Monday 19 March 2007

في الأمة و سوادها

مصطفى حميدو

هناك أشياء دائما ما يحاول البعض تصديرها لفرض سيطرته عبر فرض نموذجه و محاولة جعله السائد ليكون لاحقا مرجعا تشد إليه الرحال و يستورد منه الخبراء و يشار إليه في كل صغيرة و كبيرة فتعمم ثقافته و يصبح لسانه لسان حال المصدر إليهم و مصدر تباهي نخبهم بمعرفة ذاك اللسان و معرفة ثقافته. كلام إنشائي لكنه كلام المنطق المستند إلى مراقبة و إلى سؤال ما زلت أبحث له عن جواب دون فائدة. السؤال هو: لماذا تأخرنا بعد أن كنا الرواد و لماذا تقدموا؟ ربما يكون فرض النموذج هو الجواب. ربما هذه لا تقطع بالصحة لكنها تطرح الموضوع للنقاش. القوة دائما كانت ملازمة للحضارة على امتداد التاريخ. راقبوا الأمم و صعودها و هبوطها و راقبوا قوتها العسكرية في حالات الصعود و حالات الهبوط. العلاقة هي طردية بل هي طردية مزمنة. فكلما قويت الأمم حضاريا قويت عسكريا و العكس بالعكس. إنها مرة أخرى مسألة النموذج الذي يدعي أنه الحل السحري لمعاناة البشرية. التقدم الحضاري يستدعي دائما تقدما عسكريا. الحضارة هي العلم و العلم هو أداة تطور الجيوش ووسائلها. سؤال يستتبع استطرادا و هو إذا وجد العلم دون قوة فهل تسود أمة على ذلك الشرط؟ بالطبع لا،لأن سواد الأمم هو بتعميم النموذج و تعميم النموذج يستتبع ذراعا قويا قد يكون عصا يلوح بها في أحيان و أداة لمن يهدد مصلحة الأمة في أحيان أخرى.
مسلمة أخيرة لا بد من قولها: لا تنتصر الأمم و لا تسود بسلاح غيرها الذي تحارب فيه و إن انتصرت فهو انتصار وقتي لحظي لا يلبث أن يتلاشى بتلاشي مصدر السلاح أو بقطعه أو بتنافي مصلحة المصدر مع مصلحة الأمة.
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast