Sunday 13 January 2019

الحق أجدر أن يقال

عملية التأليه مضرة بالطرفين: الذي يؤله و المؤله. منذ اسبوع أتابع مسلسل بريطاني من انتاجات نتفليكس اسمه The Crown و يحكي عن سيرة ملكة بريطانية إليزابيث الثانية و ظروف توليها العرش و هي عمليا لا تفقه شيئا عن القواعد الملكية البريطانية غير ما يلقنونه إياها مساعديها. المسلسل و في كل حلقة من حلقاته يعرض مشكلة تعرضت لها الملكة في بداية مسيرتهت و كيف كان تصرفها لحلها و مواجهتها. في إحدى الحلقات يشن صحفي شاب مغمور هجوما حادا عليها منتقدا طريقة حديثها للبريطانيين و نزعة الأبوية في خطابها و عدم التجديد في مفرداتها و كلماتها و عدم انفتاحها على الناس. هذا الصحفي و بعد نشره لسلسلة مقالات يصبح حديث الناس و يستضيفه أشهر برنامج حواري تلفزيوني فيبرع في تقديم حججه و الدفاع عن منطقه. تستشعر الملكة و طبعا عبر مساعديها حراجة الموقف فتستدعيه للقصر لترى ما يريده هو من تغييرات تجعل الملكية تعانق العصر و تنفتح على الناس. طرح الصحفي رأيه بجرأة مدعومة بمنطق قوي و سليم. تسأله الملكة خلال جلستهم إن كان ضدها أو ضد الملكية فيجيب الصحفي بأنه معها و مع الملكية و أنه يدافع عنها بطرحه و رأيه فمن دون هذه التغييرات ستذوي و تنتهي المؤسسة كما ذوت و انتهت في بلاد كثيرة.
بعد وفاة الصحفي في العام ٢٠٠٤ اصدر القصر الملكي بيانا اعتبر هذا الصحفي بأنه كان مدافعا عن الملكية و خدمها كما لم يخدمها أحد.

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast