يلعب الإعلام الدور الأبرز في توجيه الرأي العام و تشكيل ذائقته. منذ بدايات القرن الحالي أخذت القنوات الفضائية الخاصة تغزو بيوتنا دون رادع ، تشكل ذائقتنا و تشكل قناعاتنا.
كان الكل مسلما لتفوقها و قدرتها حتى جاءت أحداث العلم ٢٠١١ على امتداد العالم العربي لتظهر صورة جلية للناس و هي أن هذا الإعلام كان يعدنا و يعد عقولنا لهذه المرحلة.
بدا جليا أن كل ما استثمر خلال عقد و كل الرموز التي أخترعت و لمعت كانت تعد لساعة الصفر، الساعة التي تنطلق فيها الحرب على العقول ، حرب عاصفة سريعة خاطفة تجعلنا مشلولين أمامها و مستسلمين لخيارات مطلقيها.
نجحت المرحلة الأولى من هذه الحرب، لكن لحظات التأمل التي تأتي للشعوب عادة بعد كل معركة جعلت الناس يدركون بالفطرة أن هناك عقلا واحدا يقود جيوش الصحفيين و الجرائد و المواقع و التلفزيونات.
لقد أصبح الوعي ناضجا لدرجة أن كل شئ يعرض أضحى عرضة للتمحيص و التدقيق و النقد و التقييم. لم يعد هناك استسلام للاعلام و أدواته و لم تعد بهرجته تنطلي على العقول و القلوب.
كان باسم يوسف جزءا من اللعبة. لقد جاء في زمن الحرب و من أتى به استثمره و استخدمه لأجنداته في العصف بالعقول و توجيهها و تنميطها في سبيل تغليب خيارات المايسترو الذي يوجه و يقود.
هنا لا نتحدث عن نظرية المؤامرة. فالواضح أن هذه النظرية هي واقع موجود نحسه و نتعامل معه يوميا. فعندما تكون الأخبار واحدة على مئات القنوات و بنفس الصيغة تقريبا لا بد أن نيقن أن عقلا واحدا يوجه و يدير رغم الخلافات الثانوية الموجودة على مواضيع معينة.
استخدم باسم يوسف طيلة عامين تقريبا لتشكيل رأي عام و اليوم خطوة إيقاف برنامجه لا تعدو من كونها خطوة في هذا الطريق. فالجيش المصري نفى ضغطه على القناة التي تبث البرنامج و صاحب القناة ادعى مخالفة شروط التعاقد و كل ذلك ليس ببعيد عن العقل الذي يدير.
السؤال الكبير يبقى: هل ما حصل خطوة لزيادة الضغط على الجيش و حشره في الزاوية؟ أم أنها خطوة لحفظ المصالح؟
دعوتا نرى و نراقب.
مصطفى حميدو
0 comments:
Post a Comment