Friday 19 February 2021

ملاحظات ‏و ‏استنتاجات ‏من ‏كتاب ‏"الصراع ‏العثماني ‏الصفوي ‏و آثاره ‏في ‏الشيعية ‏في ‏شمال ‏بلاد ‏الشام" ‏لجمال ‏باروت


التشيع قسمان عرفاني صوفي و فقهي 
بلاد الشام الشمالية شهدت انتشار التشيع العرفاني الصوفي و ليس الفقهي ابتداء من القرن العاشر الميلادي حتى الرابع عشر الميلادي عبر انتشار طرق صوفية شيعية عرفانية كثيرة لم تكن تشبه الفرق الشيعية التي نعرفها اليوم.
الطرق الصوفية العرفانية الشيعية كانت تشهد انضمامات إليها من سنة و تركها من شيعة بطريقة ديناميكية متحركة جعلت هذه الطرق أقرب للأحزاب السياسية التي نعرفها اليوم.
(في الأصل حسب كمال صليبي فإن انتشار التشيع ابتداء من القرن الثالث الهجري نتح أساسا عن نشوء حركة معارضة للعباسيين في بلاد الشام نتيحة عوامل عديدة من اهمها محاولة العباسيين تنظيم الأراضي الزراعية و عملية جباية الخراج)
ما يؤكد ذلك هو الصراع السياسي الذي نشأ في القرن الرابع الهجري بين العثمانيين و المماليك من جهة و الصفويين من جهة و قيام الصفويين بإرسال مبشرين سفراء للترويج لهم في سورية الشمالية من حماة إلى حلب و منها إلى حدود الأناضول كالجنيد و النسيمي و غيرهم.  
دخل هؤلاء السفراء في صراعات مع الحكم القائم و أيضا في تحالفات مع آخرين لنشر الدعوة الصوفية العرفانية. الهدف الرئيسي من إرسال هؤلاء الدعاة كان اساسا السيطرة على طريق الحرير من جهته الغربية (تبريز دياربكر حلب انطاكية).
كانت حلب تعج بكل أنواع الدعوات الدينية ففيها كل الطرق الصوفية العرفانيةو المذاهب السنية. جوهر طروحات هؤلاء الدعاة هو محاولة إيجاد عقيدة جديدة توحد الأديان المتواجدة في المنطقة.
نجد لهذا السبب ان هذه الدعوات كانت تحاول مزج المعتقدات الإسلامية و المسيحية كالإيمان بالخضر و التقمص و غيرها.
تزامن بدء تسنن شمال بلاد الشام في عصر المماليك في القرن الرابع عشر مع بدء تشيع إيران السنية على يد الصفويين و دعاة جبل عامل.

مصطفى حميدو
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast