دائما ما نرى من أشخاص معينين عملية تخوين لكل من يتكلم في موضوع يشتم منه رائحة معارضة للحكومة و حتى إن كانت تلك معارضة تحت سقف الوطن( هكذا هي الثيمة العامة مع أن كل معارضة تكون ضد الوطن هي خيانة و اي معارضة تلتزم بثوابت الوطن لا السلطة هي عمليا شئ محمود و مطلوب). فعل التخوين كالعادة عملية ابتزاز لأصحاب الصوت المخالف و الذي يناقش فقط قصص بسيطة تتعلق بالتموين و الفساد و غيرها من قصص الحياة العادية فما بالنا إن تعرض هؤلاء لمواضيع أكثر أهمية و أكثر جذرية في نظرتهم للحكم و طبيعته في سورية و هي أمور جعلت الحرب منها ترفا لا يفيد الكلام فيها.
هذا التخوين الذي نراه يظن مطلقوه أنهم بذلك يسجلون نقاطا و يؤذون فيه أصحاب الرأي المخالف. المشكلة أن معظم أصحاب الصوت المخالف هم في الأساس معارضون للسلطة و تكوينها و طريقة إدارتها لكنهم لم يخونوا عندما كانت الخيانة يدفع في سبيلها المال الكثير بل إن هؤلاء و نتيجة عدم خيانتهم خسروا كل شئ تقريبا و أبسط ما خسروه هو المستقبل مثلهم مثل كل السوريين الذين لم يخونوا بينما نرى ان مطلقي التخوين هم أكثر من أثرى و استفاد من حالة الحرب مستفيدين من شعارات الوطنية الزائفة التي يرفعوها و المزايدات التي يطلقوها و البطولات الوهمية التي يفبركوها.
ليس كل من لم يخن مؤيدا للسلطة فالفرق كبير بين الوطن و السلطة. معظم من اصطف مع الوطن هو في الأصل معارض للسلطة كلها لكنه لم يخن.
Friday 18 January 2019
تخوين من لم يخن
Sunday 13 January 2019
الحق أجدر أن يقال
عملية التأليه مضرة بالطرفين: الذي يؤله و المؤله. منذ اسبوع أتابع مسلسل بريطاني من انتاجات نتفليكس اسمه The Crown و يحكي عن سيرة ملكة بريطانية إليزابيث الثانية و ظروف توليها العرش و هي عمليا لا تفقه شيئا عن القواعد الملكية البريطانية غير ما يلقنونه إياها مساعديها. المسلسل و في كل حلقة من حلقاته يعرض مشكلة تعرضت لها الملكة في بداية مسيرتهت و كيف كان تصرفها لحلها و مواجهتها. في إحدى الحلقات يشن صحفي شاب مغمور هجوما حادا عليها منتقدا طريقة حديثها للبريطانيين و نزعة الأبوية في خطابها و عدم التجديد في مفرداتها و كلماتها و عدم انفتاحها على الناس. هذا الصحفي و بعد نشره لسلسلة مقالات يصبح حديث الناس و يستضيفه أشهر برنامج حواري تلفزيوني فيبرع في تقديم حججه و الدفاع عن منطقه. تستشعر الملكة و طبعا عبر مساعديها حراجة الموقف فتستدعيه للقصر لترى ما يريده هو من تغييرات تجعل الملكية تعانق العصر و تنفتح على الناس. طرح الصحفي رأيه بجرأة مدعومة بمنطق قوي و سليم. تسأله الملكة خلال جلستهم إن كان ضدها أو ضد الملكية فيجيب الصحفي بأنه معها و مع الملكية و أنه يدافع عنها بطرحه و رأيه فمن دون هذه التغييرات ستذوي و تنتهي المؤسسة كما ذوت و انتهت في بلاد كثيرة.
بعد وفاة الصحفي في العام ٢٠٠٤ اصدر القصر الملكي بيانا اعتبر هذا الصحفي بأنه كان مدافعا عن الملكية و خدمها كما لم يخدمها أحد.