Friday 12 March 2021

من ‏استعان ‏بالأجنبي ‏وصل ‏و ‏خلد

هناك مقولات مضحكة تقال و يحاول قائلوها او صانعوها إضفاء الشرعية عليها و كأنها مقدس لا يمكن المس به. أهم هذه المقولات مقولة ان من يستعين بالأجنبي على بلده خائن. لو أخذت هذه المقولة مجردة من أي اصطفافات آنية فإنها تبدو صحيحة لكن  مدى صحة هذه المقولة مرتبط بالتزام الجميع بها و أعني هنا الجميع مطلقو المقولة و من خلفهم و معارضوهم و من خلفهم. فلا يمكن لطرف أساس وجوده و بقائه هو الأجنبي أن يخون الطرف الآخر الذي يستعمل نفس أدواته ضده.
 كشفت السنوات العشر التي مضت أننا أمام دول هشة ضعيفة مفككة تقوم على حكم العائلة و الفرد. فحتى الدول التي كانت تعلن أنها دول تقدمية اكتشفنا فجأة أنها دول العائلة و الفرد و الإقطاع العسكري و العائلي. لم تنجح هذه العائلات و لم ينجح هؤلاء الأفراد في البقاء في أمكانهم السلطوية طوال عقوظ و لا حتى في الوصول إليها دون دعم واضح من الخارج. هؤلاء عندما استخدم معارضوهم طريقتهم نفسها في الوصول للحكم إتهموهم مباشرة بالعمالة و الخيانة مع أن الجميع عمليا و واقعيا مرتهن للخارج كل حسب تحالفاته و حسب قدراته. 
نحن هنا أمام مصيبة دمرت مجتمعاتنا و قيمنا و حياتنا. فالجميع يستخدم الخارج للهيمنة و في نفس الوقت يخون الواحد منهم الآخر بسبب استعانتهم بالخارج. الواقع الذي نعيشه صعب و استمراره بهذه الطريقة سيقود حتما إلى تدمير ذاتي للجميع. لقد أضحى الخارج -و ربما كان دائما- هو المقرر لكل تفاصيل حياتنا. فحتى القرارات التي تتخذ محليا يتضح بعد فترة أنها أتت من الخارج ضمن سياسة منسقة للوصول إلى هدف ما أو شئ ما. النتيجة هي ما نراها من دمار عام شامل و ضعف و عجز و فقر و تسلط و دكتاتورية. 

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast