Sunday 10 May 2009

الاندبندنت … هل هناك من يشتري ؟

مصطفى حميدو
رغم أنها من أكثر الصحف استقلالية و احتراما في العالم إلا أن ذلك ليس بكاف لمنع اختفاء الاندبندنت من الأسواق قريبا. فالصعوبات المالية التي تواجهها الصحيفة و انحسار الإعلان عنها بنسبة 15 % ها العام كل ذلك عجل في وضع نهاية لتجربة إعلامية رائعة بدأت في تشرين الأول/أكتوبر من العام 1986 و يبدو أنها مقبلة على النهاية هذا العام ما لم يحصل تطور هام على صعيد الملكية و جدولة الديون.
ترجع بدايات معاناة و الاندبندنت إلى بداية التسعينات حيث انهارت كثير من الصحف التي بدأت في الثمانينات نتيجة نقص القراء و عدم الاكتراث بهذه التجارب الثورية الجديدة البعيدة كل البعد و المختلفة كل الاختلاف عن صحف عريقة يمينية يبلغ عمر تجربتها ما يزيد عن المائة عام. نجت الاندبدنت من الانهيار عبر شرائها من قبل مجموعة الميرور و لاحقا طرحها على هيئة حصص تقاسمتها مجموعة الاندبندنت و MGM و البايس .
بدأت الاندبندنت كتجربة صحفية لتعكس تيار الوسط البريطاني ظانة أنها ستستقطب القراء من التايمز وا لديلي تلجراف البريطانيتين إلا أنها سرعان ما وجدت نفسها تعبر عن التيار الليبرالي البريطاني أو ما يعرف بجناح اليسار منافسة للجارديان في استقطاب قراء اليسار.
اتخذت الصحيفة موقفا مضادا للغزو الأمريكي و البريطاني للعراق كما أنها دائمة الانتقاء لإسرائيل. كانت الاندبدنت على الدوام مناصرة لقضايا البيئة كما أنها قادت حملات ضد وضع القيود على الهجرة إلى بريطانيا وعارضت إصدار بطاقات الهوية الشخصية عاكسة بذلك موقف اليسار المضاد لسياسات الحكومة البريطانية.

هل هناك من يشتري؟
حتى الآن لا يبدو أن هناك من هو متحمس للشراء. ففي ظل أزمة اقتصادية خانقة في الغرب تتجه الأنظار إلى الشرق الأوسط إلا أن بناء أمال على ثري عربي أو صندوق استثمار سيادي يبدو غير واقعي. فاتجاهات الصحيفة اليسارية لا تخدم رأس المال العربي المتحالف تاريخيا مع اليمين البريطاني في سياساته المحافظة و ضد اليسار و ما يمثله من قيم.
Share:

1 comments:

Telegram

Podcast