Saturday 6 January 2018

الفعل إن دل على الفاعل

إن الفعل يدل على الفاعل لا على دينه. فالدين قيم قد يعتنقها الفاعل و قد لا يفعل. قد يكنى الإنسان بأقوى الكتى و يوصف بأقوى الصفات و لكن عند الموقعة تراه يفر من ساحتها جاعلا من صفاته و كناه أضحوكة للناس.
ليس المهم أن نقول عن إنسان أنه مسلم أو مسيحي أو إنساني أو يساري أو تقدمي أو  أي معتقد آخر يمكن أن يوصف به الإنسان و تراه يخالف فيما يفعل كل التعاليم التي من المفترض أن يتبعها من ينسب نفسه لهذا  الدين أو هذا الفكر.
القصة ليست صفاتا و نعوتا تطلق بل هو إلتزام بما تحمله هذه الصفة أو تلك من قيم و مبادئ. يقول العلامة الشيخ عبد الرحمن الخير في كتابه "عقيدتنا و واقعنا" بتصرف أن المنسوب إلي المسلمين العلويين من أفعال تخالف العقيدة الصحيحة هو شأن إجتماعي متوارث لا علاقة له بعقيدة المسلمين العلويين. إنه تراكم قرون من الإضطهاد و تضييع كتب الفقه الخاصة بهم جعلت من سلوك الناس يبتعد عن جوهر العقيدة فوصمت عقيدة المسلمين العلويين بما يقومون به من سلوك.

إذا كرهت أنسانا فاكره فعله لا ما يؤمن به أو ينتسب أليه. قد يكون ما يؤمن به و ما ينتسب أليه مليئا بكل الخير و قد يكون مطابقا لما تؤمن به و إن أخذ مسمى آخر. ليس شرطا أم يكون فعل الإنسان نابعا مما يؤمن به. فكثيرة هي الأمثلة على أناس يوصفون بالتقدمية و هم رجعيون إقطاعيون يسوؤون من يعملون عندهم سوء العذاب. هنا ليس عليك أن تهاجم ما يؤمن به هذا "التقدمي" بل عليك أن تعاجم فعله و سلوكه. الإنسان بشكل عام عندما يوضع تحت الضغط يخرج منه كل سئ و في وقت الراحة تراه أنيسا محببا لمن حلوله. 
الظروف هي من تفرض على الإنسان سلوكه إلا قلة قليلة تراها لا تغيرها الظروف و لا تحول الجيد فيها إلى سئ.

مصطفى حميدو
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast