Friday 18 January 2019

تخوين من لم يخن

دائما ما نرى من أشخاص معينين عملية تخوين لكل من يتكلم في موضوع يشتم منه رائحة معارضة للحكومة و حتى إن كانت تلك معارضة تحت سقف الوطن( هكذا هي الثيمة العامة مع أن كل معارضة تكون ضد الوطن هي خيانة و اي معارضة تلتزم بثوابت الوطن لا السلطة هي عمليا شئ محمود و مطلوب). فعل التخوين  كالعادة عملية ابتزاز لأصحاب الصوت المخالف و الذي يناقش فقط قصص بسيطة تتعلق بالتموين و الفساد و غيرها من قصص الحياة العادية فما بالنا إن تعرض هؤلاء لمواضيع أكثر أهمية و أكثر جذرية في نظرتهم للحكم و طبيعته في سورية و هي أمور جعلت الحرب منها ترفا لا يفيد الكلام فيها.
هذا التخوين الذي نراه يظن مطلقوه أنهم بذلك يسجلون نقاطا و يؤذون فيه أصحاب الرأي المخالف. المشكلة أن معظم أصحاب الصوت المخالف هم في الأساس معارضون للسلطة و تكوينها و طريقة إدارتها لكنهم لم يخونوا عندما كانت الخيانة يدفع في سبيلها المال الكثير بل إن هؤلاء و نتيجة عدم خيانتهم خسروا كل شئ تقريبا و أبسط ما خسروه هو المستقبل مثلهم مثل كل السوريين الذين لم يخونوا بينما نرى ان مطلقي التخوين هم أكثر من أثرى و استفاد من حالة الحرب مستفيدين من شعارات الوطنية الزائفة التي يرفعوها و المزايدات التي يطلقوها و البطولات الوهمية التي يفبركوها.
ليس كل من لم يخن مؤيدا للسلطة فالفرق كبير بين الوطن و السلطة. معظم من اصطف مع الوطن هو في الأصل معارض للسلطة كلها لكنه لم يخن.

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast