Tuesday 28 February 2017

صناعة الوهم

علينا أن نعترف أن منطقتنا التي نعيش فيها هي منطقة صراع لم و لن ينتهي حتى يرث الله الأرض و من عليها. القصة ليست قصة أديان و مذاهب و أفكار. ببساطة القصة قصة موارد و سلطة. ربما كانت الحرب على سورية هي الحرب الوطنية الأولى على امتداد تاريخ هذا الشرق منذ حروب الفرنجة و لاحقا التتار. و لكن على المستوى العام كانت كل الحروب التي اندلعت في هذه المنطقة هي حروب غنائم و سلطة كانت تنشب بين أبناء المنطقة على امتداد التاريخ. صحيح أن الخارج كان ينكأ جراحا فيشعل حروبا، لكن الواقع يقول بأن دور الخارج لم يكن أكثر من عود ثقاب لصدور كانت تملؤها الأحقاد.
لم يجمع العرب طوال تاريخهم و حتى أبناء هذه المنطقة على عدو مشترك طوال كل تاريخ المنطقة. فحسابات المصالح كانن تطغى و السياسة كانت تفعل فعلها في انشاء تحالفات غريبة عجيبة. فخلال الحروب الصليبية او غزوات الافرنج، وقف جزء من ابناء هذه المنطقة معهم و ساعدوهم على اختراق الشرق لأول مرة منذ دخول الاسلام اليه. و كذا أيضا ساعد رهط من أبناء المنطقة التتار على التوغل في الشرق حتى حدود مصر. السياسة و المصالح كانتا العاملين الرئيسيين في عملية تبرير ذلك. ليس علينا و نحن نعيش في خضم حروب المنطقة أن نتفاجأ مما نراه. فديدن منطقتنا الحروب و شعارها عدم الاتفاق على عدو. ببساطة كنا ننافق بعضنا عندما كنا نرفع شعار العداء لاسرائيل و كنا نعلم أننا ننافق و نكذب لكن الموضة و التيار كانا غالبين. بصراحة كل من كان يريد أن يحكم في هذه المنطقة منذ الحملة الفرنسية و حتى اليوم كان عليه أن يجد قوة خارجية تكون المتحدثة باسمه و الحامية الدبلوماسية لحكمه و حربه. هكذا كنا و هكذا عشنا و بالتالي فان ما نراه ليس بغريب. فالغريب و الشاذ ما بنيناه في عقولنا طوال عقود و ما رأيناه أمامنا ينهار كقصور الرمال عندما تصدمها أول موجة.

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast