Monday 22 March 2010

سفر رحلتي الى عنتاب – 2

سفر رحلتي الى عنتاب – 2

تستغرق الرحلة في القطار خمس ساعات تقريبا .. أي أنها أطول بكثير من الوقت الذي تستغرقه رحلة مشابهة الى نفس المدينة عبر الطريق البري. كانت الدنيا معتمة وقت خروج القطار من حلب. قضيت ربما ساعتين في نوم عميق قبل الوصول الى نقطة الحدود التركية .ختتمت الجوازات على عجل و أكملت الرحلة الى عنتاب . الجزء الثاني من هذه الرحلة كنت فيه مستيقظا محاولا مراقبة المكان و مقارنته بالطرف الأخر من الحدود .الطبيعة متقاربة في تشكيلاتها و الناس نفس الناس لا يختلفون عمن تركتهم في سورية. أشكالهم متشابهة و عاداتهم كذلك. كنا و كلما مررنا في قرية أو بجانب راع تركي تجده يلوح لنا بيديه مرحبا بنا و كأنه يقول لنا مرحبا بكم عندنا ..لقد طال البعد و لكن حان وقت اللقاء.ربما كان ذلك نابعا من تأثير السياسة و تقلباتها. بعد سنوات طويلة من الجفاء الذي استغرق ما يقارب القرن .. فتحت الحدود و أضحى عند الناس على جانبي الحدود شعورا بأن ما هو صحيح قد حصل و ما هو استثنائي عابر قد رحل.أكثر ما لفت اننباهي كانت أناقة حرس الحدود التركي . فرغم أن اللباس العسكري مرتبط عندي على الدوام بانعدام الأناقة و قلة النظافة .. الا أنني قد غيرت رأي عندما رأيت الشبان الصغار من حرس الحدود التركي في كامل أناقتهم يقفون على الحدود ببذلاتهم الأنيقة و سلاحهم المهيب.لا أعرف لماذا استحضرت في تلك اللحظة هيئة جنودنا العائدين من لبنان بلباسهم الرث و و حافلاتهم المتهالكة التي كانوا يركبون فيها.سألت عسكريا سابقا عن المشهد و مقارنته فقال لي بأن الملوم في مثل هذه الحالات هو القائد لا الجندي فهو الذي يفرض النظام في قطعته العسكرية و هو الذي يساهم في الفوضى.كانت صورة محددة تمر في مخيلتي عند المقارنة. انها صورة جندي يلبس بنطالا يختلف لونه عن لون سترته في مشهد مضحك لجندي هيبته جزء من جنديته.
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast