Tuesday 21 June 2011

خطاب الأسد حمال أوجه



في النهاية ، الكاريكاتير هو تعليق على حدث و موقف سياسي من حدث ما . علي فرزات يشبه خطاب الأمس الذي ألقاه الرئيس الأسد في جامعة دمشق بالمسرحية المعدة و المخرجة بشكل جيد. هنا لا بد من الاشارة الى أن العلاقة الشخصية بين الأسد و فرزات مقطوعة. قال الأسد عن فرزات في لقاء له مع أهالي جوبر و نشرت فقرات منه على الفيس بووك بأن فرزات كان صديقه لكنه طعنه في الظهر. هنا لا بد من أخذ الموقف كما هو . العلاقة الشخصية تنعكس موقفا سياسيا . لا يمكن الفصل بين الموقف السياسي و الموقف الشخصي و الا كنا في مدينة أفلاطون المثالية .





على المستوى الشخصي ، يمكن تفسير خطاب الأسد بالأمس على النحوين الايجابي و السلبي. هو قدم كل شيء و لم يقدم شيئا. بالنسبة لمن يريد أن يفسره على الناحية السلبية فهو لم يجاهر بما سيفعل ، أكتفى فقط بالحديث عن الاصلاح و اللجان المشكلة....





و بالنسبة لمن يريد أن يفسره ايجابيا ، فالخطاب قد حمل كل شيء ، ابتداء بالعمل على طي صفحة مواجهات الثمانينات الدموية بين الاخوان المسلمين و الحكومة و ليس انتهاء باقتراح تغيير الدستور ان أجمع الحوار الوطني على ذلك. قد يقول قائل بأن الخطاب حمال أوجه في تفسيره و اللحظة لحظة الحقائق التي لا تحتمل أكثر من تفسير . يمكن أن يكون ذلك صحيحا ، لكن الصحيح أيضا هو أن الأسد لا يريد أن يظهر أمام شعبه وكأنه ينفذ اشتراطات خارجية أو مطالبات خارجية عليه تنفيذها. يمكن تلمس هذه الحقيقة في كلا مه عن أن سورية ستقدم نموذجا للمنطقة كلها في الاصلاح في غمز ممن القناة التركية التي تسوق نفسها على أنها نموذج يقتدى به .





في المحصلة ، علينا أن ننتظر لنرى ترجمة واقعية لما قاله بالأمس و الخوف هو أن يقوم الرفاق بتفريغ ما قاله من مضمونه خصوصا اذا انتبهنا لما يسرب من لجنة الأحزاب من سعي رفاق البعث الى تفريغ القانون من مضمونه في اعتراضهم على تعريف معنى الحزب و أنه يسعى للوصول الى السلطة.فلا معنى لحزب في الواقع ان هو لم يسع لذلك و لكن السؤال : هل يقتنع الرفاق ؟؟؟ لننتظر و نرى .





مصطفى حميدو

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast