Friday 4 May 2007

الأخوان المسلمون أفشلوا الوساطة مع الحكومة السورية

اتهم الداعية الإسلامي اللبناني فتحي يكن جماعة الأخوان المسلمين في سورية المعارضة المحظورة بإغلاق باب الوساطة بينها وبين الحكومة السورية.
وأكد يكن الذي يرأس جبهة العمل الإسلامي في لبنان بعد ان انشق عن الجماعة الإسلامية التي كان أحد مؤسسيها، أن الحكومة السورية كانت جادة في طي هذه الصفحة، فيما هاجم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على العبارات المسيئة التي استخدمها حين هاجم الرئيس بشار الأسد، ورأى أن سمير جعجع يحرف أوراق قوى الرابع عشر من شباط.
وقال يكن في مقابلة خاصة مع يونايتد برس إنترناشونال على هامش أعمال المؤتمر الدولي للإعلام العربي والإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني الذي استضافته دمشق من الثلاثين من إبريل/نيسان الماضي وحتى الثاني من مايو/أيار الجاري "كنت حريصاً على إغلاق الملف التاريخي القديم بين حركة الأخوان المسلمين ككل والتنظيم السوري بشكل خاص كي تعود الحركة إلى بلدها وبخاصة أن سورية الآن تواجه ضغوطاً وتقف موقفاً تحتاج فيه إلى كل سوري وكل عربي مخلص لأن يقف في هذا الإطار،وتم اللقاء بيني وبين المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني ضمن إطار لقاءات متعددة من اجل طي هذه الصفحة".
وأكد يكن إنه "كان يقوم بوساطة بين دمشق وأخوان سورية"، وهو ما كان نفاه البيانوني من قبل.
وقال "لم نتطرق خلال لقائي مع البيانوني بمدينة إسطنبول التركية في مارس/آذار الماضي إلا للموضوع السوري وطرح خلاله مطالب الجماعة بإطلاق سراح الموقوفين ومعرفة مصير المفقودين وحل قضية المنفيين وعودة المهجّرين من الجماعة وإلغاء القانون 49 (الذي يحكم بالإعدام على منتسبي الحركة)، فلو لم تكن قضية الوساطة قائمة لما تم طرح هذه الملفات".
وسُئل عن موقفه من تصريحات أدلى بها البيانوني في مقابلة مع يو بي آي وقال فيها إن يكن كان أشد انتقاداً للنظام السوري من جماعته خلال لقاء إسطنبول، فأجاب "أود لو أنه (البيانوني)أوضح كيف كان الإنتقاد، فنحن توقفنا عند نقطة حساسة وهي تحالف أخوان سورية مع (نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم) خدام والذي يتحمل هذه المسؤولية أكثر من الرئيس بشار الأسد".
واوضح يكن "حين التقيت الدكتور بشار الأسد قال حينها أنا كنت صغيراً عندما حدث ما حدث، فلماذا يحملني الأخوان المسلمون جريرة الذي حدث والذي كان كبيراً على الحركة وعلى النظام أيضاً"، مشيراً إلى أن الرئيس بشار في عهده "لا يتحمل مسؤولية الذي جرى نهائياً، فالأجهزة القائمة الآن غير الأجهزة التي كانت موجودة أثناء فترة المشاكل مع جماعة الأخوان، فلماذا تحمّل هذا العهد كل ما جرى في العهد الماضي؟".
واضاف "إن كان البيانوني قال هذا فمن الممكن أن أعزو ذلك إلى عامل النسيان لا لأي شيء آخر، نسيان حقيقة ما جرى في لقاء إسطنبول، فما الذي دفعني للذهاب إلى هناك في الأساس غير هذا الملف؟ و(أخوان سورية) هم الذين أخبروني عن طريق أحد الأخوة في اسطنبول بأن البيانوني موجود في المدينة التركية ولم أكن وقتها أعرف أنه موجود هناك وهم الذين أخبروني، ولماذا أخبروني أليس من أجل متابعة ملف الوساطة؟".
وقال يكن "أذكّر البيانوني بالذي حدث وأني أبلغته بأن القضايا الإنسانية.. وجدت أنها لا تكفي وأني أطمع بأكثر من ما طلبه مثل إطلاق سراح المعتقلين من الجماعة ومعرفة مصير المفقودين والسماح بعودة المهجّرين، وأطمع بأن يُطوى الملف سياسياً وليس خيرياً لأني لا اعتبر حركتي وحركة الأخوان جمعية خيرية، ونحن نطلب أموراً أخرى غير القضايا الإنسانية كإلغاء القانون 49 (الذين يحكم بالإعدام على منتسبي جماعة الأخوان المسلمين) وبناء الثقة كي يأنس كل فريق للآخر بعد هذه القطيعة الطويلة".
وأكد أن النظام في سورية "كان جاداً في طي هذه الصفحة، وأن الوساطة ليست جديدة وكانت عبر مشاركات ما بيني وبين المراقب العام السابق للأخوان المسلمين أمين يكن"، متهماً جماعة الأخوان في سورية بـ "إغلاق الباب من خلال تصرفاتهم الأخيرة".
وأوضح "عندما تذهب الحركة إلى (الزعيم الدرزي وليد) جنبلاط وتراهن عليه وتدخل في إطار قوى الرابع عشر من شباط التي نرفضها ونربطها بالأمريكان وغيرهم، فكيف تطلب من هذا النظام أن يطوي هذه الصفحة؟ وأنا أساساًَ لا يمكن أن أقبل بهذا، ثم تراهن على خدام الذي يتحمل المسؤولية وباع بلده ما يعني أن البيانوني يمكن أن يبعيني في يوم من الأيام".
وقال يكن "أنا بالفعل بت حائراً وما إذا كان الأخوان يودون العودة إلى وطنهم وصرت في شك من الأمر لأن هناك قيادات ترغب في العودة وعاد بعضها وقد شهدت سورية خلال الأسبوعين الماضيين عودة قياديين من الجماعة ورُحب بهم وترتبت أوضاعهم، وأنا في الأساس كنت ابلغت عدداً من الأخوة السوريين الذين انحازوا إلى النظام السابق في العراق أن السجون السورية أكرم لكم من قصور صدام حسين، وأنهم انحازوا إلى المكان الذي ذبح حركة الأخوان المسلمين ذبحاً".
واضاف "إن مجرد التحالف مع خدام وإعلان جبهة الخلاص ثم تكرار كلام التحريض وأساساً خدام لا يخفي بأنه يحرّض الولايات المتحدة على قلب النظام القائم في دمشق وعندنا وثائق حول ذلك، أوقف جهود الوساطة التي كنت أقوم بها بين الجماعة والنظام في سورية".
وتابع "نحن نرفض تحالف البيانوني مع خدام وأكرر بأن المرشد العام لحركة الأخوان المسلمين محمد مهدي عاكف رفض ايضاً هذا التحالف
".

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast