Friday 30 December 2005

مصادر اشتراكية تشرح وجهة نظر جنبلاط في مقره المحصّن



الديار
30\12\2005
تستقطب المختارة الانظار في المحطات المفصلية ويلعب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب ‏وليد جنبلاط دور«بيضة القبان» في المواجهة الحالية، متجاوزا كل الخطوط في حرب مفتوحة لا ‏سيما منذ لحظة استشهاد حليفه الرئيس رفيق الحريري وما سبق ذلك من محاولة اغتيال الوزير ‏مروان حمادة رفيق دربه منذ ايام الشباب ولا سيما من منتصف السبعينات، والان كيف تعيش ‏المختارة مع هذه اللحظات التاريخية، وبماذا يفكر رئيس اللقاء الديمقراطي وهو يستقبل ‏الوفود في المختارة داعمة ومؤيدة وسط اجراءات امنية في الشوف والمختارة في غاية الاهمية ‏خصوصا وان مسلسل الاغتيالات مستمر.‏
برد كانون القارس الذي ينخر العظم لشدته لا سيما في الايام الماضية، لم يعرقل الحركة ‏باتجاه المختارة.‏
وتصف مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي هذه الحركة بأنها تتم بكل طيبة خاطر فالناس ‏‏«يقتحمون» اسوار القصر مرددين الهتافات والحداء ومجددين العهد لجنبلاط الذي اتسعت ‏بزعامته من الطائفة فبات اليوم زعيما وطنياً في اطار الانفتاح على الاطراف السياسية في ‏البلد والتي كانت في مرحلة ما على خصومة مع المختارة، لكن لا اثر لتلك الخلافات وقد تحرر ‏لبنان وانتهى زمن الوصاية والامساك بكل مفاصل البلد السياسية والامنية والاقتصادية لا ‏بل بكل شاردة وواردة.‏
ما قبل استشهاد الحريري
وتضيف المصادر الاشتراكية: قبل التمديد المشؤوم للرئيس اميل لحود الكل يتذكر تلك الرحلة ‏يوم كان «الحلف المقدس» سائداً ما بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس الحزب التقدمي ‏وكلاهما عانى في مآثر عهد الرئيس لحود لا سيما ايام حكومة العهد الاول اي حكومة الرئيس ‏سليم الحص، فيما مورست كل اشكال الكيديات بحق الحريري وجنبلاط وجاء قانون العام الالفين ‏للاقتصاص منهما لا لدعمهما كما يحلو للبعض ان يفسر ذلك، لكن الناس قالوا كلمتهم وحققا ‏سويا انتصاراً كاسحاً في بيروت والجبل اما في العام الفين يتذكر الجميع يوم وقف النائب ‏جنبلاط في المجلس النيابي وطالب بكل محبة ومسؤولية باعادة تموضع القوات السورية وآنذاك ‏انطلقت عمليات التخوين وبدأت شرارات الغضب تتطاير من النائب عاصم قانصوه الذي رد ‏على رئيس «اللقاء الديموقراطي» بعنف الى ان شارفت ولاية الرئيس لحود على الانتهاء. وقال ‏النائب جنبلاط لنوابه اثر لقاء في منزله في كليمنصو ان التمديد اذا حصل سيجرّ البلد الى ‏التدويل والخراب وكان شديد القلق من حصوله لانعكاساته على لبنان وتلك المخاوف انسحبت ‏على الرئيس الحريري الذي كان رافضا هذا الخيار وكان واضحا وصادقا في رفضه، انما حصل ما ‏حصل بعد التهديد والوعيد وكل ذلك موثّق في تقرير ديتليف ميليس الذي كلف برئاسة لجنة ‏التحقيق الدولية.‏
وتقول المصادر: منذ اللحظة الاولى لاستشهاد الحريري اصيب رئيس «اللقاء الديموقراطي» بصدمة ‏وغضب، ليقود لاحقا معركة الاستقلال بكل فصولها وما أسفرت عنه تداعيات جريمة العصر ولا ‏زالت تتوالى حتى الان.‏
بعد 14 شباط‏
وترى المصادر الاشتراكية ان «تداعيات جريمة العصر شكلت زلزالا حقيقيا، ولا زلنا نعيش هذه ‏التداعيات وما تبع ذلك من اغتيالات ومحاولات اغتيال لقادة ورموز وطنية واعلامية الى ‏تفجيرات امنية في مناطق سكنية وصناعية وبمعنى آخر تقول المصادر ذاتها ان فاتورة خروج ‏سوريا من لبنان توقعناها باهظة الثمن لا سيما ان عدتها ورموزها على الارض يعملون ‏ويتحركون.‏
اما ماذا عن حركة النائب جنبلاط فتتابع المصادر: اين اخطأ رئيس الحزب التقدمي؟ لقد ‏طالب باعادة تموضع القوات السورية فكانت حملات التخوين، ومن ثم كان خيار رفض التمديد ‏لعهد فاشل على كل المستويات، فكان استشهاد الحريري وما اعقبه من مسلسل دموي لا زال ‏مستمرا وما بين هذه المحطات ومسار التطورات الكل يذكر كيف ان الحريري عمل لصناعة «تفاهم ‏نيسان» الذي أدى لاحقا الى التحرير، وكيف كان بمثابة وزير خارجية العرب وسوريا ليخون ‏لاحقا. فتارة قيل انه يسعى الى تنفيذ القرار 1559 الى تواصله مع الاميركيين وسوى ذلك من ‏الاتهامات، والامر عينه للنائب جنبلاط الذي ومن على درج الاليزيه رفض المس بسلاح المقاومة ‏كما الرئيس الشهيد والامر عينه لرئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، وانما للأسف نرى ‏النتائج الان من خلال مواقف «حزب الله» وحملات الصحف السورية الى الحرب التي تشن الآن على كل ‏من وليد جنبلاط وسعد الحريري وقوى الرابع عشر من اذار.‏
جنبلاط لم يقصر مع «حزب الله»‏
وتضيف مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي: في خضم ما يتعرض له جنبلاط الذي رفع «الدوز» حتى ‏بلغ الذروة، في ظل التهديد ومسلسل الاغتيالات يقول البعض: نحن اوصلنا عشرة نواب الى المجلس ‏النيابي، واننا صنعنا الاكثرية. انما نسي هؤلاء ان النائب جنبلاط، وفي عز المعمعة نزل الى ‏‏«حزب الله» وحركة «أمل» وقال لحلفائه من قوى الرابع عشر من اذار: ثمة شريحة لها حضورها ‏ودورها لا يمكن تجاوزها، وعليها حماية المقاومة، وكان قال ذلك من الاليزيه والاتحاد ‏الاوروبي، لكن ما النتيجة؟ حملات من الاعلام السوري خرجت عن المألوف تهاجم النائب جنبلاط ‏وسعد الحريري، حتى تطاولوا على الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا احد يرد او يستنكر، وسبق ‏ذلك اغتيالات من دون ان تسجل مواقف من ذاك الطرف بحجم الكوارث التي تصيب البلد وكأن ‏هؤلاء الشهداء النخبة في الوطنية هم من كوكب اخر. وعندما أهين الرئيس فؤاد السنيورة ‏انسحب وزراء «حزب الله» و«أمل» بدل التضامن مع رئيس حكومتهم، من هنا العتب، وتاليا ان ‏النائب جنبلاط ليس كما يقول بعض نواب ومسؤولي «حزب الله» انه غدا او ظهراً سيبدل مواقفه، ‏بل إنه قال كلاماً كبيراً وتجاوز كل الخطوط وبعث برسائل كبيرة اذ هل يسكت امام هول ما ‏نشهده من اغتيالات وتهديدات.‏
واخيرا تضيف المصادر الاشتراكية، ان النائب جنبلاط طمأن مناصريه ومحازبيه واللبنانيين بانه ‏باق لمواصلة المعركة حـتى النهاية والتحالف المتين وبمعنى آخر «الحلف المقدس» مسـتمر مع سعد ‏الحريري وثمة تفعيل لقوى الرابع عشر من اذار وفي شأن النائب ميشال عون لقد هاتفه ووضعه ‏في الاجواء والكل يقدر ظــروف جنبلاط الامنية اذ ثمة صعوبة للقاءات في هذه الـظروف، لكن ‏الحركة فاعلة على مختلف المستويات ومن هنا تبدأ المختارة علامة فارقة للحركة السياسية ‏والشعبية، بينما وعلى المستوى الدرزي ورغم ان النائب جنبلاط يحبذ التنوع، لكن المؤكد ‏وفق المصادر ان المختارة الموقع الدرزي الاكثر حضورا بين ابناء طائفته بعيدا من مناورات ‏لا مكان لها حاول ويحاول البعض القيام بها بايحاءات من الخارج.‏
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast