Saturday 8 April 2006

عنهم وعنا

عنهم و عنا
مصطفى حميدو
‏السبت‏، 08‏ نيسان‏، 2006

أسأل نفسي دائما عن عنصريتنا نحن كعرب ضد الأخرين. أفاجأ كثيرا عندما اعيد التفكير فيما يدعيه البعض من غير العرب و بعض العرب من عنصرية تسيطر علينا في طريقة تعاملنا مع الأخرين. الطرح في أصله لاغ . العنصرية عند الغرب عنصرية لون و دين و عرق أما عنصريتنا المزعومة فلا تقوم على أساس دين أو عرق أو لون.أكبر الأدلة على خطأ الطرح هو امتزاج أقوام وأجناس مختلفة مع بعضهم البعض في بوتقة الاسلام الخالدة.
اذا طبقنا ذلك على الغرب فهو يضطهد شركاؤه في الدين على اساس اللون.
القصص الكثيرة عن الاضطهاد العرقي الغربي تخجل من لديه بقية من خجل.شركاء الدين يضطهدون على أساس لونهم. أيضا شركاء اللون يضطهدون و هذه المرة على أساس دينهم.
ما الذي بقي في مجتمعاتهم من تنوع يدعونه اذا كان الكل محارب عندهم سواء على أساس الدين أو اللون.الكل هنا هو الغير الذي أتعبنا بعض العرب في طرحه بعد أحداث سبتمبر. التهمة كانت جاهزة دائما ، العرب عنصريون و المسلمون كذلك. التفصيل هو انهم لا يقبلون الأخر بكونه الأخر أي بدينه و لونه و عرقه. الأصل هو التعايش بين كل هذه المكونات لكن العرب لا يقيمون بذلك. هم يضطهدون( حسب التهمة) أقرانهم في الدين من اكراد و بربر .......
وهم عنصريون تجاه من يخالفهم في الدين أيضا من أقباط و موارنة.......
هذه هي التهم و هي نفس التهم الموجهة للغرب و التي يرفض الاعتراف بها.
تفنيد ذلك سهل. الأساس في التعامل هي المصلحة و المصلحة عندما تتناقض مع غيرها من المصالح تسمى عندها عنصرية. الغرب هو من يقوم بتأجيج مشاعر لدى العرب و المسلمين لم تكن موجودة. دعم الأقليت أو بالأصح تحريضها تحت شعار حقوق الانسان و ما أكثر مضطهديخا عندهم تثير اشمئزاز الشعوب. الهدف المستتر لتحريضهم لمن ظلوا قرونا متعايشين مع بعضهم البعض دون منغصات تذكر.
حق تقرير المصير الذي تستعمله الدول الغربية يوميا ضد الدول الضعيفة هو الذي يساعد في نشوء ردات فعل هي بعيدة عما يمكن أن يطلق عليه بالعنصرية. هذه ردات الفعل متعلقة بالخوف على مصير اوطان و علاقة الاقليات بالغرب و طموحاته الاستعمارية.
لا يمكن أن يتخيل أحد أن توجه دولة من الدول الغربية الدعوة لأخرى لاحترام حرية تقرير المصير لمجموعة طائفية او عرقية. المثل الاكثر تداولا الأن هي قضية الباسك في اسبانيا و حربه التي وضعت أوزارها مع حركة ايتا الانفصالية. لم تقم اي دولة أوروبية بمطالبة اسبانيا باحترام حرية تقرير المصير للشعب الباسكي. أكثر من ذلك ، فقد قامت فرنسا بالاشتراك مع اسبانيا في حربها ضد ايتا كون الأراضي التي تطالب بها ايتا لاقامة دولة باسكية تمتد الى داخل فرنسا نفسها. التعريف المتفق عليه للعنصرية أنها اعتقاد لمجموعة بشرية بانها متفوقة وراثيا على أخرى في النواحي العقلية و الفيزيائية و الثقافية. التمحيص في هذا التعريف يدلنا بوضوح الى ان ما يتهم به العرب و المسلمون بالعنصرية هو مجاف للحقيقة. المشكلة الاكبر هي في السياسة و استخدافها لتحريض اقليات ثقافية و عرقية و دينية لطلب تشكيل كيانات خاصة بها
وبالتالي تفتيت كيانات دول كاملة . اندونيسيا التي تتشكل من مجموعة كبيرة من الجزر تعاني من مشكلة امكانية  تفتيتها. كل جزيرة أضحت تعتبر نفسها مشروعا لدولة. الأمم المتحدة يمكن  في يوم ما أن تضم في عضويتها ألاف الدول ان استمرت هذه الجزر في مشروعها لكن ذلك لا يمكن أن يتحقق و السبب هو أن هذه الدعوات هي سياسية أي أنها أوراق تستخدم  من قبل الغربيين لابتزاز اندونيسيا و الدول ذات الحالات المشابهة. أخر الدعوات و أكثرها سيريالية هي محاولة البعض التسويق لحكم ذاتي أشوري مسيحي في سهول الموصل. انها ورقة أخرى تلعب لتفتيت المفتت و تقسيم المقسم وصولا الى اضعاف الكيانات القائمة الى أقصى حدود الممكن.
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast