Monday 22 February 2021

تكبر ‏القوة ‏و ‏تدين ‏الضعف

من أعجب عجائب البشر أنهم إذا بلغوا قوة أو سطوة او غنى ظنوا أنهم قد امتلكوا قوة لا منازع لهم فيها و قدرة لا أحد يستطيع أن ينتزعها منهم أو يفرض عليهم شيئا أو أمرا. هذا الشعور يوصل معظمهم إلى مرحلة من الكفر بقدرة الله بل إنهم في لحظات النشوة يصلون حتى إلى تحدي الله كما فعل صاحب البستان الذي ذكر في القرآن عندما قال: ما أظن ان تبيد هذه أبدا..
هؤلاء البشر إذا تمكن منهم الضعف و العجز و الاضطهاد تراهم ينسون عنجهيتهم و تكبرهم و تحديهم حتى لله و تراهم ايضا أضحوا دراويش يدعون ربهم في نومهم و صحوهم و في كل مكان و لحظة يستطيعون فيها فعل ذلك حتى تظنهم أئمة الإيمان و عمود الدين و الإسلام. 
فهؤلاء و هم الكثرة لا وسط لديهم فإما غنى مع تجبر و تكبر و معصية أو فقر مع تدين يصل إلى درجة من اللاعقلانية.

الإيمان الصحيح هو ذاك الذي لا يتأثر بغنى أو فقر بل هو ذاك الذي إذا ازداد الإنسان غنى زاد تواضعه و شكره و بعده عن كل ما يغضب الله و إذا ازداد فقرا زاد شكره و دعاءه و إلحاحه.


Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast