Monday 22 March 2010

سفر رحلتي الى عنتاب – 3


سفر رحلتي الى عنتاب – 3

دائما اللغة هي الحاجز…
هذا ما أكتشفته منذ لحظة وصول القطار الى محطة غازي عنتاب. منذ البداية اكتشفنا أن صعوبات سترافقنا. لقد كانت الرحلة غير مخططة في الأساس . كانت رحلة ارتجالية. لم نكن نعرف حتى اسم شارع هناك.أخذنا نحاول السؤال عن عنوان فندق أو حتى عن مكان قريب نستطيع من خلاله أن نبدل فيه العملة السورية بالتركية. لم يفهم منا أحد شيئا . استخدمنا العربية و الانجليزية لمحاولة التفاهم الا أن واحدة من هذه اللغات لم تنجح في جعلنا نصل الى هدفنا.
فجأة سمعنا صوتا من خلفنا يقول لنا: ” تبحثون عن فندق”
التفتنا نحوه هازين برؤوسنا … كان أحد ركاب القطار الذي أقلنا من حلب و في يده حقيبة صغيرة.
قلنا مستطردين هز الرأس: ” و نريد تصريف العملة أيضا”
قال :” اتبعوني “
تبعناه و هو يخترق الأرصفة بثقة حتى وصل الى منعطف و توقف. أخذ ينظر حواليه ثم فجأة تابع مسيره قبل ان يضع يده في فمه و يطلق صافرة قوية جعلت سائق حافلة تمشي بسرعة متوسطة تقف. ركب و ركبنا معه . كل هذا و نحن لم نتعرف عليه .نعرف فقط أنه قد أتى معنا على متن نفس القطار.
لم تمض دقائق قليلة حتى كنا في وسط المدينة. عرفنا ذلك من زحمة الناس و الأسواق الممتدة على امتداد النظر.
أخذ دليلنا يمشي بخفة و سرعة بين الأزقة متنقلا بين زقاق و أخر حتى وصلنا الى محل صرافة دخل اليه معنا وحدث موظفه بالتركية ثم سألنا عن المبلغ الذي نريد تحويله الى التركية .
أتممنا التحويل بسرعة و خرجنا . قال لنا :
- الأن عليكم أن تدفعوا لي أجرة السرفيس. دفعنا له ثم سألنا : ” أين ستمكثون .. هل عندكم عنوان فندق معين ؟
قال خالي:
- نعم …
-ثم ذكر له اسم فندق و سعر الليلة الواحدة فيه .كان خالي قد قرأ عن هذا الفندق في احدى الصحف الاعلانية في حلب دون أن يعرف له عنوانا او يدري عنه تفصيلا.
استهول السعر قبل أن يخبرنا بأنه ينزل عادة في فندق نظيف و جيد بأقل من هذا السعر بكثير ثم يخبرنا عن عمله في تجارة الألبسة و تردده المتكرر الى عنتاب. استحسنا ما قاله و أخذنا نتبعه الى الفندق الذي يمكث فيه.
ضل صاحبنا الطريق و لم يعد يعرف مكان الفندق. عرفنا ذلك من تكرار مروره من نفس الشوراع أكثر من مرة دون أن يعرف أين يقع فندقه.
التفت الى خالي و طلبت منه هامسا أن نفك ارتباطنا بهذا الرجل و نقصد الفندق الذي ذكر اسمه .أحس الرجل بما قلته . بادر قائلا:
- اذا أردتم أن تبحثوا عن فندق أخر فلكم الخيار…
ودعناه بخجل و أوقفنا أجرة و طلبنا من سائقها أن يقلنا الى الفندق الذي ذكر خالي اسمه .
لم يكن الفندق بعيدا عن المكان الذي كنا فيه . ما هي الا خمس دقائق حتى كنا أمام فندق جيد بمظهره الخارجي و ممتاز بردهته و تفاصيل “اللوبي”.
وقفنا نسأل موظف الاستقبال عن التكلفة فاذا بنا نصدم بعدم معرفته للانجليزية . أخرج لنا ألة حاسبةو كتب لنا سعر الليلة على شاشتها . كانت التسعيرة باليورو. كانت تقارب ال 120 يورو . التفت الي خالي و قال لي:
- أليس بغال؟؟
هززت رأسي موافقا .خرجنا من الفندق و قصدنا واحدا مقابله أخبرنا موظف الاستقبال بأنه أرخص سعرا .كان بالفعل أرخص سعرا لكنه في نفس الوقت كان جيدا في خدماته و نظافته.
استقرينا في هذا الفندق و بدأنا الرحلة الحقيقية.
Share:

1 comments:

  1. كلام جميل... بالمناسبة إذا في صور لا تبخل علينا...

    ReplyDelete

Telegram

Podcast