Tuesday 3 July 2007

كيف تضيقون على الناس حرية حلاقتهم وقد ولدتهم آماتهم أحرار بتسريحاتهم ؟؟!

د.فؤاد شربجي
أحد الصحفيين الشباب كان يبحث عن عنوان لمادة صحفية ترصد تعليمات وزارة الداخلية السعودية، حول عقاب الشباب وطلاب معاهد المعلمين بتخفيض نتائج امتحاناتهم، وبعرقلة معاملاتهم الإدارية إذا( حلقوا شعورهم على الطريقة الغربية) ...
واحتار الصحفي هل يقول(السعودية يقنن الحلاقة للشباب) كعنوان للمادة... أو هل يقول إن(السعودية تدفع بشبابها لاعتماد الحلاقة التراثية الأصلية) .... أم أم أم ....
صحيح الموضوع بسيط – شباب- السعودية كغيرهم من الشباب العربي. يتابعون أفلام هوليوود ، أو أغاني الفيديو كليب ويوطنون الإنكليزية ويغنونها، ويركبون سيارات البورش و...... ويسمعون أن أهم أمير في بلادهم يتقاضى رشاوي على صفقة طائرات كعرابين المافيا، وطالما كل شي أميركاني من الموسيقا للسيارات للأغاني للسياسة للصفقات المافيوية، طالما كل شيئ أميركاني فلماذا لا تستغربون يا أولي الأمر أن يرمي الشباب(عقالهم) ويستبدلونه ب(الجل) وينكشون شعورهم ويضيقون بناطيلهم الجينز !؟؟
طيب إذا كان الأمر كذلك. والمشكلة آتية من قمة الهرم السعودي ، فعلى صديقنا الصحفي أن يتعامل مع الخبر بما يكشف أصول (حرية الحلاقة) التي يمارسها الشباب السعودي بشعورهم ، ولا بد أن يتضمن عنوان هكذا مادة شيئ من قبيل(السلطات السعودية تضيق على حرية الحلاقة في المملكة) ...وعنوان من هذا القبيل له ميزات كثيرة ، فهو يلفت نظر جمعيات حقوق الإنسان في العالم.
وربما يتبنى حزب بلير والطريق الثالث قضية (حرية الحلاقة) في السعودية، وربما تهتم الصحافة بحرية(التسريحات السعودية) بما يغطي (سوداء اليمامة) وعمولاتها ورشاويها....
في الحقيقة إنني ظلمت هذا الصحفي الشباب ، لأنني في البداية شعرت أن لا سبب لحيرته والامر بسيط ، ولكنني اكتشفت أن الأمر غاية في التعقيد ... لان حتى التسريحة يمكن أن تضر بالتقاليد والأخلاق وربما تهدد المجتمع ولابد أن تتدخل الدولة ولابد من تدخل أولي الأمر ومع ذلك ،فانا مازلت ضد تدخل وزارة الدولة بعمل الحلاقين ، وضد إصدار أي مرسوم ملكي يحدد شكل الحلاقة .
وموديل التسريحة وإذا كان الخبر صحيح فعلينا أن نناشد كل الأحرار في العالم ليناصروا (حرية الحلاقة في السعودية وفي العالم العربي)
لان الناس ولدوا أحرار بشعورهم وأحرار بتسريحاتهم أيضا .
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast