Wednesday 5 April 2006

الفئات الضالة

الفئات الضالة

مصطفى حميدو
‏الأربعاء‏، 05‏ نيسان‏، 2006

أعجبني عنوان الكتاب ، اشتريته و أخذت أقرأ فيه. هالتني كمية المعلومات التي تحتويها صفحاته. لم يكن كتابا ضخما بل كان كتابا من القطع المتوسط لا تتعدى صفحات الكتاب كنص واحد المائتي صفحة. بقية الكتاب كانت عبارة عن أراء فيه لكتاب أغلبهم لم ترق لهم فكرة الكتاب. الكتاب يتحدث عن الفرق السرية في الإسلام ظهورها و نشأتها و دعوتها.  حاول الكاتب تسليط الضوء على ما يعتبره الفقه السني الإسلامي جزءا من الدعوات الهدامة أو تلك التي تضر بالأمة و استقرارها. طوال صفحات الكتاب يحاول الكاتب سبر أغوار ما أطلق عليها بالأحزاب الإسلامية من الخوارج إلى المعتزلة إلى المرجئة.حسب النصوص الملحقة بالكتاب فان الانطباع العام لدى قارئيه و المعلقين عليه تتسم بنوع من الدهشة الممزوجة بهجوم  على مضمون الكتاب  و توقيته.
الفقه الإسلامي عامة لم يناقش أفكار الفرق الإسلامية هذه في العمق و لم يدرس بشكل كاف أسباب ظهورها و ركودها. الإنسان المسلم العادي لا يكاد يعرف عن هذه الفرق شيئا سوى أنها و حسب خطباء الجمع من الفئات الضالة. نفس الشيء يحدث في هذه الأيام عبر إطلاق مصطلح الفئة الضالة على من يوصفون بالإرهابيين . الفتاوى بحق هؤلاء جاهزة و كأنها قالب جاهز لمن يخرج عن طاعة و لي الأمر.
الكاتب وصف هذه الفرق بالثورية و هؤلاء الذين يوصفون بالإرهابيين يطلقون على أنفسهم ألقابا مشابهة لمصطلح الثورية.
المقارنة هنا بين الفرق القديمة و الثوريين الجدد قد لا تروق لهؤلاء فهم خريجو نفس المدرسة التي تصف تلك الفرق بالفئات الضالة و هو المصطلح الذي يوصفون به اليوم.
الدعوة هنا هي لإعادة دراسة مذاهب تلك الفرق و إعادة بعض الحقوق لها و التي سلبت منها طوال التاريخ الإسلامي بحجة الخروج عن الطاعة.
مصطلح الخروج عن الطاعة أضحى ممجوجا، سمجا ، مضحكا يذكرني دائما بمشايخ الوهابية و التابعين لهم.
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast