولهم الى باطنيين يقولون في وجوهنا شيئا و في سرهم أشياء.حكى لي أحد الكرد العتيقين المتحدر من أسرة كردية عريقة و متشعبة و كبيرة تقطن جبل الكرد شمال حلب عن أصولهم و التي حلف لي بأنها عربية و حسينية و أنهم قد تكردوا بفعل الزمن و المصاهرة و التزاوج. لم أصدق في البداية ما رواه لكنني عدت لأصدقه عندما قرأت في كتاب قبائل بلاد الشام عن قبائل كردية كاملة هي في الحقيقة إما عربية أو آشورية أسلمت و تكرد.خرافة كردستان هي كالمبالغة في المحرقة و كل ما يقال عن كردستان و المجازر التي وقعت في حق الأكراد هو استلهام و اصطناع رموز هي في الواقع غير موجودة الا في عقولهم المريضة.قبل شهرين قرأت خبرا في موقع المركز الكردي للأخبار يسمي حيين في حلب بالكرديين متناسيا أن من يسكن في هذين الحيين هم أكراد الجزيرة و شمال حلب و بالتالي فان على أهل حلب و حسب القومجية الكردية العنصرية الفاشية أن يقوموا بطردهم لأنهم غرباء.أينما حل الأكراد حلت معهم تسميات و مصطلحات واهية تنم عن عقدة نقص في دواخلهم
Share:

Sunday 19 March 2006

الفساد الكبير بين حديثي النعمة ومن سبقهم...

افتتاحية جريدة قاسيون
16\3\2006
بعض أحداث الأسبوعين الأخيرين أظهرت إلى السطح ملف «حديثي النعمة» من بعض وجوه القطاع الرأسمالي الخاص، الذين أثروا على حساب الاستثناءات والامتيازات التي أمنت لهم وضعاً احتكارياً في السوق التي ينادون بجعلها «حرة»، وهي مقيدة فعلاً بشروطهم المفروضة على المستهلكين والمجتمع ضد مصلحة البلاد والعباد.
لقد تبين أن دور هؤلاء في النهب والفساد كبير، ولايقل عن دور مراكز الفساد الكبرى في جهاز الدولة، بل هو جزء مكمل له. إن تواطؤ الناهبين الكبار في جهاز الدولة وخارجه هو الآلية الأساسية التي يجري عبرها نهب الاقتصاد الوطني في قطاعاته كلها وهي تتطلب التكسير بالدرجة الأولى لمنع إعادة إنتاج الفساد، فالقضية لاتتوقف عند بعض رموز الفساد في جهاز الدولة وخارجه، بقدر ماتتعلق بتلك الآليات التي اصطنعوها والتي تعيد إنتاجهم كل لحظة.
وإذا كان البعض يظن، عن حسن نية أحياناً، ونتيجة للموجة السائدة في العالم اليوم، أنه من الضروري أن يصّنع رجاله «في اقتصاد السوق» كي يسمعوا كلمته ويدينوا له بالطاعة، بعيداً عن قوى السوق الكبرى التقليدية، ذات الارتباطات التاريخية والعضوية بالسوق العالمية فإن التجربة الماضية القصيرة بينت أن هؤلاء الطارئين الجدد يميلون إلى التحليق خارج السرب والانفراد بقراراتهم الاقتصادية والسياسية بقدر سرعة نمو ثرواتهم دون أي رادع وطني أو أخلاقي، كي يثبتوا مرة أخرى أن الرأسمال الكبير لاوطن له، وإنهم قادرون على الارتباط بأصحاب السوق العالمية بأسرع مما اعتقد الكثيرون حفاظاً على ثرواتهم الجديدة ومصالحهم الضيقة، وهم بذلك يتحولون شأنهم شأن مراكز الفساد الكبرى إلى نقاط اختراق سهلة للعدو الأمريكي ـ الصهيوني الذي يحشد كل قواه اليوم من أجل إخضاع سورية بالضغط من الخارج والداخل.
وحين قلنا «إن الذي يملك يحكم وإن الذي لايملك لايحكم» إنما كنا نقصد أن تحويل الملكية إلى هؤلاء - ولو جزئياً- لن يضمن استمرار استقلال القرار الوطني ولن يعزز شروط المواجهة الوطنية، ولن يدعم الجبهة الداخلية، بل سيضعف الوحدة الوطنية وسيعمق التفاوت الاجتماعي الذي سيتحول إلى صدع أساسي، تهتز له أركان المجتمع، الأمر الذي سيكون فقط في مصلحة من لاينوون الخير لبلادنا، لأنهم حينذاك، وحينما يصبحون المالكين الحقيقيين الأساسيين، سيستطيعون إخضاع جهاز الدولة لمشيئتهم السياسية والاقتصادية.
والأنكى من ذلك أن سعي هؤلاء للاستيلاء على ملكية الدولة، بأشكال مباشرة أو غير مباشرة، وكذلك سعيهم لزيادة ثرواتهم التي بلغت أرقاماً فلكية، الأمر الذي يجري بتواطؤ مع مراكز الفساد الكبرى في جهاز الدولة، كل هذا يجري تحت حجة زيادة فعالية الاقتصاد وتطويره وتحديثه، والحقيقة أنهم يسيرون، إذا نجحت مساعيهم، بالبلاد إلى التهلكة، ففي حال تم لهم ماأرادوا، بسبب تكديسهم للثروات وهو ما اعتادوا عليه، فلن تجني البلاد إلا تباطؤاً أعلى في النمو الاقتصادي، وانخفاضاً أكثر في فعالية الإنتاج الوطني، وتراجعاً أكبر في مستوى معيشة المواطن.
إن التواطؤ بين حديثي النعمة ومن سبقهم... من مراكز الفساد الكبرى، واضح للعيان، ولاخيار أمام البلاد للحفاظ على استقلالها الوطني وتعزيز جبهتها الداخلية إلا إيقاف تدفق الثروات إلى أيديهم، وتحويلها إلى مصدر للاستثمار الحقيقي لصالح البلاد، وإلى مورد حقيقي لتحسين معيشة المواطن الذي ضحى وتحمل كثيراً في سبيل القضية الوطنية، وهو يستحق أن يعامل معاملة لائقة وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن.
Share:

Friday 17 March 2006

الرأي و الصحافة


مصطفى حميدو
‏السبت‏، 18‏ آذار‏، 2006
أليبوس العربية

المدرسة الاكثر شيوعا في ميدان العمل الصحفي هي تلك التي تقدم الخبر مجردا من الرأي تركا للاخي مساحة خاصة به بعيدا عن تفاصيل الخبر الكثيرة.هذه المدرسة الصحفية أخذة في الانقراض لأن كل شيء أضحى مسيسا و مؤدلجا.حتى تلك الحركات السياسية التي تصف نفسها بالليبرالية و تتهكم على الايدلوجيات القومية و الدينية حولت مفاهيمها الليبرالية الى ايدلوجية اخطر من الايدلوجيات الأخرى .المصطلحات التي تستخدم في صياغة الخبر أضحت تعبر عن رأي كاتب الخبر و عن توجهه السياسي و عن الجهة التي رشته ان كان مرتشيا.
مصطلحات مثل الشهيد و القتيل و الانتحاري اضافة الى العمليات الفدائية و الاستشهادية و الانتحارية كلها مصطلحات يكون في استخدام الواحد منها اشارة الى التوجه السياسي لكاتب الخبر و محرره.
مصطلحات أخرى تمشي في نفس السياق تحمل دلالات و اشارات و رموز كلها في سياق الاتجاه السياسي للكاتب. المقاومة مثلا هي رأي و وجهة نظر كما يعتبرها البعض و الارهاب أيضا هو رأي و وجهة نظر و كلا المصطلحان يعبران عن توجه الكاتب و يصلحان أن يستبدلا ببعضهما متى كانت الحاجة لذلك خصوصا وأن مصطلحا مثل الارهاب أضحى هلاميا يفتقد الى العمق و النضوج.
المشكلة أن مثل هذا التوجيه للمصطحات الصحفية و السياسية ينم عن شرخ عميق بين فكر غربي تسلل الينا و فكر عربي اسلامي مسكون فينا .من الصعب بل و من المستحيل أن يتوصل الطرفان الى علاج لهذه المشكلة و حتى ذلك الحين تبقى الصحافة رأي قبل أن تكون خبرا.
Share:

Wednesday 15 March 2006

الرسالة الأهم؛ لا حصانة لأحد

أحمد سعدات يبدو مقيدا في اقصى اليسار مرتديا سترة بيضاء
مصطفى حميدو
أليبوس العربية

15\3\2005

اعتقل أحمد سعدات و أوصلت الرسالة الأكثر أهمية في كل الرسائل الماضية بأن لا حصانة لأحد مهما علا شأنه.ربما كان المقصود مما حصل هو رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية، فهنية واجه تهديدات متزايدة من اسرائيل طوال الأسابيع الماضية بأن لا حصانة له و أن أي عملية استشهادية داخل الخط الأخضر من قبل حماس و المقاومة ستواجه على الفور بعملية اغتيال له.
أراد الاسرائيليون من هذه العملية كسر شوكة الفلسطينيين و هم يشاهدون سعدات بين ايدي الجنود الاسرائيليين و على الهواء مباشرة.طوال أمس (14\3\2005)ظلت الكاميرات تترقب اللحظة التي يستسلم فيها سعدات و يخرج مع قوات الاحتلال مكبل اليدين. جاءت اللحظة لتشكل رمزية فيها الكثير من الاهانة للفلسطينيين و العرب.
لم يزد الرد الفلسطيني حتى الأن عن الكلام. ربما كانت الصدمة و عدم توقع ما حصل عاملا مؤثرا في تحديد طبيعة الرد.كان الوجود الأمريكي البريطاني في سجن أريحا عاملا مطمئنا للفلسطينيين لكن الأمريكيين و البريطانيين أثبتوا بأن حيادهم بدعة أخترعها و صدقها العرب.
Share:

Tuesday 14 March 2006

هل يمكن ان لا نكون الا سوداويين؟؟؟

أليبوس العربية
مصطفى حميدو
15\3\2006
هل يمكن ان لا نكون الا سوداويين؟؟؟
انه السؤال الأهم في حياتنا التي نعيش فيها. دائما ما أحن الا الماضي ظانا أنه الخلاص مما نحن فيه من ذل وهوان. أعود اليه لأجده مليئا بالقسوة و التعسف.....الخ
أقارنه بما نعيش لأكتشف أن لا فرقا حوهريا بين ما كان و ما هو قائم، الا أنني أعود لأتروى قبل ان أصدر حكمي النهائي فأكتشف بأن الماضي و رغم تشابهه مع الحاضر في الظلم و التعسف الا أننا كدول كنا مرهوبي الجانب لا مشرعي الأبواب للقاصي و الداني.ان حياتنا اليوم أضحت بين مطرقة الداخل الظالم و سندان الخارج الطامع .سوقت لنا الديمقراطية كحل لمشاكلنا الا اننا لم نكن نظن ان من يسوق لنا هذه السلعة البراقة يريد منا أن ندجن و نحكم من قبل نمط واحد من السياسة قائمة على الخنوع و الوقوف على الابواب طلبا للعون.
حماس التي فازت في الانتخابات الفلسطينية قوبل فوزها باستنكار وصل الى حد التهديد بقطع المعونات عن الشعب الفلسطيني بحجة انه انتخب الارهاب .ايران ايضا و التي تمارس النشاطات النووية ضمن الأطر القانونية الدولية تواجه بتهديدات متعددة المصادر و الجهات .
السؤال عن السوداوية في هذه الأجواء السوداوية مبرر لأن الضوء ما زال بعيدا و السير في النفق ما زال طويلا.
Share:

Sunday 12 March 2006

ما تستحقه حلب

منظر بانورامي لحلب من قلعتها

مصطفى حميدو
أليبوس العربية
12\3\2006
هذه المدينة ظلمت كثيرا.فرغم انها تشكل بقاعدتها الاقتصادية الضخمة و كتلتها السكانية الكبيرة داعما رئيسيا للاقتصاد السوري الا أن يدا للتطوير لم تمتد اليها طوال عقود.ربما كان السبب هي الصبغة السياسية الاخوانية التي عرفت عنها الى جانب حماة الا أن ذلك كله لا يبرر هذا الاهمال. حلب هي عاصمة الشمال بلا منازع و هي ملتقى لكل ابناء الشمال السوري.أخيرا و بعد عقود أدرك المدركون أن كنوزا ثمينة تختزنها حلب و أن هذه الكنوز ظلت مهملة طوال عقود .القلعة الشامخة في مركز المدينة هي الكنز الظاهر سهل الملاحظة لكن كنوزا اخرى تختزنها الحارات الحلبية الضيقة تحتاج الى اظهار و ازالة للتعديات عنها.ان الخطوة الاولى التي يجب القيام بها هو تأسيس محطة تلفزيونية خاصة بها لتواكب الثراء الثقافي و التاريخي التي تتميز بها هذه المدينة.
لقد اسيء كثيرا الى هذه المدينة و الى اهلها عبر المسلسلات التي بالغت في تفخيم و تقعير لهجة أهلها حتى أصبحت للبعض موضع تندر. النقطة الأهم هي في المسؤليين الذين يتولون شؤون حلب.لم يأت أحد من هؤلاء الى حلب الا و اغتنى و السبب أن حلب أصبحت للبعض مزرعة خاصة و الثمانينات من القرن الماضي شاهد على ذلك.عودوا فقط الى جيوب المسؤلين الذين خدموا في حلب في تلك الفترة و ستكتشفون العجب .الظاهرة المميزة لجيوب أولئك هي في انتفاخ الجيوب وتراكم الثروات المنقول منها و غير المنقول.المحافظون الذين تقاطروا على حلب طوال ما يزيد عن العقدين شكلوا لأنفسهم حاشية ديدنها الفساد و الافساد حتى أضحت طلة المحافظ البهية أصعب من طلة النجم اللامع. أن ترى المحافظ منهم اصعب من أن ترى ربما رئيس الجمهورية.
هذه عادة متأصلة في حلب و ربما كان انزعاج أخوتنا الحماصنة عندما وردنا لهم محافظا فاسدا ما زال في مكانه حتى الأن ليس في محله لأنهم و بكل بساطة لم يعرفوا النماذج الأكثر سوء من هذا الذين يشتكون منه. هذه المشاكل تحدث يوميا في حلب لكن تجار حمص ليسوا بالدفيعة كتجار حلب الذين يفسدون كل قادم جديد رغم كل ما فيه من فساد.المقارنة بين حلب و محافظتين هما دمشق و اللاذقية ستكون في مصلحة الاخيرتين . فالمحافظ في اللاذقية مكسور الجناح و لأسباب معروفة لا داعي لشرحها اما في دمشق فانه و بجانب المسؤولين الأخرين الأعلى منه رتبة و مرتبة يصبح -كالقملة المعفوسة – لا يمون ربما الا على نفسه و حجابه. في حلب الوضع مختلف ، فالقادم هو فاغر فاههه و المطعمون كثر و اسألوا مصطفى ميرو!!!
Share:

Saturday 11 March 2006

طاولة الحوار محطة للتجاذب بين المصالح الأميركية والسورية

نزار عبد القادر
الديار
11\3\2006

لا تتوافر حتى الان اية تفاصيل موثوقة ودقيقة حول ما دار في جلسات الحوار في ساحة النجمة، ‏واكتفى المشاركون في المؤتمر بالحديث عن الايجابية والطروحات الصريحة التي تقدم بها الافرقاء ‏ممن يقفون على طرفي المقياس سواء بالنسبة لتنفيذ القرار 1559 او بالنسبة للعلاقات مع ‏سوريا. اذا اردنا ان نصدق توافر صفاء النوايا، وصدق لمواقف، وقوة الارادة لدى جميع ‏المشاركين في المؤتمر لانجاح الحوار والتوصل الى تسوية مقبولة لكل المسائل المطروحة، فان تأجيل ‏المؤتمر والذي حصل «قسراً» بعد خروج السيد حسن نصر الله، وفشل الوسطاء في اقناعه بالعودة ‏الى الطاولة، يطرح علامات استفهام كبيرة حول حقيقة مواقف بعض القوى الاساسية في المؤتمر.‏
ما حصل في المؤتمر يؤشر على مدى الاحراج الذي شعر به بعض حلفاء سوريا من المشاركين في ‏المؤتمر من مضمون التصريحات التي ادلى بها رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط في واشنطن، ‏وخصوصا لجهة قوله بانه قد ذهب الى واشنطن لطلب المساعدة الاميركية ضد من «قتلوا والده ‏كمال جنبلاط». وتضمنت المعلومات التي اوردتها وسائل الاعلام اتصالات اجراها جنبلاط مع عبد ‏الحليم خدام، مما يعني بالنسبة لمن عرفوا بتحالفهم مع سوريا بان احد الفرقاء الاساسيين ‏على طاولة الحوار قد يقدّم مسألة تدهور العلاقات بينه وبين سوريا، والتي بلغت حد العداء ‏المستفحل على اولوية التوافق مع القوى اللبنانية المجتمعة في ساحة النجمة لاستيعاب ‏تداعيات الازمة السياسية ببعديها الداخلي والاقليمي، وخصوصا المطلب بضرورة فتح صفحة ‏جديدة في العلاقات اللبنانية ــ السورية، والذي يعول على تحقيقه اصدقاء سوريا كثمن لا ‏بد من التمسك به مقابل تنازلات يمكن ان يقدموها في مسائل سياسية داخلية كإقرار مبدأ ‏المطالبة باستقالة الرئيس لحود او لجهة القبول بمرشحين بدلاء عن العماد ميشال عون. ‏
لا يمكن ان ينكر اي طرف حق وليد جنبلاط في اتخاذ ما يختاره من مواقف سياسية سواء في موضوع ‏مزارع شبعا او المقاومة او في موضوع علاقته مع سوريا. ولكن يبقى التحفظ على ما قاله في ‏واشنطن جائزا اذا ما ربطناه بالزمن وبالظروف وبالجغرافيا. سبق لجنبلاط ان حضر افتتاح ‏المؤتمر قبل مغادرته الى واشنطن، وهو يدرك بالتالي القواعد التي اتفق عليها المتحاورون ‏لجهة عدم نقل المواقف التي تصدر عن مختلف القوى في جلسات الحوار، وايضا الردود التي يمكن ان ‏تواجه بها وذلك حرصا على عدم تحويل ما يجري بحثه من مسائل هامة ومعقدة الى مادة جذابة ‏للمزايدات السياسية عبر وسائل الاعلام.‏
جاءت هذه التصريحات «المثيرة» حول سلاح المقاومة وقضية مزارع شبعا وكأنها تعريض لمواقف حزب ‏الله تجاه قواعده وتجاه حلفائه خارج الحدود، خصوصا بعدما قرر الالتزام «اخلاقيا» بالقواعد ‏التي اتفق عليها لجهة عدم الادلاء بأية معلومات عن ما يجري على طاولة الحوار او لجهة اعلان ‏مواقف من المسائل المطروحة للحوار، وتأكيدا ما يعود لمستقبل سلاح المقاومة او لمزارع ‏شبعا، صحيح انه سبق للسيد جنبلاط ان حدد مواقفه من هاتين المسألتين في اوقات سابقة ‏للمؤتمر، ولكن زمن طرحها وتحديدا من واشنطن وبهذه الحدة قد استدعى القيام برد فعل ‏احتجاجي محدود من قبل الامين العام لحزب الله، وكانت الحكمة باستيعاب خطر تفجير المؤتمر ‏بالدعوة لتأجيل الحوار حتى يوم الاثنين المقبل، اي لحين عودة جنبلاط الى مقعده على الطاولة.‏
يمكن تفهم ايضا مدى الاحراج الذي تشعر به قيادة حزب الله وحلفاؤها بسبب اطلاق هذه ‏التصريحات من واشنطن، مما يؤشر بالنسبة لهم دخول واشنطن على خط ما يدور في المؤتمر من ‏جهة، واستقواء جنبلاط بالاميركيين من اجل تدعيم موقفه السياسي على طاولة الحوار من جهة ‏ثانية. وبالفعل فقد ذهبت كتلة الوفاء للمقاومة الى اتهام جنبلاط بمحاولة تعقيد الازمة، ‏ووضع «العصي في دواليب الحوار ان لم نقل تعطيله» وطالبت الكتلة الجميع «باقفال جميع ‏منافذ التدخل الخارجي ومواصلة الحوار بايجابية ومسؤولية وطنية».‏
السؤال المطروح الآن: هل انقسم المتحاورون فعليا الى معسكرين:‏
الاول: متحالف مع سوريا وايران يشارك في الحوار بشروطه المحلية حول موضوع المقاومة وسلاحها ‏وحول شخصية الرئيس الجديد، كمدخل لاستعادة النفوذ السوري الى لبنان. والثاني متحالف مع ‏اميركا وفرنسا يقدم على الحوار مع اجندة تنفيذ القرار 1559، والقرار 1636 من اجل ‏تصفية النفوذ السوري في لبنان من خلال استهداف حلفاء سوريا، بما في ذلك المظلة التي ‏يؤمنها وجود رئيس جمهورية معروف بتحالفه مع دمشق.‏
هناك قراءات سياسية محلية ودولية تؤكد على وجود مثل هذا الانقسام، ولكن هناك حرص من ‏قبل بعض الافرقاء السياسيين من المشاركين في الحوار، وعلى عدم التفجير وانكشاف اللعبة بشكل ‏مبكر، لان ذلك لن يكون في مصلحة اي من الفريقين. يعتبر الفريق الاول ان تفجير المؤتمر ‏وانكشاف الادوار سيؤدي الى تعريض سوريا لمزيد من الضغوط الدولية، خصوصا خلال هذه الفترة ‏التي بدأ فيها المحقق الدولي برامرتز بتحضير تقريره حول التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس ‏الحريري تمهيدا لرفعه الى مجلس الامن في 15 اذار الجاري. ويرى الفريق الثاني مصلحة في ‏استكمال الحوار لعله يستطيع ان يخرج من عنق الزجاجة الذي ادخل نفسه اليها من خلال ‏الاصرار على استقالة الرئيس لحود في القريب العاجل، وذلك من خلال بت هذه المسألة كخطوة ‏تسهل انطلاق مبادرة عربية تفتح باب الحوار الفعلي لبحث مستقبل العلاقات مع سوريا.‏
تشكل سوريا النقطة المحورية بالنسبة للطرفين. يحرص الفريق الاول على الحفاظ على دورها في ‏لبنان كجزء اساسي من المعادلة الاقليمية، وذلك كمقدمة لاستعادة موقعها الدولي من خلال ما ‏تبذله من جهود ديبلوماسية على المستويين الدولي والعربي، ومنذ ان عيّن وليد المعلم كوزير ‏للخارجية، ويسعى الفريق الثاني، الى استكمال المواجهة مع سوريا على المستويين الداخلي ‏والدولي، وان مواقف رئيس اللقاء الديموقراطي تعبّر عن وجود مثل هذا التوجه وذلك بالرغم ‏من التكتم الذي يلف مواقف الفرقاء الاخرين داخل هذا المعسكر، ولا بد ان يأتي وقت تظهر ‏فيه حقيقة الموقف الجامع، على ضوء مضمون التقريرين الجديدين اللذين ينتظر ان يرفعهما ‏كل من برامرتز وتيري رود لارسن.‏
ان المؤشر الاساسي على امكانية انتهاء مؤتمر الحوار دون نتائج حاسمة وعلى امكانية تأخير ‏انطلاقة اية مبادرة عربية قد صدر من واشنطن، وهو اخطر من كل ما صرح به وليد جنبلاط، ‏وذلك من خلال اتهام الادارة الاميركية للبنك التجاري السوري بالمشاركة بتمويل عمليات ‏ارهابية، وحظر التعامل معه من قبل جميع المصارف الاميركية.‏
وهذا ما يطرح السؤال: هل يمكن الربط بين المواقف التي اطلقها جنبلاط من واشنطن والقرار ‏الاميركي بحظر التعامل المالي مع الدولة السورية، كمقدمة لجولة من التصعيد وممارسة المزيد ‏من الضغوط على دمشق انطلاقا من مضمون تقرير برامرتز وامكانية اتهامه لسوريا بعدم ‏التعاون مع التحقيق مما يفتح الباب امام الولايات المتحدة للضغط على مجلس الامن لتطبيق ‏الفصل السابع وفق نصوص القرار الدولي الأخير بشأن التحقيق؟
ان كل الاحتمالات ما زالت مفتوحة ولا بد من انتظار خلاصة التقرير.‏
Share:

Friday 10 March 2006

خدام الوليد!!!

خدام الوليد!!!
مصطفى حميدو
10\3\2006

من الصعب ان لم يكن من المستحيل ان يتوقف خدام عن النعق من أحد بيوته المتواضعة !! في أوروبا. الرجل الذي يتغنى ليل نهار بكونه داعية اصلاح ينوي لقاء الناعق الاخر جنبلاط الذي و ضع نفسه و من تبعه من دروز الجبل في موقف معاد لكل ما هو رمز في ذاكرة الدروز التاريخية. الوظيفة الرئيسية التي وجد الدروز من أجلها هي حماية الثغور الاسلامية و كان من أبرزهم التنوخيون أحفاد أبي العلاء المعري الذين اشتهروا بقوة بأسهم و حميتهم.جاء وليد جنبلاط الأن ليفرغ الدروز من هويتهم و بالتالي لتتشكل عندهم نوعا من فقدان الهوية التي أبدع في صياغتها جنبلاط الصغير. على الجانب الأخر يبدو خدام و كأنه المصلح الذي مل من الكلام ليسلك طريق الفعل الذي يتوهمه مع أنه و طوال تاريخه اعتاد على الكلام الفارغ الا من تلك الشعارات البالية التي ظل يتحفنا بها طوال تاريخه السياسي .من الصعب الأن محاورة هؤلاء لأن ما يفهمونه لا يتعدى احتراف اللصوصية و " السلبطة" على الناس.
وليد جنبلاط ناعق يحتاج لمن يخرسه!!!
Share:

Thursday 9 March 2006

ما حقيقة أوضاع العمالة السورية في لبنان؟

أذار 2006
مجلة الاقتصاد و النقل
ليس سراً على أحد كيف تقوم قوى المعارضة اللبنانية بين وقت وآخر، بالعزف على وتر العمالة السورية الموجودة على الأراضي اللبنانية، وكيف أنها تساهم في إحداث نوع من الفوضى أحياناً، وأحياناً أخرى يشار إلى أنها تقتنص فرص عمل الشباب اللبناني، وما إلى ذلك من الأقاويل، التي نعتقد أنها بالفعل ترتبط بالسياسة أكثر من ارتباطها بالواقع. وسألنا وزيري العمل في البلدين الشقيقين عن هذه المسألة، على هامش أعمال اللجنة الاقتصادية الاجتماعية السورية اللبنانية، التي انعقدت في 31/1/2005 في بيروت. وبالتوازي، حاولت "الاقتصاد والنقل" استيضاح وضع العمالة اللبنانية في سورية، فعلى الرغم من كثرة هذه العمالة فإن الحديث عنها يبقى بعيداً عن التداول. وزير العمل اللبناني عاصم قانصوه أشار إلى أنه في عام 1994 أُقرَّ الاتفاق على إنشاء غرفة مشتركة على الحدود السورية اللبنانية لضبط الذهاب والإياب، وإعطاء إجازات عمل مباشرة، ولكن حتى الآن لم يُطبّق هذا الاتفاق وأمل أن يجري تطبيقه فعلاً خلال الشهرين القادمين، منوّهاً إلى أن الجانب اللبناني أبدى إصراراً مع وزيرة العمل السورية، لتنفيذ هذا الاتفاق، وضبط قضية العمالة، والاستفادة من حسنات وإيجابيات ضبط هذا الموضوع كي يستفيد العامل السوري في لبنان من الضمان الصحي والاجتماعي، لأن مثل هذه الميزات تُعطى للعامل الأجنبي أيضاً. وقال قانصوه أنه من المفاجئ أن العمالة السورية في لبنان لا تتجاوز الألف عامل رسمياً، إنما هي على الأرض تقدر بـ400 -500 ألف عامل، أما الألف منهم المسجلين فهم يملكون إجازات عمل قانونية، منهم الأطباء والمحامون ومن الطبقة المثقفة عموماً. ورأى قانصوه أن العمال السوريين يحتاجون إلى حالة ضبط، لذلك لا بد من إقامة هذا المقر على الحدود لمعرفة عددهم، فهناك ثلاثة أنواع من العمالة السورية، المياومون: الذين يروحون ويجيئون على الحدود، ويعملون في الأراضي المحاذية للأراضي السورية في لبنان، وهم يأتون ويغادرون يومياً. والموسميون: الذين يمكثون خمسة أو ستة أشهر. والسنويون: الذين يمكثون سنة وسنتين وثلاثة. وهذه العمالة من المفروض ضبطها ومراقبتها، حتى يُعرف عددها الصحيح. وقال قانصوه: إن هؤلاء يأخذون الكرت الأحمر على الحدود، وقد يضيع هذا الكرت، فيصل العامل إلى لبنان، ثم يعمل من تلقاء نفسه دون الرجوع لوزارة العمل، وبالتالي لا نعرف أين يعمل؟ وأوضح: لقد قررنا الآن، والتزمنا بأن نعطي للعامل السوري على الحدود إجازة غير مدفوعة الثمن، حتى نضبط هذا الموضوع. أما وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حاج عارف فقد أكدت ضرورة تنفيذ الاتفاقية الموقعة بهذا الشأن، حيث لم ينفذ منها أي بند، بمعنى كيفية ضمان الحفاظ على حقوق العمالة السورية الموجودة في لبنان، والعمالة اللبنانية الموجودة في سورية، كما تم إقرار ضرورة وضع برامج تنفيذية لبنود الاتفاقية، من خلال البدء بإقامة دائرة خاصة للعمالة اللبنانية ضمن وزارة العمل السورية، ودائرة مقابلة للعمالة السورية ضمن وزارة العمل اللبنانية. وتحدثت حاج عارف عن إمكانية البدء بإقامة مكاتب على المعابر الحدودية، لضمان تسجيل العمال من الطرفين، القادمون منهم والذاهبون، ووضع نماذج للعقود تضمن حقوق العمال من الجهتين. ورأت حاج عارف أنه لوضع ضوابط لا بد من وجود تسجيل حقيقي وبيانات ومعطيات عبر منح بطاقة العمل. وأضافت أن سورية تمنح هذه البطاقة ضمن إجراءات بسيطة نسبياً، ورسوم أو مبالغ نقدية لا تذكر، وهي قد توازي ما يدفعه العامل السوري عندما يتقدم بطلب للحصول على عمل. ورأت حاج عارف أن على الجانب اللبناني تفعيل هذه الاتفاقية، واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها. من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني غازي زعيتر: إن ما يثار حول موضوع العمالة السورية وعددها في لبنان، ينطلق من غايات سياسية، والحقيقة أن لبنان بحاجة شديدة إلى العمالة السورية لاستنهاض الاقتصاد، وهي حجر أساس وركيزة مهمة لإعادة إعمار لبنان، ومن يطرح هذا الموضوع يطرحه من ناحية رهان سياسي، وهو يعرف أن العمالة اللبنانية في سورية كبيرة، وتُعامل معاملة العمالة السورية. ويعتقد زعيتر أن العدد الإجمالي الفعلي لا يزيد عن 200 ألف عامل سوري على نحو دائم في لبنان. وفي أعقاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري، غادر عدد كبير من العمال السوريون لبنان بسبب الأجواء العدائية التي تم إثارتها مما أدى إلى توقف غالبية أعمال البناء في لبنان حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
Share:

Sunday 5 March 2006

رئيس الحكومة اللبنانية و« الصديق الوحيد» لسوريا

محمد باقر شري
الديار
5/3/2006
في كلام للرئيس السنيورة - قبل الطاولة المستديرة - تساءل: «أليس من العجيب ان لا يكون ‏لسوريا في لبنان غير صديق واحد بعد ثلاثين سنة من الدور الذي مارسته في لبنان»؟ وهو كلام ‏يتسم بطابع الموعظة السياسية، وكأن الرئيس السنيورة قد تبوأ منصباً «سقراطيا» يمكن ان ‏تتعظ به الاجيال!‏
طبعا كان المقصود «بالصديق الواحد او الوحيد لسوريا»، الرئيس اميل لحود. وفي هذا الكلام ‏الذي ينضح «بالحكمة والكهانة» نوع من المغالطة التي تستغبي الرأي العام.. اذ حتى لو ‏جاريناه في اعتبار لحود هو «الصديق الوحيد» لسوريا، فاننا نضيف على ذلك قولنا بأن هذا ‏‏«الصديق» هو الآن ممنوع من ممارسة صداقته لسوريا: فلقد وصل النجاح في «تخريب العلاقات» بين ‏البلدين الشقيقين - من جانب الذين استمرت حملتهم المسعورة على سوريا عدة سنوات ولما ‏تنته بــعد بل تزداد تصاعدا بسبب اصرارها على القول بحق المقاومة في مقارعة الاحتلال ‏سواء كانت مقاومة لبنانية او فلسطينية او عراقية (غير تكفيرية) درجة ان رئيس لبنان ‏الذي يلتقي معها في طروحاتها، لو فكر من اجل انقاذ سفينة العلاقات من الغرق، ان يرفع ‏سماعة الهاتف ليسأل عن صحة انسان في سوريا على اي مستوى، فانه يعرف ان خطه مراقب من ‏عدة اجهزة مخابـرات تبدأ «بالمخابرات الديموقراطية الجديدة» التي وصلت ديموقراطيتها درجة ‏اعتذار «سبعها» (الوزير السابق حسن السبع) عن الاستمرار في منصبه بسبب تضارب ‏التوجيهات و«الاوامر» التي كانت توجّه اليه، ففضل ان يستقيل من «النظام الامني الجديد» ‏الذي كان يرأسه، لأن الامور لم تعد تطاق في نظره «وكان جزاؤه جزاء سنمار» ولكي لا يظن من ‏لا يعرف قـصة سنمار اننا عندما نذكر هذا الاسم كأننا «بدأنا نحكي فرنساوي» او اننا ‏نتحدث عن رجل «سكسوني». فاننا نلخص قصته بأن الرجل الذي «هندس» بناء قصر الخورنق ‏للملك النعمان وكأننا من حيث «الترف التكنولوجي» - اذا صح التعبير - لكي يظهر ‏‏«اعجازه» للملك من ناحية هندسية، ان جعل مصير القصر كله مرتبطا بقرميدة واحدة اذا ‏سحبت من مكانها ينهار القصر كله، وبدلاً من ان يمنحه الملك «وساما او جائزة» القى به من ‏على سطح القصر الذي بناه.. فكان ذلك مــنتهى العقوق وقـــلة الوفاء، وقد برر الملك ‏‏«فعلته» هذه، بأنه لو عرف احد «بسر» هذه القرميدة، فانه يجعل القصر ينهدم على رأس ‏الملك اذا اراد به السوء! علماً انه لو كانت لهذا المهندس نوايا سيئة تجاه الملك عبر هذا ‏‏«الانجاز»، لما كان قد افصح له عن سر هذه القرميدة. ورغم ان الملك كان يستطيع ان يحتفظ ‏‏«بسر القرميدة» ولا يعرف هذا السر احد غيره وغير صانعها، فقد خشي ان يتسرب السر الى ‏الآخرين او ان يستخدمها المهندس ضده في يوم من الايام..‏
وهذا يذكّرنا بواقعة حدثت في عهد حكم صدام عندما كان اللواء احمد حسن البكر رئيسا ‏للجمهورية.. فقد عين على اجهزة الأمن شخصا يدعى ناظم جزار وهو وان كان الجيم في اسمه ‏يلفط مسكّنا، الا انه كان في تصرفاته اقرب الى ان يكون «جزَّاراً بالفعل» (مع فتحة على ‏الجيم وتشديد الزين) فقد وصل به الامر - كما يروي الرواة وقائع عنه تقرب من الاساطير، ‏وان كانت اساطير رجال الامن في ذلك العهد تطبق على ارض الواقع - درجة انه كان يذهب الى ‏المعتقلين في سجن ابو غريب او في «قصر النهاية» الذي كان سابقا قصر الرحاب الملكي، فيأمر ‏بقطع «اوردتهم» وعندما تسيل الدماء يجد لذة في ان يشرب من دمهم! وهو نفسه الذي استغل ‏رحلة قام بها «نائب الرئيس» صدام حسين في ذلك الوقت، ليدبر «انقلابا» خلال وجود البكر ‏و«اركان الدولة» في المطار، ويعتقل الجميع او يقوم باعدامهم، وقد استطاع بعض اعوان ‏جزار ان يخطفوا وزير الدفاع حماد شهاب ويقتلوه في «مكان ما» خارج بغداد!‏
طبعا سوف ينبري مَن يقول: كيف يمكن ان تقارن بين نظام شمولي استبدادي كالنظام الذي كان ‏قائما في العراق على صــعيد المظالم الامنية، وبين اجهزة الامن الجديدة في لبنان، التي تمت ‏اعادة تأهيلها على اسس ديموقراطية؟ والجواب لا يحتاج الى كبير حهد، يكفي ان نذكّر بتشابه ‏طبيعة هذه الاجهزة سواء كانت في نظام ديموقراطي او نظام شمولي، ان نستعرض ما يحدث في سجن ‏ابو غريب اليوم ليس على يد نظام صدام، بل على ايدي الذين اطاحوا بصدام، ولنرى ان ‏فضائح التــعذيب فاقت ما كان يتم فيها على ايدي «رُسل الديموقراطية» الذين جاءوا الى ‏العراق «لتحريره» من الديكتاتورية، فمارسوا في العراق من المظالم والجرائم ما لا يخطر ‏ببال بشر، بل لقد كانت «منجزاتهم» على هذا الصعيد لا تقتصر على التعذيب في السـجون ‏والقصف بالطيران بل واكبت «الفوضى الخلاقة» اعمال التعذيب، بحيث كادت السمعة ‏الديكتاتورية تصبح «سمعة عطرة» لانها لم تكن تشيع «الفوضى البناءة» او تدفع الطوائف الى ‏التذابج، او على الاقل تجري في ظلها هذه المذابح، دون ان يرف لها جفن. وان كان «الحكام ‏الدمى» الذين يتولون المناصب في ظلها، اشد خزياً منها، لأنهم ينظرون الى المجازر اليومية ‏ويمارسون الجلوس في مقاعدهم الفارهة، وكأن الدماء التي تسيل انهارا من بني قومهم، هي ‏‏«جداول» متفرعة عنه من مياه دجلة والفرات!‏
ولقد مضى على العراق في بعض فترات الحكم من عهود سابقة مظلمة، ان «رئيس محكمة الشعب» ‏عباس المهداوي كان يخاطب المتهم الماثل امامه وهو يرسف في قيوده قائلا له: «لقد جف الماء في ‏وجهك» وقد اصبح العراق اليوم يتمنى لو يأتي قضاة حقيقيون يقولون لافراد الطبقة الجديدة ‏الحاكمة في ظل الاحتلال: لقد «جف الدم العراقي في شرايينكم» فأصبــحتم ترون شعبكم يذبح ‏وانتم سعداء في مقاعدكم الوثيرة، ولم يجرؤ غير واحد من قيادييكم على ان يحمّل الاحتلال ‏مسؤولية ما يحدث في ارض السواد، التي كانت تجود بالخيرات على اهلها، وبلاد الرافدين التي ‏مياه دجلتها وفراتها لا يضارعهما في احيـــاء «الارض الموات» غير مياه النيل العظيم، وهي ‏المياه التي رسم العدو حلم الوصول اليها واصلا الفرات بالنيل على عَلَمِه الذي تتوسطه ‏‏«نجمة داود» ولسائل ان يسأل: «هل وصلت الحديث عما يجري حول طاولة مستديرة في وسط بيروت ‏وتحت قبة البرلمان الى ان تتذكر اولئك الذين يجلسون سعداء بلقائهم حول الطاولة المستديرة، ‏الا يكفيهم همومهم، حتى «تذكّرهم» بمجازر العراق وبأقذر فتنة تجري في ظل «لعبة الامم» في ‏العراق الشقيق..‏
والجواب هو: اننا اذا لم نتعط بما جرى عندنا منذ ما يزيد عن ربع قرن، بحكم مرور الزمن، ‏فان التذكير بما يجري على مســافة قريبة منا، يجعلنا نذهل عن «احلامنا الصغيرة» التي تكاد ‏تطمس «حلمنا الكبير» بانقاذ الوطن الصغير الذي نذبحه بأيدينا ولا نكتفي بذلك، بل ندعو ‏امم الارض لكي تشاركنا الاجهاز عليه، باسم انقاذه، وامامنا فرصة انقاذه بانفسنا .. ‏لأنه ماذا يفيدنا ان نزور رايس وولفويتز.. الذي كنا نصفه «بمهندس الغزو الصهيوني ‏للعراق» ثم نذهب اليه لنقول له حبذا لو أكملت «معروفك» بغزو بلد عربي آخر..!!‏
Share:

جنبلاط هرب ..... و الحوار مستمر ..... و سورية تراه ايجابيا

(AFP)

أليبوس العربية
مصطفى حميدو
5\3\2006

مثل هروب النائب الدرزي وليد جنبلاط إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة كان يتطلع إليها منذ زمن الحدث الأكثر رمزية في الحوار اللبناني القائم. جنبلاط الذي كان قد توج تقاربه مع الولايات المتحدة و بمصالحها في المنطقة في لقاء ضمه إلى جانب سعد الحريري مع وزيرة الخارجية الأمريكية التي زارت بيروت أواخر الشهر الماضي ولى وجهه شطر أمريكا متجاهلا الحوار القائم و منتدبا أحد نوابه ممثلا عنه . هذا التقارب الذي مهد له عبر تصريحات نارية للنائب الدرزي تجاه سورية و المقاومة اللبنانية كان ثمرة لمخاض عسير من محاولات التقرب التي بدأت في أعقاب سحب تأشيرة سفره إلى الولايات المتحدة عقب محاولة اغتيال ولفويتز في بغداد في العام 2003 و الذي بدا جنبلاط حينها متحسرا عن عدم مقتله. جنبلاط رأى رحلة واشنطن فرصة سانحة للتواري عن الأنظار لكي لا يبدو متنازلا عما ظل ينعق به طوال أشهر فيما يخص سلاح المقاومة و العلاقة مع سورية وسط توقعات بحدوث ما يشبه الصفقة بين المتحاورين . جنبلاط و كعادته "سيكوع" عند أول منعطف لينفي أن يكون قد قصد ما قال و أنه ليست أكثر من "فشة خلق" من إنسان مهدد
في حياته.سورية التي تراقب ما يحصل بهدوء ترى كل ما يدور بأنه فشل للمخطط الذي كان يزمع تطبقه و نجاح للإستراتيجية التي تعتمد على طول النفس في التعامل مع هذه القضايا.
Share:

Telegram

Podcast