Sunday 16 April 2006

الرغيف الديمقراطي

رامي جعارة
كاتب أليبوس العربية
16\4\2006

الرغيف الديمقراطي (إحلم فقط .. لا تشم ولا تذوق)
نورد هذه القصة الطريفة والتي ستساعدنا في فهم حقيقة الديمقراطية في نظامها الإقتصادي (الرأسمالي).
لو وقف أحدنا على شاطيء البحر وبيده رغيف ثم ألقاه على وجه الماء ماذا يحصل ؟؟؟؟
معلش لن أنتظر كثيراً .. سأعطيكم الجواب الآن. ما هي إلا لحظات حتى يجتمع عدد كبير من السمكات الصفيرة الحجم ( بطول 2 - 3 سم ) متسابقة نحو هذا الرغيف تحاول أخذ مكانها على محيطه لينالها نصيب منه. ومن بين مئات الملايين من السمكات في البحر لن يكون هناك حظ لغير مئة واحدة منهن فقط ، لأن الرغيف كاملاً لن يتسع محيطه لوجود أكثر من ذلك. وهذا ما يقصدون به "بالعرض والطلب" وأن الطلب دائماً أكبر مما هو معروض في الاسواق.
بعد أن أخذت تلك السمكات المئة المحظوظة قضمتها الاولى ، أصبح الرغيف أصغر .. وما عاد يتسع إلى وجود 100 سمكة على محيطه ، بل أصبح هناك مكاناً يتسع ل 80 سمكة منهن فقط.!!!! .. وهكذا يستمر الأمر في صغر حجم الرغيف وخروج السمكات خارج اللعبة حتى تبقى اللقمة الأخيرة لسمكة واحدة التي هي الأقوى والأسرع و .. و .. و .. عن بقية السمكات التي كانت تتساقط تباعاً خلال مرحلة القضم هذه.
هذه هي حقيقة الحركة الإقتصادية داخل المجتمعات الديمقراطية في الغرب ونحن بأنفسنا نعيشها ونراقبها .. وهي ترجمة لفلسفتها في البقاء للأقوى والأصلح في الحياة .. رغم أنه ليس لديهم تفسير لظاهرة إختفاء أقوى الحيوانات (الديناصور) وبقاء أشدها خوفاً وضعفاً .. (الدجاحة)!.
كل شيء يجب أن يكون مخصخص .. حتى الأشياء التي هي من أساس وجود المجتمعات كالمنافع العامة (كالماء والكهرباء والمواصلات والإتصالات العامة ..) والتي يجب أن تكون بيد الدولة تقدمها لمواطنيها بثمن تكلفتها فقط .. لا أن تصبح بيد أفراد قلائل يمسكون فيها ليتحكموا بكل شيء في المجتمع.فكرة الديمقرطية (الرأسمالية) فكرة مخادعة لأنها تجعل الجميع يحلم بأنه سيصل .. وتجعله يجري ويجري ويبذل أقصى طاقته .. لكن العمر يمضي ويبقى الحلم حلماً . أكان أمريكياً أم صومالياً لا فرق .. لا يتحقق إلا لصاحب ورقة يانصيب واحدة وبعض ممن حصلوا على جوائز ترضية تعوض خسائرهم فقط.

كل شيء يجب أن يكون مخصخص .. حتى الأشياء التي هي من أساس وجود المجتمعات كالمنافع العامة (كالماء والكهرباء والمواصلات والإتصالات العامة ..) والتي يجب أن تكون بيد الدولة تقدمها لمواطنيها بثمن تكلفتها فقط .. لا أن تصبح بيد أفراد قلائل يمسكون فيها ليتحكموا بكل شيء في المجتمع.
فكرة الديمقرطية (الرأسمالية) فكرة مخادعة لأنها تجعل الجميع يحلم بأنه سيصل .. وتجعله يجري ويجري ويبذل أقصى طاقته .. لكن العمر يمضي ويبقى الحلم حلماً . أكان أمريكياً أم صومالياً لا فرق .. لا يتحقق إلا لصاحب ورقة يانصيب واحدة وبعض ممن حصلوا على جوائز ترضية تعوض خسائرهم فقط
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast