Wednesday 12 December 2012

رف السنونو الحمصي



 هكذا هم أهل حمص لقد تفرقوا في أرجاء سوريتنا الحبيبة كلاً
 في مكان ,هولاء الناس " بل الشعب الحمصي كما كانوا يحبون أن يطلق عليهم "
لم يعرفوا الا الفرح كانوا يزرعون البسمة أينما حلوا بخفة دمهم وسرعة بديهيته الحاضرة دائماً , أصبحوا الآن مثار حزن وأسى وتحولات ضحكاتهم
 إلى دموع فهل يا ترى يستطيعون بعد الآن أن يزرعوا الفرحة وقلبهم ينبض حزن .
من كانوا مشروع بسمة أصبحوا الآن حكاية حزن يثير الشجن أكثر مما يثير الفرح .
 هل يا ترى إذا ما انتهت الأزمة كما نأمل جميعاَ وبقينا أحياء سنرجع كما كنا نبحث عن الفرح ونرسم البسمة على ثغور الناس قبل وجوهنا ؟..
 لا سنحتاج إلى وقت طويل لنعود إلى ذواتنا ونتعلم الضحك من جديد, إن الطفل يحتاج إلى عام وبضعة أشهر ليتعلم الكلام والمناغاة ,أما نحن فسنحتاج إلى أعوام وربما عقود لنتعلم كيف نفرح وكيف نخرج الحزن الدفين في قلوبنا التي أصبحت دامية وأصبحنا حتى لو أردنا أن نضحك لن يصدقنا أحد ولن نصدق أنفسنا ...
هذه الأزمة لم تخرب البيوت فقط بل خربت نفوسنا وذواتنا حتى بتنا لا نعرف من نكون .
هناك نكتة ألفها أهل حمص بذكائهم الرائع تنطبق علينا الآن
"لقد أخبروهم في الأرصاد الجوية بأن حمص سيجتاحها إعصار يخرب الحجر والبشر وطلبوا منهم أخذ الحذر والحيطة ,فاجتمع الحكماء والفقهاء من أهل حمص وخرجوا بنتيجة أن ينزعوا اللافتة الموجودة عل مدخل المدينة " حمص " ويستبدلوها ب "دير الزور " , ولكن هذه المرة كتبوا " قندهار " بدلاً من دير الزور وصدقت كذبتهم وأصبحت حمص الجميلة قندهار العرب .
وأصبحت مدينة أشباح يعشش فيها البوم والخراب تلك المدينة التي كانت عروس سوريا تختال بهجة وجمال أصبحت مدينة خراب ودمار وصدق مثلهم بأنها أم الحجار السود فدخان البارود والقذائف صبغ جدرانها بالسواد كما صبغ قلوب الناس فيها .
وفي النهاية هل سيرجع إلينا حس الفكاهة والمرح ؟.
 ولكن دائماً يحدونا الأمل بغد جديد ونور مشرق يخلق فينا وجه باسم وقلب نابض بالحياة وبالأمل ....

Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast