Sunday 20 April 2008

القاعدة ضد الله

النظريات التي تحدثت عن التيار الإسلامي الجهادي و طبيعة نشأته و دور أفغانستان في بلورة نظرته للسياسة الدولية كلها كانت تلتقي عند الدور الأمريكي في اختراع القاعدة و التهويل من خطرها وصولا إلى الصدام الظاهر الشكلي بين السياسات الأمريكية و بالتالي حلفاءها و ما يسمى بسياسة القاعدة و دورها "الجهادي " ضد المصالح الأمريكية "انتقاما " للإسلام و المسلمين من التوجهات الأمريكية التاريخية المناهضة للمصالح العربية و الإسلامية.

في سياق الحديث هذا لا بد من الإشارة إلى نقاط عدة توضح بعض المطموس و بعض الذي يحاولون تسويقه بغية تمرير مخططات لاحقا. فككل المشاريع المخابراتية العالمية تبدأ القصة ببذرة تنما في أجواء معينة و يوارى عليها كي تظل سرا حتى يحين الوقت لاستخدامها. القاعدة ليست نشازا عن هذه القاعدة الذهبية . القراءة التاريخية المتمهلة لظروف النشأة و من يقف وراءها و من ساعد على تمويلها و تجييش الناس للالتحاق بها و النظرة إلى من استعدت في البداية كل ذلك يجعلنا نتأكد أن وراء الأكمة ما وراءها.

كل ذلك معروف و معروفة أيضا هوية الممولين و أجهزة المخابرات التي أنشأت و مولت في الفترة الأولى فترة الثمانينات. فهوية القاعدة الأولى كانت كالتالي: المنشأ" سعودي أمريكي. الممول : سعودي . المقاتلين : عرب من اليمين الرأسمالي. العدو : اليسار و مشتقاته و أبرزهم الاتحاد السوفييتي. أرض المواجهة : أفغانستان.

من خلال المعلومات السابقة نستطيع تكوين فكرة أولية عن القاعدة. هذه الفكرة نسفت أو حاولت القاعدة ووسائل الإعلام الغربية نسفها عبر تصوير الانقلاب الأيديولوجي في النظرة إلى العدو عند القاعدة و تصوير أن الغرب و في مقدمته أمريكا أضحى العدو. بدأ ذلك يتبلور في نهاية التسعينات عبر الترويج لما عرف من إنشاء بن لادن للتحالف الإسلامي لمحاربة الصليبيين و لاحقا القيام بتفجيرات في أفريقيا و اليمن ثم توج كل ذلك بهجمات نيويورك و واشنطن التي ما زال الغموض يلفها حتى يومنا هذا.

فرغم كل الإعلام المركز على دور للقاعدة فيما حدث إلا أن دليلا قاطعا واحدا لم يقدم . كل ما قدم هو اعترافات بن لادن بمسؤوليته عن الهجمات عبر أشرطة متعاقبة سواء بغرض التأبين للمنفذين المفترضين أو لتهديد أمريكا.

كل ذلك لم يقدم دليلا قاطعا على هوية المنفذ الحقيقي خصوصا إذا علمنا أن المنفذ المفترض له سوابق في العمالة لأمريكا و مشتقاتها العربية. تمحيص دقيق فيما تلا أحداث أيلول\سبتمبر 2001 و هي الأحداث الأكبر التي اتهم فيها الإعلام الغربي القاعدة بها ستقودنا إلى استنتاجات كثيرة أبرزها أن المستفيد الأكبر مما حدث طوال الأعوام التي تلت هذه الأحداث هي الولايات المتحدة. أحداث أيلول جعلت العالم كله في دائرة الغضب الأمريكي و أضحى الشعار الأمريكي الأكثر وضوحا هو " من ليس معنا فهو ضدنا" . هذا الشعار سهل كثيرا من مهمة أمريكا في السيطرة على مفاصل العالم كلها و بلا استثناء و ساهم في تمددها إلى مناطق لم تكن تحلم في الوصول إليها و التواجد العسكري فيها. فمن كان قبل ذلك بعشر سنوات يتخيل أن الجيش الأمريكي سيصل إلى أسيا الوسطى و بالتالي تخوم روسيا عدو أمريكا الأول في فترة الحرب الباردة و العدو الذي جندت له القاعدة لمحاربته.السيطرة الكاملة المطلقة على الخليج أتت أيضا كنتيجة مباشرة للتوحش الأمريكي الذي تلا أحداث أيلول. فلولا تلك الأحداث لما وجدت الولايات المتحدة أي حجة يمكن أن تبرر و لو بالحد الأدنى غزو العراق و الاحتلال المباشر لمنطقة الخليج . النظرة العامة تؤكد أن القاعدة كانت الذريعة التي استخدمت و ما زالت. من كل ذلك يمكن التوصل إلى أن علاقة مباشرة أو غير مباشرة تربط القاعدة بمصالح الولايات المتحدة و أن هناك دورا للقاعدة في حمايتها و حتى زيادة نفوذ الولايات المتحدة العالمي.

*إيران التحدي الجديد لأمريكا و دور القاعدة في مساندة المشروع الأمريكي:

صراع جديد توظف فيه القاعدة هو صراع الولايات المتحدة مع إيران. فهل هي صدفة أن يأتي خطاب القاعدة مشابها تماما لخطاب الولايات المتحدة و حلفائها العرب ضد إيران؟

المدقق في الخطاب الأخير لأيمن الظواهري يعيدنا إلى نفس الخطاب الذي استخدم ضد الاتحاد السوفييتي و لكن بتغيير القليل من المصطلحات تبعا لتغير طبيعة الخصم. فبالأمس كان العدو هو الإلحاد و اليوم هو التشيع و الخلاصة أنه في النهاية هو صراع من النوع الديني.

أيمن الظواهري و القاعدة يتخندقان في نفس خندق الولايات المتحدة و يستعملان نفس مصطلحاتها و يصوبان في نفس الاتجاه الذي تصوب نحوه. الشيء الذي لم أفهمه و هو إن كانت القاعدة و صادقة في "محاربتها للصليبيين و اليهود" فلما التصويب على جنوب لبنان؟

جنوب لبنان هو الشيء الوحيد الجيد الذي حصل للعرب في العصر الحديث فلما التصويب عليه؟ صحيح أن إيران تدعم حزب الله و ربما لمصالحها لكنها تدعم أناسا من المفترض أنهم يلتقون مع القاعدة في نفس الهدف ظاهريا على الأقل. قد يقول قائل بأن التعصب المذهبي هو الدافع وراء نظرة القاعدة و تهجمها على إيران و حزب الله. هذا صحيح إذا أخذنا فقط بفرضية أن القاعدة هي مجرد تنظيم سلفي متطرف و كفى. الحقيقة أكبر من ذلك و هي أن القاعدة هي ذراع طولا للولايات المتحدة في المنطقة. القاعدة سبق لها أن حاربت مع الشيعة في أفغانستان ضد الروس وقتما كان أولئك الشيعة مصالحهم متطابقة مع المصالح الأمريكية أما و أن الآن قد اختلفت المصالح فقد عاد كل إلى أصله : القاعدة إلى حاضنتها الرئيسية و هي الولايات المتحدة يحاربون في خندقها و يخدمون مصالحها و الآخرون إلى أوضاعهم التي ارتؤوها. المستمع إلى الخطابات المتتالية للظواهري و بن لادن يقفز إلى أذهانهم مباشرة سؤال عن تلك الأريحية الظاهرة بوضوح في طريقة إلقاء خطاباتهم و كلماتهم حتى ليقول القائل بأن أولئك يعيشون في أماكن جد أمنة غير مهددين و غير ملاحقين. قد يكون معرفة أماكن تواجد بن لادن و الظواهري و القيادات الأخرى هو بالضرورة الطريقة الوحيدة و لتفسير الأحداث في الشرق الأوسط طيلة أكثر من عقد من الزمن.أين أسامة بن لادن و أين الظاهري و من يحميهم و من يساعدهم في كل ما يفعلونه بنا قبل أن يساعدهم ضد الأمريكان الذين ظاهريا يعادونهم.

تبقى الإشارة هنا إلى أن القاعدة لم تضرب إسرائيل و لم تستهدفها بأي شكل من الأشكال بل هي هاجمت من يهاجم إسرائيل سواء حزب الله أو حماس أو غيرهم من الحركات التي وجهت سلاحها نحو إسرائيل و إسرائيل فقط.

Share:

Friday 18 April 2008

ماذا لو انهزمت المعارضة اللبنانية؟


ليلى نقولا الرحباني

منذ مدة والحكم الموالي للاميركيين والسعوديين- باعلامييه وسياسييه- يطلقون على المعارضة اللبنانية صفة التعطيل ويتهمونها بعرقلة وشل المؤسسات الدستورية وشل الحركة الاقتصادية اللبنانية بواسطة الاعتصام الرمزي القائم على مواقف السيارات في وسط بيروت ويصفونها بأبشع نعوت العمالة والتخوين والتمحور.

وفي ظل التشنج في العلاقات العربية العربية، يبدو ان الموالين لا يخجلون من ولائهم للسعودية، بل ويطلبون منها المساعدة على الحل في لبنان، بل ان احد الموالين تبجح بأن السعودية تدفع نصف ثروتها لئلا تسمح للمعارضة بالحصول على الثلث الضامن في الحكم. لماذا تُدفع كل هذه الاموال؟ وما الاستفادة المباشرة للسعودية وما ستجنيه من بذل هذه الاموال الطائلة؟ وكيف سيكون شكل الحل المقترح والمدفوع الثمن من قبل السعودية؟

لعل قراءة للواقع اللبناني من منظار موضوعي وواقعي، يجعلنا نلاحظ ان دخول السعودية على خط الحلول في لبنان بدأ منذ عقود عدة، ولكنه تجلى بشكل واضح في اتفاق الطائف وما يليه.

في اتفاق الطائف الذي رعته السعودية وكانت عرابته- وعلى ما قيل ان النواب وصلوا الى الطائف ليجدوا وثيقة مكتوبة لم يستيطعوا تغيير فاصلة فيها- نلاحظ ان النهج السعودي المتبع كان ضرباً لأسس التوافق والشراكة اللبنانية وخاصة بسحب الصلاحيات من رئيس الجمهورية واعطائها لرئيس الحكومة .

واذا كان الوجود السوري في لبنان خلال عقد التسعينات أقام توازناً بين السلطات وجمّل الطائف وجعله يظهر فقط ان السلطات فقدت القدرة على السير بدون حَكَم، فان السنوات التي تلت الانسحاب السوري من لبنان جعلت الطائف السعودي يظهر على حقيقته المرّة الا وهي تهميش كل الطوائف والمجموعات الدينية والسياسية، ونفوذ مطلق للسنية السياسية المتمثلة بآل الحريري. وهذا ما لاحظناه جلياً عندما استطاعت حكومة السنيورة خلال سنتين ونصف من ان تحكم البلاد بدون رئيس جمهورية، اي ان الطائف السعودي جعل من رئيس الجمهورية اللبنانية يتحول من "رمز للدولة اللبنانية وناطق باسمها" الى "حارس" على قصر بعبدا.

وهكذا فان التهميش الذي شهدناه خلال ولاية الرئيس لحود الثانية، واغتصاب الصلاحيات بعد انتهاء عهده ومغادرته قصر بعبدا، يبين ان الحكومة استطاعت الحكومة ان تستمر بدون رئيس جمهورية، ويبين ايضاً ان غياب الوزراء الشيعة بشكل كامل عن الحكومة لم يثن فريق السراي عن اتخاذ القرارات والمراسيم واغتصاب الصلاحيات.
اذاً، هذا هو الطائف السعودي الذي أتى في ظل توازن اقليمي عربي ونفوذ دولي يختلف عن المرحلة الراهنة في الشرق الاوسط بعد 11 أيلول وبعد الحرب الاميركية على الارهاب وبعد انهيار التوازن الاقليمي في المنطقة. فأي طائف جديد، وأي صيغة جديدة يمكن ان تفرضها السعودية على لبنان في حال تراجع المعارضة اللبنانية عن صمودها بوجه المشروع الاميركي السعودي الذي يتحضر للبنان؟ وأي حكم قد نشهده في حال استطاعت الحريرية السياسية تمرير مشاريعها التقسيمية والتوطينية بمباركة سعودية اميركية؟

يمكن ان ندرج في هذا الاطار عدة هواجس تراودنا؛ كلبنانيين تربينا على الحرية وعلى التعلق بالارض والوطن:

- توطين الفلسطينيين واسقاط حق العودة مما يريح اسرائيل، ويعدل في التركيبة الديمغرافية في لبنان.

- انتشار ظواهر جديدة ومنقحة من تنظيمات كفتح الاسلام التي تدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة والتي تكفر الآخر أي آخر لا يؤمن بتفسيراتها للدين، حتى ولو كان من نفس المذهب الديني.

- كم الافواه وتقييد حرية الرأي والتعبير ومنع اي قلم معارض من انتقاد الحاكم الذي يدعي الحكم باسم الله، ولنا في قانون البث الفضائي العربي تجربة حية وشاهد أكيد على الديمقراطية الجديدة التي يعدون الشعوب العربية بها.
- ما الذي يمنع من ان يسري قرار اقفال المطاعم عند الساعة الحادية عشرة والنصف في بيروت الى باقي المناطق اللبنانية، تمهيداً لاقفال تام للمقاهي والمطاعم التي لا تلاءم بيئة "الامارة الوهابية"؟

- ما الذي يمنع من ان ينتشر "المطاوعين" في لبنان بعد ان يسيطر النهج السعودي الوهابي؟ وهكذا تصبح سيدات لبنان الرائدات في مجالات العلوم والسياسة والاعلام والطب وغيره عرضة للملاحقة من قبل الوهابيين الذي يعتبرون المرأة "عورة".

- ما الذي يمنع من ان يستبدل قانون العقوبات اللبناني ليصبح شبيهاً بما يجري في السعودية من تقطيع للرؤوس في الساحات العامة؟

يبدو من خلال ما شهدناه ، من ظواهر كفتح الاسلام وغيرها ، ان المشروع السعودي أراد ان يسيطر على لبنان كبديل للنفوذ الذي خسره في العراق، والذي كان يُمني النفس به بعد الاحتلال الاميركي . لكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر ، اذ لم تستطع قوات الاحتلال الاميركية ان تستأصل النفوذ الايراني المتمادي في العراق بسبب التركيبة السكانية المذهبية. لذلك تحولوا الى تهجير المسيحيين . وما يجري في لبنان اليوم من تيئيس للشعب اللبناني ، واطالة حكم الفراغ لاستمرار السنيورة في تسلطه على الحكم، وتجويع منظم للشعب ، ما هو الا بهدف تركيعه و تهجيره بغية تغيير هوية الارض وهوية قاطنيها تمهيداً لاقامة سيطرة وهابية شبيهة بالسعودية.

لذلك فان الاصوات تعلو للاعلان عن هواجسنا وعن خوفنا على لبنان ككل، فلبنان لم يقم الا على التعدد، وأثبتت الايام والتاريخ الطويل ان الشعب اللبناني يلفظ اي حاكم مستبد، وانه لا يقبل بحكم العائلة. فحاذروا غضب الشعب واتعظوا من تجربة اوروبا الشرقية في التسعينات من القرن الماضي.

Share:

Wednesday 16 April 2008

اهانة لمصر وكرامتها وشعبها

عبد الباري عطوان
16/04/2008


يتعرض المحاصرون المجوعون في قطاع غزة الي حملات تحريض وحصار غير مسبوقين هذه الايام، من طرف الاسرائيليين الذين اعادوا قطع الوقود والمواد الطبية مجددا، وارفقوا ذلك بتوغلات وغارات دموية يومية لقتل الاطفال والناشطين من ابناء فصائل المقاومة، وأيضا للأسف الشديد، من قبل بعض اوساط النظام المصري والاجهزة الاعلامية الرسمية التابعة له.
بالأمس نشرت صحيفة الاهرام المصرية خبرا علي صدر صفحتها الاولي تقول فيه انها تكشف بالأدلة القاطعة عن خطة لحركة المقاومة الاسلامية حماس لاقتحام الحدود المصرية من خلال قصف مكثف بمدافع الهاون، ونسف الجدار الحدودي الفاصل، ولم تكشف الصحيفة عن مصادر معلوماتها هذه، ولكن من الواضح ان اجهزة امنية متخصصة في التحريض والتعبئة النفسية هي التي اوعزت بنشر الخبر بالطريقة التي نشر فيها.
الاخطر من ذلك، وفي مثال آخر علي الحملة التحريضية هذه، استضاف برنامج القاهرة اليوم في التلفزيون المصري، وفي فقرته المتعلقة بعرض الصحف، مساء الاثنين (امس الاول) الدكتور عبد المعطي بيومي استاذ الافتاء في جامعة الازهر ليتحدث عن هذا الخبر، وعن ما أسماه بـ فتوي صدرت عن احد كبار المشايخ في قطاع غزة، تبيح قتل الجنود المصريين علي الجانب الآخر من الحدود. واعتبر هذه الفتوي من كبائر الامور، وانتهاكا صارخا لسيادة مصر وكرامتها الوطنية، وقواتها المسلحة.
حرصت شخصيا علي متابعة البرنامج، وآراء الدكتور الضيف، واسلوب مقدم البرنامج الذي يتعمد استثارته للإسهاب في التأكيد علي هذا الخطر العظيم الداهم علي مصر وسيادتها وكرامتها الوطنية من ابناء قطاع غزة، ومن هذا المفتي المحرض علي انتهاك هذه السيادة، وقتل حماتها من الجنود المصريين.
بعد تركيز شديد، ووسط حملات مكثفة مدروسة من التحريض اختيرت كلماتها بعناية فائقة، لتكريه ابناء الشعب المصري الطيبين بأشقائهم المقاومين المرابطين باسم الامة والعقيدة في فلسطين في مواجهة مجازر اسرائيلية يومية، اكتشفت ان هذا المفتي يدعي الكلاّب، وهو امام مسجد صغير جدا اسمه مسجد عباد الرحمن في مدينة خان يونس، مثلما ورد في البرنامج. ولم يسمع به، او بمسجده الا قلة قليلة حتي من ابناء خان يونس نفسها، ولا نعرف كيف قال ما قاله حول قتل الجنود المصريين، وما اذا كان قد نطق به فعلا.
الشيخ المذكور غير معروف علي الاطلاق، ولا يوجد في قطاع غزة او فلسطين كلها، من يصدر الفتاوي منذ الحاج امين الحسيني، ولم اسمع شخصيا ان هناك ائمة او مشايخ في قطاع غزة بالذات في عشر حجم الشيخ يوسف القرضاوي يصدر فتاوي دينية. حتي الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس رحمه الله، لم يكن معروفا عنه اصدار فتاوي، وكذلك قادة حركة حماس او الجهاد الاسلامي الشهداء منهم او الأحياء. ومع ذلك تخرج علينا الاهرام بهذه الفتوي الغريبة، وتعمل علي تضخيمها، وتوظيفها بشكل شرير لتحريض الشعب المصري ضد اشقائه المحاصرين المسجونين في قطاع غزة.

الأدهي من ذلك ان الدكتور بيومي الذي بالغ في استنكار موقف هذا المفتي المجهول وفتواه، وتطاولها علي مصر وسيادتها، افتي بحق الجنود المصريين علي الجانب الآخر من الحدود باطلاق النار، وقتل هؤلاء المنتهكين للتراب المصري والسيادة المصرية دون تردد، لأن مصر لا تقبل بان يتطاول عليها احد، او ينتهك سيادتها احد.
هذا التحريض السافر، والفبركة الأمنية والاعلامية المقصودة التي ترافقه، ليست جديدة، وتضرب جذورها بعمق في تاريخ طويل من التحريض ضد العرب، والفلسطينيين، مارسته وحدات خاصة في الامن المصري، مرتبطة مباشرة بالقصر الجمهوري، وتوجه بـ الروموت كونترول من قبل المجموعة المؤثرة داخله. ولعلنا نذكر مثلا ليس بالبعيد في هذا الصدد، واثناء اقتحام الحدود في رفح من قبل الفلسطينيين المحاصرين قبل اشهر معدودة، عندما قال السيد احمد ابو الغيط وزير الخارجية انه سيكسر رجل كل من ينتهك الحدود من ابناء قطاع غزة. ولعلنا نتذكر ايضا حملات الهجوم الشرسة التي تعرض لها النجم الكروي المصري محمود ابو تريكة الذي تعاطف مع ابناء قطاع غزة المحاصرين، وهي الحملات التي اتهمته بعدم الولاء لمصر، وشككت في وطنيته، وآخر القصة معروفة.
ولو عدنا الي الوراء قليلا، وبالتحديد الي اواخر السبعينات من القرن الماضي، وقبيل زيارة الرئيس محمد انور السادات للقدس المحتلة وتوقيعه اتفاقات كامب ديفيد، نجد الصحف القومية المصرية مثل الاهرام و الاخبار و اخبار اليوم طافحة بالمقالات البذيئة ضد العرب والفلسطينيين منهم بالذات، خاصة من قبل كتاب مثل انيس منصور وابراهيم سعدة، تخصصوا في التحريض والردح، وعمليات التكريه هذه، مثل الحديث عن الفيلات الفخمة للفلسطينيين في الاردن ودول الخليج، بينما الشعب المصري يتضور جوعا.
الحملة التحريضية الجديدة ضد ابناء قطاع غزة المحاصرين تتجاهل كليا، وبشكل متعمد، مشاركة الحكومة المصرية، المسؤولة قانونيا واخلاقيا واسلاميا، عن هؤلاء وأمنهم ورفاههم، في احكام اغلاق الحدود، وتشديد الحصار، ومنع وصول الطعام والدواء والحاجات الاساسية، والسماح بخروج المرضي والجرحي والمصابين للعلاج.
ابناء قطاع غزة اطلقوا الآلاف من نداءات الإغاثة وصرخات الاستعطاف للسلطات المصرية لفتح معبر رفح وتخفيف الحصار عنهم، والسماح بدخول المواد الغذائية والطبية، ولكن هذه السلطات رفضت رفضا مطلقا التجاوب، وبأوامر اسرائيلية وامريكية، وبالغت في اغلاق الحدود، ونسف الأنفاق، ومنع دخول لقمة خبز واحدة لمليون ونصف مليون جائع ومحاصر من العرب والمسلمين والبشر في قطاع غزة.
فبركة فتاوي عن تحليل قتل الجنود المصريين علي الحدود هي تمهيد واضح لمجزرة تعد لها قوات الامن المصرية لأبناء قطاع غزة اذا ما حاولوا تكرار عملية اقتحام الحدود مرة اخري بحثا عن لقمة خبز، او علبة حليب لاطفالهم. الفتوي الحقيقية والاخطر هي التي صدرت عن الدكتور عبد العاطي بيومي واساتذة آخرين تحلل لرجل الامن المصري اطلاق النار علي الفلسطينيين بهدف القتل في حال عبورهم الحدود، وتهيئة الشعب المصري المتعاطف لقبول هذه المجزرة علي اعتبار ان الفلسطينيين هم المعتدون.
اقتحام المحاصرين للحدود المصرية عندما وقع قبل شهرين كان سلميا، ولم يتعرض احد للجنود المصريين، ولم تتم اي عمليات سلب او نهب، رغم ان ثلاثة ارباع مليون شخص عبروا الي الجانب الآخر من الحدود في اليوم الاول، وهو رقم كبير، وكان من الطبيعي والمنطقي ان تحدث عمليات شغب او صدامات، ولكن ابناء قطاع غزة كانوا، رغم جوعهم واحباطهم، في قمة الحضارية واظهروا حرصا اكيدا علي الروابط مع مصر وشعبها، ولم يقدموا علي مخالفة امنية واحدة، وكاميرات التلفزة العالمية كانت شاهدا علي هذا الاقتحام الحضاري المسؤول للحدود.

الحكومة المصرية تريد افتعال ازمة مع قطاع غزة، وحركة حماس علي وجه التحديد، لحرف اهتمامات الشعب المصري المجوع المحاصر فعلا، نحو عدو خارجي ، لنسيان همومه الداخلية في الجهاد من اجل الحصول علي رغيف خبز مدعوم لإطعام اطفاله، والاستشهاد في طوابيره امام المخابز. هذه هي الحقيقة التي نستخلصها من عمليات التحريض المفاجئة ضد الفلسطينيين، و حماس علي وجه الخصوص.
هذه الحكومة الفاسدة، وبعد ثلاثين عاما من النهب وسرقة مال الشعب المصري وثرواته علي ايدي حيتانها الكبار، واعادته الي طوابير الخبز، بدلا من طوابير اللحوم والدجاج والكماليات والوظائف والتنمية الصناعية والزراعية، تريد ان تفتعل معركة مع اضعف الناس، واكثرهم معاناة ووطنية، وحبا لمصر وشعبها، وتقديرا لتضحياتها وشهدائها الذين سقطوا بالآلاف دفاعا عن الأمة والعقيدة الاسلامية وقضاياها في العالمين العربي والاسلامي.
من ينتهك سيادة مصر وكرامتها الوطنية ليس من يعبر حدودا وهمية الي الدولة الأم بحثا عن علبة حليب لأطفاله، وانما من يجوع الشعب المصري ويحرمه من لقمة عيش كريمة شريفة، بينما هو يأكل الكافيار ، أو وجبات الطعام المستوردة من مطاعم لندن وباريس، ويركب السيارات الفارهة المظللة الزجاج، حتي لا يري الحفاة العراة في شوارع المحروسة، وقد طحنهم الفقر والجوع والشمس الحارقة.
من ينتهك سيادة مصر هو من يبيع غازها ونفطها الي اسرائيل بأقل من نصف اسعار هذه المواد في الاسواق العالمية، ويرفض ان يكشف لأبناء وطنه عن الحقيقة في هذا الخصوص رغم النداءات المتكررة.
من ينتهك سيادة مصر وكرامتها وعزتها هو الذي يصمت عن مقتل مواطن او مواطنة مصرية علي ايدي الجنود الاسرائيليين في سيناء، ثم يتحول الي شرطي لقتل الافارقة الفقراء الذين يريدون اقتحام الحدود الي اسرائيل بحثا عن لجوء سياسي او فرصة عمل، بينما تستقبلهم اسرائيل في الجانب الآخر من الحدود بالعطف والاغذية والمعاملة الجيدة، حتي تقول للعالم انظروا الي المصريين المتوحشين كيف يقتلونهم بالرصاص، وكيف نعاملهم نحن الديمقراطيين الانسانيين. القائمة طويلة، ولا يتسع المجال للمزيد من الاسهاب في ذكر الامثلة، وكل ما نريد ان نختتم به هو القول ان ما يحدث من تحريض ضد الفلسطينيين المحاصرين المقاومين من قبل اجهزة النظام المصري وإعلامه هو امر معيب، ولا يليق بمصر وشعبها العظيم، وتاريخها المشرف في الدفاع عن الامة والعقيدة، فاختيار الضعفاء المظلومين المجوعين كأعداء والتحريض عليهم ليس من شيم الشعب المصري وتراثه الانساني والاخلاقي العظيم في نصرة الضعفاء والمستضعفين.
نحن الذين نحب مصر، ونقدر جميلها، ونريدها ان تستعيد دورها ومكانتها، وتصبح مصر الكبيرة التي نعرفها ونتوق اليها، اما هؤلاء فهم الذين يكرهونها، ويرونها بقرة حلوبا للنهب والسلب فقط.
Share:

Monday 14 April 2008

الشريك الصامت للاسد ،البرلمان السوري تحت تصرف رامي مخلوف

هآرتس 11/4/2008 تسفي بارئيل مراسل الصحيفة للشؤون العربية
ليس سهلا معرفة ما الذي يشغل بال الرئيس السوري بشار الاسد اكثر من غيره: مناورة اسرائيل أم التحقيق الحثيث للعثور علي مصفي عماد مغنية؟ بعد أن تبين ان سورية لم تحرك قوات، والرد السوري علي مناورة التأهب الاسرائيلية تقلص الي صراخ المحللين، يبقي ان نستوضح: لماذا أدخل الاسد الي الاقامة الجبرية صهره، آصف شوكت، رئيس الاستخبارات السورية؟هل، كما يقولون في مواقع المعارضة الالكترونية، يدور الحديث عن نية شوكت تنفيذ انقلاب بمساعدة امريكية؟ ام من أجل ارضاء السعوديين الواثقين بانه يقف خلف قتل رفيق الحريري؟ واذا كان هكذا، فلماذا اعتقال ايضا مسؤول سعودي كبير في السفارة السعودية في دمشق؟بينما ينشغل الاسد في تهدئة الحدود وربما ايضا في التآمرات ضده، يوجد هناك من يحتفل ايضا. الشركة السورية سيرياتل ، التي تسيطر علي نصف سوق الهواتف الخليوية في الدولة، مطروحة للبيع. والعطاء لا يزال مفتوحا. مستثمران كبيران، الشركة التركية توركسل والشركة الكويتية زين ، تتنافسان علي شراء الاسهم. وتوجد في الصفقة مشكلة صغيرة واحدة: أغلبية الاسهم في الشركة السورية هي بملكية رامي مخلوف. هذا هو الاسم الذي يظهر في قرار 13460 للرئيس جورج بوش في شباط (فبراير) 2008، والذي يحظر عقد الصفقات مع الرجل الذي يعتبر الاغني في سورية، ويجمد املاكه في الولايات المتحدة.مخلوف ليس مشبوها بتجارة السلاح أو بنشر الارهاب. وشرح ستيورت لوي، نائب وزير شؤون الارهاب والاستخبارات العامة في الادارة الامريكية، اساس العقوبات الجديدة هذه قائلا انه يستخدم التهديدات وعلاقاته القريبة مع الرئيس بشار الاسد كي يحقق تفوقا تجاريا بشكل غير مناسب علي حساب المواطنين السوريين العاديين . هذه هي المرة الاولي التي تفرض فيها الادارة الامريكية عقوبات علي شخصية سورية كبيرة بدعاوي تجارية صرفة. مثل هذه الذريعة يمكن أن تشكل اساسا لعقوبات في كل واحدة من دول الشرق الاوسط، بما في ذلك اسرائيل، وليس فقط فيها. ويبدو أن الادارة الامريكية يائسة من فرصة أن تحدث عقوبات اقتصادية جارفة علي الدولة تغييرا في السياسة السورية، ولهذا فقد قررت السير نحو عقوبات شخصية في محاولة للمس بالاساس الاقتصادي لعائلة الرئيس. نوع من الحساب الشخصي مشكوك في المنفعة منه.ضغط غير معتدلرامي مخلوف هو ابن خال الرئيس الاسد وابن محمد مخلوف، شقيق أم الاسد انيسة. عم مخلوف، الجنرال عدنان مخلوف، كان قائد الحرس الرئاسي في عهد حافظ الاسد. شقيق رامي، حافظ مخلوف، هو مسؤول كبير في الاستخبارات العامة وشقيقاه الاخران، ايهاب واياد، رجلا أعمال. هذه العلاقة العائلية، الي جانب كفاءته التجارية، حولته الي رجل يسيطر اليوم علي اعمال سياحية، فندقية، طيران وشبكات خليوي، ومن هنا ايضا جعلته احد الاشخاص الاكثر نفوذا في الدولة التي لا تزال الحكومة تسيطر علي معظم اقتصادها. الاسبوع الماضي، بينما تبادلت اسرائيل وسورية بينهما رسائل التهديد والتحذير، قرر الرئيس الاسد نشر قانون جديد، رقم 7، يرمي الي منع الاحتكارات وتشجيع المنافسة التجارية. حسب صيغة القانون، ستلغي كل الصفقات والعقود التي يوجد فيها ما يمس بحرية المنافسة . وهو يحظر توزيع السوق حسب التوزيع الجغرافي، وظاهرا يوجد فيه ما يشير الي اتجاه اصلاحات داخلية في الاقتصاد. ولكن بندا واحدا فيه يقول ان الخدمات التي تقدمها الحكومة لا تخضع لهذا القانون، يجعل مشكوكا فيه أن يخلق هذا القانون واقعا اقتصاديا جديدا. بين هذه الخدمات تندرج الكهرباء والماء، صناعة النفط، المواصلات العامة والموانيء، وبالطبع كل اعمال المقاولات التابعة لهذه النشاطات. وهكذا يمكن للرئيس الاسد أن يضمن لمقربيه واصحاب الاحتكارات التجارية الذين يهمونه الا يتضرروا. وهكذا مثلا في بداية نيسان (ابريل) شرع البرلمان السوري قانونا يسمح باقامة شركة طيران سورية جديدة جوهرة سورية ، تشغل طيارتين علي خط دمشق - عمان. وستكون الشركة الجديدة شريكة لشركة الطيران السورية الوطنية، التي هي شركة حكومية، بحيث تكون محمية من القانون الجديد. ومن هو صاحب شركة الطيران الجديدة؟ رامي مخلوف.ليست هذه هي المرة الاولي التي يقف فيها البرلمان السوري تحت تصرف مخلوف. فقبل أربع سنوات قرر رجل الاعمال اقناع شركة مرسيدس الالمانية بان تنقل اليه وكالتها التي كانت لدي عائلة عمر سنقر علي مدي ثلاثين سنة. رفضت مرسيدس ترك وكيلها القديم، وشرع مخلوف بالحرب. ونال تشريعا في البرلمان حظر علي شركة مرسيدس تصدير قطع غيار للسيارات الي سورية وذلك الي أن تنقل الوكالة الي مخلوف. مرسيدس لم تنكسر. وحسب تقارير رجال معارضة سوريين، تدخلت الحكومة الالمانية لحل الازمة. ومع ان سنقر لم يفقد الامتياز، ولكنه قرر مغادرة سورية وترك المصلحة التجارية لابنائه، بعد أن اجتاز سلسلة تنكيلات من جانب رجال مخلوف. شركة كبري أخري، اوراسكوم المصرية فهمت هي ايضا مع من تتعامل بالطريقة الصعبة. قبل ست سنوات اقامت اوراسكوم شراكة تجارية مع شركة سيرياتل السورية، والتي هي ايضا بسيطرة مخلوف، وذلك لاقامة الشركة الخليوية السورية، التي يرغب مخلوف الان في بيعها. في مقابلة مع صحيفة الحياة ، روي في حينه مدير عام الشركة نجيب ساويرس عن شروط الشراكة: المداخيل من السنة الاولي والتي كانت بمثابة سنة تجربة، ستحصل عليها الحكومة السورية، رغم أن معظم النفقات تحملتها اوراسكوم المصرية. دون القدرة، التكنولوجية والوسائل الخاصة بـ اوراسكوم ما كان للشريك السوري أن يفي بشروط عطاء الحكومة ، شرح المدير العام. في السنة الاولي فقط نجحت الشركة المشتركة باستيعاب 110 الاف مشترك، وهو دخل لا بأس به للدولة السورية.وسئل ساويرس عدة مرات في المقابلة من هو الشريك السوري ولكنه تملص من الاجابة قائلا انه شخصية معروفة جدا في سورية. ما كان لشركتي مفر غير الموافقة له . واضاف بانه في الاتفاق تعهدت اوراسكوم باستثمار 50 في المئة في الشركة، مقابل 25 في المئة من الاسهم. كما تقرر في الاتفاق ان تحصل اوراسكوم علي بدل ادارة متفق عليه، وان كل القرارات المالية ستتخذ بموافقة الطرفين. بعد سنة، عندما جاء موعد قطف الثمار، قرر الشريك السوري السيطرة علي الشركة واستولي علي الحق الحصري للتوقيع علي كل الحسابات والشيكات خلافا للاتفاق. الشريك السوري وضع امام ساويرس امكانيتين: ان تستكمل فورا اجمالي رأس المال اللازم وايداعه في الحساب الذي سيكون تحت السيطرة السورية وحدها، فيما يراقبه المصريون من بعيد فقط؛ او الا يستكمل رأس المال، الامر الذي سيعتبر خرقا للاتفاق والانصراف من المشروع. وفضلت الشركة المصرية بالطبع الخيار الاول لانعدام البديل. غير قلقينوفي هذه الاثناء سارعت الحكومة السورية الي تعيين شريكين لادارة الشركة من الجانب السوري. احدهما هو ايهاب مخلوف، شقيق رامي. هذه القضية اثارت في حينه ازمة في العلاقات بين سورية ومصر، حين تدخل الرئيس حسني مبارك نفسه لدي الرئيس بشار الاسد كي يحرص هذا علي ان يتمسك مخلوف الشريك السوري بالاتفاق الاصلي. الاسد وعد في حينه بمعالجة الموضوع ولكن الضغوط الداخلية كانت أكبر. يوجد في مصر من يرون في هذه القضية العامل للضغينة العميقة والطويلة التي بين مبارك والاسد. مؤخرا، قبل ان يقرر الرئيس الامريكي فرض العقوبات الجديدة علي سورية، قرر مخلوف نقل جزء كبير من امواله لدولة اتحاد الامارات بل والتخلص من جزء من استثماراته. وفي المقابلات التي منحها بعد فرض العقوبات عليه قال انه ليس لديه علي أي حال حسابات واملاك في الولايات المتحدة، بحيث ان لا معني للعقوبات. يبدو أيضا ان سورية غير قلقة علي نحو خاص من هذه العقوبات. عندما تكون شركة تركية رائدة مستعدة لان تشتري اسهم مخلوف في الشركة الخليوية، والكويت تقيم شركة استثمارات مشتركة مع سورية باستثمار 200 مليون دولار، وشركة كويتية تكون شريكة لمخلوف في شركة طيرانه الجديدة، في اطار شركة شام هولدينغ برئاسة مخلوف، فان للاسد ولمخلوف علي حد سواء لا يوجد في هذه الاثناء ما يقلقان منه. من ينبغي أن يكون قلقا هم مواطنو سورية الذين يعانون من ارتفاع الاسعار بنحو 70 في المئة منذ السنة الماضية و 1.5 مليون عاطل عن العمل لا يمكنهم أن ينهوا الشهر. ومع أن صحيفة الوطن السورية نشرت هذا الاسبوع كاريكاتيراً بدت فيه الحكومة تسحب المال من جيب المواطن الصغير الا ان ذات الحكومة تتحدث عن نمو اقتصادي بمعدل نحو 6.5 في المئة في السنة الماضية، خلافا لتقدير البنك الدولي الذي لم يبلغ فيه معدل النمو الا الي 3.5 في المائة. ولا عجب في الفجوة في المعطيات، إذ ان صحيفة الوطن هي الاخري بملكية مخلوف.
Share:

Friday 11 April 2008

Diesel's price and the re-arranging of the Syrian community

Distributing Diesel on Syrians by coupons is ineffective. According to the government , Each family will get 10 coupons / 100 L each . According also to the government the family will not have the right to get all the quantity of these coupons once. It is not yet clear what the quantity that the people will have the right to get it each time. Some leaks said that they would have the right to get 500 L maximumly in each time, Others said the quantity would be just 100 L each time. what we can conclude that we will have a real crisis . The whole image is not clear yet. Distributing Diesel is just a part of this image. Other parts will arise just after rising the Diesel price. rising Diesel's price will lead to an improvement in life cost in Syria and will lead quickly to re-arrange the Syrian community between upper class and poors making the middle class a part of the history.
--
Mustafa Hamido
Aleppous Services
Mail: mustafahamido@gmail.com ,
mustafa@aleppous.com
Web: Aleppous.com
Share:

Bush's plans for his next Mccain

Saying that George crazy is crazy is a must. A lot of people believe that he is preparing something before he leaves the White House. maybe that is true, but the most true thing is that he will or say they will- they refer the the inner cycle which are around him- let his next (Mccain )  do his plans which he will put it on his desk before he leaves.
Share:

Thursday 10 April 2008

أشـرف زكي أهــــان نفسه.. و من اخــتاروه نقـــيبا

ماجــد حـبـتـه| البديل المصرية

لن نفاجأ لو خرج محمود درويش يعلن براءته من إقحام أشرف زكي له في القرارات التي أعلنها وقال إن ما يسمي بمجلس نقابة المهن التمثيلية وافقه عليها
"أنا لا أكره الناس
ولا أسطو علي أحد
ولكني.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحم مغتصبي
حذار.. حذار.. من جوعي
ومن غضبي"!!
اهتزاز الجالس علي مقعد النقيب (والاهتزاز هو أقل توصيف ممكن) جعله يسب كل من منحوه أصواتهم.. وصفهم بالجياع، ووصف الأشقاء العرب بالمغتصبين وشبههم بالإسرائيليين، فهل منح الممثلون المصريون أصواتهم لهذا الشخص حتي يصفهم بالجياع، وبآكلي لحوم البشر؟!
درويش بريء من هذا السياق الذي تم فيه استخدام كلماته،

بريء من تلك المقاربة بين أشقاء يحب ملايين المصريين والعرب طلتهم علي الشاشة، وبين عدو مغتصب تحملنا نحن نيابة عن الأشقاء عبء ثلاث أو أربع حروب معه.
ولو كان الجالس علي مقعد النقيب يعرف محمود درويش أو علي الأقل قرأ "القصيدة" التي انتزع منها سطرين يبرر بهما قراراته، لعرف أن الشاعر الفلسطيني الكبير رد علي قراراته:
"أنا عربي
وأعمل معْ رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانية
أسلُّ لهم رغيف الخبز
والأثواب والدفتر
من الصخر..
ولا أتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب"؟
تلك السطور، ترد علي أشرف زكي.. التشبيه في محله والمقاربة هنا تليق، إن لم تكن واجبة، بعد أن خرج حدود اللياقة، وأعطي لنفسه حقوقا ليست له ولم يمنحها له أحد:
> تصريح واحد فقط في السنة للممثلين غير المصريين.
> حظر التمثيل علي غير أعضاء النقابة.
> إبلاغ النائب العام عن كل من يمارس التمثيل ولم يحصلوا علي تصريح.
> باب التصاريح مغلق لعام قادم.
من المستفيد من تلك القرارات؟
راجع أسماء من جلسوا إلي جواره علي المنصة: هشام سليم.. رياض الخولي.. محمد رياض.. حسين العزبي.. محيي الدين عبد المحسن.. سمير نوار.. محمود الجندي.. فتوح أحمد.
من هؤلاء؟
أولهم ظل يلعب في منطقة الوسط، ولم تأته الفرصة إلا استرخاصا أو بعد اعتذار نجوم آخرين عن أدوار ذهبت إليه.. وثانيهم حصل علي فرص بعدد شعر رأسه، وحين ظهر سنيدا لجمال سليمان لمع قليلا وواصل الانطفاء.
وثالثهم جاء رمضان مرة لنجده في كل المسلسلات ببنطلون جينز واحد وتي شيرت أبيض واحد تحت القميص لم يفكر حتي في تغيير ملابسه ومنذ ذلك الوقت يحاول ويحاول.. وقرر مؤخرا أن ينتج لنفسه.. والباقون لا يحتاجون وقفة، وحاول أن تتذكر أسماءهم.. فقط حاول.. أو أعد قراءتها!
أما (أشرف زكي) فأتحداك أن تتذكر له دورا قام به، أو تمنيت أن تراه في غيره.
لن تفيد القرارات واحدا منهم.. ولا بقية أعضاء النقابة الصغار، فيستحيل أن يذهب إلي أحدهم دور رشح له منتجه ممثلاً سورياً أو لبنانياً أو حتي سنغالياً.. المستفيد هم نجوم صنعوا لأنفسهم قمة فوق تل الخراب، ويسعدهم أن يبقوا عليها وحدهم، يبالغون في أجورهم ويغالون في شروطهم واشتراطاتهم، ومن صالحهم ومصلحتهم أن يبقي الوضع علي ما كان عليه قبل أن يأتي الأشقاء العرب.
من المستفيد.. ومن المتضرر؟
هل وضع الجالس علي مقعد النقيب ردود الأفعال المتوقعة علي قراراته؟
منتجون سيردون علي القرارات بنصيحة لأشرف زكي وتابعيه بأن "يبلها ويشرب ميتها"، أمامهم فرص كثيرة لإراحة أدمغتهم بالتصوير خارج مصر، والإنتاج لحساب محطات غير مصرية، والتجربة أثبتت نجاحاً مرات كثيرة.
الضرر الحقيقي من قرارات مجلس النقابة سيصيب قطاعات الإنتاج التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمنتجين المتعاملين معها وهم في تناقص مستمر.
ستقل فرص تسويق الأعمال، ومحطات كثيرة تشتري الأعمال باسم عناصر غير مصرية في الأعمال.
وتكفي معرفة أن مسلسل "نقطة نظام" الذي أنتجه قطاع الإنتاج بمشاركة "الباتروس" تم تسويقه لمحطات عديدة باسم النجمة السورية سوزان نجم الدين، رغم وجود صلاح السعدني وبوسي!
وباسم جمال سليمان بيع مسلسل "حدائق الشيطان" قبل أن يبدأ تصويره، وكذلك كان الوضع بالنسبة لمسلسلات "أولاد الليل".. و"عيون ورماد" لأيمن زيدان.
تكفي أسماء أيمن زيدان.. جمال سليمان.. سوزان نجم الدين.. سلاف فواخرجي.. جومانا مراد.. تيم حسن.. باسل خياط، لتشتري محطات عربية عديدة العمل قبل أن يبدأ تصويره، والكلام يستند إلي وقائع، يستطيع الجالس علي مقعد النقيب أن يتأكد منها بمجرد اتصال تليفوني.
الأشقاء العرب ـ إذن ـ ليسوا مغتصبين، وليسوا سببا في جوع من أعطوا أشرف زكي أصواتهم..
والجوعي لن يجدوا ما يأكلونه لو تخلي الأشقاء عرب عن الدراما المصرية، ولا نقول تخلت الدراما المصرية عنهم، فالفرق كبير وواضح.
هل يريد الجالس علي مقعد النقيب أمثلة؟
سيجد مثالا واضحا وصريحا في ظروف وملابسات الاستعانة بجمال سليمان ليلعب بطولة «حدائق الشيطان».
الدور "دار" علي غالبية نجوم مصر الكبار.
يحيي الفخراني طلب 3 ملايين جنيه.. ونور الشريف طلب رقما قريبا واشترط انتظاره حتي ينتهي من عمل ارتبط به.. وفاروق الفيشاوي طلب تعديلات، وبالغ في الرقم الذي حدده.
والوضع كذلك، كان أمام منتج المسلسل عدة خيارات:
أن يعطي الدور لممثل كأشرف زكي، أو لأحد المنتمين لنفس فئته: ممثلو الصف الرابع أو ما دون ذلك.
أو يتراجع عن إنتاج المسلسل.
أو الاستعانة بممثل قوي بوزن وقيمة وتاريخ جمال سليمان، ولن يكلفه غير ربع مليون جنيه.. وهذا ما حدث، وجاءت النتيجة لتثبت صحة الاختيار.
مرة أخري، نسأل: من المستفيد من تلك القرارات؟
ممثلون يبالغون في أجورهم، ويتفننون في وضع الشروط التعجيزية.
مثلا، حاول حاتم علي أن يسند دور فاروق لممثل مصري.. عرض الدور علي كريم عبد العزيز فلم يرد..
وعرضه علي أحمد عز فاشترط أن يلعب الدور بدون "شنب".. وبعد عذاب، ذهب الدور لتيم حسن.
والسؤال الأهم الآن: كيف أصبح أشرف زكي نقيبا؟
فتش عن التربيطات.. وراجع قائمة أعضاء النقابة التي تكفي وحدها لجعل المنتجين يترددون في اختيار المنتمين لها، وليس العكس.
مهما كانت الأسباب، فقد حدثت الكارثة.. وصار "الجائع" قليل الموهبة نقيبا.. فانتظروا ما هو أسوأ.
درس للنقيب من محمود حميدة
التمثيل ليس بالشهادات ولا بعضوية النقابات، وإلا كان نقيب الممثلين نجم النجوم وهو ـ طبعا ـ ليس كذلك.
أبرز الأمثلة رأيناها في فيلم "ملك وكتابة" الذي لعب فيه محمود حميدة واحدا من أهم الأدوار في تاريخ السينما المصرية.
«كي تلعب دور غريق، عليك أن تجيد السباحة».
قاعدة حققها النجم الكبير وهو يثبت أنك لكي تلعب دور ممثل بليد، عليك أن تكون ممثلا ثقيلا، والدرس للجالس علي مقعد النقيب.
الدور لأستاذ تمثيل بمعهد الفنون المسرحية.. يحاول استعراض قدراته أمام ممثلة (هند صبري) شقت طريقها دون المرور علي المعهد.. أرادت أن تعرف ما يقوم بتدريسه لطلابه، فدعاها لحضور محاضرة.. وذهبت. انتهز فرصة وجودها وقرر استعراض عضلاته.. فاعترض علي أداء أحد طلابه لمشهد وقرر أن يعطيه درسا في طريقة أدائه.
تتابعه الكاميرا من لحظة إمساكه نسخة المسرحية.. نظرة استعراضية بطرف عين وبالأخري يرمق الفتاة.. وحين يقف علي الخشبة ويبدأ أداء الدور بعبارة "إني بخير يا مولاتي...." ينفجر كل من في القاعة ضاحكا علي أداء "الأستاذ"، الذي بلغ قمة المسخرة!
من طارق التلمساني سمع عبارة : "ابقي قابلني"، بعدما خرجت "أرواح" فريق العمل قبل أن تخرج منه جملة "يتيمة" يقولها.
ومن خيري بشارة انطلقت زفرات عديدة، وصرخ "فركش" بعد أن فقد الأمل في قدرته علي أداء المشهد.
قد لا يكون أشرف زكي شاهد الفيلم، وربما شاهده، ولم يفهم، والفيلم أعلي كثيرا من مستوي إدراكه، ومن الأعمال التي يشارك فيها.
هل تريدون تأكيدا علي عبقرية من كتب الفيلم والشخصية؟
شاهدوا أدوار زكي.. فربما أجبتم عن السؤال الصعب: كيف أصبح ممثلا؟
والسؤال الأصعب: من هؤلاء الذين اختاروه نقيبا لهم؟!
Share:

Monday 7 April 2008

Protests in Egypt




When thousands of people , workers, labours protest against increasing in the cost of life , that means that the home of those people is in trouble. What happened in Egypt yesterday is a remarkable sign that a real and effective change is going to take place in Egypt soonly. The problem in Egypt is common between all Arab countries. A bad distribution of wealth and putting all the economical activities between a close circle is the problem. You can see all that in all monarchial regimes in the Middle East which lack any accountability and transparently.

Share:

Thursday 3 April 2008

الاعلام العربي ضحية عرابي الانبطاح العربي

في دقائق يمكن أن تمحى الفضائية السورية و قناة الدنيا و المنار و الNBN من النايلسات لمجرد أنها تنتقد الدور المصري السعودي في لبنان. هذا ما يمكن أن نستنتجه مباشرة بعد قيام السلطات المصرية التي تملك النايلسات بإزالة قناة الحور اللندنية من قمرها الصناعي دون تبرير أو تفسير. فوجئت و أن أتنتقل بين القنوات الكثيرة بأن محطة طرب "الروتانية" قد حلت محل الحوار. خلت الأمر في البداية مجرد خطأ تقني أو مجرد تغيير للتردد و هو أمر معتاد بالنسبة للقنوات التي تقوم لدواع تقنية بتغيير تردداتها. خاب ظني فما نشر في الأيام التالية أكد ما كنت متخوفا منه من قبل و هو بدء إجراءات لتفعيل ميثاق حكومي عربي أقره وزراء الإعلام العرب لتنظيم القطاع الفضائي العربي. في ذلك الوقت انتقد الميثاق لأن المقصود منه و الذي فهمه الجميع كان محاولة للجم قنوات فضائية دأبت على فتح هوائها لمنتقدي النظام السعودي و المصري. في ذلك الوقت دافع الرسميون عن الميثاق نافين أنه للجم الحرية و مؤكدين أنه فقط لوضع حد للقنوات الهابطة. ما كنا متخوفين منه حصل. البداية كانت من قناة الحوار التي تبث من لندن و التي ازيلت من النايلسات فجأة و دون سابق إنذار. لم يعرف عن هذه القناة تحيزا ضد نظام أو انتقاد مكشوف و مباشر لنظام إلا أن صلاتها الاخوانية قد تكون السبب في الإزالة. الأمر و رغم كل ذلك غير مفهوم. فما طبق على الحوار يمكن أن يطبق على الفضائية السورية و المنار و الدنيا و كل من يخالف سياسة عرابي الانبطاح العربي السعودية و مصر. استعدوا لحرب فضائية و هنيئا لمصر بالعربية و الفضائية المصرية و المستقبل الفضائحية و الفضائية اللبنانية الخلاعية.

Share:

Telegram

Podcast