Saturday 20 July 2013

بـــــــــــــــــانوراما الحرب على سوريا ...ج 6.... نصر الابراهيم




من المتعارف عليه في الدول التي تكون معرضة بشكل دائم لأختراق في أمنها القومي تؤسس عدة اجهزة امنيه ويتم فصلها عن بعضها بعضا وكل منها يوكل بمهام متقاطعة مع الاجهزة الاخرى والهدف تأمين الوثوقية بالمعلومات من جهة واكتشاف الاختراقات الامنية من جهة اخرى.

في سوريا هناك اجهزة متعددة والأمن القومي السوري مهدد دائما بعدوان اسرائيلي او رجعي من قبل عملاء اسرائيل ،ولكن هذه الاجهزة متعاونة ومرتبطة بشبكة واحدة تمون على الجميع فبدلا من خوف الاجهزة من مراقبة اجهزة اخرى اصبح تبادل المعلومات وتصحيحها مرتبط بالمصالح للمجموعات المتنفذة ورؤساء الاجهزة وتحول الموضوع الى اقطاعيات فمن يأخذ حماية من جهاز معين لايمكن ان يتعرض الى ايّة مساءلة ،والان لنعود الى تشكيل هذه الاجهزة.
شكلت الاجهزة الامنية وفقا لترشيح متنفذين في الحكومة والجيش والتجار فمثلا رئيس الشعبة الامنية  يمكنه نقل أي ضابط او عنصر الى جهاز المخابرات دون التقيد باية مؤهلات وكم ضابط او عنصر نقل بالواسطة وبالتالي فالاجهزة الامنيةلدينا تخلو من العناصر المتميزة والكفوءة واحيانا كثيرة تتصدر المسؤولية ضباط لايملكون اية مؤهلات ولايخضعون الى أي تقييم علمي فمثلا بكل بساطة ينتقل ضابط من وحدة عسكرية ميدانية تتعامل مع المواجهةالمباشرة للعدو الى ضابط مسؤول عن الدراسات في فرع امني او في ادارة امنية .
واختصر لأقول نحن في كل دوائر الدولةمدنيها وعسكريها لانهتم مطلقا بالمؤهلات وانما بمن يتبنى فلان فكما عين العطري محافظاثم وزيرا ثم رئيس وزراء بناءً على اقتراح خدام وهوخارج من السجن بتهمة بيع الحديقةالعامة في حلب لشركة استثمارية عندما كان في مجلس مدينة حلب فإن رؤساء الاجهزةالامنية يصلون بنفس الطريقة .
ماهي الخطط التي اتبعت لحرف الاجهزةالامنية عن عملها .
بعد عام 2002 صدرت القرارات التالية....الغاء التربية العسكرية في الثانويات ، تخفيف مدة خدمة العلم ستة اشهر ثمثلاثة لاحقا.
الغاء التدريب الجامعي.
الغاء الفصائل المسلحة العمالية التي تحمي المعامل ، الغاء معسكرات الشبيبة التي تدرب الشبان على الدفاع عن النفس والوطن .
تخفيف سلطة الامن بحيث تكون محدودة جدا .
بعدها حدث التالي :
تحولت الاجهزة الامنية الى اجهزة تبحث عن عمل لها ولذلك اصبحت تتدخل بالاعمال التي يستطيع المتنفذون تحقيق مآربهم بالربح فكانت كافة الدوائر المنتجة عرضة للتدخل واصبح دور الامن السياسي مثلا في حمص هوملاحقة البناء العشوائي وقبض الرشاوي وكان الشغل الشاغل لهؤلاء تنفيذ قرارات المحافظ اياد غزال واقتصر دورهم بالكامل على ملاحقة المحلات الغير مرخصة وملاحقةمن يحاول تركيب عداد كهرباء او ماء .....الخ وهكذا بكل بساطة استطاع اياد غزال انيكون مدرسة في استعباد الاجهزة الامنية  .
وضعت خطط مشابهة الى كافة الاجهزة الامنيةواصبحت تعمل بغير العمل الذي انشأت من اجله وكانت نوافذ الحدود تباع بارقام خياليةلمن يريد ان يخدم بها والفساد لايسأل عنه احد واذكر كمثال ماجرى في مدينة القصيربحمص وقد روى لي قائد المفرزة الامنية هناك بان "م،س" المجرم الملاحق بعدة تهم كتهريب اسلحة وقتل خفير جمارك وتهريب مازوت تم القاء القبض عليه بعدملاحقة دامت 6 اشهر وعندما اخبر رئيس الفرع وكان اللواء سعيد سمور بأنه القى القبض عليه وانتظر قائد المفرزة الثناء على جهده ولكن بعد عدة ساعات ونتيجة اتصالات كثيرة اتصل به رئيس الفرع وقال له اخلي سبيله وعندما اكد له قائد المفرزة ان هناك بطاقة بحث امنيه عنه منذ شهور قال رئيس الفرع هناك تشابه اسماء اطلق سراحه .
وطبعا رقي سمور هذا واصبح وزيرا للداخلية .
ماذا حدث في الجمارك ؟
عندما عين قائد الضابطة الجمركية العميدحسن بدأت حكاية المسابقات الجمركية الشهيرة والتي انتهت بان لاخفير جمركي الا بدفع300000 ل.س وهذا يجعل الخفير يتباهى بالقول باني سارد هذه الاموال خلال نفس العام وتحول قائد الضابطة الى سمسار بكل ماتعني الكلمة من معنى واصبح الطريق يباع والحاجز يباع وتحول خفراء الجمارك الى رأسماليين وفي كل يوم تزداد سلطة هذاالمعتوه قائد الضابطة الجمركية حتى جاء اليوم الذي اصبح السكوت عن تصرفاته غير ممكن فقد تلقت العمليات برقية من الامن الخارجي تقول ان هناك 5 شاحنات كبيرة انطلقت من مستودعات اسلحة لمليشيات معادية الى سوريا الى داخل الاراضي السورية ،وكانت الصدفةان ضابط الامن في العمليات المناوب جديد ولايعرف كيف يتم التلاعب وارسل برقية الى مدير الادارة الامنية الذي اخبر القيادة بذلك وطلب منه ملاحقة الامر وان يبقيه سراوعندما نصب الكمين لهذه السيارات تبين بأنه تمر من الحدود دون أي تفتيش وبعد القاءالقبض على سائقي الشاحنات وخفراء الجمارك تبين ان قائد الضابطة ارسل برقية بمنع تفتيش هذه الشاحنات بزعم انها سلاح لحزب الله ،والقي القبض على قائد الضابطة وفي اليوم الثاني تدخل الجميع ابتداءًمن العطري وانتهاء بوزير المالية ومرورا بكل عصابات المافيا بسوريا .
ماذا حدث في حرس الحدود؟
كان خفراء حرس الحدود مثلهم مثل الجمارك يبحثون عن كيفية الاثراء وكان كل قائد كتيبة بدون استثناء يبحث عن عصابة تضمن له دخلا ثابتا وأخر همه ضبط الحدود او ايصال الطعام لعناصره او الانتباه الى الفقراءوالوطنيين في كتبته بل كان يعتبر هؤلاء عبأ عليه ويحاول ان يتخلص منهم لذلك نرى انهذه الكتائب سقطت جميها بالحرب مع المسلحين لأن قادتها كانو تجارا ولم يكونوا قادةالا القليل القليل وهؤلاء هم من استشهد في المعركة
الخص القول بان الاجهزة الامنية والجمارك وحرس الحدود كانت عبأ على سوريا وعندما بدأت الحرب على سوريا كان الخطر الحقيقي الذي واجهنا هو الخرق الكبير بهذه الاجهزة التي اوقعت معظم الشهداء بخيانة القسم الاكبر منها اوبهروب هؤلاء من المواجهة..والسبب هو الانتقاء العشوائي بل الانتقاءالمحدد الذي بني على الفساد وهذا عن قصد ولم يكن عفويا ولاننسى ان تشكيل هؤلاء يمر بقادة تم تعينهم من قبل من انشق وفر وخان.
الشراكة الاوروبية.
في نظرية التوازن الاستراتيجي طلب القائدالخالد من وزارة المالية ان تدعم المحاصيل الاستراتيجية  بحيث تكفي لمدة خمس سنوات ولكن عندما طرحت الشراكة الاوربية بدأت الحكومة السورية ببيع المخازين الاستراتيجية وابقاء المخزون لمدة سنة فقط وطرح بديلا للقطاع العام قطاعا خاصا بشكل خاص بحيث اصبح القطاع العام مجرد وسيلة لإثراء القطاع الخاص وعندما يخسر القطاع الخاص يتم رفع الاسعار وهكذا والحجة ان هذه شروط الشراكة الاوربية وشيئا فشيئا تحول الاقتصاد السوري من اقتصادحربي الى اقتصاد استهلاكي ، وتحت مسمى التجارة الحرة تم تخفيض الجمارك على السلع الاجنبية واصبحت الصناعة المحلية تقتصر على الغزول والكونسروة وتجميع القطع والصناعات التحويلية وكون المنتج الاجنبي لايخضع الى جمارك حقيقية خف كثيراالانتاج الصناعي وايضا خف الانتاج الزراعي لبعض المنتجات لدخول بضائع من السوق العربية المزيفة اذا ان المغرب كانت تحصل على القمح من امريكا ب6ليرات للكغ وتطحنه ثم تبيعه الى الدول العربيه على انه منتج مغربي ومعفى من الضرائب وهذا اضر كثيرابالمنتج المحلي.
وشيئا فشيئا تحولت السوق السورية الى مركزللتهريب واصبح دعم الدولة للمحروقات يذهب لتهريب المازوت الى تركيا ولبنان والاردن ويزعم وزير المالية محمد الحسين ان الدولة قد دفعت مبلغ 200 مليار ليرة لتوفيرمادة المازوت علما ان اكثر من نصف هذا الرقم ذهب للدول المجاورة نتيجة التهريب.
السياسات التعلمية والثقافية.
الرغبة في هذا الاجنبي كانت الهاجس والعقدةوالهوس عند اصحاب القرار الذين شعروا بأنهم حضاريون بمقدار مايتكلمون فرنكو ارب وتحولت الثقافة الى لغات واصبح كل من هو خارج البلد حضاريا وكان الجميع يتباهون بانهم وضعوا الوزير فلان او المدير ....وان هذا الفلان هو خريج اوروبا وهكذاببساطة تم الهجوم الثقافي من خلال مجموعة ممن التحقوا بالسلطة وبدأوا يفكرون بنقل مايستهويهم من الغرب واعتبروا انفسهم قادة حقيقون فوقعنا بحب الغريب والبعد عن القريب واصبحت مناهجنا التعليمية مناهج خلاسية تجمع دون تبصر وصار المنهاج ابعد عن العلم واقرب الى الجهل وتحول المنهاج الى كابوس للطلاب وبدلا من ان يكون الطالب الثانوي او الجامعي المحرك الحقيقي للمجتمع تم اشغاله بشكل كبير بمنهاج لايرتقي به في الواقع وانما يشكل صعوبة له في الجامعة تنتهي باستعباد الدكاترة له واخير هناك بيع وشراء.
الاتفاقيات الاقتصادية .
من المعروف ان الاصدقاء اللزقة كانوا تركياولبنان والسوق العربية المشتركة.
تركيا وقعت اتفاقية اقتصادية اصبح بموجبهاالتركي يبني مصنعا في سوريا ويتاجر كما يتاجر في تركيا وفتحت له الابواب وغزت البضاعة التركية اسواقنا معتمدة على اعفاء جمركي سوري ودعم تركي وتضررت الصناعةكثيرا ولكن لم يعر هذ الجانب احد بل كانت الحجة دائما هي الفائدة السياسيةواتفاقية لبنان ايضا اعطت للبنانيون افضلية على السوريون وبالنتيجة هي خسائرمتلاحقة وايضا الاردنيون الذين كانوا لايشربون الماء الا من سوريا ويتسوقون من اسواقها ومن المواد التي تدعمها الدولة وفي المقابل يرسلون السلاح مقابل الفائض الذي تشكل.
النتيجة.
تم اغراق العقل الذي يقود سياسة البلدبمفهوم الشراكة الاوربية ودفعنا ثمنا باهظا لذلك
تم تعيين عملاء بشكل مدروس وعبر عشرات السنين وهم متربعين في مفاصل القرار ويزرعون الفساد اينما حلوا
تم نقل اغبياء البلد وسماسرتها الى الصفوف الاولى في القيادة واصبحت الالف الاولى المهيئة للمناصب ولتحمل المسؤولية ملوثين بشكل يضمن للاعداء عدم امكانية الاصلاح .
تم تقسيم المجتمع تقسيما اقطاعيا واصبحت قناعة القيادة السياسية مشابهة لقناعة البريطانيين الذين قرروا بيع صفة اللورد واشترطوا ان لايكون مسؤولا الا اذا حصل على لقب اللورد وهنا يطبق هذا المبدأ فصفةالمقرب من القيادة يتم شراؤها بالمزاد ومن لايشتري لايستلم ومن يشتري يبيع .
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast