Thursday 29 July 2010

الأخبار في التلفزيون السوري: تمخض الجبل فولد فأرا

الأخبار في التلفزيون السوري: تمخض الجبل فولد فأرا




لا يوجد شيء مضحك في مسيرة التلفزيون السوري يضاهي ما يمكن أن نطلق عليها فضيحة ستديو الأخبار الجديد. هذا الاستديو الذي اشتري بعد تسول لا يضاهيه تسول وعدنا بأن ينافس كبريات المطات الاخبارية كون تقنيته حديثة و يضمن تحقيق الجودة من حيث الصورة و الاخراج.انتظرنا لنرى فاذا الجبل يتمخض فيلد فأرا.


هذا ليس من باب النقد الهجومي الذي لا يرى الا نصف الكأس الفارغ. المنظومة كلها فارغة. فرغم أن التقنية التي بستخدمها محررو الاخبار متقدمة الا أن عدم الكفاءة قد تحول مركبة الفضاء الى حافلة صغيرة تنقل القرويين بين المدن و القرى. لم يستفد أي من هؤلاء المحررين من هذا الاستيو"المعجزة" و لم يتغير شيء في نشرة الاخبار اللهم الا شكل و لون الاستديو الذي يوجع العينين(أعتبر اختيار اللون فتحا في عالم الاعلام ، فبحسب أحد الطباخين فان اختيار اللون البنفسجي للاستديو و للجرافيك حدث لم يسبقنا اليه أحد و جرأة من التلفزيون و قياداته) و الجرافيك السلس نوعا ما في الانتقال بين العناوين المختلفة.


طريقة صياغة الأخبار و تقديمها ما زالت جامدة و خشبية حتى أن المذيعين أنفسهم يبدو عليهم في كثير من الأحيان العجز عن التفاعل مع ما يقرؤونه.


تبقى الأخبار المحلية دون غيرها الوحيدة المحبوسة ضمن جدران مكاتب الوزراء و المسؤولين. تابعوا فقط ما يبث من أخبار محلية في نشرات الأخبار المختلفة و سترون ان كل الأخبار مصورة في قاعات مؤتمرات أو مكاتب وزراء أو غيرها.


التفاعل مع الناس و الخروج الى الشارع للتصوير شيء غائب عن ثقافة المذيعين و المعدين. اجهل السبب لكني متأكد من أن مراسلا اذا لبس بذلته الرسمية و نزل لتغطية خبر ما فان تغطيته ستكون سطحية غير ذات معنى.


الخبر هو صناعة و الصناعة لا تحتاج الى أنيقين لانجازها بل تحتاج لمن يستطيع أن يصنع الشيء من اللاشيء.


نوعد الأن بمحطة أخبارية أدعو من الأن لعدم بثها ان هي ستكون على شاكلة ما نراه على الشاشة السورية من أخبار تفتقد لأي منطق في صياغتها و بثها.


مصطفى حميدو



Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast