Tuesday 29 January 2013

خيانات و حرب



هناك اسرار كثيرة  فيما يتصل بالأزمة السورية ستكشف بعد انتهاء الازمة و القليل منها فقط سيظل حبيس الادراج ممنوع الاطلاع عليها للأبد. عادة مثل هذه الحروب تحوي في تفاصيلها اسرارا كثيرة .. أسرار مرتبطة بالخيانات و تقدير المواقف و الانتصارات و حتى الهزائم.
ما يحصل في سورية هي توليفة من معارك متعددة المستويات تشكل في مجموعها حربا كبيرة قليلة هي الدول التي عاشتها. كثيرون يبالغون عندما يقولون بأنها الحرب الأولى على هذه الشاكلة التي تعيشها دولة في التاريخ. بالتأكيد هي حرب فريدة لكنها ليست الأولى على هذه الشاكلة. قد تكون المدة التي استغرقتها هذه الحرب و تعدد الاصعدة التي تقوم عليها هي التي شكلت الفرادة لكن الحرب الفيتنامية و الكورية و حتى الاسبانية التي سبقت الحرب العالمية الثانية كلها نماذج قد تكون مشابهة لما نعيشه اليوم.
في سورية اليوم حرب في بعض جوانبها غموض لا يمكن لأحد كشفه أو حتى شرحه. قد يكون الغموض البناء الذي يؤسس للحل و قد يكون الغموض الذي يحفظ الوطن.
كثيرون يقولون بوجود الخيانة ضمن البيئة العسكرية التي يعمل فيها الجيش العربي السوري و كثيرون ايضا يشيرون الى لحظات فارقة ظهرت الخيانة فيها واضحة للعيان دون أن يظهر الخائن. الكل يعرف أن الخائن موجود لكن ما من أحد قال باسمه أو عرفه. السؤال الكبير: هل هذا الغموض مفيد؟؟
في بعض الجوانب الغموض يبدو مفيدا بل و ضروريا ..فالتشهير و الاشارة الى خيانة و نشر خبرها وسط المعركة سيؤدي الى حالة من الشك في كل شئ و الشك بالطبع طريق الهزيمة.
المهم لنا أن نظل نراقب و نحاسب و نكتب عما نشعر به . المراقبة وحدها و تقييم أي خطوة يقوم بها اي من المسؤولين هو الحصن ضد أي خيانة. لاحصانة لأي كان من المساءلة فالوطن يخصنا جميعا و مصلحته تخصنا جميعا و الكلمة الحق هي الطريق للتصحيح و التنبيه. لكل منا قصص يحتفظ بها لنفسه و يرفض أن يقولها الأن لضرورات المعركة لكنه يقول عموميات عل اللبيب الذي يدير المعارك و الحرب يأخذ بها أو ينتبه لها.


مصطفى حميدو
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast