Thursday 25 January 2007

أخطاء التيارات العلمانية: تعليق على برهان غليون

الجمل: 24/1/2007 صفحة الكاريكاتير بإشراف الفنان السوري رائد خليل

مصطفى حميدو

أثارني اتهام برهان غليون لقناة الجزيرة على أنها تسطح العقل العربي و تجعله بين خيارين لا ثالث لهما و هما الخيار الاسلامي و خيار الحكومات.الاتهام واضح و تعليق برهان غليون واضح أيضا و خصوصا عندما علق على سؤال مراسل الجزيرة نت عن عدم امتلاك التيارات  العلمانية لخطاب واضح و مؤثر يمكن فيه اقناع الناس بموافقته على ذلك مضيفا بأنها ما تزال تعيش في أجواء القرن التاسع عشر. التيارات العلمانية العربية أخذت موقعا معاديا للدين حتى أضحت في مخيلة الانسان العربي عدوة للدين تسعى لهدمه و ابعاد الناس عنه . لقد حولت هذه التيارات العلماتية الحجاب الى رمز للانتساب الى الحركات الاسلامية بدلا من ان يؤطر ضمن اطاره الطبيعي المرتبط بعادات شعب و تقاليد أمة. لم يكن الحجاب يوما ما ذو دلالة دينية ترتبط بجماعة سياسية . لقد كان على الدوام شيئا يرتبط بخصوصية المجتمعات. الدليل هنا بسيط و هو أن الكثيرين ممن ترتدي نساؤهم الحجاب هم غير ملتزمون دينيا أو حتى أن البعض منهم ملحدون. الالتزام الديني حورب و جعل ردة على الحداثة و تحول الملتزم الى انسان محارب من قبل المجموعات العلمانية و اليسارية على وجه الخصوص. لم يجد هؤلاء الملتزمون حضنا يضمهم سوى الجماعات الدينية السياسية التي وجدت  الفرصة سانحة لجلبهم الى صفوفها و تدعيم حضورها بهم. أخطاء الحركات العلمانية العربية كثيرة و كبيرة. هم أول من حارب عادات أهل البلاد و سخفوها و جعلوها عرضة للتندر منهم و ممن يحالفهم. لقد وضعوا حدودا ما بين الالتزام الديني كسلوك بشري طبيعي و بين الانتماء السياسي.همش قطاع واسع من البشر و صنفوا تحت عناوين ألحقت الأذى بمن أطلقهاعليهم أكثر مما الحقت الأذى بالمطلق عليه.لا يمكن تأسيس نقد لتيار اكتسب مناصيره نتيجة أخطاء الغير دون أن ننقد  التيار الذي أخطأ فاستغل خطؤه.

Share:

1 comments:

  1. أشهد أنا لا الله الا العقل
    الألحاد هو الحل

    ReplyDelete

Telegram

Podcast