كشفت السنوات العشر التي مضت أننا أمام دول هشة ضعيفة مفككة تقوم على حكم العائلة و الفرد. فحتى الدول التي كانت تعلن أنها دول تقدمية اكتشفنا فجأة أنها دول العائلة و الفرد و الإقطاع العسكري و العائلي. لم تنجح هذه العائلات و لم ينجح هؤلاء الأفراد في البقاء في أمكانهم السلطوية طوال عقوظ و لا حتى في الوصول إليها دون دعم واضح من الخارج. هؤلاء عندما استخدم معارضوهم طريقتهم نفسها في الوصول للحكم إتهموهم مباشرة بالعمالة و الخيانة مع أن الجميع عمليا و واقعيا مرتهن للخارج كل حسب تحالفاته و حسب قدراته.
نحن هنا أمام مصيبة دمرت مجتمعاتنا و قيمنا و حياتنا. فالجميع يستخدم الخارج للهيمنة و في نفس الوقت يخون الواحد منهم الآخر بسبب استعانتهم بالخارج. الواقع الذي نعيشه صعب و استمراره بهذه الطريقة سيقود حتما إلى تدمير ذاتي للجميع. لقد أضحى الخارج -و ربما كان دائما- هو المقرر لكل تفاصيل حياتنا. فحتى القرارات التي تتخذ محليا يتضح بعد فترة أنها أتت من الخارج ضمن سياسة منسقة للوصول إلى هدف ما أو شئ ما. النتيجة هي ما نراها من دمار عام شامل و ضعف و عجز و فقر و تسلط و دكتاتورية.
0 comments:
Post a Comment