Thursday 15 February 2007

مشروع نووي لن يرى النور


مصطفى حميدو


يروج الخليجيون اليوم لبرنامج نووي هو في أصل منشئه يأتي ردا على البرنامج النووي الإيراني و يطالعونا بين الفينة و الأخرى بأخبار عن اجتماعات و مواعيد اجتماعات مستقبلية مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بغية التباحث في موضوع إنشاء المفاعل النووي . تستبعد هذه الأخبار إمكانية قيام دول الخليج بتخصيب اليورانيوم كما هو حال إيران . يعتمد الخليجيون في استبعاد التخصيب إلى رفض الولايات المتحدة للتخصيب الإيراني و كون كل الصراع مع إيران يدور حول مدى شرعية التخصيب النووي. هنا لا بد من وضع ملاحظات سريعة على هذه التسريبات و الأخبار و هي كالتالي:
أولا:المشروع الخليجي النووي هو مشروع أمريكي بتمويل خليجي تحتاجه أمريكا اليوم لزرع الشقاق بين ضفتي الخليج و تعميق الشرخ الطائفي الذي بدأ يلوح في الأفق.
ثانيا:دول الخليج تفتقد أي قاعدة علمية يمكن أن تساهم و لو في الحد الأدنى في أي جهد لإقامة هذا المشروع على عكس دول كمص التي تمتلك مثل هذه القاعدة و إيران التي تعتمد في جزء كبير من برنامجها على الخبرات المحلية عالية التدريب و التأهيل.
ثالثا:المشروع النووي المرتقب – إن أبصر النور- لن يعدو كونه مفاعل أمريكي الإنشاء و الإدارة و المراقبة، خليجي المقر تماما كصفقة الأواكس الشهيرة في بداية الثمانينات و التي اشترت فيها السعودية طائرة التجسس الشهيرة وفق شروط أن يكون الطاقم العامل عليها أمريكي و أن ترسل المعلومات التي تجمعها بداية إلى الولايات المتحدة ليتم ترشيحها و ليعاد إرسالها تاليا إلى السعودية لتحصل منها على المعلومات التي تسمح لها الولايات المتحدة في الحصول عليها.
أخيرا لا بد من القول بأن التوقع العام و الدلائل كلها تشير إلى أن هذا المشروع برمته لن يرى النور لأنه و ببساطة عملية مماحكة سياسية سينتفي سبب وجوده عند غياب الصدام الإيراني الأمريكي في المنطقة و سيظهر تاليا مدى هشاشة السياسات العربية في التعامل مع القضايا الإستراتيجية الكبرى.

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast