Monday 19 December 2022

القلق و هجمات الهلع

دائما ما تعتريني مشاعر مضطربة. في لحظات أحس بنفسي قلقا من كل ما يمر بي في حياتي و في لحظات ينقلب هذا القلق إلى انتظار طويل ما يلبث أن يعود القلق ليمحيه. 
أسوء ما يمكن أن يمر به الإنسان هو القلق. القلق هو شعور سلبي لا يوصل إلى مكان بل يجعل الإنسان يعيش صراعا داخليا يقيده و يجعله مكبلا لا يعرف ما يفعل.

عليك أن تحذر من هجمات الهلع. هكذا يسمونها " هجمات" فهي تفاجئك و تجعلك مقيدا في مكانك لا تدري كيف تصدها. خفقان قلب و نوبات قلك و تفكير لا يوصل إلى شئ. تصبح سجين الوهم مقيد الفكر مشلول الإرادة.
كل مافيها سئ و الأدهى أن لا علاج لها. فقط عليك أن تنتظر كي تمر و ترحل لتنتظر هجمة أخرى فتصبح في دوامة لا نهاية لها. 
كثيرون اختبروها و قليلون من نجحوا في تجاوزها و خرجوا منها بأقل الأضرار. 
تخيل نفسك تجلس في سريرك و سواد العالم كله يحيط بك لا تدري أين هو الضوء و لا حتى النفق الذي في نهايته هذا الضوء. تتحول الدنيا إلى حالة من المعاناة التي لا تنتهي. 
يخفق القلب فزعا و الكتف وجعا و العينين بروزا و اللسان جفافا و النفس ألما. إنه وصفة الألم الكامل الذي يحتاج إلى من يخففه أو يبعده. 
قد لا يكون سبب ذلك مفهوما ففي معظم الأحيان تكون هجمة الهلع بلا سبب واضح. ربما هي تراكمات في داخلك توصلك إلى ما بعد حدود التحمل فتقبع في زاويتك تنتظر مغادرة هذا الزائر الثقيل. 


Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast