يحق ‏لنا

دائما يتم السؤال ألا يحق لنا بعد كل هذا العنف من الجماعات "الإسلامية" أن نراجع الكتب و الأفكار التي غذت هذا التكفير؟

هذا سؤال صحيح ظاهريا لكن التعمق فيه يفتح لنا أبوابا كثيرة تكشف لنا كم هو مضلل مثل هذا السؤال. 

هذا السؤال يفترض أن العنف هو نتاج مصدر واحد فقط و هي الكتب الإسلامية و أن المشكلة هي في الدين فقط و في الحركات الدينية. 

و لكن ألا يحق لنا أن نسأل سؤال مضادا: ألا يحق لنا بعد كل هذه العقود من الديكتاتورية و التعذيب و العنف و التسلط أن نراجع بحق النظريات التي بنيت عليها أنظمة الحكم العربية و المناهج التي بنيت عليها أجهزة المخابرات و الجيوش العربية؟

إفتراض أن العنف منبعه واحد هو أساس المشكلة التي نحياها. إن هذا الإفتراض لا يلامس حقيقة أن الواقع هو المحرض الأساسي على العنف. فالعنف في النهاية نتاج ديكتاتورية و عنف أنظمة و أمن و مخابرات و جيوش و نتاج عقول دينية متحجرة أيضا و نتاج أجندات خارجية تتبناها أنظمة الحكم العربية و نتاج قيم تفرض على الشعوب غصبا و عنوة و هي قيم مستوردة و مفروضة من الخارج من رعاة هذه الأنظمة.

يحق لنا أن نطلب مراجعة عسف الحكومات بنفس قدر طلبنا مراجعة الكتب الدينية.