Sunday 28 October 2018

حياة الفرنسيات و العاصمة ”باريس“ خلال فترة الإحتلال الألماني لفرنسا (1940-1944) ..!!

حياة الفرنسيات و العاصمة ”باريس“ خلال فترة الإحتلال الألماني لفرنسا (1940-1944) ..!!

عندما زحف الجيش الألماني النازي إلى فرنسا واحتل عاصمتها باريس، أصيب الفرنسيون بالمهانة، لكن الذي فاجأهم ان جنود هذا الجيش الغازي من الشبان الشقر لم يعمدوا إلى اغتصاب النساء الفرنسيات، كما توقع الفرنسيون، وانما قاموا بتوزيع الخبز وقطع الحلوى. وإضافة الى ذلك فقد كانوا يتمتعون بالوسامة والشجاعة مقارنة بالجنود الفرنسيين السُكارى الذي استسلموا في المعارك.

ولم ينقضِ الكثير من الوقت على الاحتلال الألماني لفرنسا حتى اصبح أطفال فرنسيون كثيرون يصرخون علناً انهم يريدون ان يصبحوا ألمانا، في حين طاردت شابات فرنسيات كثر القادمين الجدد لمصادقتهم، كأنهم حلفاء وليسوا اعداء محتلين، حتى انهن اخذن يقدمن لهم البرتقال والفواكه الاخرى، ويقفن أحيانا على رؤوس اصابعهن، كي يتمكن من مشاهدة السيارات الالمانية الفارهة من الداخل.

وأصبحت الزوجات الفرنسيات المحرومات من أزواجهن الجنود الذين اصبحوا أسرى حرب في المانيا، يصادقن جنود الاحتلال، الامر الذي بات مبعث السرور لديهن. ولطالما بذل الفرنسيون جهوداً جبارة للتعتيم على هذه السمات التي ميزت الاحتلال الالماني لبلادهم، تفاخروا بأعمال المقاومة البطولية ضد المحتل الالماني، في حين ان الحقيقة كانت تشير إلى ان الفرنسيين كانوا متعاونين مع المحتل.

و الآن، وبعد مرور عقود على الحرب العالمية الثانية، قام مدير القناة الفرنسية التاريخية باتريك بيسون بعمل جريء، حيث ألّف كتاباً بعنوان «1940-1945: السنوات الشهوانية»، إذ يظهر المدى الذي ذهب اليه ابناء جلدته من الفرنسيين في استمتاعهم بسنوات الحرب. ويأتي هذا الكتاب وما يكشف عنه في وقت يطلب فيه من باريس ان تقبل سلسلة من الذكريات المزعجة عن فترة الحربين، بعد ان اظهر معرض للصور في مكتبة تاريخ باريس ان سكان المدينة كانوا يتمتعون جدا بحياتهم خلال الاحتلال. وقال نائب المحافظ إنه يشعر بالتقزز عند رؤية هذه الصور.

وتظهر بعض الصور المواطنين الفرنسيين وهم يرتدون ملابس جميلة ويتسوقون الى جانب الجنود الالمان، إضافة الى صور نساء في لباس السباحة وهن يلهون مع جنود ألمان عند بركة سباحة، مدى سعادة الفرنسيات بالجيش المحتل، وكل هذه الصور كانت تعطي الانطباع بأن الحياة خلال الاحتلال كانت بعيدة جدا عن الجوع والخوف والمقاومة، وانما كانت عبارة عن حفلة كبيرة.

و يقول بيسون في كتابه، ان هذا السلوك جاء من قمة الهرم القيادي في فرنسا، إذ ان الماريشال بيتان، الذي كان يدير حكومة فيشي، والذي اتهم بالتعاون مع المحتل بعد الحرب، كان يسمح له بأن يطلق العنان لنفسه وهو في الـ،84 فيقوم بإغواء الشابات العاملات معه بلا ادنى خجل، وفي الوقت ذاته كان يوصي بقية الشعب بالتمسك بالشعار الذي مفاده «العمل، ثم العائلة، ثم الوطن».

و يشير بيسون إلى ان الزوجات الفرنسيات في باريس المحتلة تصرفن على نحو مشابه لهذا الرجل، كما ان باريس تعاملت مع التوقيت الصيفي الالماني، الامر الذي ضمن مع تقنين الكهرباء، هبوط الظلام أبكر بساعتين من المعتاد.

وبعد ذلك جاءت قسوة اول شتاء تحت الاحتلال، إذ كانت غرف النوم هي الأكثر دفئاً من الاماكن الاخرى. لكن الامر كان اكثر تعقيداً من ذلك، إذ ان الطرفين لجآ الى الجنس سلاحاً في الحرب، ووسيلة للبقاء. ففي منطقة رينلاند الالمانية كان الاسرى الفرنسيون يستمتعون بالفتيات الالمانيات، باعتبارها طريقة للانتقام، في حين كانت زوجاتهم في فرنسا يقمن علاقات حميمة مع الجنود الالمان، او لنقل مع أي شخص يمكن ان يقدم لهن الطعام والدفء والملبس.

وحسبما قال بيسون فإن الفتيات الفرنسيات كن يخضعن لرؤسائهن في العمل أو لجيرانهن، حتى للبقال، اذا كانوا مدينين له بالمال. وأصبحت النسوة بارعات في التخفي عن كل ما يمكن ان يسبب لهن الازعاج مثل والدة الزوج، عندما يواصلن البحث عن المتعة. وكانت دور السينما من الاماكن المفضلة لدى هؤلاء الفتيات خلال سنوات الاحتلال الاربع، فقد كان جميع السكان يذهبون الى دور السينما مرة واحدة على الاقل اسبوعيا، حيث يتركون الاطفال وحدهم في المنزل. وبلغت ارقام مرتادي السينما ارقاما مذهلة، ففي عام 1941 بلغ تعداد التذاكر التي بيعت 114 مليوناً، وارتفع هذا الرقم ليصل الى 310 ملايين في عام ،1943 بعد ان اعتاد الفرنسيون على التهرب نحو الدفء والمغامرات والظلام الذي تقدمه دور السينما.

Share:

هز قناعات المجتمع

كل الكلام الذي نسعى لقوله أو كتابته هو نوع من تبرير تصرف أو توضيحه. فنحن في هذه الدنيا محكومون بتبرير ما نفعل و وضع الأسس الأخلاقية لفعلنا. فالفعل مهما كان نبيلا إن كان من خارج الإطار الأخلاقي للمجتمع يبدو و كأنه تمرد عليه يقابل بالاستهجان و الإستنكار. نحن هنا أمام قوانين صارمة يحرسها مئات الآلاف من القضاة الذين يشكلون المجتمع. الوحيدون القادرون على المضي في فعلهم دون الإلتفات لأحكام الناس هم صانعو التغيير الذين ينقلون مجتمعاتهم نقلات كبيرة في زمن قصير. التغيير هنا ليس شرطا أن يكون إيجابيا. فكثير مما نراه من تغيير في مجتمعاتنا هو تغيير سلبي قاده صانعون له. هنا ليس علينا أن نمدح لا التغيير و لا صانعيه بل فقط أن ننظر إلى التغيير كحالة و إلى صانعيه كمغامرين استطاعوا إحداث نقلة في المجتمع و هزوه هزة عميقة جعلته يتخلى عن القديم و يعتنق شيئا جديدا كليا.

Share:

Tuesday 23 October 2018

حمى رامي مخلوف

قرأت المداخلة الهادئة التي قدمها نبيل صالح في مجلس الشعب في حضور وزير الاتصالات و موضوعها الأساسي كان مشاكل الاتصالات و تسلط الشركات على المواطنين. كما توقعت لم يسم نبيل صالح الأشياء بأسمائها و لم يشر إلى المتحكمين بهذا القطاع كما سمى الأشياء بأسمائها أثناء حملته على وزير الأوقاف. نبيل صالح يعرف جيدا أن هناك حدودا لا يمكن له تجاوزها عندما يناقش موضوع مثل موضوع الإتصالات و يعلم تماما أن هذه الحدود غير موجودة عندما يناقش و يهاجم وزارة مثل وزارة الأوقاف. نحن هنا أمام مثالين لطريقة تعامل أصحاب الأصوات العالية مع وزارتين مليئتين بالفساد لكن الفيتو يحمي من يقترب من الاتصالات (لهذا رأينا حمودة الصباغ ينذره عندما حام حول حمى الإتصالات و يناصره في قضية الأوقاف) و يغيب عن الأوقاف و تترك ليفش الناس ضيقهم بها ظانين أنها كل مشاكلهم.

Share:

Sunday 14 October 2018

رجال الدين العابرون للحدود




المرسوم ١٦ الذي تحول لقانون  و الخاص بتنظيم الأوقاف الإسلامية في سورية كان يحتوي على فقرة تجيز الإستعانة بغير السوريين من قبل وزارة الأوقاف بقرار من الوزير. طبعا المقصود بغير السوريين هم رجال دين و لم تفصل الفقرة في هذا الموضوع بل تركته عائما. طبعا هذه الفقرة تعرضت لإنتقادات و عدلت في النهاية بمنع الإستعانة بغير السوريين في الأوقاف. على المقلب الآخر نرى الكنيسة السورية تنتدب مكارنة و خوارنة غير سوريين و راهبات و روؤساء أديرة من جنسيات غير سورية ينقلون أمراض بلادهم نحونا. الخوف الذي دفع المشرعين لمنع غير السوري من الاستعانة به في الأوقاف هو الخشية من نقله أفكارا مضرة و متطرفة اعتاد عليها في بلده. فالقصد هنا مصلحة المجتمع و بالتالي ألا يجوز إسقاط ما حدث من تعديل في قانون الأوقاف على الكنائس و عملها؟ 
طبعا سنرى ردود كثيرة أبسطها أن هرمية الكنيسة و طريقة عملها لا تعترف بالجنسيات و الحدود و أن الكنيسة هي مؤسسة متعددة الجنسيات تخترق الحدود و تفرض قانونها التنظيمي على الدول التي تتواجد فيها. طبعا القصة إشكالية لكن المسطرة الواحدة عندما تطبق على الجميع سيشكل ذلك طمأنينة من أن لا تفريق في الحقوق بين المواطنين.
Share:

رجال الدين العابرين للحدود

المرسوم ١٦ الذي تحول لقانون  و الخاص بتنظيم الأوقاف الإسلامية في سورية كان يحتوي على فقرة تجيز الإستعانة بغير السوريين من قبل وزارة الأوقاف بقرار من الوزير. طبعا المقصود بغير السوريين هم رجال دين و لم تفصل الفقرة في هذا الموضوع بل تركته عائما. طبعا هذه الفقرة تعرضت لإنتقادات و عدلت في النهاية بمنع الإستعانة بغير السوريين في الأوقاف. على المقلب الآخر نرى الكنيسة السورية تنتدب مكارنة و خوارنة غير سوريين و راهبات و رؤوساء أديرة من جنسيات غير سورية ينقلون أمراض بلادهم نحونا. الخوف الذي دفع المشرعين لمنع غير السوري من الاستعانة به في الأوقاف هو الخشية من نقله أفكارا مضرة و متطرفة اعتاد عليها في بلده. فالقصد هنا مصلحة المجتمع و بالتالي ألا يجوز إسقاط ما حدث من تعديل في قانون الأوقاف على الكنائس و عملها؟
طبعا سنرى ردود كثيرة أبسطها أن هرمية الكنيسة و طريقة عملها لا تعترف بالجنسيات و الحدود و أن الكنيسة هي مؤسسة متعددة الجنسيات تخترق الحدود و تفرض قانونها التنظيمي على الدول التي تتواجد فيها. طبعا القصة إشكالية لكن المسطرة الواحدة عندما تطبق على الجميع سيشكل ذلك طمأنينة من أن لا تفريق في الحقوق بين المواطنين.

Share:

شوية فلسفة

من أصعب الأمور هو أن يتوهم الإنسان أمرا و يرفعه لمصافي الحقيقة ثم يصطدم بعد أن جعل هذه الأمر شيئا مقدسا بحقيقة أن ما ظنه مقدسا ما هو إلا وهم كبير قاد حياته و تفاصيلها لفترة طويلة من الزمن و أطرها ضمن نطاقه.
لا شك أن الحياة مليئة بالأوهام. لكل منا وهم يعيش فيه و يبني عليه أماله، يسليه و يصبغ حياته بالأمل. المشكلة دوما هي في لحظة الاستيقاظ و الصدمة. فقليلون هم من يعبرون تلك اللحظة دون أن تلحق بهم أضرار بالغة أو نكسات نفسية لا يمكن تداركها.
الحياة لكي تعاش يجب أن تؤخذ بالاستهزاء. فالإستهزاء و اللامبالاة هم ترياق كل وهم نخدع به أنفسنا.

Share:

Telegram

Podcast