Friday 24 March 2006

قيادةً و حكومةً و شعباً!!!


مصطفى حميدو
‏24‏ آذار‏، 2006



من هي القيادة و من هي الحكومة و من هو الشعب؟؟
هل هو نظام ابوي يرتكز على مرشد و اداة منفذة هي الحكومة و شعب مغلوب على أمره يتقبل قرارات الحكومة المسنودة من القيادة؟؟
العنوان هو مدخل لوضع تصور عام . اعتاد العرب على نظام سمي تاريخيا بالنظام السلطاني و له اداب عامة سميت تاريخيا أيضا بالأداب السلطانية.السلطان كما الحاكم الأن هو رأس النظام و كل من حوله يدور في فلك هو واضعه أو هو على الأقل عرابه.رغم ان الوزراء سيطروا في فترات تاريخية منفصلة على الحكم الا أن السائد طوال التاريخ الاسلامي هو سيطرة الحكام على كل مفاصل الدولة و القرار فيها.الأحكام السلطانية هي بمثابة الوثيقة التاريخية عن عصور مضت لكنها تتجلى الأن في طريقة تعامل حكامنا مع أفراد حاشيتهم و رعيتهم.تاريخيا كانت الطبقة الاقطاعية هي التي تفصل ما بين السلطان و رعيته. كان منها الوزراء أو ما يطلق عليهم اسم الحاشية . كانوا بامتيازاتهم يشكلون الفاصل بين عالمين. كانت هذه الطبقة تعيش في عالمين ، عالم الحاكم و عالم الرعية.حسب الأحكام و الأداب السلطانية تشكل هذه الطبقة الوسيط بين الحاكم و الرعية، لكن التدهور الذي دب في مؤسسة الحكم و الدولة ككل جعل منها مؤشرا هاما
على التصدع و الانهيار في بناء الدولة.
تحول الاقطاع الى استعباد و بدأ من خلال ذلك التذكر الذي ادى الى الانهيار و السيطرة الاستعمارية على البلاد.نفس المثل يتكرر من جديد و لكن بنسخة أكثر عصرية لكن المضمون يبقى واحدا.
السلطان اليوم هي القيادة التي تسيطر فعليا على كل شيء ، تقوم بتعيين و تأليف الوزارات و تعزلها عند اللزوم متخذة من الحكومة ذريعة لكل خلل
اقتصادي أو اجتماعي حاصل بينما تقوم هي بتحييد نفسها عن كل ما يحصل و كأنها المرشدة العامة و الحكومة هي المنفذة و هي التي تعجز عن التنفيذ وقت اللزوم ، أما الشعب فهو الرعية و الرعاع و الشعبوية الى أخر ما يمكن اطلاقه من صفات و نعوت بحق الشعب.
الديمقراطية هي خيار الكل حاكم و حكومة و شعب و هي التي تجلب الرعاع عند اللزوم. الشعب صالح طالما ظل في صف القيادة و هو الطالح
عندما تتناقض طلباته مع هوى القيادة و الحكومة.
الحكومة هي نفسها الاقطاع ،طبقة تفصل ما بين قاعدة الهرم الواسعة و قمته الضيقة المنغلقة على نفسها.
Share:

0 comments:

Post a Comment

Telegram

Podcast