Monday 12 March 2018

حكاية الرزق الذي لاح في المنام

حكاية الرزق الذي لاح في المنام

خلال يومين عشت شعور الغني الذي لا يكري أين يصرف ماله. شعور فقط لم يتطور أبدا إلى شئ حقيقي و لم تنهمر علي الأموال و لا الأرزاق التي تسمح بترجمة الشعور إلى واقع.
خرجت أمي قبل ثلاثة أيام من غرفتها صباحا و ابتسامة عريضة ترتسم على وجهها و قبل أن أسألها قالت لي: هات البشارة؟
قلت لها: خير فرحيني معك
قالت: رزق سينهمر علينا من واسع عطائه
رسمت على وجهي ابتسامة السعيد المتفائل لكني ما لبثت أن تذكرت أن أسألها كيف و متى فسألتها مباشرة و دون تردد.
قالت بتؤدة: رأيت مناما و كما تعرف فإن مناماتي لا تخيب... رأيت قرص عسل كبير و من كبره كان العسل يشرشر شرشرة منه.
زدت من سعة ابتسامتي بعد أن سمعت ما قالت و أخذت أفسر ما يحصل معي تبعا لمنام أمي لكني لم ألمس مقدمات لأي رزق آت فقلت لنفسي لعله رزق مؤجل لعند اشتداد الضيق الذي نعيشه رغم أن ضيق ما نعيش يكاد يخنقنا و ربما ينتظر هذا الرزق لحظة صعود الروح إلى بارئها فيعيدها فنسعد و نقيم الأفراح.
جاء دوري الآن. نمت تلك الليلة باكرا. هي الليلة التي تلت الصباح الذي بشرتني فيه أمي برزق قرص العسل. كنت متعبا قليلا و كان قراري أن أستغرق في النوم حتى ينتصف النهار لكني فقت فزعا و العتمة لم تكن قد انجلت بعد. كان كابوسا من نوع مختلف هو من جعلني استيقظ و الساعة لم تكن قد وصلت إلى السادسة. رأيت فأرين يقفزان بين الطناجر في المطبخ. حاولت امساكهم لكنهم هربوا ففتحت باب البيت لطردهم لكني و عندما فتحب الباب تفاجأت بقطيع من الفئران و الجرذان يدخل إلى إليه و أنا في حالة من الرعب لا مثيل لها. هنا استيقظت مرعوبا لا أجد أي تفسير لما رأيته.
عند التاسعة صباحا أيقظت أمي و أخذت أعد القهوة و أنا متردد في أن أروي لها ما رأيت لكني و برباطة جأش سردت لها تفاصيل الكابوس ففسرته فورا أنه عدو يتربص بي.
قلت لها ضاحكا: إنهم كتيبة من الأعداء و ليس عدوا واحدا فما رأيته يكفي لإحتلال بناء كامل.
طلبت مني أمي أن أفتح كتب تفسير الأحلام و أبحث عن تفسير ما رأيت. استحسنت ما قالت و أخذت أبحث و هنا كان لي موعد جديد مع الرزق.
فالإخوة الذين وضعوا كتب تفسير الأحلام أجمعوا على أن رؤية الفأر الداخل إلى البيت هو رزق قادم فالفأر لا يدخل بيتا دون وجود الطعام و الطعام هو الرزق.
منذ تلك اللحظة و أنا أعيش شعور الغني. فقد أجمعت أحلامي و أحلام أمي على أن رزقا قادم إلينا في الطريق. صحيح أنه تأخر و لكنه ربما قد تعرض لحادث بسيط في زحمة السير الخانقة.

مصطفى حميدو

Share:

Telegram

Podcast