Tuesday 24 January 2017

في رواق محكمة

حدث أن ذهبت الى احدى المحاكم و عدم ذكرها هنا نوع من اتقاء شرور خبراء القوانين و أصحاب الحصانات. جلست أنتظر حتى يحين دوري و ينادى على قضيتي. القاضي لم يكن قد دخل بعد و لم يكن قظ أعلن عن افتتاح الجلسة. فجلست على كرسي المحكمة حيث يجلس حضورها و هو كرسي يشبه كراسي المدارس، طويل يجلس عليه أكثر من شخص و مصطف على هيئة صفوف الصف يتلو الصف و يفصل ممر صغير بين مجموعتي كراسي. انه يشبه نوعا ما مسرح صغير دون ذاك ميلان الصفوف الذي يميز صفوف كراسي المسرح و يعطي الصف الأخير ارتفاعا عما قبل و هكذا. المهم جلست في الصف قبل الأخير و لففت رجلا على رجل. و ووضعت يدي على خدي و أخذت أنتظر. دخل القاضي و افتتحت الجلسة فوقفنا حتى أعطانا الاذن بالجلوس فعدنا و جلسنا. كانت القاعة مزدحمة و أنا بالكاد أرى من كثرة الزحام. عدت الى ما كنت عليه، ألف رجلي على الأخرى حتى أريحها فالمكان ضيق و صف الكراسي الذي أمامي بالكاد يسمح لي بالجلوس و يدي على خدي. كنت شاردا قليلا يقطع شرودي يقظتي عندما ينادي الشرطي على رقم القضية و اسم صاحبها.
فجأة صمت القاضي و رأيته ينادي: أنزل رجلك. خلته ينادي على أحدهم فاذ به يشير الي. فأنزلتها لكني كنت مندهشا عن كيفية رؤيته لي. مرت ثواني و يدي على خدي و رجلاي قد حشرتا بالمكان بعد ان انزلتهما. لكن القاضي لم يكتف بذلك بل بادرني على الفور قائلا: أنزل يدك.
صعقت مما قاله. فهمت أمره بانزال رجلي و بررت ذلك بأنه يريد احترام المحكمة و لكن ما دخل يدي!!!
تنحنح القاضي و أخذ يتصنع الوقار و يأمر و يمنع. كان المحامون أمامه خائفين لا يكادون يناقشونه بشئ حتى يمنعهم. ظلت الأمور على هذا الشكل حتى أتت قضيتي و انتهيت منها و خرجت.

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast