Friday 29 September 2006

صحافة بغير مضمون و ما نزال ننتظر

صحافة بغير مضمون و ما نزال ننتظر

‏السبت‏، 30‏ أيلول‏، 2006

منذ عدة أيام كتبت مقالة صغيرة تناولت فيها الصحيفة الجديدة التي ظهرت في سورية أخيرا و هي صحيفة بلدنا. في الحقيقة لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة و انا أقلب صفحاتها. لقد ظهرت الصحيفة بلا لون أو طعم أو رائحة. كانت عبارة عن استنسلخ بليد لصحيفة صدى البلد اللبنانية ذات النجم الواحد "عقاب صقر". من يقلب صفحاتها سيصاب بالاكتئاب. انها عبارة عن عملية قص و لصق لأخبار مستقاة من وكالات أنباء عالمية هي في الأصل في متناول أي انسان له اتصال بالانترنت. لم تكن تحمل جديدا ما عدا طباعة هذه الأخبار على ورق و بيعه للناس على أساس أنها صحيفة. حتى الكثير من الأخبار المحلية التي هي ملعب أي صحيفة تصدر في بلد ما  فان الاعتماد على الوكالات الأجنبية في نقل الخبر المحلي كان فاقعا لدرجة يعب جدا تقبله.يوم الأربعاء الماضي لعب الكرامة السوري مع القادسية الكويتي. انتظرت يوم الخميس لأرى تغطية صحيفة بلدنا. لم تخيب ظني. نفس أي تغطية. خبر المبارة منقول عن وكالة أجنبية (تعتمد بلدنا كثيرا على الوكالة الألمانية كمصدر اساسي لمعظم أخبارها اضافة الى اعتماد أقل على وكالة الصحافة الفرنسية و رويترز) بجةاره صورة قديمة من احدى مباريات الكرامة السابقة. هل نحن فعلا نريد مثل هذه الصحافة؟ بالطبع لا. مثل هذه الصحافة هي صحافة التنابل أو لنجعلها أقل حدة في وصفها و لنصفها بوصف صحافة البخلاء. صحيح أن الاخراج الفني هو جيد و بما لا يقارن بأي صحيفة  سورية أخرى الا أن ذلك أتى على حساب المضمون الذي يقل كثيرا عن أي صحيفة محلية سورية.
الصحافة ليست عملية قص و لصق، بل هي عملية ابداع نفتقده. أهم أدوات الصحافة  هي مقالات الرأي و التي تختفي تماما من على صفحات بلدنا مع أن النسخة اللبنانية منها مليئة بمقالات الراي حتى أن المانشيت الرئيسي لها يعتبر مقال رأي صغير. لا أعرف ان كان نمذج بلدنا هو النموذج الذي سيعمم على الصحف اليومية المنتظرة و ان كان كذلك فانها ستكون تجربة فاشلة لا محالة.
Share:

1 comments:

  1. حتى الكلمات المتقاطعة في بلدنا "خفيفة"....

    ReplyDelete

Telegram

Podcast