Thursday 29 December 2005

الشرع : سوريا ستتعاون إلى أبعد الحدود

دمشق - «الديار»‏
اكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان سوريا ستتعاون الى ابعد الحدود مع لجنة ‏التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق المرحوم رفيق الحريري ورئيسها الجديد ‏وستنسق للوصول الى بروتوكول تعاون لتعريف ماهية التعاون وسقفه وكيف يقال بأن سوريا ‏قد تعاونت تعاوناً كاملاً لكي يطمئن الشعب السوري مشيراً الى انه ليس من مصلحة اللجنة الا ‏توقيع بروتوكول تتوضح فيه حقوق وواجبات كل طرف ويعطي مصداقية لعمل اللجنة.‏
جاء كلام الشرع خلال عرض سياسي شامل قدمه امس خلال الاجتماع الدوري الخامس لقيادات فروع ‏الجبهة الوطنية التقدمية في المحافظات والقيادات السياسية لاحزابها.‏
وتطرق الشرع في عرضه الى عمل لجنة التحقيق الدولية السابق والتناقضات التي ظهرت في تقرير ‏اللجنة الذي يؤكد انه استخدم كوسيلة لتحقيق اهداف وغايات معدة مسبقاً لا تهدف الى كشف ‏الحقيقة وهو ما كشفه كبار الخبراء والحقوقيين خلال العشرات من المقالات والدراسات حول هذا ‏الموضوع.‏
وتحدث الشرع عن الخطوات الدبلوماسيية والاجراءات التي تقوم بها سوريا تجاه الاشقاء العرب ‏والاصدقاء في العديد من دول العالم لتوضيح موقفها مؤكداً ان مرحلة الطغيان على العقل ‏العربي باتهام سوريا انتهت ولن تتكرر حيث يجري العمل على تفكيك الضغوط والألغام التي ‏تزرع في طريق سوريا.‏
واوضح الشرع ان سوريا تعمل على اقامة علاقات جيدة واستراتيجية مع فرنسا رغم وجود من ‏يقف عائقاً في سبيل تحقيق ذلك تحت ذرائع غير مفهومة مشيراً الى العلاقات الجيدة والمتميزة مع ‏تركيا وروسيا وغيرها من الدول الصديقة والسعي لتعزيزها وتوطيدها.‏
وعن العلاقات السورية - اللبنانية وتطوراتها قال الشرع ان سوريا تنظر الى لبنان ككل ‏وتدعم الوفاق الوطني بين اللبنانيين وهو ما سعت اليه منذ دخولها الى لبنان حيث تم التوصل ‏الى اتفاق الطائف وبناء الجيش اللبناني القوي مع وقف الحرب الاهلية داعياً الى عدم ‏التفريط في هذه الانجازات التي هي من مصلحة لبنان وسوريا.‏
واكد الشرع ان ما يحاك ضد لبنان هو ضد سوريا حيث لا يوجد تعارض في المصالح مع لبنان ‏مؤكداً ان غالبية اللبنانيين يؤيدون اقامة علاقات جيدة مع سوريا وهذه العلاقات ليست ‏مرتبطة لا بوجود جيش او امن بل تستند الى التاريخ والجغرافيا والامتداد البشري وهي اقوى ‏من كل الاعتبارات الاخرى.‏
وأضاف الشرع يقول ان سوريا تعمل وتساعد في اي جهد يصب باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية ‏الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.‏
وتحدث الشرع عن الأوضاع في سوريا وما مرّت بها مؤخراً فقال ان الظروف التي مرت بها سوريا ‏خلال السنوات الخمس الاخيرة هي من اصعب السنوات التي مرت في تاريخ العالم وليس فقط في تاريخ ‏سوريا والمنطقة وقد صمدت سوريا صموداً تاريخياً حيث مارست اكثر درجات المرونة ولم تتخل عن ‏اي من ثوابتها الوطنية والقومية وهذا يعتبر انجازاً كبيراً.‏
واكد الشرع ان الوحدة الوطنية في سوريا هي اساس قوتنا وهي التي تجعل من الجبهة الوطنية ‏التقدمية اطاراً للعمل السياسي يجمع كل ابناء الوطن مشيراً الى ان خطاب الرئيس بشار الاسد ‏على مدرج جامعة دمشق عزز الامل لدى ابناء الشعب وكان مؤشراً ايجابياً وهاماً ابعد عن ‏طريقنا الاحباط والشعور بالانكسار ووضع الامور في نصابها الصحيح.‏
وكشف وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع في معرض حديثه عن مضمون المحادثات التي ‏أجراها رئيس الوزراء اللبناني السيد فؤاد السنيورة مع المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم ‏الرئيس بشار الأسد. وقال السيد الشرع إن الرئيس الأسد استقبل السنيورة في دمشق، كما ‏التقى السنيورة رئيس الوزراء السوري السيد محمد ناجي عطري وبحث معه مطولا الأمور ‏الحياتية التي تجمع بين البلدين ولا تفرق بينهم في كل مناحي التعاون، مشيراً الى الاتفاقيات ‏الموقعة بين الجانبين. وقال السيد الشرع إن الجانب السوري ابلغ السيد السنيورة استعداد ‏سوريا تنفيذ تلك الاتفاقيات أو تعديلها إن أراد الجانب اللبناني ذلك. واضاف يقول لقد ‏تبين أثناء لقائي بالسنيورة في برشلونة «انهم يريدون ترسيم الحدود وفتح سفارات»، فكانت ‏الإجابة استعداد سوريا لذلك. وتساءل السيد الشرع هل يمكن أن تفتح سفارة وترسم حدود ‏دون أن يكون هناك مناخ سليم للعلاقات بين البلدين. واستشهد السيد الشرع بعملية ترسيم ‏الحدود بين روسيا والصين.‏
ونفى السيد الشرع أن يكون هناك تعارض في المصالح السورية ـ اللبنانية قائلاً أنه لا يوجد ‏تعارض في المصالح السورية ـ اللبنانية أبداً، وإن كل كاتب لبناني، مهما كان شأنه يحاول ‏أن يعتقد أو يكتب أو يحلل، بأن هناك تناقضا في المصالح بين البلدين هو ليس لبنانياً. ودعا ‏الوزير الشرع إلى العمل لاعادة اللحمة إلى العلاقات السورية ـ اللبنانية، مشيراً إلى أن ‏الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني يريد علاقات جديدة مع سوريا، وقال إن هذه العلاقات ‏ليست مرتبطة لا بوجود أمني ولا بوجود عسكري لأن التاريخ والجغرافيا أقوى، وان الأهداف ‏والمصالح المشتركة أقوى من كل شيء.‏
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast