Monday 25 February 2008

الصراع السوري السعودي و كسر الخطوط الحمراء

انه صراع كبير في المنطقة. هذه المرة بين سورية و السعودية و من ورائهما مشروعين كبيرين واحد تمثله السعودية وكيلته في المنطقة. طبعا التوكيل مأخوذ من أصحاب العلامة التجارية العالمية الولايات المتحدة الأمريكية. المشروع الأخر هو مشروع سوري-إيراني إضافة إلى حركات المقاومة في لبنان و فلسطين.... لا داعي للشرح عن هذين المشروعين فالناس قد ملت من تفاصيل أضحت أمامهم تفرض عليهم ليلا و نهارا. هنا لا بد من القول ان الصراع في أحد جوانبه هو صراع الماكينات الإعلامية. الاعتراف هنا بأن ماكينة إعلام الوكيل الإقليمي للمشروع الأمريكي هي أكبر. أموال البترول تفعل فعلها في تمويل سلسلة غير منتهية وسائل الإعلام كلها تعمل بتناغم كبير ، تنسق أهدافها و تحدد أولوياتها. صحيح إن ملاك هذه الوسائل مختلفين لكن التمويل مصدره واحد و هو مال البترول السعودي.

**

في خضم هذه الصراع الكبير هناك محاولة تجري هذه المرة لتحييد إيران و حصر الصراع مع سورية. في التسريبات يقال بأن الهدف الآن هو استقطاب إيران و الاستفراد بسورية. قبل أشهر عديدة كانت الأجندة مختلفة . قيل وقتها بان عليهم استقطاب سورية و إعادتها إلى"الحضن العربي" بعيدا عن " المشروع الفارسي". الإستراتيجية الماضية لم تنجح و الجديدة أيضا لن تنجح لسبب بسيط و هو أن الطرفين السوري و الإيراني يفهمون جيدا بان الهدف هو الاستفراد بأحد الطرفين.

**

الصراع مع سورية الآن وفي خضم محاولة الاستفراد بها هو حاليا على عنوان القمة العربية القادمة في سورية. التهديدات بإلغاء هذه القمة أو حتى نقلها من سورية هو مجرد ورقة ابتزاز لتصعيد الضغوط. في الحقيقة السعودية لا تريد رئيسا للبنان. ما تريده السعودية و ما تسرب عنها هو دعوة السنيورة من قبل سورية للقمة العربية كممثل للبنان. هذا بالضبط ما تريده. في دعوته تثبيت لواقع عجزت حتى الآن السعودية و حلفائها عن تثبيته. كل هذه المناوشات الإعلامية التي نراها تتم في إطار هذا العنوان. السعودية لا تريد رئيسا للبنان على الأقل حتى انتهاء القمة العربية. هي تريد ما عجزت عنه قبلا في إعطاء دور لرئيس الوزراء يحوله من أحد أضلاع الحكم في لبنان و الرئيس الثالث ضمن معادلة الثلاث رئاسات إلى حاكم تسلطي يجمع في أيديه كل السلطات.

**

ضمن هذا السياق أيضا نستطيع أن نلاحظ بشكل جلي بداية المناوشات الإعلامية السورية السعودية. رغم أن المعادلة الإعلامية غير متكافئة و تميل بشكل كبير إلى جانب السعودية إلا أن مجرد البداية في الهجوم و رده من قبل سورية هي نقطة تسجل لها. كيف ذلك؟ طوال السنوات الثلاثة الماضية تم الهجوم على شخص الرئيس الأسد بشكل غير مسبوق سواء عبر سياسيين لبنانيين مستأجرين أو عبر صحف و وسائل إعلام سعودية و لبنانية و كويتية. هذا الهجوم قوبل بالغضب في البدابة لأنه كسر خطا أحمر في التعامل ما بين الحكام العرب. بعد فترة وجيزة تحول الغضب إلى نوع من المناعة و لم يعد مجديا من الناحية المعنوية الهجوم و مهما كانت الألفاظ التي تستخدم فيه. في المناوشات الإعلامية الحالية، نرى الإعلام السوري الالكتروني و التلفزيوني الخاص يستهدف شخص الملك السعودي في عملية كسر "لتابوه" ظل حراما الاقتراب منه . استهداف شخص الملك السعودي يزعج أل سعود لأنه و ببساطة ينسف فكرة حاول أل سعود ترسيخها لعقود و هو أن الملك ليس برئيس دنيوي فقط بل هو خادم الحرمين الشريفين بكل ما يحمله ذلك من رمزية على مستوى العالم كله.

Share:

1 comments:

Telegram

Podcast